سقوط إحدى الطائرات المسيّرة أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة، قبل أن تعود الكهرباء لاحقاً وسط أجواء من التوتر. 

شندي – تاق برس

تعرضت مدينة شندي، 200 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم، لهجوم بطائرات مسيّرة استهدف مواقع متعددة بينها مقر الفرقة الثالثة مشاة، بحسب مصادر محلية.

وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قوية أثناء تصدي الدفاعات الجوية للهجوم، مما تسبب في حالة من القلق بين سكان المدينة.

وأدى سقوط إحدى الطائرات المسيّرة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة، قبل أن تعود الكهرباء لاحقاً وسط أجواء من التوتر.

وأكدت مصادر محلية أن الدفاعات الأرضية التابعة للجيش تمكنت من إسقاط الطائرات المسيّرة بنجاح دون وقوع خسائر بشرية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات العسكرية في السودان منذ اندلاع النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.

وقد تركزت المواجهات في البداية بالعاصمة الخرطوم ودارفور، إلا أنها امتدت لاحقاً إلى مناطق أخرى، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية وزيادة معاناة المدنيين.

مدينة شندي، المعروفة بموقعها الاستراتيجي على طريق الخرطوم-عطبرة، لم تكن ضمن المناطق الرئيسية للصراع، لكنها شهدت مؤخراً تصعيداً لافتاً.

يُشار إلى أن استخدام الطائرات المسيّرة أصبح سمة بارزة في هذا النزاع، حيث يتم توظيفها لاستهداف مواقع عسكرية ومدنية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويُفاقم من تداعيات الحرب.

الجيش السودانيحرب السودانشندي

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: الجيش السوداني حرب السودان شندي

إقرأ أيضاً:

سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! “المجاعة”، محض افتراء، أم مجرد شظف عيش؟!

الجميل الفاضل

ما القصة؟

فالناس صرعي من هول الذل!!

اصطفت “البستلات”، و”الجكوك”، وصغيرات الأواني، من كل صنف ولون، تزح زحا، نحو دنان مطاهي، تسمي “التكايا”، ملأ بعضها عدسا، وشيئا من “بليلة” في آخر، هو إدام بلا خبز، لا يكفي وجبة واحدة لأسرة صغيرة، ينتظره المصطفون لساعات طوال، رغم غياب الخبز، الذي ثمنه شاعر المنافي محمود درويش بقوله:

“إنا نحب الورد لكنا نحب الخبز أكثر.

ونحب عطر الورد لكن السنابل منه أطهر”.

علي أية حال، يظل الناس هنا صرعي، وماهم بصرعي، زائغة عيونهم في ذهول، من هول ذل، يحلق فوق رؤوسهم المطرقات، كأنما حط عليها طير، بفعل حرب قيل لهم: أنها ما شبت إلا لأجل “الكرامة”، كرامتهم.

أنها كرامة، يزعم “البلابسة” الأشرار، أن هذه الحرب ستمنحها للناس بيمينها القوية، “فتكا” و”متكا”، قبل أن يتفاجأ الجميع بأن “الجوع” قادر بصفوف طعامه المهينة، أن يسلبها لهم، بين غمضة عين عن شر الحرب، وإنتباهتها علي صوت جوع، يصدر من غور سحيق، من كل جوف خاوي.

هذا بالطبع في الحضر، حيث “غرف الطوارئ” ذات التكايا، فما بالك بجوع من الدرجة الرابعة أو الخامسة، يبحث لإيجاد مخرج منه، مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين، جوع أضطر الناس في معسكرات النزوح بدارفور، لمشاركة الحيوان نوع غذائه، وفي قري وبوادي أخري يأكل الآن أهلها أوراق الشجر.

لتبقي حقيقة واحدة هي: أن من لا يملك قوته، لا يملك كرامته، ولا قراره، وإن إمتلك السلاح.

والي أين سيركض هذا الشبح القادم؟

لجان دولية تقرع ناقوس الخطر!!

تقطع لجنة دولية أن خمسة علي الأقل من مناطق السودان، تقع الآن بالفعل في نطاق المجاعة، التي تقول ذات اللجنة أنها ستتمدد خلال شهر مايو المقبل، لتشمل (17) منطقة أخري، مالم تتخذ تدابير فورية لتقديم الغذاء الكافي، بصورة عاجلة ومستدامة لسكانها.

وكيف تحل بالناس المسغبة؟

يقولون: إستمرار الحرب يوسع رقعة المجاعة!!

يعد إستمرار الحرب لنحو واحد وعشرين شهرا، وإتساع نطاقها المحتمل في ظل تصاعد حالة الإستقطاب الإثني والمناطقي الحاد، وإرتفاع وتيرة خطاب الكراهية العنصري بين المكونات السودانية، التي باتت تعاني تهتكا وتمزقا متناميا يوما بعد يوم، في نسيجها الإجتماعي، وبشكل شبه ممنهج، نتيجة للسياسات التي كرست لواقع الإنقسام، من خلال إجراءات الإستبدال الجزئي للعملة ببعض مناطق البلاد، وحرمان عشرات آلاف الطلاب من حق الجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية، الأمر الذي أنتج غبنا لا يخفي، ربما رشح هو الحرب لدخول مناطق لم تدخلها من قبل، كرد فعل يأتي علي كل ذلك، فضلا عن شبهة إستهداف الطيران الحربي، لما يعرف بمناطق حواضن الدعم السريع، إضافة لما ينظر اليه كشكل من أشكال العقاب التعسفي الجماعي، المطبق جزافا بمناطق سيطرة الجيش، علي المشكوك في تعاونهم مع العدو، تحت طائلة ما عرف بقانون “الوجوه الغريبة”.

عليه فإن تقارير المنظمات الدولية تشير الي أن دخول العمليات العسكرية الي مناطق الإنتاج الزراعي قد أدي في ولايتي الجزيرة وسنار، لحرمان المزارعين من حصاد محاصيلهم الغذائية، وبالتالي فإن خروج مناطق أخري من دائرة الإنتاج بدخول العمليات الحربية إليها، سيؤدي لإطلالة شبح المجاعة علي مزيد من السكان، في مناطق أخري بالبلاد، تقدرهم المنظمات بنحو خمس وعشرين مليونا.

لكن “المجاعة”، لما ينكرون وجودها؟

فهناك ما ينبغي أن يحذره “أشقي ثمود” السودان؟!

عرف السودان دائما المجاعات تأتي في زمن الديكتاتوريات والعهود الشمولية، وكعادتها تذهب مثل هذه الأنظمة والدول البوليسية لإحاطة كافة أمورها بالسرية والكتمان، خشية من أعين الصحافة الفضولة، ومن الأنوف الطويلة، لوكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المعنية، بالحروب، والأمراض، والمجاعات، وبكل ما يتصل بحقوق الإنسان، تلك المنظمات التي تمهد بالضرورة لتدخلات ما يسمي بالمجتمع الدولي، الذي هو شر غائب ينتظر في عرف مثل هذه الحكومات، الحريصة علي ستر عوراتها الكثيرة والكبيرة، وعلي الإستفراد بشعوبها المغلوبة علي أمرها بعيدا عن تطفل ورقابة الآخرين.

ويقول التاريخ في السودان: أن مثل هذه الأنظمة، لا تعلن في العادة عن بلادها مناطق كوارث، أو طؤاري، مهما كان سوء الوضع، والأحوال، والمنقلب.

لكن تاريخ هذه البلاد نفسه يقول أيضا: أن كل المجاعات التي حلت بالسودان لم تذهب إلا ومعها في رحلة إيابها، ذات النظام المكابر، الذي رفض الإعتراف بها أول مرة، أو تلكأ علي الأقل في أن يعينه المجتمع الدولي عليها.

إذن فليتعظ ويحذر رئيس الأمر الواقع، الذي إعتبر أن هذه المجاعة “محض افتراء”، ووزير إعلامه الذي وصفها تقليلا من شأنها كقدر كبير، بأنها مجرد “شظف عيش”.

فإن الحكمة الإلهية ظلت تقضي في تاريخ السودان، بمثلما قضت علي إمرأة حميرية، رمي بها جوع هرة، لم تطعمها، ولم تتركها، لتأكل من خشاش الأرض، في النار.

لكن تري الي أي جحيم سيقذف جوع ملايين وشيك، يطارد شبحه بسرعة البرق، أطفالا صغارا، ونساءا ضعافا، وشيوخا أكل عليهم الدهر وشرب، من سمر البشر، “أصل البشرية” الأول، بشقي، إنبعث فيهم كإنبعاث “أشقي ثمود”، إذ كان في هذه المدينة أيضا، في آخر عهد “إخواني” مندثر، تسعة رهط يفسدون في الأرض، ولا يصلحون، “فنادوا صاحبهم فتعاطى، فعقر”، ليشقي هو أهل هذه الديار بحرب، أجري الله علي لسانه أن أسماها، “حربا عبثية”، رغم أنها فضلا عن عبثيتها تلك، هي حرب من نوع لا يبقي ولا يذر، تبعها جوع كافر، سيحيل من فرط جنوحه لامحالة، حياة كافة السودانيين الي كدر، إذ هو جوع ترافق لحكمة يعلمها الله وحده، بأمراض شتي سرت بينهم كسريان النار في هَشِيمِ مُحْتَظِرِ.

 

الوسومالجميل الفاضل

مقالات مشابهة

  • البنتاغون يعلق على تعرض حاملة الطائرات “ترومان” لهجوم حوثي
  • “عملية استباقية” تفشل هجوم وشيك كانت تستعد له حاملة طائرات امريكية
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع 1.117 كرتونًا من التمر في السودان
  • القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” وأهدافا للعدو الإسرائيلي
  • “أطباء بلا حدود” تعلق عملياتها في مستشفى رئيسي بالخرطوم
  • سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! “المجاعة”، محض افتراء، أم مجرد شظف عيش؟!
  • “مركز الأرصاد”: رياح شديدة على منطقة المدينة المنورة
  • “ارفع رأسك فوق أنت سوري حر”.. مضيفات سوريات يحتفلن داخل الطائرة (فيديو)
  • “هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة” تشارك في النسخة الثالثة من ملتقى السياحة السعودي
  • نادي الطيران السعودي ينظّم فعاليات “ملتقى المدينة المنورة للطيران” غدًا