سامح عسكر: الجماعات المسلحة في سوريا لن تقاتل إسرائيل إلا في هذه الحالة
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
رد الباحث التاريخي والأممي سامح عسكر، على تساؤلات حول إمكانية أن تقاتل جماعة تحرير الشام الحاكمة لسوريا الكيان الإسرائيلي في المستقبل.
وقال عسكر، في منشور عبر إكس: إن هذه الجماعة جهادية الطابع، والفكر الجهادي العالمي لا يضع إسرائيل عدوا أول، بل (الكفار والمبتدعة) وهؤلاء يمثلون جميع شرائح المجتمع العربي من وجهة نظرهم، فكل من خالفهم فكريا وسلوكيا هو متهم، وبالتالي هو عدو.
وتابع: أن الحد الفاصل بين الاختلاف والخصومة والعداء لدى هؤلاء معدوم في غالبية الأحيان، وهذا الذي صنع لديهم مبدأ (العدو الأقرب أخطر من العدو الأبعد)، ويقصدون بالأقرب أشقاءهم في الوطن والمجتمعات العربية.
وتابع: أنه طبقا لهذه الأسباب فلا فرصة أن يقاتل هؤلاء إسرائيل.
وطرح الباحث سامح عسكر، عدة سيناريوهات مستقبلية، يمكن أن تؤدي إلى إقدام الجماعات الجهادية في سوريا على مواجهة إسرائيل عسكريا:
- نتنياهو ليس سياسيا، وفي غمرة نشوة انتصاره على سوريا بعد فشله في تحقيق أهدافه في غزة و لبنان سيبحث عن إنجازات عسكرية وسياسية كبيرة للغاية في سوريا لتعويض هذا الفشل الاستراتيجي، ولكتابة اسمه بحروف من نور في التاريخ الصهيوني كزعيم تاريخي.
- ربما تقدم إسرائيل على تغيير الديموغرافيا السورية العربية في الجنوب، ليحل الدروز العرب مكان السنة، وهؤلاء يمكن تطويعهم كأقلية منبوذة من الجهاديين الذين يصفون الدروز بالكفار.
- سيسعى نتنياهو لاحتلال جنوب سوريا بالتوازي مع توسع الأكراد في الشرق السوري، وفي حال التقاء نفوذ إسرائيل في سوريا مع نفوذ الأكراد، هنا سيتم صناعة ما يسمى (ممر داوود) الذي يوصل إسرائيل بالعراق بريا، وسيكون مقدمة لإنشاء الحلم الصهيوني بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
- هم يسعون إلى ذلك، وخطة انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا تهدف لتحقيق دولة أرض الميعاد على المدى القصير وليس الطويل.
- في هذه الحالة يمكن فقط للجهاديين وضمن اندفاعهم العاطفي لمكافحة الكفار الدروز والكورد (وفقا لتعبيرهم) سيصطدمون بإسرائيل، وحينها ستعاني الصهيونية من أكبر نسبة استهداف ربما توازي قوة محور المقاومة، لأن الأتراك على الأرجح سيتدخلون دفاعا عن حلفائهم، والتعبئة الجهادية العالمية تعيد بوصلتها من المسلمين والعرب إلى إسرائيل.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يؤكد هاتفيًا لبلينكن موقف مصر الثابت والداعم لسوريا وسيادتها
حزب الله: احتلال المزيد من سوريا عدوان خطير يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته
تبعد 30 كم عن دمشق.. ما هي المنطقة الدفاعية المعقمة التي تسعى إسرائيل لإنشائها في سوريا؟
الاتحاد الأوروبي: المرحلة الانتقالية في سوريا ستفضي إلى تحديات كبيرة بالمنطقة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل سوريا الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو الجيش العربي السوري سامح عسكر الفصائل المسلحة السورية الفصائل الإرهابية في سوريا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
دعوات بمنتدى أنطاليا لرفع العقوبات عن سوريا ووقف هجمات إسرائيل
دعا مشاركون في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا إلى رفع العقوبات عن سوريا ووقف الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، مؤكدين أن تحقيق التقدم في الملف السوري يتطلب وقف "السياسات التي تعمق الفوضى".
جاء ذلك في جلسة نقاشية عقدت اليوم السبت بعنوان "سوريا.. بلد يتصالح ويعاد بناؤه"، أدارها رئيس منتدى الشرق وضاح خنفر، وشارك فيها نوح يلماز، نائب وزير الخارجية التركي، وكارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون ورئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة البروفيسور جيفري ساكس.
وقال نائب وزير الخارجية التركي إن الشعب السوري بات يملك أملا حقيقيا لأول مرة منذ 14 عاما، مشيرا إلى أن استطلاعا حديثا أظهر أن 70% من السوريين ينظرون بتفاؤل إلى مستقبل بلدهم، و80% يثقون بالرئيس السوري أحمد الشرع.
مباحثات تركيا وإسرائيلوأشار يلماز إلى أن المباحثات الفنية التي أجراها وفدان من تركيا وإسرائيل في أذربيجان -أول أمس الخميس- لا تعد اجتماعا دبلوماسيا، بل هي "آلية لتفادي الصدامات في الأجواء السورية".
وأكد المسؤول التركي أن الحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن يكون ممكنا إلا بعد وقف الإبادة الجماعية في غزة والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
إعلانواتهم يلماز إسرائيل بالعمل على إثارة الفوضى في سوريا لتبرير وجودها العسكري عبر استهداف مراكز أمنية، محذرا من أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والخلايا النائمة التابعة للتنظيم قد تُستخدم ذريعة جديدة لتثبيت هذا الوجود.
"إسرائيل تلعب بالنار"من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إن إسرائيل "تلعب بالنار" وإن هجماتها تهدد استقرار المنطقة، داعيا إلى وقفها فورا.
كما دعا بيدرسون إلى رفع العقوبات عن سوريا أو تخفيفها على الأقل حتى لا تؤثر على القطاعات الإنسانية كالغذاء والطاقة والقطاع المصرفي، محذرا من أن الوضع الإنساني قد يتدهور إذا استمرت الإجراءات الحالية.
وقال المبعوث الأممي إن سوريا تحتاج إلى وفاء الرئيس أحمد الشرع بوعوده المتعلقة بالإصلاح الشامل، وتشكيل حكم جامع، والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وأضاف أن "الانتقال من نظام دكتاتوري إلى نظام جديد مهمة شاقة وتحتاج لوقت، لكن يجب أن يلمس الشعب باكورة هذا التحول".
تدخلات أميركية إسرائيليةمن جانبه، رأى البروفيسور جيفري ساكس أن المسؤول الأول عن زعزعة الاستقرار في سوريا والمنطقة هو الولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إلى جانب إسرائيل، مؤكدا أن السلام لن يتحقق دون إنهاء تدخلهما.
وقال إن إسرائيل لا تستطيع شنّ الحرب ليوم واحد في غزة لولا الدعم السياسي والعسكري والمالي من واشنطن، داعيا إلى اعتراف أميركي بدولة فلسطين ووقف دعم إسرائيل من أجل إنهاء الحرب.
من ناحية أخرى، قال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي كارل سكاو إن الوضع الغذائي في سوريا يزداد سوءا، مشيرا إلى أن البرنامج قادر على مساعدة 3 ملايين شخص، لكنه لا يملك الموارد الكافية.
وأوضح سكاو أن المساعدات الحالية تصل إلى 1.5 مليون شخص فقط، ودعا المانحين إلى زيادة التمويل لدعم المزارعين وتوفير الغذاء، مشددا على أن تحقيق الأمن الغذائي شرط أساسي للاستقرار.
إعلان