توحيد الجهود لتحقيق التوافق وإنجاز تقدم ملموس في العمل المناخي ‏«COP28» سيجمَع دول العالم في دبي بعد ما يزيد على 100 يوم  كل الحقائق العلمية تؤكد ضرورة استجابة العالم للتغيُّرات المناخية  سنشارك بريطانيا استضافة اجتماع وزاري حول المناخ والتنمية  ندعو لتوفير 100 مليار دولار من التمويل المناخي للدول النامية  140 مليون إفريقي يواجهون حالياً انعدام أساسيات الأمن الغذائي  إفريقيا تستفيد من 10% فقط من إجمالي التمويل المناخي العالمي  خطة COP28 تضع الطبيعة والبشر والصحة في الأجندة المناخية إحداث التأثير المطلوب واغتنام الفرصة لبناء مستقبلٍ بلا كربون  الاستخدام المستدام للأراضي ومعالجة أزمة الأمن الغذائي أولوية

 

أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، سيركز COP28 على التكاتف وتوحيد الجهود والسعي لتحقيق التوافق وإنجاز تقدم ملموس وفعال في العمل المناخي، بالتزامن مع تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، خاصةً في إفريقيا ودول الجنوب العالمي.


جاء ذلك خلال مشاركة سلطان الجابر في المؤتمر الوزاري الإفريقي المعني بالبيئة الذي عقد في إثيوبيا، حيث ألقى كلمة أكد فيها الحاجة الملحّة لزيادة التمويل المناخي للدول الإفريقية لبناء مستقبل خال من الانبعاثات وقادر على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ.
كما استعرض خطة عمل COP28 المكونة من أربع ركائز تتضمن: تسريع تحقيق انتقال منظّم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، ودعم هذه الركائز من خلال احتواء الجميع بشكل تام.
ويُعد المؤتمر الوزاري الإفريقي المعني بالبيئة، من أهم الأحداث التي يتم خلالها تحديد سياسات الاتحاد الإفريقي بشأن مواجهة تداعيات تغيُّر المناخ، وتنسيق المواقف الإفريقية المشتركة في المؤتمرات الإقليمية والعالمية، مثل COP28.
وتأتي مشاركة الدكتور سلطان أحمد الجابر في هذا المؤتمر حرصاً على التواصل مع القادة الأفارقة استعداداً لانطلاق مؤتمر الأطراف COP28، وتمهيد الطريق للتوصل إلى نتائج وحلول فعلية بشأن موضوعات التمويل، والتكّيُف، والخسائر والأضرار.
واستهل كلمته بالإشارة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح مسار العمل المناخي وتحقيق أهداف اتفاقية باريس للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وقال: «سيجمَع مؤتمر COP28 دول العالم في دبي بعد ما يزيد على 100 يوم، وكل الحقائق العلمية تؤكد ضرورة إجراء نقلة نوعية وتطوير جذري لأسلوب استجابة العالم للتغيُّر المناخي».
وأشار إلى أن القارة الإفريقية هي إحدى المناطق الأكثر تضرراً من الظروف القاسية التي يسببها تغيُّر المناخ، خاصة المناطق الممتدة من القرن الإفريقي إلى بحيرة تشاد ومحيطها، وقال: «إن إفريقيا تواجه ظروفاً مناخية قاسية مع تداعيات مستمرة لمدة طويلة، حيث لم تهطل الأمطار في القرن الإفريقي منذ أكثر من أربعة فصول، ويعاني 23 مليون شخص الجوع الشديد في مختلف أنحاء إثيوبيا وكينيا والصومال، إلى جانب تقلُّص مساحة بحيرة تشاد إلى عُشر حجمها، وهي التي تعد شريان حياة لملايين البشر في نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون، فيما دمرت الفيضانات المستمرة المحاصيل وانتشرت الأمراض في جميع أنحاء مالاوي، وموزمبيق، ومدغشقر، وزامبيا، ورواندا».
وأشاد الجابر بالمبادرات المناخية للحكومات الإفريقية، وأعطى أمثلة من إثيوبيا، الدولة المستضيفة للمؤتمر الوزاري الإفريقي المعني بالبيئة، وقال: «فيما يتعلق بموضوع التخفيف، فإن 100% من الطاقة في إثيوبيا تأتي من المصادر الكهرومائية المتجددة، كما أنها تقوم بدور رائد وقيادي لمعالجة موضوع التكيُّف من خلال التقدم في مبادرة «الإرث الأخضر لمحاربة التصحر»، التي أسهمت منذ عام 2019 في زراعة أكثر من 25 مليار شتلة، وعززت الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، وصدَّرَت الأغذية الصحية إلى الأسواق الخارجية، وأوجدَت ما يقرب من مليون فرصة عمل خضراء جديدة. ويجب دعم هذه المشاريع والمبادرات من خلال معالجة النقص المستمر في التمويل المناخي وتوفيره بشكل كافٍ ومُيسّر وبتكلفة مناسبة».
وأضاف: «في الوقت الحالي، تستفيد إفريقيا من عُشر التمويل المناخي العالمي فقط، ووفقاً لبنك التنمية الإفريقي، يجب توفير نحو 250 مليار دولار سنوياً للوفاء بالتزامات دول إفريقيا الـ 54 تجاه المساهمات المحددة وطنياً حتى عام 2030. كما تتلقى القارة أقل من 30 مليار دولار في السنة من التمويل المناخي رغم أنها تسهم بأقل من 5 في المئة من الانبعاثات العالمية، أي أن التمويل الذي تحصل عليه قليل جداً مقارنة مع بقية العالم، ويجب البدء بإصلاح ذلك». وأعلن الدكتور سلطان الجابر في كلمته أن رئاسة COP28 ستستضيف بالاشتراك مع حكومة المملكة المتحدة اجتماعاً وزارياً بشأن المناخ والتنمية ضمن الاجتماعات التمهيدية لمؤتمر الأطراف، وسيركز هذا الاجتماع على تقديم التمويل المخصص للتكيُّف إلى الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغيُّر المناخ، وسيكون الاجتماع برئاسة مشتركة بين مالاوي وفانواتو.
وأشار خلال استعراضه لخطة عمل COP28 لتطوير أداء التمويل المناخي إلى أن الخطة استرشدت بنتائج الجولة العالمية للاستماع والتواصل، التي التقى خلالها مع العديد من الأفراد والشخصيات من جميع أنحاء العالم، وخاصة من إفريقيا. وجدد دعوة المجتمع الدولي للوفاء بمسؤولياته التاريخية، التي تشمل التزام الدول المتقدمة بتوفير مبلغ 100 مليار دولار من التمويل المناخي سنوياً للدول النامية، ومضاعفة تمويل التكيُّف بحلول عام 2050، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، والالتزام بالتنفيذ السريع لكافة التعهدات.
وتناول التوصيات الرئيسية للاجتماع الذي عقدته رئاسة COP28 مؤخراً لـ«فريق الخبراء المستقل رفيع المستوى المعني بالتمويل المناخي»، وبحث سُبل تحديث الهيكل المالي العالمي، حيث أشار إلى أن آليات مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف «تم وضعها خلال النصف الثاني من القرن الماضي، ولا بد من تطويرها وتحديثها لتلبية احتياجات هذا القرن».
وقال: «يجب توفير مزيد من التمويل المُيسّر بما يسهم في خفض المخاطر، وجذب مزيد من رأس المال من القطاع الخاص، بالتزامن مع إنشاء واعتماد ونشر آليات جديدة ومبتكرة لإدارة المخاطر المرتبطة بالعملات. وينبغي تطبيق شروط أكثر مرونة للدول التي تعاني أعباء ديون عالية في مختلف أنحاء العالم لتعزيز قدرتها على التكيُّف مع تداعيات تغيُّر المناخ، كما يجب أن يشترك القطاعان الحكومي والخاص في إقامة مجموعة من المشروعات التجارية القابلة للتمويل، ويجب معالجة التفاوت الهائل بين تمويل التخفيف وتمويل التكّيُف. حيث يتم تخصيص دولار واحد فقط للتكيُّف مقابل تسعة دولارات للتخفيف».
وسلط د. سلطان أحمد الجابر الضوء على خطة عمل رئاسة COP28 وخطتها «لوضع الطبيعة والناس والصحة في صميم أجندة المناخ، وضمان الارتباط الوثيق بين العمل المناخي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية»، وأكد الحاجة الملحّة «لوضع التطوير الشامل للنظم الغذائية وتعزيز الاستخدام المستدام للأراضي ومعالجة انعدام الأمن الغذائي في مقدمة الأولويات. حيث لا ينبغي أن يواجه أي منزل في العالم الجوع، بما في ذلك 140 مليون إفريقي يواجهون حالياً انعدام الأمن الغذائي. ومن خلال الاستفادة من التقنيات الزراعية وأساليب الزراعة المستدامة، يمكننا الحد بشكل كبير من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج الغذاء».
 كما أجرى الجابر خلال المؤتمر مجموعة من اللقاءات الثنائية مع عدد من المسؤولين الأفارقة، بما في ذلك عليون ندوي، وزير البيئة والتنمية المستدامة والتحول البيئي في السنغال، وباربرا كريسي، وزيرة الغابات ومصايد الأسماك والشؤون البيئية في جنوب إفريقيا، وروزليندا سويبان تويا، وزيرة البيئة وتغيُّر المناخ والغابات في كينيا، وكولينز نزوفو، وزير الاقتصاد الأخضر والبيئة في زامبيا، والتقى أيضاً مع ممثلي المجموعات الشبابية، وأحد ممثلي برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ، لمناقشة أولويات COP28، ومواضيع مهمة مثل التكيُّف، والتمويل المناخي، ومعالجة الخسائر والأضرار.
(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 التمویل المناخی الأمن الغذائی العمل المناخی ملیار دولار من التمویل ر المناخ من خلال

إقرأ أيضاً:

محافظ شمال سيناء يؤكد ضرورة دعم الشباب وتوجيههم لبناء مجتمعات سليمة وصحيحة

قال محافظ شمال سيناء خالد مجاور إن شباب اليوم هم عماد المستقبل والعمود الفقري لمصر، مؤكدًا ضرورة دعم الشباب وتوجيههم بالشكل الصحيح لبناء مجتمعات سليمة وصحيحة.


جاء ذلك خلال حضور محافظ شمال سيناء، اليوم /الإثنين/، فعاليات المنتدى الوطني لبناء الوعي "المخاطر- التحديات- الإنجازات"، الذي عُقِد في المدينة الشبابية بالعريش.


وأضاف المحافظ أن الشباب هم أمل الأمة في الحفاظ على تماسكها، متابعًا أن "شبابنا على قدر هذه ‏المسئولية"، لافتًا إلى أنه بالوعي تُبنى الأمم.


وعقب انتهاء فعاليات المنتدى، التقى محافظ شمال سيناء بعض المواطنين للاستماع إلى مطالبهم.
وشدد المحافظ على ضرورة التواصل الدائم مع المواطنين والاستماع إلى شكاواهم، موجهًا بتنفيذ مطالبهم.


كما وجَّه المحافظ أعضاء الجهاز التنفيذي بالمحافظة بالالتقاء بالمواطنين وبحث مطالبهم.


وفي سياق آخر، شهد محافظ شمال سيناء ختام حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي نفذته وحدة تكافؤ الفرص وتمكين المرأة بديوان عام المحافظة، بحضور نائب المحافظ عاصم سعدون.
وأكد المحافظ الدور الكبير الذي تقوم به المرأة تجاه المجتمع والوطن في مختلف ربوع الجمهورية، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بالمرأة وتمكينها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.


ولفت إلى أن حملة مناهضة العنف ضد المرأة جرت على مدى 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، وحماية المرأة من كافة أشكال العنف وتوعية المجتمع بحقوق المرأة.


وأوضح المحافظ أن المبادرة تضمنت سلسلة من الندوات عن مناهضة العنف بكافة أشكاله ضد المرأة، بالتعاون مع مختلف الجهات.


وعلى هامش ختام الحملة، شهد المحافظ عددًا من الفقرات الفنية والاستعراضية المتنوعة، بجانب معرض "لا للعنف ضد المرأة".


وفي إطار منفصل، ولليوم الثاني على التوالي، قام محافظ شمال سيناء بالمرور المفاجئ على المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين، للاطمئنان على الخدمات المقدمة.


وخلال جولته التفقدية المفاجئة، اطمأن المحافظ على تلقي الشكاوى وطلبات المواطنين، وتنفيذ التعليمات التي أصدرها خلال المرور أمس.


ووجَّه المحافظ الشكر لمديرة المركز والعاملين به على الجهود المبذولة في خدمة المواطنين.
كما التقى المحافظ خلال الجولة بعض المواطنين للاستماع إلى شكاواهم، موجهًا بسرعة إزالة أسباب الشكاوى.
 

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء السعودي يؤكد ضرورة تمهيد مستقبل سياسي يضمن أمن السودان واستقراره
  • مشروعات النواب: قرار الرئيس بالعفو عن 54 من أبناء سيناء يؤكد تحسن المناخ الحقوقي
  • مجلس الوزراء يؤكد ضرورة ضمان توزيع المساعدات بعدالة في غزة
  • محافظ سوهاج يؤكد على ضرورة تحديث المعلومات القانونية لدى المسؤولين
  • محافظ شمال سيناء يؤكد ضرورة دعم الشباب وتوجيههم لبناء مجتمعات سليمة وصحيحة
  • ميقاتي يؤكد ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية  
  • رئيس الوزراء يؤكد ضرورة العمل على تذليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي
  • الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين التوغل الإسرائيلي
  • خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب