اعتقل عام 1982.. المقدسي وليد بركات حر بعد سقوط النظام السوري
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
القدس المحتلة- بعد 4 عقود ونيف من تغييبه خلف قضبان سجون النظام السوري تحرر المقدسي وليد بركات الذي ينحدر من قرية النبي صموئيل شمال غربي القدس، وأطل على أهله في المملكة الأردنية الهاشمية كهلا بعدما دخل السجون السورية شابا بعمر 26 عاما.
وينشغل وليد حاليا في ترتيب وضعه القانوني واستصدار أوراق رسمية جديدة كونه خرج من السجن دون أن يحمل معه أي وثيقة تثبت هويته.
لم تتمكن الجزيرة نت من الحديث مع بركات، لكنه قال في حديثه لشبكة العاصمة الإخبارية من الأردن إن أمنيته كانت أن يتم الإفراج عنه معززا مكرما دون منّة من أحد، موضحا "طلعنا معززين مكرمين، كانوا لما بدهم يطلعوا واحد يذلوه قبل ما يطلعوه، ذليناهم وطلعنا".
وأضاف أن الحياة كتبت له مرات عدة في السجن بعد أن كان قريبا من الموت، وأنه عرف حكمه المؤبد بعد 30 سنة من سجنه.
من جهته، يقول ابن شقيقته المقيم في الأردن خليل بركات إنه تلقى مساء يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري اتصالا من أمن الحدود يخبره فيه الضابط أن وليد موجود لديهم بعدما وصل إلى الحدود السورية الأردنية بعد تحرره.
وليد بركات بعد وقت قصير من وصوله الأردن محررا من السجون السورية (الجزيرة) جسد منهك"أملك منذ سنوات طويلة صورة عن جواز سفر خالي، وتوجهنا إلى الحدود وقام الأمن ببعض الإجراءات، ثم تم تحويل المحرر لإحدى مديريات الأمن واستلمناه في اليوم التالي، تعاملت معنا الأجهزة الأمنية الأردنية بسلاسة، ولا بد من الإشادة بمهنيتها وحسن استقبالها له" أضاف بركات.
إعلانوأشار خليل بركات إلى أن خاله وصل الحدود منهكا جسديا بعدما أوصلته قوات المعارضة إليها فور إفصاحه عن جنسيته، مضيفا أن "لوليد عائلة كبيرة في الأردن ستحتضنه إلى الأبد بعد سنوات الغياب القسري عنها".
وأضاف أن وليد مكث 14 عاما في الحبس الانفرادي، وأن العائلة لم تكن تعرف بالضبط أين هو، هل هو معتقل في سوريا أم تركيا أم لبنان حتى أُدرج اسمه عام 1996 ضمن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية بإحدى الصحف من خلال جهود بذلتها مؤسسات حقوق الإنسان الدولية.
وقال إن العائلة باتت توصل له أخبارها من خلال بعض السوريين الذين يتواصلون معه هاتفيا فينقلون له أخبارنا وينقلون لنا أخباره.
حاتم بركات: اعتقل عمي وليد عام 1982 وأمضى 14 عاما في الاعتقال الانفرادي (الجزيرة) لقاء يتيمأما ابن شقيقه حاتم بركات -الذي يعيش في الضفة الغربية- فقال إن عمه وليد ولد في 31 ديسمبر/كانون الأول 1956، وتزوج عام 1981 ورزق بطفلة عام 1982، وعام 1982 اعتقل وزُجّ به في السجون السورية وغُيّب خلف قضبان 4 منها، هي تدمر والمزة والعدرا وصيدنايا لمدة 42 عاما.
"تم اعتقاله من قبل القوات السورية في مطار دمشق بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول 1982، وتعرض لعقوبة العزل الانفرادي في سجن تدمر لسنوات طويلة، وفيه ذاق أبشع صنوف التعذيب، قبل أن تفتح قوات المعارضة أبواب السجن وتحرر السجناء وينطلق فورا باتجاه الحدود مع الأردن" أضاف حاتم.
لم يتعرض وليد لأشعة الشمس طوال فترة عزله انفراديا، وتحول داخل السجون إلى رقم يُنادى به كباقي الأسرى، وقال حاتم إن اللقاء اليتيم الذي جمعه مع أحد أفراد أسرته كان عام 2005 عندما سافر والد حاتم وشقيقته إلى سوريا والتقيا به بسجن المزة في دمشق، ولم يتمكن أحد من زيارته لاحقا.
وبعد 42 عاما من اعتقاله سألت الجزيرة نت حاتم عن التهمة التي وجهت إلى عمه والتي كانت كفيلة بسلخه عن العائلة طوال 4 عقود فأجاب أن الاعتقالات كانت عشوائية إبان الحرب على لبنان، ولا يعرف أحد حتى الآن ما الجرم الذي ارتكبه هذا الشخص ليزج به في السجون مدى الحياة.
"طلعنا معززين مكرمين" #شاهد ما قاله المقدسي وليد بركات من قرية النبي صموئيل، بعد 42 عاماً من التغييب القسري في سجون النظام السوري pic.twitter.com/qB32jvBYBc
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) December 10, 2024
إعلان عمر جديدوعن أبرز ما قاله عمه وليد في الساعات الأولى من تحرره، أشار حاتم إلى أنه متفاجئ، وكان فاقدا الأمل من إمكانية التحرر من السجن يوما، خاصة أن كثيرا من المعتقلين الذين كانوا في سنه فارقوا الحياة، فيما كتب الله له أن يشهد يوم تحرره دون "منّة من أحد" يوما ما.
وبصوت خافت يغلب عليه الحزن تحدث هذا الشاب عن عمه قائلا إنه فارقه عندما كان طفلا يبلغ من العمر 12 عاما، واليوم سيلتقي به وهو بعمر الـ56 عاما "فكم تغيرت أنا وكم كبر عمي، دخل السجن في عصر وخرج في عصر مختلف تماما، حتى أن اللهجة التي يتكلم بها سورية".
وختم حاتم حديثه للجزيرة نت بالقول إن ابنة عمه وليد التي رأت عيناها النور قبل اعتقاله بأشهر كبرت وتزوجت وأنجبت، ولديها الآن أحفاد، وإنها تتحضر الآن للتوجه من الضفة الغربية إلى الأردن للقاء والدها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات السجون السوریة عام 1982
إقرأ أيضاً:
العرض المسرحي “صيد ألم نايا تحت سقف واحد” على مسرح ثقافي اللاذقية
اللاذقية-سانا
استضافت خشبة مسرح المركز الثقافي العربي باللاذقية اليوم العرض المسرحي الأول بعد التحرير، والذي جاء تحت عنوان “صيد ألم نايا تحت سقف واحد” من تأليف وإخراج عصام علام.
العرض الذي قدّمته فرقة العراب للفنون المسرحية، القادمة من محافظة طرطوس، بالتعاون مع مديرية ثفافة اللاذقية، يتناول بعض أوجاع وآلام السوريين في فترة حكم النظام البائد والتي جعلت الجميع يعيشون كأنهم في سجن كبير ينتظرون لحظة تحريرهم.
مؤلف ومخرج العرض عصام علام بين في تصريح لسانا أنه بدأ العمل على النص منذ اليوم الثاني للتحرير، مع تكشف هول المشاهد المؤلمة التي خرجت من سجن صيدنايا الذي شكل مقبرة لأحلام الكثير من السوريين ممن أخفاهم النظام البائد قسراً.
ووصف المخرج علام السجن بأنه يمثل صورة مصغرة عن سوريا، التي كانت بمثابة سجن كبير عانى فيه السوريون من كل أشكال القمع والفقر وغياب المستقبل، حتى لم يُبق لهم النظام إلا الهرب بقوارب الموت أو الموت في سجونه.
ويحكي العرض وفق علام قصة حب “ملاذ وملاك” اللذين كانا يحلمان بأن يجتمعا تحت سقف واحد، ليفرقهما الاعتقال ويُصبحا في السجن بانتظار الموت، غير أن لحظة التحرير على يد الثوار أعادت لهما الأمل بالحياة والمستقبل وهو نفس الأمل الذي يعيشه السوريون بالغد الأفضل.
ووجد علام أن المسرحيين مطالبون اليوم وفي كل وقت لأن يكونوا موجودين لتجسيد الواقع، وخصوصاً مع مساحة الحرية التي تحققت بفضل التحرير، وهو “ما يجب أن ندافع عنه في سوريا الحرة” وفق تعبيره.
الممثل المسرحي خضر يونس، تحدث عن دوره بالعرض “شخصية العم حالم”، الذي شارك في حرب تشرين ووصل إلى بحيرة طبريا وشرب من مائها، وبدل أن يحتفل مع رفاقه بالنصر تأتي لهم الأوامر بالانسحاب، الأمر الذي أفقده صوابه وذاكرته، وعندما استعاد ذاكرته ليخبر الناس بحقيقة ما جرى يجد نفسه مرمياً في السجن.
بدوره، رحب المخرج المسرحي أكرم شاهين بعودة العروض المسرحية إلى خشبة المركز الثقافي باللاذقية، ورأى أن العرض واقعي ويرصد معاناة السوريين ولحظة نجاح الثورة بما يجسد مقولة أن المسرح هو ضمير المجتمع.
يُذكر أن العرض من بطولة نور أبو ثلجة، ماريا شلدح، عصام علام، محمود الأحمد، زين سليمان، خضر يونس.