ماذا نعلم عن تحركات إسرائيل في سوريا وتعهّد نتنياهو بتغيير وجه الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
(CNN)-- أدى انهيار نظام الأسد إلى رد فعل عسكري عقابي من جانب إسرائيل، التي شنت غارات جوية على أهداف عسكرية في جميع أنحاء سوريا ونشرت قوات برية داخل منطقة عازلة منزوعة السلاح وخارجها لأول مرة منذ 50 عاما.
دخان يتصاعد من سفينة سورية دمرت في هجوم إسرائيلي خلال الليل على مدينة اللاذقية الساحلية في 10 ديسمبر 2024 Credit: BILAL ALHAMMOUD/Middle East Images/AFP via Getty Images)وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه نفذ نحو 480 ضربة في أنحاء البلاد خلال اليومين الماضيين، وأصاب معظم مخزونات الأسلحة الاستراتيجية السورية، في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن البحرية الإسرائيلية دمرت الأسطول السوري خلال الليل، مشيدا بالعملية باعتبارها "نجاح كبير.
وقبل يوم واحد فقط، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بانهيار نظام بشار الأسد ووصفه بأنه "فصل جديد ومثير"، قائلا خلال مؤتمر صحفي نادر، الاثنين: "انهيار النظام السوري هو نتيجة مباشرة للضربات القاسية التي وجهناها إلى حماس وحزب الله وإيران.. المحور لم يختف بعد، ولكن كما وعدت، نحن نغير وجه الشرق الأوسط".
منظر جوي لآثار غارة ليلية إسرائيلية على مركز برزة للأبحاث العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية في شمال دمشق في 10 ديسمبر 2024.Credit: OMAR HAJ KADOUR/AFP via Getty Images)وقد استمتع المسؤولون الإسرائيليون بسقوط الأسد، الحليف القوي لإيران الذي سمح باستخدام بلاده كطريق لإعادة إمداد حزب الله في لبنان، لكنهم يخشون أيضًا ما قد يأتي من الإسلاميين المتطرفين الذين يحكمون سوريا، التي تقع على الحدود مع إسرائيل في مرتفعات الجولان.
وسمع فريق CNN في دمشق انفجارات مدوية طوال الساعات الأولى، الثلاثاء، استمرارًا للضربات التي بدأت خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقالت جماعة صوت العاصمة، وهي مجموعة ناشطة سورية، إن حملة القصف الليلية كانت "الأكثر عنفاً في دمشق منذ 15 عاماً".
ومن بين 480 غارة نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية، كانت حوالي 350 غارة بطائرات مأهولة استهدفت المطارات والبطاريات المضادة للطائرات والصواريخ والطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة والدبابات ومواقع إنتاج الأسلحة في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وتدمر، وجاءت بقية الضربات دعماً للعمليات البرية التي استهدفت مستودعات الأسلحة والمنشآت العسكرية ومنصات الإطلاق ومواقع إطلاق النار، وفقا للجيش الإسرائيلي.
رجل وسط مركبات محترقة وذخيرة مدمرة في موقع الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت شحنات أسلحة تابعة لقوات الحكومة السورية في القامشلي، في شمال شرق سوريا ذي الأغلبية الكردية، في 10 ديسمبر 2024.Credit: DELIL SOULEIMAN/AFP via Getty Images)وأضاف الجيش الإسرائيلي أيضا أن سفنه قصفت منشأتين بحريتين سوريتين، حيث ترسو 15 سفينة سورية وقيل إنه تم تدمير العشرات من صواريخ بحر-بحر.
وفي الوقت نفسه، اتهمت عدة دول عربية إسرائيل باستغلال عدم الاستقرار في سوريا لتنفيذ عملية الاستيلاء على الأراضي، وقالت الجامعة العربية، إن إسرائيل "تستغل تطورات الوضع الداخلي في سوريا"، وقالت مصر إن تحركاتها "تشكل استغلالاً لحالة السيولة والفراغ… لاحتلال المزيد من الأراضي السورية".
وأظهرت صور التقطها مصورو وكالة "فرانس برس" تدميرا واسع النطاق لسفن عسكرية في الميناء البحري السوري في اللاذقية وتدمير مروحيات عسكرية سورية في قاعدة المزة الجوية جنوب غرب دمشق.
ما وراء المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريانفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، أن تكون القوات "تتقدم نحو" دمشق، لكنه أقر بأنها تعمل في سوريا خارج المنطقة العازلة، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "لا يتدخل في الأحداث الداخلية في سوريا".
وقالت صوت العاصمة، الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية تقدمت حتى منطقة البقاسم، على بعد حوالي 25 كيلومترا (15.5 ميلا) من العاصمة السورية وعدة كيلومترات خارج الجانب السوري من المنطقة العازلة.
مركبات عسكرية إسرائيلية تعبر السياج أثناء عودتها من المنطقة العازلة مع سوريا، بالقرب من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان في 10 ديسمبر 2024.Credit: JALAA MAREY/AFP via Getty Images)ولم تتمكن CNN من تأكيد هذا الادعاء بشكل مستقل، لكن القرية تقع في سفوح جبل الشيخ السوري، الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية، الأحد، وجبل الشيخ هو نقطة استراتيجية عالية تقع على الحدود بين سوريا ولبنان ومرتفعات الجولان.
ودخلت القوات البرية الإسرائيلية الأراضي السورية بعد أن أمر نتنياهو، الأحد، الجيش بالاستيلاء على "المنطقة الفاصلة" منزوعة السلاح بين مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وبقية سوريا، وتأسست هذه المنطقة في عام 1974، بعد أن استولت القوات الإسرائيلية ــ ردا على هجوم سوري ــ على مرتفعات الجولان في عام 1967، وضمت إسرائيل المنطقة في عام 1981، لكنها لا تزال تعتبر سوريا محتلة بموجب القانون الدولي.
Credit: DELIL SOULEIMAN/AFP via Getty Images)ورفض المسؤولون الإسرائيليون تقديم تفاصيل حول المدى الذي ستتقدم فيه القوات الإسرائيلية، أو المدة التي ستبقى فيها هناك، وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون لمجلس الأمن في رسالة، الاثنين، إن بلاده "انتشرت بشكل مؤقت في نقاط قليلة، وأنها إجراءات محدودة ومؤقتة لمواجهة أي تهديد آخر لمواطنيها".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجولان الحكومة الإسرائيلية الشرق الأوسط النظام السوري بشار الأسد بنيامين نتنياهو تحليلات دمشق القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی مرتفعات الجولان المنطقة العازلة AFP via Getty Images فی سوریا
إقرأ أيضاً:
خبير: إسرائيل تتعمد خرق المواثيق الدولية وتنتهك سيادة سوريا
قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري، إن إسرائيل تتعمد خرق جميع المواثيق الدولية وانتهاك سيادة سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وبلا أي مقاومة تذكر، حيث قام الجيش الإسرائيلي بعد سقوط بشّار الأسد بالسيطرة على مواقع قيادية في المنطقة العازلة من مرتفعات الجولان المحتلة، والتي تفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والسورية مند عام 1974، وهذا يعد انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية.
الدفاع المدني الفلسطيني: توقف عدد من مركبات الإطفاء والإنقاذ عن العمل في غزة خبير: التغيرات المناخية لها تأثير كبير حدوث الكوارث الطبيعية وتتحكم بالزلازلوأضاف عبد المحسن، اليوم السبت، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال الإسرائيلي توغل أيضًا بمحيط المنطقة العازلة وسيطر على الجانب الشرقي لجبل الشيخ وبعض المواقع القيادية المسيطرة بمنطقة جبل الشيخ، فاليوم نجد أن الجيش الإسرائيلي يوسع من توغله بالقنيطرة وبلا أي مقاومة تذكر ويستعد بالفعل لإنشاء منطقة نفوذ وسيطرة عسكرية واستخباراتية تصل لمسافة نحو 60 كلم.
وأوضح أن الاحتلال دخل الجبهة الغربية لقرية المعلقة بريف القنيطرة وقام بإنشاء طريق باتجاه نقطة عسكرية تسمى الدريعات وهي موجودة في القنيطرة، وذلك تمهيدًا لبناء القاعدة التي يسيطر من خلالها عسكريًا واستخباراتيًا.