ماذا نعلم عن تحركات إسرائيل في سوريا وتعهّد نتنياهو بتغيير وجه الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
(CNN)-- أدى انهيار نظام الأسد إلى رد فعل عسكري عقابي من جانب إسرائيل، التي شنت غارات جوية على أهداف عسكرية في جميع أنحاء سوريا ونشرت قوات برية داخل منطقة عازلة منزوعة السلاح وخارجها لأول مرة منذ 50 عاما.
وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه نفذ نحو 480 ضربة في أنحاء البلاد خلال اليومين الماضيين، وأصاب معظم مخزونات الأسلحة الاستراتيجية السورية، في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن البحرية الإسرائيلية دمرت الأسطول السوري خلال الليل، مشيدا بالعملية باعتبارها "نجاح كبير.
وقبل يوم واحد فقط، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بانهيار نظام بشار الأسد ووصفه بأنه "فصل جديد ومثير"، قائلا خلال مؤتمر صحفي نادر، الاثنين: "انهيار النظام السوري هو نتيجة مباشرة للضربات القاسية التي وجهناها إلى حماس وحزب الله وإيران.. المحور لم يختف بعد، ولكن كما وعدت، نحن نغير وجه الشرق الأوسط".
وقد استمتع المسؤولون الإسرائيليون بسقوط الأسد، الحليف القوي لإيران الذي سمح باستخدام بلاده كطريق لإعادة إمداد حزب الله في لبنان، لكنهم يخشون أيضًا ما قد يأتي من الإسلاميين المتطرفين الذين يحكمون سوريا، التي تقع على الحدود مع إسرائيل في مرتفعات الجولان.
وسمع فريق CNN في دمشق انفجارات مدوية طوال الساعات الأولى، الثلاثاء، استمرارًا للضربات التي بدأت خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقالت جماعة صوت العاصمة، وهي مجموعة ناشطة سورية، إن حملة القصف الليلية كانت "الأكثر عنفاً في دمشق منذ 15 عاماً".
ومن بين 480 غارة نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية، كانت حوالي 350 غارة بطائرات مأهولة استهدفت المطارات والبطاريات المضادة للطائرات والصواريخ والطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة والدبابات ومواقع إنتاج الأسلحة في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وتدمر، وجاءت بقية الضربات دعماً للعمليات البرية التي استهدفت مستودعات الأسلحة والمنشآت العسكرية ومنصات الإطلاق ومواقع إطلاق النار، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أيضا أن سفنه قصفت منشأتين بحريتين سوريتين، حيث ترسو 15 سفينة سورية وقيل إنه تم تدمير العشرات من صواريخ بحر-بحر.
وفي الوقت نفسه، اتهمت عدة دول عربية إسرائيل باستغلال عدم الاستقرار في سوريا لتنفيذ عملية الاستيلاء على الأراضي، وقالت الجامعة العربية، إن إسرائيل "تستغل تطورات الوضع الداخلي في سوريا"، وقالت مصر إن تحركاتها "تشكل استغلالاً لحالة السيولة والفراغ… لاحتلال المزيد من الأراضي السورية".
وأظهرت صور التقطها مصورو وكالة "فرانس برس" تدميرا واسع النطاق لسفن عسكرية في الميناء البحري السوري في اللاذقية وتدمير مروحيات عسكرية سورية في قاعدة المزة الجوية جنوب غرب دمشق.
ما وراء المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريانفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، أن تكون القوات "تتقدم نحو" دمشق، لكنه أقر بأنها تعمل في سوريا خارج المنطقة العازلة، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "لا يتدخل في الأحداث الداخلية في سوريا".
وقالت صوت العاصمة، الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية تقدمت حتى منطقة البقاسم، على بعد حوالي 25 كيلومترا (15.5 ميلا) من العاصمة السورية وعدة كيلومترات خارج الجانب السوري من المنطقة العازلة.
ولم تتمكن CNN من تأكيد هذا الادعاء بشكل مستقل، لكن القرية تقع في سفوح جبل الشيخ السوري، الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية، الأحد، وجبل الشيخ هو نقطة استراتيجية عالية تقع على الحدود بين سوريا ولبنان ومرتفعات الجولان.
ودخلت القوات البرية الإسرائيلية الأراضي السورية بعد أن أمر نتنياهو، الأحد، الجيش بالاستيلاء على "المنطقة الفاصلة" منزوعة السلاح بين مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وبقية سوريا، وتأسست هذه المنطقة في عام 1974، بعد أن استولت القوات الإسرائيلية ــ ردا على هجوم سوري ــ على مرتفعات الجولان في عام 1967، وضمت إسرائيل المنطقة في عام 1981، لكنها لا تزال تعتبر سوريا محتلة بموجب القانون الدولي.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون تقديم تفاصيل حول المدى الذي ستتقدم فيه القوات الإسرائيلية، أو المدة التي ستبقى فيها هناك، وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون لمجلس الأمن في رسالة، الاثنين، إن بلاده "انتشرت بشكل مؤقت في نقاط قليلة، وأنها إجراءات محدودة ومؤقتة لمواجهة أي تهديد آخر لمواطنيها".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجولان الحكومة الإسرائيلية الشرق الأوسط النظام السوري بشار الأسد بنيامين نتنياهو تحليلات دمشق القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی مرتفعات الجولان المنطقة العازلة AFP via Getty Images فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بعد أشهر من الكارثة.. صور الأقمار الصناعية تكشف تحركات سطح الأرض عقب زلزال ميانمار
#سواليف
كشفت صور الأقمار الصناعية المخصصة لرصد #الأرض تحولات أرضية كبيرة في وسط #ميانمار في أعقاب #الزلازل المدمرة التي ضربت المنطقة في مارس الماضي.
وأظهرت أحدث البيانات الفضائية عن تحركات أرضية مذهلة في المناطق الوسطى من #ميانمار، حيث سجلت الأقمار الصناعية التابعة لبرنامج كوبرنيكوس الأوروبي تحولات تصل إلى 160 سنتيمترا على طول صدع ساغاينغ الجيولوجي النشط، في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة في مارس الماضي بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر.
وتمكن العلماء من رصد هذه التغيرات الجيولوجية الكبيرة من خلال تقنية متطورة تعتمد على المقارنة بين الصور الرادارية الدقيقة التي التقطها القمر الصناعي “سنتينل-1أ” (Sentinel-1A) قبل يوم واحد من الكارثة، ومثيلاتها التي سجلها القمر “سنتينل-1سي” (Sentinel-1C) بعد أيام قليلة من حدوث الزلزال.
مقالات ذات صلة المنخفض الخماسيني سيكون عميقًا ويفرز عواصف ترابية على مصر، فماذا عن الأردن؟؟ 2025/04/29وتعتمد هذه المنظومة الفضائية الفريدة على قمرين صناعيين يعملان بتناغم دقيق، بحيث يدوران حول الأرض بزاوية 180 درجة بينهما، ما يمكنهما من تغطية كامل الكرة الأرضية كل ستة أيام بدقة غير مسبوقة.
وأظهرت الخرائط التفاعلية التي أنتجها العلماء باستخدام تقنية synthetic aperture radar interferometry أن الزلزال تسبب في تشقق طولي هائل امتد لمسافة 550 كم على طول صدع ساغاينغ، وهو أحد أكثر الصدوع الانزلاقية نشاطا في جنوب شرق آسيا. وهذه النتائج تضع هذا الزلزال ضمن قائمة أطول التصدعات السطحية المسجلة في التاريخ الجيولوجي الحديث.
ويعلق الخبراء على هذه النتائج بأنها تمثل نقلة نوعية في فهمنا للتحركات الأرضية المرتبطة بالزلازل الكبرى. فمن خلال هذه البيانات الدقيقة، أصبح بمقدور فرق الإنقاذ والجهات المعنية تحديد المناطق الأكثر تضررا بدقة غير مسبوقة، كما تفتح الباب أمام تطوير نماذج تنبؤية أكثر دقة للزلازل المستقبلية في المنطقة والعالم.
جدير بالذكر أن صدع ساغاينغ الذي يمتد عبر قلب ميانمار من الشمال إلى الجنوب يشهد نشاطا زلزاليا متكررا، ما يجعل هذه البيانات الجديدة ذات قيمة علمية وعملية كبيرة لفهم ديناميكيات هذا الصدع الخطير وتأثيره على المناطق المأهولة المحيطة به.