الحرية ليست نسبية: كفى مقارنة بين السجون!
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
#سواليف
#الحرية ليست نسبية: كفى مقارنة بين #السجون!
بقلم: أ.د. #محمد_تركي_بني_سلامة
في كل مرة تتحول فيها النقاشات إلى مقارنة بين السجون، وكأنها مسابقة لاختيار “أخف القيود” أو “أفضل السجانين”، نفقد شيئًا من #روح_الحرية، ذلك الجوهر الإنساني الذي يمنح الحياة قيمتها ومعناها. لكن الأكثر إيلامًا هو أن نجد من يقارن بين السجون في #الأردن والمعتقلات في #سوريا، وكأن الحرية أصبحت مفهومًا نسبياً، تقاس بدرجات القمع بدلاً من أن تكون معيارًا مطلقًا للحياة الكريمة.
كيف وصل بنا الحال إلى أن نُسمع عبارات مثل: “الأردن أفضل، هنا الزنازين ليست كالقبور السورية”؟ كأن هذه المقارنة مدعاة للفخر! هل يعقل أن يُبرر #الظلم بمقارنته بظلم أشد؟ وهل أصبح معيار الإنسانية أن نقبل بالقليل من الحرية لأن هناك من يعيش دونها؟
الحرية ليست هدية تمنح وفقاً للظروف، ولا خياراً يمكن تأجيله بحجة أن هناك من يعاني أكثر. القيد يبقى قيداً، مهما تغير شكله أو وزنه. من يرضى بالعيش في زنزانة أقل قسوة، فقط لأنه يعتبر نفسه “محظوظاً”، فإنه بذلك يساهم في تطبيع القمع وتبريره. هذا النوع من التفكير ليس فقط ساذجاً، بل هو خطر؛ لأنه يُبقي الظلم قائماً ويعطيه شرعية غير مستحقة.
حين نبرر انتهاك الحرية بمقارنة المعتقلات، فإننا ننسف مفهوم الحرية نفسه. الحرية ليست ترفاً يُضاف للحياة، بل هي الحياة ذاتها. بدون حرية، لا يمكن للعقل أن يبدع أو للروح أن تحلم. الأمم التي حققت الأمن والاستقرار والنهضة لم تفعل ذلك عبر القمع أو كبت الأصوات، بل عبر ضمان حرية شعوبها، تلك الحرية التي أطلقت الأفكار وأشعلت شرارة الابتكار والتقدم.
أما الدول التي ضيّقت على شعوبها، وسجنت أفكارها قبل أجسادها، فقد غرقت في مستنقع التخلف وانعدام الأمن والاستقرار. الأمن الحقيقي لا يُبنى بإغلاق الأفواه وتكميم الآراء، بل بضمان حرية التعبير والمشاركة في صناعة القرار. الحرية ليست تهديداً للأمن، بل هي ضامنه الأساسي، لأنها تبني مجتمعات قوية وواعية.
أيها الذين يقارنون بين السجون، تذكروا أن القيد الأردني لا يصبح “أخف” أو “أكثر إنسانية” فقط لأنه أفضل من القيد السوري. السجن في أي مكان يبقى سجناً، وانتهاك الحرية يبقى جريمة لا يمكن تبريرها أو تخفيفها بمقارنات سطحية. الحرية ليست مقياساً نسبياً بين زنازين العرب، بل هي حق أصيل لا يحتمل القسمة أو التدرج.
بدل أن نقارن بين السجون، لماذا لا نتساءل عن أصل وجودها؟ لماذا لا نعمل على تحطيم تلك الجدران التي تخنق الأفكار وتقيد الأحلام؟ العالم الحر لا يُبنى بمقاييس القمع، بل بكسر القيود وتحقيق العدالة.
التاريخ لن يرحم ولن يغفر لأولئك الذين حولوا الحرية إلى مادة نقاش حول “جودة السجون”، ولن يرحم الذين قبلوا بالظلم لأن غيرهم يعاني أكثر. إذا كنا نؤمن حقًا بأن الحرية هي جوهر الكرامة الإنسانية، فعلينا أن نرفض القيد بأكمله، لا أن نقارن بين ألوانه أو أشكاله.
لا تقدم ولا نهضة يمكن أن تُبنى على قيد، مهما كان ناعماً أو خفيفاً. مستقبل الشعوب الحرة لا يكون في تحسين ظروف القيد، بل في كسره بالكامل. الحرية ليست ترفاً، إنها الحياة ذاتها، ومن دونها نبقى جميعاً سجناء، مهما تفاوتت زنازيننا. الحرية او لا شيء.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف السجون محمد تركي بني سلامة روح الحرية الأردن سوريا الظلم الحریة لیست بین السجون
إقرأ أيضاً:
فأل حسن أن تصل قوي الحرية والتغيير السورية الي قصر الطاغية
فال حسن أن تصل قوي الحرية والتغيير السورية الي قصر الطاغية وليس بمستغرب أن يفر الي الروس علي امل أن يعيدوه الي السلطة هذه السلطة التي سحبوا بساطها من تحت رجليه من زمان وجعلوه اكبر ( اراجوز ) في هذا القرن !!..
حتي لا ننسي لازم نعرف الحقيقة ، حقيقة أي طاغية يقبض علي البلد بقوة الحديد والنار ويكون له تلذذ لدرجة الجنون لإبادة الشعب باقسي أنواع الأسلحة ، براميل متفجرة تهبط علي رؤوس الأبرياء والقتلة يصمون آذانهم عن أنين الضحايا حتي لو كانوا نساء وشيوخ وأطفال ( ترش ) عليهم الكيماويات بكل برود ويتعاملون بهذه الكيفية مع فلذات الاكباد وكأنهم حشرات سامة ... والغريبة أن العدو الحقيقي يحتل الجولان وتعربد طائراته في فضاءات سوريا وتحوم في سماء دمشق كما يحلو لها وتقترب من القصر الرئاسي لكن الدفاعات الأرضية هنا فقط تتحلي بالحكمة وضبط النفس لأن هذه الدفاعات تعرف حدود إمكانياتها وتعرف ميدانها الذي تلعب فيه ونعني به ميدان أبناء الوطن الذي تنهال فيه الصواريخ والدانات مثلما ينهال المطر وتعود طائرات النظام الي قواعدها سالمة ليفتخر الشبل من ذاك الاسد أنه أوقع خسائر فادحة بالارهابيين وان كل من تسول له نفسه بمس شعرة من الزعيم أو من أحد أفراد أسرته أو حتي من المحاسيب ينال من التنكيل بلا سقف أو حدود ويجبرونه إن لم يفارق الحياة أن يفارق الحدود ليعيش في ذل لابعد الحدود !!..
حتي لا نطيل عليكم لقد دقت ساعة العمل الثوري مرة ثانية ، هذه المرة من سوريا وقد برهن الثوار عمليا أن الوحدة والتضامن والايمان بالقضية تجعل التخلص من الطغاة أمرا ميسورا لأن هؤلاء الطغاة هم أجبن من يمشي علي رجلين بدليل ذعرهم وهروبهم عندما يرون نيوب الليث بارزة عند الشعب وعندما يطرح الشعب خوفه وتردده بعيدا ليري حقيقة هؤلاء الحكام المزيفين الذين يتقوون بحقن الفيتامينات التي توفرها لهم أجهزة الأمن والإعلام الضليل وجمهرة المصفقين بمناسبة وغير مناسبة وجماعات النفاق والارتزاق والباحثين عن الاستوزار والشركات والذهب النضار ...
ودخلت الكاميرا قصر الأسد وكان فيه من الخير الكثير مما يحل كثيرا من مشاكل البطون التي تتضور جوعا في النزوح واللجوء وتقتات بأوراق الشجر والحشرات وفي القصور الرئاسية الكم الهائل من السيارات حديثة الموديلات والشعب يمشي ( كداري ) ولا مسؤول واحد يبالي ) !!..
تعرفون كل الطغاة وهم يعرفون انفسهم وبين كل وقت وحين يتناقص عددهم ولكنهم لا يتعظون فهذا بكل فخامته وأناقته وازياء كرستيان ديور قتل وجثته صارت مسرحا لعبث الفئران عند أنبوب صرف صحي وقد كان ايام سطوته ينعت الشعب بالجرزان !!..
وقصص وحصص وخكاوي عن نهاية الظلمة وأعوانهم ولكنهم كما قلنا كل واحد منهم بعد أن يبل راس أخيه في انتظار موس الزيانة يعتبر نفسه محبوب الملايين وأنه بمامن من الغضبة الشعبية وينام في العسل حتي تحل به الكارثة وإذا نجا فليس أمامه إلا الهروب الي بلاد المحبوب !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com