الانتخابات الرئاسية على وقع التغييرات في سوريا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
ما حققه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في سنتين تقريبًا من إنجازات ميدانية بالنسبة إلى جعل الاتفاق غير المباشر بين لبنان وإسرائيل مرتين متتاليتين أمرًا ممكنًا لم يستطع غيره تحقيقه في مدّة زمنية قصيرة نسبيًا. فبعد نجاحه في التوصّل إلى ترسيم الحدود البحرية بين بلدين لا رابط بينهما سوى العداء التاريخي تمكّن من اقناع كل من لبنان ("حزب الله") وإسرائيل على التوافق على سلسلة إجراءات لوقف اطلاق النار يشمل كل لبنان وليس فقط المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، وبالأخص في ما يتعلق بحصر السلاح بيد القوى الأمنية الشرعية دون غيرها من قوى الأمر الواقع على رغم عدم التزام إسرائيل بما جاء في هذه الإجراءات من بنود تضمن ثبات وقف إطلاق النار، وهي ماضية في خرق ما سبق أن تمّ التوافق عليه بضمانات أميركية من خلال ترأسها اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ وقف النار وفق آليات رسمت خارطة طريقها في اجتماعها الأول.
ولأن الوضع الأمني في الجنوب (جنوب الليطاني) في مرحلته الأولى لا يزال معرّضًا لأي انتكاسة ناتجة عن المزاجية الإسرائيلية فإن الملف الرئاسي، الذي لا يزال موضوعًا على نار خفيفة، لم تنضج بعد ظروف تظهير الصورة النهائية للرئيس العتيد على رغم أخذ كل القوى السياسية على محمل الجدّ موضوع استعجال الرئيس نبيه بري في تحديد التاسع من كانون الثاني المقبل موعدًا لجلسة انتخابية جديدة. إلاّ أن ما صرّح به مستشار الرئيس دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس بدأ يتفاعل في الأوساط السياسية حتى أن رئيس مجلس النواب، وكما نُقل عنه، لا يعارض فكرة إرجاء الجلسة إلى ما بعد استلام الرئيس الأميركي المنتخب مهامه الرئاسية في 20 كانون الثاني، وذلك بهدف إنضاج "الطبخة" الرئاسية .
إلاّ أن الفترة الزمنية التي تفصل اللبنانيين عن الموعد المحدّد للجلسة الانتخابية ستكون حافلة باللقاءات الثنائية أحيانًا والجماعية أحيانًا أخرى، سواء تلك التي تعقد في العلن أو تلك التي تبقى بعيدة عن الاعلام، وذلك بهدف تقريب المسافات بين المواقف المتناقضة والمتعارضة، مع الأخذ في الاعتبار الترابط غير المباشر بين ما يحدث من تطورات ميدانية بين الساحات، التي كانت تُعتبر امتدادًا طبيعيًا للنفوذ الإيراني في المنطقة. ومن بين هذه الساحات الأكثر سخونة تأتي الساحة السورية في طليعة المتغيرات التي قد تطال عواصم هذه الساحات بدءًا بقطاع غزة ولاحقًا الضفة الغربية مرورًا بلبنان ووصولًا إلى سوريا، من دون استبعاد تحريك الوضع الداخلي المتأزم في كل من العراق واليمن.
فما تحدّث عنه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عن "شرق أوسط جديد" عندما كان جيشه يقصف لبنان ويدّمره اكتملت ملامحه بعد سقوط نظام الأسد، وبدأت تظهر شيئًا فشيئًا إلى العلن بعدما اكتملت كلماته المتقاطعة امتدادًا إلى سوريا. ولم يكن الكلام الذي وجهه إلى الرئيس السوري بشار الأسد المخلوع وتحذيره بألاّ يلعب بالنار سوى إشارة الانطلاق لحقبة زمنية جديدة أعادت خلط الأوراق في سوريا أولًا، وما لهذا السقوط من تأثيرات مباشرة على الوضع اللبناني الداخلي، وسائر العواصم التي تتماهى مع النظام الإيراني.
ولعل أهم ما يمكن أن ينتج عن هذا السقوط السريع لنظام الأسد هو تسريع الخطوات الرئاسية في لبنان، خصوصًا أن هذا السقوط سيسمح لممثلي لشعب اللبناني بأن ينتخبوا رئيسًا للمرة الأولى لا يكون فيها لدمشق تأثير على مجرياتها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تشن غارات على جنوب لبنان
شن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، عدة غارات على جنوب لبنان، فيما دخل الجيش اللبناني لأول مرة بلدة الخيام، بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل.
وأفاد مراسل Rt بأن مسيرة إسرائيلية شنت غارة استهدفت مدينة بنت حبيل جنوبي لبنان، بالتزامن مع إطلاق رشقات رشاشة باتجاه المدينة.
وفي مواصلة الجيش الإسرائيلي خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار، شنت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية 4 غارات استهدفت حي السفرجل في وادي حسن بين بلدتي مجدل زون وشيحين جنوبي لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي وتمشيط بالرشقات الرشاشة على أطراف مجدل زون، وفق مراسلنا.
وللمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، دخل فوج الهندسة في الجيش اللبناني إلى مدينة الخيام جنوب لبنان، مستقدما جرافات واليات عسكرية برفقة قوات "اليونيفيل" لإتمام مهمته بفتح الطرقات وإزالة مخلفات الحرب من ذخائر وصواريخ غير منفجرة كمرحلة أولى، وذلك بدءا من شمال مدينة الخيام، منطقة الجلاحية وصولا إلى مطل الجبل وتلة الحمامص.
وجاء ذلك بعد أن دخلت قوة من "اليونيفيل" إلى "الخيام" للتأكد من انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منها تمهيدا لدخول الجيش اللبناني.
ودخلت فرقة من فوج الهندسة التابع لـ "اليونيفيل" إلى الخيام من شمال البلدة في منطقة الجلاحية عند مثلث مرجعيون- الخيام -ابل السقي (مثلث الحمام)، للكشف على الطريق والتأكد من صحة انسحاب القوات الإسرائيلية.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" قد دخل حيز التنفيذ فجر يوم 27 نوفمبر الماضي. ومن أبرز البنود التي وردت في الاتفاق:
وقف كامل لإطلاق النار: يلتزم الطرفان بوقف العمليات العسكرية، بما يشمل إطلاق الصواريخ والغارات الجوية.انسحاب متبادل: القوات الإسرائيلية ستنسحب من جنوب لبنان، بينما يسحب حزب الله عناصره وأسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني.انتشار الجيش اللبناني: سيتم نشر نحو 10،000 عنصر من الجيش اللبناني في جنوب الليطاني لضمان الأمن ومنع أي أنشطة عدائية.دور الأمم المتحدة: تعزيز وجود قوات حفظ السلام (اليونيفيل) لمراقبة الالتزام بالاتفاق ومنع أي تصعيد مستقبلي.التزامات أمنية متبادلة: تعهد بعدم استخدام الأراضي اللبنانية لشن هجمات ضد إسرائيل، والعكس صحيح.توفير ممرات إنسانية: السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمتضررين في المناطق الحدودية.ويُعتبر الاتفاق خطوة مؤقتة لمدة 60 يوما، حيث تهدف الأطراف إلى استخدام هذه الفترة لإطلاق حوار شامل حول قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.