شبكة اخبار العراق:
2025-04-26@15:02:48 GMT

صفحة الأسد التي طُويت

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

صفحة الأسد التي طُويت

آخر تحديث: 11 دجنبر 2024 - 9:21 صبقلم:فاروق يوسف تفكر أجيال سورية في الأسد الابن فيما تفكر أجيال أخرى بالأسد الأب. بعد لم يُنس الأب لكي يُنسى الابن. وقد لا تكون المقارنة بين الاثنين ضرورية في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ سوريا، ذلك لأن الخوف من الأسوأ لا يزال قائما. فإسقاط نظام سياسي أيّا كان نوعه عن طريق السلاح يظل محفوفا بالخطر.

خطر انتقال الحكم من عصابة صارت مُجربة إلى عصابة ستظل في طور التجريب لسنوات عديدة مقبلة.“هل ستعود سوريا إلى شعبها بعد أن كانت لبشار لأسد في شعاره إلى الأبد؟” ذلك سؤال لا يتحمل الإرجاء أو التأويل أو المناورة. ولكن ما لا يجب الهروب منه أن الجماعة المسلحة التي أسقطت نظام الأسد لها برنامج سياسي معروف ومكشوف ليس من بين فقراته دمقرطة الحياة السياسية بمعنى إعادة السلطة إلى الشعب كما يقول الدستور. تلك مشكلة مستعصية لا حل لها وهي التي تحدد سقف الحريات العامة أيضا وسيكون لها الدور الأكبر في رسم خارطة العلاقات بين الحاكم والمحكوم، على الأقل في المستقبل القريب وهو زمن الطوارئ الذي لا غنى عنه بالنسبة إلى الأطراف كلها وبالأخص الشعب الذي خرج من كهف عقود خمسة مظلمة. لن نضطر إلى القيام بنزهة في عقل الجماعة المسلحة. سيكون كل شيء واضحا خلال وقت قصير. أيام معدودات ويعرف الشعب السوري بعدها ما الذي ينتظره. وإذا الائتلاف الوطني قد سعى من خلال أفراد منه أن يظهر في الصورة فإن ذلك المسعى لن يكون بالضرورة بمثابة تمهيد لاستلامه زمام السلطة التي يجب أن تكون مؤقتة إلى حين إجراء انتخابات كما هو متعارف عليه في حالات التحول القسري. الجماعة المنتصرة هي التي تملك سلطة القرار الذي يتعلق بمستقبلها كما مستقبل سوريا.

ولكن قبل أن نعلق بتفاصيل لا تزال غامضة لا بد أن نتساءل “هل كانت الثلاث عشرة سنة الماضية ضرورية من أجل إنضاج فكرة رحيل الأسد؟” يمكننا أن نفكر في إطار نظرية المؤامرة. ما بين 2011 و2024 في سوريا هو زمن شبيه بما بين 1991 و2003 في العراق. عام 1991 بعد حرب تحرير الكويت سقط النظام السياسي في العراق وتم إحياؤه اصطناعيا غير أنه عبر سنوات الحصار الثلاث عشرة عاش ميتا من غير أن يقوى على تجديد أي شيء من أدواته وبالذات آلته العسكرية. دفع الشعب ثمن ذلك الموت موتا ومرضا وجهلا وتشردا وذلا وقمعا وهوانا.ذلك ما حدث في سوريا بالضبط، حين تُرك نظام الأسد حيا وهو في الحقيقة ليس كذلك، كان الشعب هو الضحية. أما المحاولات التي بُذلت من أجل إحيائه فلم تنفع لا لأنها ليست جادة، بل لأنها جاءت متأخرة. ليس مهمّا والحالة هذه فيما إذا كان الأسد قد أدرك أنه قد انتهى منذ اللحظة التي حرك قطعات جيشه في اتجاه درعا. فالرجل الذي استلم سوريا باعتبارها مزرعة أبيه كان منذ البدء منفصلا عن الواقع وكل تقديراته أقامها على أساس حسابات خاطئة. وهو ما جعل مسألة عزله عربيا أمرا مقبولا.

لم يقاتل الجيش السوري دفاعا عن الأسد هذه المرة لأن قادته قد أدركوا أن المسألة تشبه الانتحار وكان موقفهم نبيلا وشريفا حين دفعوا عن جنودهم شبح موت مجاني لا قيمة له على المستوى الوطني. بعد ثلاث عشرة سنة من الإهمال صارت كل معدات الجيش (طائراته وناقلاته ودباباته ومدافعه وبنادقه) عبارة عن خردة من الحديد. وهو ما لم يكن يعني الأسد في شيء لأنه كان مطمئنا إلى أن بقاءه في دمشق كان رهين رغبة روسيا وإيران في الحفاظ على مناطق نفوذهما في سوريا. وهي الفكرة الأكثر قبحا من بين أفكاره الصبيانية التي اعتبرها جزءا من فلسفته.وهكذا يكون بشار الأسد قد ترك سوريا من غير جيش وهو ما يشكل مصدر هلع حين التفكير بالمستقبل. كما أن الوضع الاقتصادي الذي وصل إلى الحضيض بسبب الحصار الذي فرض على سوريا لا يمكن إنقاذه في زمن منظور ولا يمكن لسوريا بعد أن فقدت الكثير من عوامل بنيتها الزراعية والصناعية أن تسترجع عافيتها التي كان اكتفاؤها الذاتي واحدا من أهم وجوهها.صفحة الأسد طويت على مستوى غياب الشخص غير أنها لن تُطوى حقا إلا إذا استعادت الدولة السورية كل ما فقدته من مفردات وجودها وهي لا تُعد ولا تُحصى.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

مقتل عميد في نظام الأسد وإصابات في انفجار مسيرة بحدود سوريا ولبنان

أكد مصدر أمني مقتل عميد طيار في نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، فيما أُصيب عدد من اللاجئين السوريين في انفجار مسيرة مفخخة ببلدة لبنانية حدودية مع سوريا، وتزامن ذلك مع اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر من حزب الله اللبناني.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر أمني تأكيده مقتل العميد طيار بالنظام المخلوع علي الشلهوب في اشتباك مع قوات الأمن، أسفر عن إصابة 4 أفراد من الأمن العام.

كما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الأمن العام في اللاذقية ألقى القبض على عروة سليمان لتورطه بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.

وأوضح بيان الداخلية السورية أن سليمان شارك مع مجموعته في الحملة العسكرية على الشمال السوري عام 2019، وفي الهجوم على نقاط الجيش والأمن في مارس/آذار الماضي.

وأشار بيان الداخلية السورية إلى أن القبض على سليمان "نُفذ بكمين محكم، وتمت إحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات".

إصابات واشتباكات

من جانب آخر، قالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن 8 من اللاجئين السوريين أُصيبوا جراء انفجار مسيرة مفخخة في بلدة "حوش السيد علي"، المتاخمة للحدود السورية في منطقة البقاع شرقي لبنان.

وأوضحت الوكالة أن الجيش اللبناني أرسل تعزيزات إلى المنطقة الحدودية بعد سماع أصوات إطلاق نار واشتباكات.

إعلان

في المقابل، قال مصدر بوزارة الدفاع السورية إن ما وصفها بمليشيات حزب الله اللبناني أطلقت قذائف مدفعية من الأراضي اللبنانية باتجاه نقاط تابعة للجيش السوري في منطقة القصير غرب حمص.

وأضاف المصدر أن الجيش السوري استهدف على الفور مصادر النيران.

وأكد المصدر أن الجيش السوري تواصل مع نظيره اللبناني لتقييم الحدث، وتم وقف استهداف مصادر النيران داخل الأراضي اللبنانية بطلب من الجيش اللبناني، الذي تكفل بتمشيط المكان وملاحقة المجموعات المسلحة المسؤولة عن استهداف الأراضي السورية.

وشهدت سوريا ولبنان توترا أمنيا على حدودهما منتصف مارس/آذار الماضي، على خلفية اتهام وزارة الدفاع السورية حزب الله باختطاف وقتل 3 من عناصرها.

وفي اجتماع عُقد بالسعودية في 28 مارس/آذار الماضي، اتفق وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، واللبناني ميشال منسى، على الأهمية الإستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، والتنسيق فيما بينهما للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية.

ووقّع أبو قصرة ومنسى، خلال الاجتماع، اتفاقا لتشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية.

وتسعى الحكومة السورية الجديدة إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق.

وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين اللذين يرتبطان بـ6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كيلومترا، إضافة إلى عدد من المعابر غير الشرعية التي تُستَخدم غالبا لتهريب الأفراد والسلع والسلاح.

مقالات مشابهة

  • محطات العلاقة بين سوريا والعراق منذ انهيار نظام الأسد
  • الشيباني أمام مجلس الأمن: سوريا تلتقط أنفاسها بعد سقوط الأسد
  • سوريا تدعو مجلس الأمن للضغط على إسرائيل كي تنسحب من أراضيها
  • بأول كلمة في مجلس الأمن.. الشيباني ينقل "طلبا سوريا"
  • رئيس المخابرات العراقية يقود وفدا حكوميا إلى سوريا
  • مقتل عميد في نظام الأسد وإصابات في انفجار مسيرة بحدود سوريا ولبنان
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • سوريا .. اشتباكات دامية في حمص بين الأمن وفلول النظام السابق
  • معهد: إيران تنسق مع منظمات متطرفة لزعزعة استقرار سوريا
  • سوريا .. أول تصريح علني لـ أحمد الشرع حول مصير الرئيس بشار الأسد