موقع 24:
2025-02-11@07:07:28 GMT

من يملأ الفراغ الاستراتيجي في سوريا؟

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

من يملأ الفراغ الاستراتيجي في سوريا؟

خلَّفَ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، ورحيله من سوريا، فراغاً استراتيجياً ستملؤه قوى جديدة، مما سيترك آثاراً كبيرةً على سوريا والشرق الأوسط بأكمله، حسب ما أفاد كامران بخاري، الأكاديمي المتخصص في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية في جامعة أوتاوا.

ستواجه تركيا تحديًا يتمثل في إدارة نفوذها المتزايد



وقال بخاري، في تحليله بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي،  إن "الصراع في بلاد الشام لم ينته بعد.

تلقت الامبراطورية الإقليمية لإيران ضربة قاصمة، وفقدت روسيا موطئ قدم استراتيجياً عمره 70 عاماً في البحر الأبيض المتوسط"، ومع ذلك، ما يزال التنافس على سوريا مستمراً. وستواجه تركيا، التي دعمت الفصائل المسلحة التي أطاحت بالأسد، تحديًا يتمثل في إدارة نفوذها المتزايد في سوريا الآن. وفي الوقت نفسه، ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة عدو جديد، يتمثل في المتطرفين بدلاً من الجماعات المدعومة من إيران.

 

The Syrian government fell early Sunday after rebels entered the capital and overthrew President Bashar Assad. Here's what's next for the country. pic.twitter.com/Zf6WOmoS1K

— The Associated Press (@AP) December 9, 2024 انهيار النظام السوري وأشار الباحث إلى أن سقوط نظام الأسد لم يكن مفاجئاً، بل هو نتيجة مباشرة لتصعيد المواجهة بين إسرائيل وإيران بعد هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل. فالضربات المدمرة التي تعرضت لها إيران ووكيلها الرئيسي حزب الله أفسحت المجال أمام تركيا وحلفائها من المتمردين لتحقيق مكاسب كبيرة ضد النظام السوري. ومن هنا، تمكن تحالف بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام" من تحقيق ما لم يتحقق خلال الربيع العربي، والحرب الأهلية السورية في 9 أيام فقط. تحديات داخلية أمام المتمردين تواجه هيئة تحرير الشام تحديات كبيرة رغم ما حققته. فرغم أن هذه الجماعة هي الأكبر والأكثر تنظيماً وتحظى بدعم تركيا وقطر، فهي ليست قوية بما يكفي لفرض هيمنتها على كامل الأراضي السورية. كما أن خططها المستقبلية غير واضحة. ورغم تصريحاتها العامة بشأن التسامح، فإن سوريا تضم جماعات دينية وعرقية متنوعة – مثل العلويين والمسيحيين والشيعة والإسماعيليين والدروز والأكراد –، الذين يشكلون نحو 40% من السكان.
ولذا، يؤكد بخاري أن أي تسوية سياسية جديدة ستتطلب من جميع الجماعات المتمردة المتفرقة التوصل إلى ترتيب لتقاسم السلطة، وهو أمر قد يستغرق وقتاً طويلاً. أولاً، يجب معالجة الاختلافات الأيديولوجية والإقليمية والسياسية داخل المكون السنّي نفسه قبل التوصل إلى اتفاق مع الأقليات، التي تشعر بالقلق إزاء إمكانية ظهور حكومة سنية أو إسلامية. ثانياً، ينبغي التفاوض مع الأكراد الذين يتمتعون بحكم ذاتي في الشرق والشمال الشرقي منذ أكثر من عقد. المصالح التركية في سوريا

وأوضح الكاتب أن تركيا لديها مصالح كبيرة في سوريا، فهي تريد من المتمردين تقليص نفوذ الأكراد السوريين الانفصاليين، الذين يعملون تحت راية "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة. وترى أنقرة أن هذه القوات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية، وتعتبره تهديداً لا يمكن التسامح معه لأمنها القومي، لكن مدى قدرة تركيا على التحكم في الوضع السوري يظل غير واضح.

There’s jubilation around the world after 53 years of oppressive rule in Syria was torn down in an instant by rebels in Damascus.

Former President Bashar al-Assad has now fled the country. So, what happens next?

Dr Rifaie Tammas joins us. pic.twitter.com/wf1XPMHQPX

— The Project (@theprojecttv) December 9, 2024

 

الدور الأمريكي المتغير كما أن إدارة ترامب المقبلة ستضطر إلى تحديد موقفها من الأكراد، خصوصاً إذا اعتقدت أن تنظيم داعش الإرهابي قد يعاود الظهور في الفراغ الذي خلفه سقوط الأسد.
أما إيران، فقد خسرت نفوذها في بلاد الشام، لكنها ستحاول منع امتداد تأثير هذه الخسارة إلى العراق. ولفت بخاري النظر إلى أن المناطق الحدودية ذات الأغلبية السنية بين سوريا والعراق تمثل مصدر قلق كبير لإيران، إذ أن الميليشيات الشيعية التابعة لها سيطرت على هذه المناطق السنية فقط بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي قبل 5 سنوات، ولكن هذه السيطرة ما زالت حديثة وهشة. إسرائيل وتحركاتها العسكرية وأشار بخاري إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل في إنشاء منطقة عازلة شمال شرق مرتفعات الجولان، في المناطق الواقعة جنوب غرب دمشق. ورغم أن المتطرفين لا يشكلون تهديداً بنفس درجة إيران ووكلائها، فإنهم ما يزالون يمثلون خطراً على إسرائيل. ولهذا، تقوم القوات الإسرائيلية بشن غارات جوية على منشآت أسلحة للحيلولة دون وصولها إلى هيئة تحرير الشام وحلفائها. روسيا والخسارة الاستراتيجية ورأى الكاتب أن روسيا كانت أكبر الخاسرين بعد الأسد نفسه. فلم تعد موسكو قادرة على الاحتفاظ بقاعدتها الجوية في حميميم أو مينائها البحري في طرطوس. وعلى الرغم من ذلك، ستحاول روسيا الحفاظ على ما يمكنها من نفوذ في سوريا، لكن سيكون عليها التعامل مع تركيا، التي أصبحت اللاعب الإقليمي الأكثر نفوذاً في سوريا.
واختتم الكاتب تحليله الإطاحة بالأسد أحدثت تحولاً هائلاً في ميزان القوى الجيوسياسي والطائفي في المنطقة، وسيخلّف هذا التحول آثاراً تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، لتؤثر على المشهد العالمي بأسره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران

في ما بدا جلياً أنه مخطّط إسرائيلي تركي أمريكي لإسقاط الرئيس بشار الأسد، قامت مجاميع مسلحة مكونة من عشرات الآلاف المدرّبة والمدعومة من قبل تركيا وأوكرانيا و«إسرائيل» بالهجوم على الجيش السوري انطلاقاً من إدلب باتجاه حلب، لتُتبعه بعد ذلك بالتوجّه إلى حماة وحمص التي توقّف عندها القتال بشكل مريب ليتمّ الإعلان بعدها عن انسحاب الجيش السوري من القتال وتسليم العاصمة السورية لهذه الجماعات المسلحة.
وقد تلى ذلك قيام «الجيش» الصهيوني بهجوم جوي كاسح، أدى إلى ضرب كلّ المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري وغيرها من المرافق، ليتمّ بعدها تقدّم بري باتجاه دمشق لإقفال طريق دمشق بيروت.
بعض المؤشرات تفيد بأنّ ما يجري في سوريا قد لا يكون نهاية المطاف، بل قد يكون مقدّمة للانطلاق نحو العراق ومنها إلى إيران، وفي هذا الإطار كتب مايك ويتني مقالاً في 1 ديسمبر، أي قبل أسبوع من سقوط نظام الرئيس الأسد، بعنوان «بالنسبة لنتنياهو، الطريق إلى طهران يمرّ عبر دمشق».
وبالنسبة للكاتب فإنّ سوريا تشكّل جزءاً لا غنى عنه من خطة «إسرائيل» الطموحة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، حيث تعتبر قلب المنطقة وتعمل كجسر بري حاسم لنقل الأسلحة والجنود من إيران إلى حلفائها، فضلاً عن كونها المركز الجيوسياسي للمقاومة المسلحة للتوسّع الإسرائيلي.
ويرى الكاتب أنه من أجل الهيمنة الحقيقية على المنطقة، يتعيّن على «إسرائيل» أن تطيح بالحكومة في دمشق وتضع نظاماً دمية لها شبيهاً بأنظمة الأردن ومصر، وبما أن نتنياهو استطاع إقناع واشنطن بدعم مصالح «إسرائيل» من دون قيد أو شرط، فلا يوجد وقت أفضل من الآن لإحداث التغييرات التي من المرجّح أن تحقّق خطة «تل أبيب» الشاملة.
وعلى هذا فإنّ بنيامين نتنياهو شنّ حربه البرية من الجنوب لخلق حرب على جبهتين من شأنها أن تقسم القوات السورية إلى نصفين، بالتنسيق مع هجوم الجماعات المسلحة من الشمال. وبعد الإطاحة بالأسد، وهو ما تنبّأ به ويتني، فإنّ حلم «إسرائيل» بفرض هيمنتها الإقليمية بات قاب قوسين أو أدنى، خصوصاً في ظلّ تعهّد ترامب بإعطاء الضوء الأخضر لشنّ حرب ضدّ إيران كجزء من صفقة مقايضة مع اللوبيات التي أوصلته إلى البيت الأبيض.
وفيما اعتبر الكاتب أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد الذي كان قادراً على وقف مفاعيل هذا المخطّط بتقديم الدعم اللازم للرئيس الأسد للصمود في مواجهته، إلا أنّ ما جرى كان معاكساً تماماً، إذ أنّ روسيا اختارت أن تتوصّل إلى تسوية مع تركيا، لحقن الدماء عبر دفع الأسد إلى القبول بتسليم السلطة.
لكنّ مراقبين اعتبروا أنّ هذا شكّل خطأ في الحسابات الاستراتيجية وقعت فيه روسيا، يماثل الخطأ الذي وقعت فيه قبل عقد من ذلك التاريخ حين تخلّت عن الزعيم الليبي معمر القذافي.
واعتبر محللون إسرائيليون أنّ سقوط الأسد شكّل ضربة استراتيجية لروسيا هي الأقوى التي تتعرّض لها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، إذ أنّ هذا سيؤدّي إلى إضعاف حضورها في الشرق الأوسط بشكل كبير، ولن تستعيض روسيا عن خسارتها لسوريا بكسب ودّ الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أو مصر.
والجدير ذكره أن الرئيس الأسد نفسه وقع في أخطاء استراتيجية قاتلة حين اختار الابتعاد نسبياً عن إيران ومحاولة التقارب مع أبو ظبي والرياض للحصول منهما على مساعدات اقتصادية لترميم وضعه الاقتصادي المهترئ، لكنه وبعد سنوات من محاولات فاشلة فإنه لم يحصل على أي شيء مما كان يأمله، وقد أدى هذا الخطأ الاستراتيجي إلى أنه عند بدء هجوم الجماعات المسلحة عليه من الشمال فإن وضع جيشه ميدانياً كان معرى في ظلّ تقليص أعداد المستشارين الإيرانيين وقوات حليفة لهم في الميدان السوري، وبما أنّ التجربة أثبتت أن الدعم الجوي لا يغيّر مجريات الميدان، فإن هجوم الجماعات المسلحة جاء بالنسبة للأسد في وقت قاتل.
والجدير ذكره أنّ هذه العملية المدعومة من الولايات المتحدة و»إسرائيل» والقاعدة وتركيا ضدّ سوريا، باستخدام وكلاء ومجموعات مختلفة، تمّ التخطيط لها منذ فترة طويلة من أجل تحويل قوات الجيش السوري وزعزعة استقرارها وإرهاقها، والسماح لـ «إسرائيل» بالدخول من الجنوب، ومنع تدفّق الأسلحة إلى حزب الله من إيران إلى العراق وسوريا ثم لبنان.
هذا يجعلنا نستنتج أنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان ستتواصل، وأنّ مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» ما هي إلا ملهاة من قبل «تل أبيب» لتنهي فيها عملية تموضعها على طريق بيروت دمشق لتقطع هذه الطريق من الجهة السورية وتمهّد لحملة جوية كثيفة على حزب الله، بذرائع تحمّل الحزب مسؤولية خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وهنا لن تحتاج «إسرائيل» إلى التغلغل البري في لبنان، بل إنها ستعتمد على الجماعات المسلحة التي سيطرت على العاصمة السورية لتقوم بالمهمة عنها عبر التغلغل إلى بيئات شكّلت حاضنات لهذه الجماعات في منطقة عنجر والبقاع الأوسط، وأجزاء من البقاع الغربي، وأيضاً في شمال لبنان انطلاقاً من تل كلخ إلى سهل عكار فمدينة طرابلس.
وقد ينطوي ذلك على مخاطر للدفع باتجاه تغيير ديمغرافي يؤدي إلى تهجير قسم كبير من الشيعة إلى العراق وتهميش الباقين منهم في لبنان، ليتمّ تقاسم النفوذ بين المسيحيين من جهة والسنة من جهة أخرى مع تأدية الدروز دور الموازن في العلاقة بين الطرفين، علماً أنه ستكون لـ «إسرائيل» الدالة الكبرى عليهم بعد احتلالها لجنوب سوريا وإدخالها دروز الجولان وجبل العرب تحت مظلتها.
من هنا فإنّ «إسرائيل» ستكون هي المهيمن على لبنان عبر تحالفها مع أطراف مسيحية تربطها بها علاقات تاريخية من جهة، ومع السنة في لبنان عبر الدالة التي سيمارسها عليهم الحكم السني في دمشق، مع تشكيل الدروز للكتلة الأكثر فاعلية في موازنة وضع النظام اللبناني الذي سيكون تحت القبضة الإسرائيلية.
ويرى المراقبون أنّ وقف إطلاق النار المؤقت، سيمنح «إسرائيل» الوقت للتعافي لأنها ضعيفة، والوقت لوضع استراتيجية مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستكون الأكثر صهيونية في تاريخ الولايات المتحدة، أما بالنسبة لتركيا، فهي ستستغلّ ذلك لضمّ شمال سوريا في إطار مطالبتها بمدينة حلب.
لهذا فإنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان مستعدّاً حتى للتنسيق مع جماعة قسد والاعتراف لها بسيطرتها على شرق سوريا.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

مقالات مشابهة

  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية: خلال شهرين من تحرير سوريا من النظام البائد استقبلت المنافذ الحدودية مع تركيا 100,905 مواطنين سوريين عائدين
  • ماذا نعرف عن "أم القنابل" التي وافق ترامب على تسليمها إلى إسرائيل؟
  • ماذا نعرف عن "أم القنابل" التي وافق ترامب على تسليمها إلى إسرائيل؟.. عاجل
  • لبنان: قذائف مصدرها “هيئة تحرير الشام” تسقط في جرود الهرمل الحدودية مع سوريا
  • تركيا تعلن تحييد 4 مسلحين شمالي سوريا
  • إسرائيل تتوغل جنوب سوريا وتدمّر موقعاً عسكرياً
  • خبير سياسي: مصر تقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل في المنطقة «فيديو»
  • أستاذ علوم سياسية: مصر ستقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل بالمنطقة
  • إسرائيل: استهداف مستودع أسلحة لحماس في سوريا