تصعيد حربي في المنطقة: 480 غارة إسرائيلية وتحركات جديدة في سوريا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
شهدت الساعات الماضية تصعيدًا حربيًا كبيرًا في الشرق الأوسط، حيث نفذت إسرائيل ما يقارب 480 غارة على أهداف سورية في غضون الـ48 ساعة الماضية. استهدفت الهجمات طائرات، صواريخ، غواصات برية، سفن، مستودعات ذخيرة ووسائل إنتاجها، بالإضافة إلى رادارات ودبابات وبطاريات صواريخ أرض-جو. في الوقت نفسه، كانت التحركات العسكرية الإسرائيلية جزءًا من استراتيجية تهدف إلى تغيير معالم الشرق الأوسط.
وفي تعليقه على التطورات الأخيرة، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن انهيار نظام بشار الأسد يعد «فصلًا دراميًا جديدًا»، مؤكدًا أن الضربات الإسرائيلية ضد حركات مثل «حماس وإيران وحزب الله» كانت سببًا رئيسيًا في هذا التدهور. وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى تغيير معالم الشرق الأوسط عبر استراتيجياتها العسكرية والسياسية.
تحذيرات إسرائيلية للفصائل السورية المسلحةمن جانب آخر، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الفصائل السورية المسلحة من أن أي كيان يشكل تهديدًا لإسرائيل سيتم استهدافه بلا هوادة. وقال كاتس: «لقد تحرك الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة لتدمير القدرات الاستراتيجية التي تهدد أمن إسرائيل»، مشددًا على ضرورة التعامل بحذر مع أي تهديد محتمل.
أول تواصل بين إدارة بايدن والفصائل السورية المسلحةفي تطور آخر، أكدت الولايات المتحدة أنها قد أجرت أول تواصل مع الفصائل السورية المسلحة، حيث دعت الفصائل إلى قيادة عملية تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. جاء هذا التواصل ضمن مساعي إدارة جو بايدن لدعم عملية سياسية شاملة، وهو ما يمثل بداية لتوجه أمريكي جديد في التعامل مع الأزمة السورية.
الجيش الروسي في سوريا: تحركات جديدة وتكهنات حول بشار الأسدأما بالنسبة للموقف الروسي، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية تحركات جديدة للجيش الروسي في سوريا. تم رصد سفن بحرية روسية مغادرة قاعدة طرطوس في سوريا، ما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة. في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أن بشار الأسد في روسيا بأمان، وأن عملية نقله تمت بطريقة آمنة، وهو ما يثير تكهنات حول مستقبل الأسد في سياق الأوضاع الراهنة.
الفصائل السورية تعلن سيطرتها على دير الزورفي ميدان المعركة، أعلنت الفصائل المسلحة السورية أنها قد تمكنت من السيطرة على مدينة دير الزور شرق سوريا بشكل كامل، مما يمثل تقدمًا مهمًا في الصراع المستمر. وتأتي هذه السيطرة في وقت حساس يتزامن مع العمليات العسكرية الإسرائيلية والتحركات السياسية الدولية.
الولايات المتحدة تحقق تقدمًا في منظومتها الدفاعية ضد الصواريخوفي مجال الدفاع، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن نجاحها في اعتراض صاروخ باليستي متوسط المدى خلال تجربة دفاعية أجرتها قبالة جزيرة جوام في المحيط الهادئ. هذا النجاح يعكس تقدمًا كبيرًا في قدرات الولايات المتحدة على اعتراض الصواريخ، ويعزز موقفها الدفاعي في مواجهة التهديدات العسكرية المتزايدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل غارات إسرائيلية سوريا نتنياهو ادارة بايدن فصائل سورية مسلحة روسيا الجيش الروسي دير الزور الدفاع الصاروخي الأمريكي الصواريخ الباليستية العدوان الإسرائيلي غزة تحركات عسكرية الفصائل السوریة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
غزة- صعَّدت إسرائيل عدوانها على غزة واستهدفت الفلسطينيين بشكل مباشر، بعد إحكامها إغلاق معابر القطاع منذ مطلع الشهر الجاري، ومنع دخول أي من المساعدات والمواد الغذائية، خلافا لما نصَّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، أمس السبت، صحفيين ومواطنين يعملون في المجال الخيري، خلال وجودهم في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، مما أدى لاستشهاد 10 منهم، في وقت يواصل فيه الاحتلال إطلاق النار على القاطنين في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية للقطاع.
ويثير السلوك الإسرائيلي التساؤلات حول الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وطبيعة المسارات التي سيسلكها في التعامل مع قطاع غزة؟
انتزاع مواقفويقول مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن التصعيد الإسرائيلي يأتي في إطار جملة من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ومن ثم تصعيد الاعتداءات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، وإحكام الحصار وإغلاق المعابر، وارتكاب مجازر ضد المواطنين، كما حدث في بلدة بيت لاهيا أمس.
وأضاف في تصريح خاص للجزيرة نت "الواضح أن جزءا من الأهداف المركزية للتصعيد الإسرائيلي المتدرج هو الضغط على المفاوض الفلسطيني لانتزاع مواقف متعلقة بورقة أسرى الاحتلال من يد المقاومة".
إعلانوأوضح المصدر ذاته أن تلك الإجراءات مصحوبة بحرب نفسية من قيادة الاحتلال وأركان الإدارة الأميركية، للضغط على الحاضنة الشعبية -المنهكة من الحرب والحصار- واستمرار تخويفها بعودة الحرب والجوع، كجزء من الضغوط التي تمارس على حماس ووفدها المفاوض.
وأكد أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة على مدار 470 يوما لم تنجح في كسر الإرادة الفلسطينية أو ابتزاز المواقف والاستسلام، وأن ما لم يفلح الاحتلال بالحصول عليه تحت النار لن يتمكن من تحقيقه تحت الضغط.
وشدد المصدر من حماس على أن خرق جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار يستدعي تحركا سريعا من الوسطاء لوقف العدوان "لأن التصعيد لا يخدم تطبيق الاتفاق".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد أفادت أن إسرائيل تُجَهِّز خطة للعودة للقتال بغزة، وتتضمن إجراءات لزيادة الضغط تدريجيا على حماس.
لا ضمانات
وأمام هذا، يعتقد إياد القرا، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تصعيد إسرائيل ضد غزة يأتي في إطار توجه بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لإطالة أمد التفاوض، وكسب مزيد من الوقت لتمرير قانون الموازنة العامة في الكنيست أواخر الشهر الجاري "لأنه سيؤدي لإسقاط الحكومة حال عدم نجاحه بذلك".
ويقول القرا -للجزيرة نت- إن نتنياهو يحاول إطالة أمد حكومته عبر المناورة بملف الاتفاق مع غزة، لأنه يعلم أن الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ربما يؤدي لانسحاب بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية من الحكومة) وبالتالي تسريع انهيارها.
وأشار إلى أن الضغط الأميركي على نتنياهو -المتزامن مع ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار- يجعله يعيد حساباته بما يضمن ألا تنفلت الأمور الميدانية المتصاعدة بشكل كامل.
وحسب القرا، فإن نتنياهو يحاول تسويق التصعيد التدريجي في غزة لدى الجمهور الإسرائيلي بأنه قادر على ممارسة ضغط على حماس ومفاوضتها تحت النار، وإحكام ذلك بسقف لا يدفع فيه الأخيرة لاتخاذ قرار بوقف المفاوضات، أو انفلات الأمر والعودة للقتال.
إعلانواستدرك الكاتب قائلا "في الوقت نفسه لا يوجد ضمانات فعلية بما يمنع تدهور الأوضاع الميدانية".
أما ياسر أبو هين، المحلل السياسي الفلسطيني، فرأى أن إسرائيل تريد بتصعيدها الأخير القول إنه "حتى لو أنها أنهت هجومها الكبير على القطاع لكنها صاحبة اليد الطولى في غزة" وذلك من خلال الضغط العسكري المتمثل بالغارات الجوية، والضغط بإغلاق المعابر وتفعيل العقاب الجماعي.
وأوضح أبو هين للجزيرة نت أن إسرائيل تفاوض تحت ضغط النار والتهديد بعودة القتال، وهذا كان واضحا خلال الحرب، فكانت تذهب لزيادة الضغط العسكري كلما بدأت جولة جديدة من المفاوضات.
ويضيف أن إسرائيل تريد من هذه الأفعال إيصال رسالة بأنه في حال لم تستجب حماس للطروحات التي تتماهى مع مواقفها، فإن خيارها بالعودة للحرب مرة أخرى قائم، وأنها قادرة على إخضاع حماس بالقوة.
ويرجح أبو هين أن تستخدم إسرائيل الضغط العسكري لمحاولة كسب المزيد من النقاط في التفاوض غير المباشر مع حماس، على أن يبقى في إطار محدود بما يضمن ألا تنفلت الأمور لتصعيد مفتوح.
يُشار إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية أن نتنياهو عقد نقاشا معمقا في قضية الأسرى بمشاركة وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء المؤسسة الأمنية، وأصدر عقبها تعليمات بالاستعداد لاستمرار المفاوضات وفق رد الوسطاء على مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف المبني على الإفراج عن 11 أسيرا أحياء وآخرين أمواتا، وفق قوله.