"فيتش": إعادة الإعمار قد تدفع واشنطن لمراجعة العقوبات على سوريا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
قالت شركة الأبحاث "فيتش سوليوشنز" التابعة لوكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني إن الشركات الغربية، بما فيها الأميركية، يمكن أن يكون لها دور بارز في إعادة إعمار سوريا.
أضافت أنه على الرغم من أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تجنب إبداء اهتمام أميركي بالتدخل في سوريا، فإنه كرجل أعمال قد يكون مهتمًا بفتح هذا السوق ويعتبره فرصة للشركات الأميركية، لذلك من غير المستبعد احتمال تعليق قانون قيصر ورفع عقوبات أخرى مفروضة على سوريا.
وذكرت أنه مع سقوط نظام الأسد بعد 54 عامًا على تواجده في السلطة، تواجه سوريا تحديات اقتصادية هائلة وفرصًا لإعادة الإعمار قد تُغيّر ملامح اقتصادها.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إعادة إعمار البلاد تصل إلى حوالي 300 مليار دولار، ما يجعل الدعم الدولي والإقليمي أمرًا بالغ الأهمية، بحسب تقرير "فيتش سوليوشنز".
أضافت الشركة أن دول الخليج، تعد لاعبًا رئيسيًا محتملًا في عملية إعادة الإعمار.
في المقابل، يمثل سقوط الأسد خسارة استراتيجية لإيران، التي كانت تعتمد على سوريا كممر حيوي لدعم حزب الله ماليًا وعسكريًا. ومع تعطل هذا الممر، قد يواجه حزب الله تراجعًا في قدرته على تمويل عملياته وتعزيز نفوذه في لبنان.
بالنسبة لروسيا، فإن التحدي الرئيسي يكمن في الحفاظ على استثماراتها العسكرية والاقتصادية، خاصة مع احتمالية فقدان الوصول إلى قواعدها الحيوية، مثل ميناء طرطوس، ويُعتبر هذا الميناء نقطة استراتيجية لدعم عمليات روسيا في البحر المتوسط، وفقدانه قد يؤثر على قدرتها على دعم قواتها في مناطق أخرى.
وقالت إنه في ظل هذه الظروف، يُنتظر أن تلعب جهود إعادة الإعمار دورًا رئيسيًا في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي والسياسي لسوريا، حيث تُعد الاستثمارات الأجنبية عاملًا حاسمًا لإعادة بناء البنية التحتية وإنعاش الاقتصاد.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
كيف أفشل بشار الأسد عرضاً غير مسبوق للتفاوض مع واشنطن؟
في تقرير حصري، كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن كواليس المُحادثات السرّية التي أجراها دبلوماسيون سوريون مع مسؤولين أمريكيين، تحقيقاً لرغبة واشنطن في التقارب مع دمشق، الأمر الذي رفضه بشدّة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ما أثار استغراب ودهشة كبار المسؤولين من الجانبين، وساهم في الإطاحة به بعد أشهر قليلة.
وفي معلومات تُذكر للمرّة الأولى، كشف مراسل "لو فيغارو" الخاص في دمشق، المُختص بشؤون الشرق الأوسط جورج مالبرونو، أنّه في أوائل عام 2024، أرسلت إدارة جو بايدن رسالة إلى الرئيس السوري عبر دولة عربية أوفدت بدورها مسؤولاً كبيراً إلى دمشق للقاء رئيس الدبلوماسية السورية آنذاك فيصل المقداد.
«Vous pouvez imaginer une telle stupidité ?»: comment Bachar el-Assad a torpillé une offre de négociations avec les États-Unishttps://t.co/eei7kBECM4
par @Malbrunot
ونقل المسؤول العربي الرسالة التالية "واشنطن مُهتمّة ببدء مُحادثات سرّية حول قضايا مُعيّنة من أجل تحقيق تقدّم تدريجي في نهاية المطاف بشأن قضايا أخرى".
وكان ردّ بشار الأسد سريعاً وغريباً "لا، نحن لا نتحدّث مع الأمريكيين". وبعد أن بدت على السياسي الضيف علامات الذهول والاستغراب من الرفض، تواصل مع زعيم بلاده الذي اتصل فوراً بالأسد ليُخبره أنّه "من غير المنطقي رفض قناة نقاش مع الولايات المتحدة".
لكن أخيراً، تمّ إرسال وفد سوري إلى تلك الدولة العربية، برئاسة الدبلوماسي السابق عماد مصطفى، الذي كان يتمتع بخبرة كبيرة بعد أن عمل سفيراً لدى الولايات المتحدة ثم الصين. وفي المقابل، وفي إشارة إلى جدّية واشنطن، أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بريت ماكغورك، أحد مبعوثيه الشخصيين إلى الشرق الأوسط.
Bachar al-Assad renversé: Joe Biden appelle à former un nouveau gouvernement qui "représente tous les Syriens" pic.twitter.com/rKZaAQkkNo
— BFMTV (@BFMTV) December 8, 2024 لا لكلّ ما يُعرض!وأحيط عماد مصطفى باثنين من قادة الاستخبارات السورية لحضور المُفاوضات مع الوفد الأمريكي، وهي مناورة كلاسيكية في نظام كان يُراقب فيه الجميع بعضهم بعضاً. وفي اليوم السابق لمُغادرتهم، كرّر بشار الأسد التعليمات لهم "لا تحلموا ولو للحظة واحدة بأنكم ستتفاوضون مع الأمريكيين!"، وشدّد عليهم "يجب أن تقولوا لا لكلّ ما يعرضونه عليكم".
ووجد الوفد السوري نفسه مُتورّطاً في هذه الدبلوماسية الصعبة عاجزاً عن فهم منطق زعيمهم، وقال أحد أعضاء الوفد للصحيفة الفرنسية وهو يشعر بالمرارة من تفويت مثل هذه الفرصة "كانت بلادنا في وضع صعب للغاية، وكانت معزولة تماماً على الساحة الدولية، وكان الناس فقراء، وكان علينا أن نقول لا لأيّ اقتراح من شأنه، على العكس من ذلك، أن ينتشلنا قليلاً من الهاوية".
Le Figaro révèle comment Bachar el-Assad a dit non à l'offre de Joe Biden qui voulait négocier à Oman la libération d'Austin Tice contre un retrait militaire américain du nord-est. Témoignages des acteurs de "cette occasion manquée". Détail des contacts syro-américains.…
— Georges Malbrunot (@Malbrunot) March 13, 2025 النفط وسحب القوات مُقابل تايس!وخلال التفاوض، قدّم بريت ماكغورك العرض الأمريكي "نريد من سوريا أن تتعاون معنا للعثور على أوستن تايس- الصحفي الأمريكي الذي اختفى عام 2012 في إحدى ضواحي دمشق".
وتابع ماكغورك "وبما أننا نعلم أنكم لا تفعلون أي شيء بالمجّان، فإذا وافقتم على العمل معنا بشأن تايس، فإننا سنوافق على سحب قواتنا (2000 جندي) حول حقلي النفط كونوكو والعمر (في شمال شرق سوريا)، وستحل قواتكم محل قواتنا، لكن لدينا شرطين: أن تكون قواتكم فقط هناك وليست ميليشيات شيعية موالية لإيران، وألا تُستخدم هذه المناطق المُحيطة بالآبار النفطية لمُهاجمة جنودنا".
يُذكر أنّه في أغسطس (آب) 2024 وبينما دعا إلى "الإفراج الفوري عنه "، قال جو بايدن إنّ الولايات المتحدة "حثت الحكومة السورية مراراً وتكراراً على التعاون معنا حتى نتمكن أخيراً من إعادة أوستن إلى وطنه".
New on Austin Tice, ft interviews with his mother, father and sister, w @CristinaS_9 https://t.co/bRhQ9byYaw
— Liam Scott (@liamjscott) December 10, 2024 لن تعود إلى هناك!وفي نهاية جلسة المُفاوضات الأولى هذه، أخذ بريت ماكغورك أحد محاوريه السوريين جانباً ليطلب منه تبادل أرقام واتساب الخاصة بهم حتى يتمكنوا من "التواصل بشكل مباشر".
واتفق الفريقان على اللقاء مُجدداً بعد ثلاثة أسابيع. لكن على الجانب السوري، انفجر بشار الأسد غضباً: "من سمح لك بإعطاء رقم هاتفك؟" طالباً حذف رقم ماكغورك أمام عينيه فوراً، ثم تأتي جملة "لن تعود إلى هناك".
وبعد أن علموا بالرفض السوري غير المنطقي، تدخل زعماء عرب لإقناع الأسد بتغيير رأيه، فوعدهم في البداية، ولكن عبثاً.
ولقتل المبادرة نهائياً، أرسل الأسد، الذي زعم موافقته في البداية، رسالة بعد أيّام قليلة تقول "انسوا الأمر، لقد توقفنا"، وهكذا تمّ إخبار الأمريكيين، الأمر الذي أثار غضب واشمئزاز الدبلوماسيين السوريين لتفويت بلادهم مثل هذه الفرصة التي كانت ستُعدّ انتصاراً سياسياً واقتصادياً لبلادهم مع استعادة عدد من أهم حقول النفط.
Syrie : "Enfin, le régime de Bachar al-Assad est tombé", déclare Joe Biden depuis Washington.
"C'est une opportunité historique pour le peuple syrien pour bâtir un meilleur avenir pour leur pays", mais aussi "un moment de risque et d'incertitude", dit le président américain. pic.twitter.com/731fqp2Rgk
أما بالنسبة لأوستن تايس، فلا تزال عائلته لا تملك أيّ أخبار عنه، ولم يتم العثور عليه حتى بعد سقوط النظام السوري السابق. وتُشير بعض المصادر الدبلوماسية إلى أنّ الأسد أوكل قضية الصحافي الأمريكي إلى حلفائه الإيرانيين قبل سقوطه. وبالنسبة لطهران، فإنّ تايس من شأنه أن يُمثّل ورقة إضافية في المُفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
وبحسب مصادر عدّة، فإنّ الرفض النهائي للأسد جاء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل أسابيع فقط من انطلاق معركة حلب، التي كانت بمثابة مُقدّمة لسقوطه، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول).
وأظهر بشار الأسد نفس العناد عندما قال لا لتركيا التي أرادت التفاوض معه حول مصير إدلب، في حين حاولت إيران وروسيا والعراق إقناعه بلقاء الرئيس رجب طيّب أردوغان. وحسبما يذكر أحد مصادر "لوفيغارو" فإنّه من غير المُستغرب إذاً أنّ جميع حلفاء الأسد قد تخلّوا عنه في نهاية المطاف عندما انهارت قواته، مما أجبره على مُغادرة دمشق.