علي جمعة: من صفات الدعاء المستجاب الإلحاح
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثيرٌ منا قد نسي الدعاء، والدعاء يقول فيه سيدنا رسول الله ﷺ: «الدعاء مخ العبادة» ومخ الشيء أعلاه، ومنتهاه، وإذا توقف المخ عن العمل فارق الإنسان الحياة ؛ فعبادةٌ بلا دعاء هي عبادةٌ مسلوبةٌ من الروح، ومن أعلى شيءٍ فيها من رأسها وهو الدعاء.
واستشهد جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بحديث أخر يقول سيدنا ﷺ : «الدعاء هو العبادة» -فيتقدم بنا خطوة أخرى أن الدعاء هو نفس العبادة وكل العبادة، هو رأسها وجسدها، هو بدايتها ونهايتها، هو ذاتها- ، ثم قرأ : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} فسوّى بين الدعاء وبين العبادة.
لكن رأينا كثيرًا من الناس كأنه لم يعلم أن الدعاء هو العبادة أو مخ العبادة؛ فترك الكثير الدعاء ؛ والدعاء في ذاته عبادة استجاب الله أو لم يستجب، فادع ربك، ولا تتعجل يقول رسول الله ﷺ : «إن الله يستجيب للعبد ما لم يتعجل» فقالوا: وما عجلته يا رسول الله؟ قال: «يقول: دعوت الله فلم يستجب لي» فيدع الدعاء، وكأن هذا أمرٌ قد سرى فينا فتركنا الدعاء، وكأننا نُلزم الله بالإجابة، فتحول الدعاء منا إلى طلب، بل إلى فرض رأي، والله سبحانه وتعالى لا يفرض أحدٌ عليه رأيا، وإذا كان الرأي نتداوله فيما بيننا، ونناقشه بنقص بشريتنا؛ فإن الدعاء فيه التجاءٌ، وفيه خضوع، وفيه عبادة، وفيه توسل، وفيه رجاء، وفيه تضرع، حتى يكون عبادةً خالصة؛ فإذا استجاب الله فبمنّه وفضله علينا، وإذا أخّر الاستجابة فبعلمه، وحكمه فينا، وحكمته، وإذا ادخرها لنا يوم القيامة فنعم المُدَّخَر، ونعم المُدَّخِر، ستخسر كثيرًا إذا تركت الدعاء، وفي المقابل فإنك ستكسب كثيرًا إذا ما دعوت ربك، وتضرعت إليه.
ومن صفات الدعاء المستجاب الإلحاح ؛ لح على ربك ، ابك بين يديه، اغسل نفسك من ذنوبك، وقصورك، وتقصيرك، تواضع لربك، حتى يرفع من شأنك.
يروى عن الحجاج بن يوسفٍ الثقفي وكان جبارًا في الأرض سفاكًا للدماء ؛ والله لا يحب سفك الدماء، ولا يحب التجبّر في الأرض، لكن هذا الرجل وفّقه الله من ناحيةٍ أخرى أن يُتم القرآن كل أسبوع فسبّع القرآن، فكان يقرأ القرآن مرة كل أسبوع، أربع مرات في الشهر، وفّقه الله في هذا، لكنه جبّار سفّاك للدماء، حتى تحدّث الناس أن الله لا يغفر للحجاج؛ فسمع بهذا فناجى ربه، وكأنه يعرف كيف يكلم ربه فقال عند موته : " اللهم اغفر لي فإن الناس يقولون : إنك لا تغفر لي" إنه لا ييأس من رحمة الله، ولا يستعظم ذنبًا في قِبالة غفران الله، ويطلب من الله سبحانه وتعالى بعد ما فعل في المسلمين أن يغفر له، والله كريم، " اللهم اغفر لي فإن الناس يقولون : إنك لا تغفر لي" كأنه يتوسل إلى ربه ضد الناس، والله غفورٌ رحيم. فإذا كان هذا شأن الحجاج؛ فما بالك وأنت لم تسفك دمًا، فهيا بنا نعود إلى الدعاء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الدعاء فضل الدعاء استجابة الدعاء الالحاح في الدعاء المزيد المزيد کثیر ا
إقرأ أيضاً:
لماذا الدعاء بظهر الغيب مستجاب.. أمين الإفتاء يجيب
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الدعاء بظهر الغيب هو أن يدعو الإنسان لغيره دون أن يكون حاضرًا أو حتى عالمًا بالدعاء له، موضحًا أن هذه العبادة خالصة لله، حيث لا مجال فيها للرياء أو طلب السمعة، لأن المدعو له لا يدري بالدعاء.
وأضاف "وسام"، خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع "فيسبوك"، أن الدعاء بظهر الغيب يعد من أنواع الشفاعة، حيث إن الإنسان يدعو لمن ليس موجودًا معه، وكأنه يتشفع له عند الله عز وجل، ولذلك كان هذا الدعاء مشابهًا للشفاعة في معناه.
وأشار إلى أن الله يستجيب لهذا الدعاء سريعًا، بل إن الملائكة تؤمِّن عليه وتقول للداعي: "ولك بمثل".
حكم الدعاء لشخص باسمه في الصلاة
أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا حرج شرعًا في تخصيص شخص بالدعاء له باسمه أثناء الصلاة، سواء كان أحد الوالدين أو أحد أهل الفضل مثل المعلمين والمربين، وذلك في الصلوات المفروضة أو النوافل.
وأشارت الإفتاء إلى أن الفقهاء اتفقوا على استحباب الدعاء في الصلاة، سواء كان بالأدعية المأثورة أو بغيرها، استنادًا إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
دعاء الرزق بعد صلاة الفجر
ورد من دعاء الرزق بعد صلاة الفجر ، أن هناك مجموعة من أدعية الرزق المأثورة والمستحبة بعد صلاة الفجر، فقد ورد عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأدعية التي تخص تفريج الهموم والكربات، والرزق وقضاء الدين، ومنها:
«اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفضيحتين، الفقر والدّين، اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين».«اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ وربَّ الأرضينَ وربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ فالقَ الحبِّ والنَّوى ومنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ أعوذُ بِكَ من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ أنتَ آخذٌ بناصيتِهِ أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخرُ فليسَ بعدَكَ شيءٌ والظَّاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ والباطنُ فليسَ دونَكَ شيءٌ اقضِ عنِّي الدَّينَ وأغنني منَ الفقرِ».«اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ مُنْزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ العظيمِ أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخرُ فليسَ بعدَكَ شيءٌ وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليسَ دونَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأغنِنا منَ الفقرِ».«اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ».«اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي».