يُحكى بأنه كانت هناك فتاة جميلة، وُلدت لعائلة عادية مما جعلها بلا أحلام أو طموحات كبيرة. تزوجت هذه الفتاة من رجل يحبها يعمل في احدى وزارات الدولة. ورغم وضعها الجيد إلا انها لم تكن سعيدة. كانت تتمنى دائماً لو انها كانت في منزلة أعلى أو ذات نسب أفضل. وكانت بسبب ذلك بائسة طوال الوقت، لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب كما يقولون! حتى انها كانت لديها صديقة ثرية كانت تعرفها منذ أيام المدرسة الا انها توقفت عن زيارتها لأنها كانت تشعر بالسوء في كل مرة ترجع الى المنزل.
وفي احد الأيام فاجأها زوجها بدعوة إلى حفل يُقام في منزل الوزير. فعبست الفتاة وتذمرت بأنها لن تذهب لأنها لا تملك فستانا مناسبا، استغرب الزوج من ردة فعلها واقترح عليها ان تلبس الفستان الذي تذهب به إلى المسرح فرفضت الزوجة، فأعطاها الزوج النقود التي طلبتها لتشتري فستانا جديدا.
اشترت الزوجة الفستان ثم تذمرت بانها لا تملك أي مجوهرات لتلبسها للحفل وانها لن تكون في مستوى الحاضرين، فاقترح زوجها ان تطلب من صديقتها اعارتها إحدى المجوهرات. أعجبت الزوجة بالفكرة وطلبت من صديقتها اعارتها عقد الماس. وفعلاً ذهب الزوجان الى الحفلة واستمتعا بوقتهما، إلى ان رجعا الى البيت. فانتبهت الزوجة انها فقدت عقد الألماس، واستنفرا وبحثا عن العقد في كل مكان الا انهما لم يجدوه. قرر الزوجان ان يشتريا عقدا يشابهه ليعيده الى الصديقة، وهذا ما حدث بعد ان استدان الزوج مبلغا كبيرا ذا فوائد اكبر حتى يتحملا ان يشتريا هذا العقد ويعيداه إلى الصديقة. وفي سبيل دفع ديون العقد اضطر الزوجان إلى العمل ليل نهار لمدة عشر سنوات لدفع الديون، فأصبحت حياتهما أسوأ من قبل وتغير شكل الزوجة التي كبرت عشرين عاما. وحتى صديقتها الثرية لم تعرفها عندما رأتها في الشارع بالصدفة، وسألتها عن سبب تغير شكلها فذكّرتها الفتاة بالعقد واعترفت لها بأنها ضيعته واضطرت الى شراء آخر يشبهه لتعيده لها. صُدمت الصديقة بهذا الخبر، وأخبرت الفتاة بأن العقد التي استعارته منها لم يكن عقد الماس بل عقد مزيف.
هذه القصة التي كتبها قاي دو موباسانت، قبل اكثر من مائة سنة، لا تزال تلامس الكثير من الجوانب اليوم.
لا زلنا إلى اليوم ننظر إلى العشب على الجهة الأخرى من السياج و نظن انه اكثر خضرة!
لا زلنا نظن بأننا غير كافيين في انفسنا واننا مهما فعلنا نحتاج اكثر ونرغب بأكثر ولا يكفينا الأكثر!
ما زلنا نختبئ وراء الصورة التي نحاول رسمها للآخرين!
ما زلنا نخاف من فكرة وظنون الاخرين عنا وكأنها حكم بالسجن مدى الحياة!
ما زلنا لا نرضى بما نحن فيه حتى يفاجئنا الأسوأ فنغرق اكثر في عدم الرضا في دائرة مجحفة لأنفسنا!
الانسان يصنع في أحيان كثيرة مشكلته وعقده بنفسه ثم يلبسه حول عنقه كعقد مزيف، ليُذكر نفسه بمصابه ونصيبه في هذه الدنيا ولينكد على نفسه. والانسان بنفسه أيضاً من بيده فك هذا العقد المزيف ووضعه في اقرب قمامة. الاختيار بيده. إما ان يعيش الحياة التي اختارها الله له بحب وقناعة، أو أن يعيش الحياة التي اختارها هو لنفسه بحزن ويأس. وقد قال الله تعالى في سورة الإسراء (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ وَنُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتابًا يَلقاهُ مَنشورًا) (13).
جواهر آل ثاني – الشرق القطرية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تطور جديد في ملف تجديد عقد محمد الشناوي مع الأهلي.. وأزمة وحيدة (خاص)
شهدت الساعات الأخيرة الماضية، وجود انفراجة في مفاوضات النادي الأهلي مع محمد الشناوي، حارس وقائد الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، لتجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري؛ إذ يحق له التوقيع لأي ناد بشكل مجاني، في شهر يناير المقبل.
وعلم «الوطن سبورت» أن محمد الشناوي رفض عرض الأهلي لتجديد عقده، بسبب مدة العقد والراتب المعروض عليه، قبل أن يشهد الملف انفراجة كبيرة، خاصة بعد جلسة محمد رمضان، المدير الرياضي، معه، قبل سفر بعثة الفريق إلى قطر لخوض بطولة كأس الإنتركونتيننتال.
الأهلي يتفق على مدة عقد الشناوي الجديد.. وأزمة بسبب الراتبوقال مصدر داخل النادي الأهلي، إنه جرى الاتفاق مع محمد الشناوي على مدة العقد الجديد، الذي سيستمر 3 سنوات مقبلة بخلاف الموسم الجاري، ليستمر الحارس داخل القلعة الحمراء حتى موسم 2028.
كما جرى الاتفاق مع محمد الشناوي على تقاضيه راتب الفئة الأولى بالفريق، الذي يقدر بـ16 مليون جنيه، بجانب منحه بعض الامتيازات والاستثناءات الخاصة.
وشدد المصدر، خلال تصريحاته الخاصة، على أن هناك خلافا وحيدا حتى الآن لم يجر الاتفاق عليه، وهو قيمة العقد التجاري الذي سيوقع عليه محمد الشناوي مع الأهلي؛ إذ طلب اللاعب الحصول سنويا على ما يقارب الـ15 مليون جنيه، مقابل المشاركة في حمولات إعلانية، وهو ما تتفاوض إدارة «الأحمر» عليه مع الحارس.
حسم ملف تجديد عقد الشناوي بعد كأس الإنتركونتيننتالويعقد مسؤولو الأهلي جلسة جديدة مع محمد الشناوي، بعد بطولة كأس الإنتركونتيننتال، من أجل حسم ملف تجديد العقد بشكل نهائي والإعلان رسميا.