سكان دمشق يستعيدون حياتهم تدريجيا بعد سقوط نظام الأسد.. احتفالات وأمل بالمستقبل (شاهد)
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
بدأت العاصمة السورية دمشق، الثلاثاء، تستعيد إيقاع الحياة الطبيعية تدريجياً بعد إنهاء حقبة دامت نصف قرن من حكم عائلة الأسد، حيث عاد السكان إلى الأسواق، وفتحت المتاجر أبوابها، في مشهد حلّ فيه مسلحو المعارضة محل قوات النظام التي كانت تسيطر على الشوارع.
وبدا الارتياح واضحا على وجوه الناس في سوق باب السريجة الشعبي وسط العاصمة، فقد استأنف التجار أعمالهم وعاد المتسوقون إلى الحركة بعد سنوات من القمع الذي جسّده حكم حزب البعث، حسب وكالة "فرانس برس".
تروي لينا الأستاذ، وهي سيدة تبلغ من العمر 57 عاماً، تجربتها أثناء التسوق مع زوجها للمرة الأولى منذ سقوط النظام، قائلة "رغم بعض الخوف في البداية، إلا أنني أشعر بالسعادة اليوم. انتهى حكم الأسد، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها".
بفضل الله الشباب عم يعملوا بصمة حلوة بحملة تنظيف دمشق
والقادم أجمل ???????????? pic.twitter.com/9wyKQFqgnw — Ayman Abdel Nour (@aabnour) December 11, 2024
ورغم تجربتها السابقة في الاعتقال عام 2015، تضيف بحذر: "نحن السوريون نحب الحياة، وعلينا أن نتأمل خيراً في المستقبل".
على مقربة منها، يشير بسام خالد، وهو بائع خضار في الخمسين من عمره، إلى تحسن حركة البيع، قائلا: "ما يريده المواطن السوري اليوم هو حياة كريمة ودخل يكفي لتأمين احتياجاته".
ولا تزال شوارع العاصمة تحمل آثار النظام السابق؛ صور ممزقة لبشار الأسد، وآليات عسكرية مهجورة، وظروف رصاصات متناثرة في ساحة الأمويين.
وفي المقابل، تظهر معالم الحاضر الجديد مع عناصر المعارضة الذين تولوا مسؤولية الأمن في المدينة، وحلوا محل قوات الشرطة والأجهزة الأمنية السابقة.
في مركز قيادة شرطة دمشق، بدأت حكومة الإنقاذ - التي كانت تتمركز في إدلب - بتسيير شؤون العاصمة. وفي أروقة المركز، يعكف عناصر الشرطة الجديدة على تسجيل الشكاوى واسترجاع المسروقات.
هؤلاء هم قوات الأمن الجدد في دمشق اليوم
الان اصبح لدين أمن لأمننا
وليس أمن لاعتقالنا pic.twitter.com/d3bHmoIwc3 — عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 10, 2024
يقول أحد قادة الشرطة لفرانس برس مفضلا عدم الكشف عن اسمه: "سنبدأ عملنا رسميا خلال أيام، وسنعمل على تأمين المراكز الحكومية وحفظ الأمن في العاصمة".
في الأحياء الراقية غرب دمشق، خرج الشباب للاحتفال بانتهاء حكم الأسد، حاملين أعلام الثورة، بينما غصّت بعض المقاهي في المناطق ذات الغالبية المسيحية بالرواد. لكن في مناطق أخرى، بقيت الاحتفالات محدودة مع استمرار الحذر؛ حيث أغلقت النوادي الليلية أبوابها بينما استأنفت المطاعم والمقاهي عملها بشكل محدود.
رانيا دياب، طبيبة تبلغ من العمر 64 عاما، جلست مع صديقاتها في أحد مقاهي حي القصاع. وقالت: "كانت لدينا مخاوف كبيرة، لكننا تشجعنا للخروج اليوم. مع ذلك، لا يزال الحذر قائما ونعود إلى منازلنا مبكرا".
بعد انتهاء حكم الأسد، بات الحديث عن الحريات والتغيير ممكنا، حيث لم تعد نقاشات المواطنين حول النظام من المحرّمات التي قد تقودهم إلى السجن.
تقول دياب: "نتمنى أن نعيش حياة طبيعية في بلدنا، مع حرية رأي وازدهار اقتصادي وانفتاح على العالم".
ورغم الغموض المحيط بمستقبل سوريا، فإن سكان دمشق يأملون أن تحمل الأيام القادمة تحسنا ملموسا في الأمن والمعيشة، بعد عقود من القمع والاضطرابات.
"هي البلد لإلنا.. هذا أقل شي فينا نعمله"
مبادرة لشبان سوريين نزلوا لشوارع وساحات #دمشق من أجل تنظيفها#سقوط_الأسد #تحرير_سوريا #تلفزيون_سوريا #نيوميديا_سوريا pic.twitter.com/stT4GcEkil — تلفزيون سوريا (@syr_television) December 10, 2024
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية دمشق النظام سوريا سوريا دمشق النظام المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صدمة حقيقية.. هل من دور للعراق في سوريا بعد سقوط الأسد؟
على وقع سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرة المعارضة على زمام الأمور في البلاد، برزت تساؤلات عدة عن الدور الذي يمكن أن يلعبه العراق في سوريا، بعدما فشلت كل محاولات بغداد في منع سقوط النظام السوري، والتي كان آخرها استضافة الاجتماع الوزاري الثلاثي.
تمكنت المعارضة السورية، الأحد، من السيطرة على العاصمة دمشق، آخر معاقل رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، الذي فرّ إلى روسيا، بعد 13 عاما على اندلاع ثورة نادت بإسقاطه، وقابلها بقمع شديد استخدم فيها كل أنواع الأسلحة، حتى الكيماوية منها.
"صدمة حقيقية"
وتعليقا على الموضوع، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، فلاح المشعل، إن "ما حصل في سوريا أدخل الجميع في صدمة حقيقية، وتحديدا السلطات العراقية والحشد الشعبي والفصائل الموالية لإيران التي كانت ناشطة على الأراضي السورية، ووضعهم أمام تخوّف حقيقي مما سيحدث لاحقا".
وأضاف المشعل لـ"عربي21"، أن "البرنامج المطروح سياسيا على مستوى المنطقة، هو أن الشرق الأوسط الجديد سيحدث تغييرا في لبنان وسوريا والعراق وإيران، وهذا الأمر ظهر منذ الحرب الأخيرة التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله اللبناني".
وأشار إلى أنه "تأكد لدى الرأي العام العراقي أن الوضع في العراق بات على حافة التغيير، وذلك بعد تصفية حزب الله اللبناني، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا".
وأردف: "الحكومة العراقية، وقوى الإطار التنسيقي الحاكم مدعوة إلى مراجعة موقفها والتعامل بحذر شديد جدا مع الحدث السوري، وحسنا فعل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بعدم التدخل في الساحة السورية رغم الحديث عن الوقوف إلى جانب النظام السوري".
وأشار إلى أن "العراق يعيش أزمات حقيقية، وهو بلد هش ليس لديه القدرة على الدخول في أي المعركة، وإذا أزحنا الإنشائيات السياسية والطائفية والدعاية الإيرانية التي تعمل منذ سنوات، تظهر الحقائق واضحة".
وبناء على ذلك، يضيف المشعل، قائلا: "شاهدنا كيف سقط النظام السوري بين ليلة وضحاها وتهشم كل شيء، فقد كان عبارة عن ترسانة عسكرية، وهكذا أجد الأوضاع في بقية البلدان".
ودعا المشعل إلى "ضرورة التزام الهدوء السياسي والابتعاد عن التصادم مع أي ظاهرة في سوريا، وانتظار ما تترشح عنه الأحداث هناك، ولاسيما طبيعة النظام القادم وعلاقاته الدولية ومع دول الجوار".
وشدد على ضرورة أن "تتعامل الحكومة العراقية والطبقة السياسية الحاكمة، بحكمة وتنظر إلى مصالح العراق أولا، لأن سوريا دولة مجاورة ونستورد عبرها العديد من البضائع، إضافة إلى وجود ترابط جغرافي واجتماعي، وتحديدا مع محافظتي الأنبار ونينوى".
وأوضح المشعل أن "مصالح العراق مقدمة على كل شيء، وبالتالي هي من ترسم سياسة البلد الخارجية، وإذا كانت الحكومة تتعاطى بواقعية سياسية بعيدا عن الشعارات والضغط الإيراني، فإنها تتعامل مع طبيعة النظام في سوريا، سواء كان راديكاليا متشددا، يساريا أو يمينيا، فهي غير معنية بذلك".
وبحسب الكاتب، فإن "العراق يسير بمنطقة حذرة جدا ويحسب لكل شيء حسابه، لأنه منذ سيطرة المعارضة السورية على حلب في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تغيرت الكثير من المعايير السياسية وانكشفت حقائق جديدة تتعلق بإيران والوضع الداخلي العراقي وتأثيرات دول الجوار".
ونوه إلى أن "بشار الأسد متهم بزج آلاف السيارات المفخخة التي انفجرت بالعراق وتدريب الإرهابيين بالتعاون مع أطراف إيرانية، بالتالي ينبغي على بغداد الترحيب بأي نظام بديل، لأنه نظام الأسد فاشتي ديكتاتوري أجرم بحق شعبه، شردهم وسجنهم وهدم بيوتهم وانتهك أعراضهم".
التعامل بواقعية
وفي السياق ذاته، قال الباحث والمحلل السياسي العراقي، كاظم ياور، إن لـ"عربي21" إن "الحكومة مطالبة بأن تأخذ بوجهات نظر جميع القوى والكتل السياسية العراقية حتى تحافظ على الأمن القومي للبلاد، وهي مساحة مشتركة بين جميع الكتل".
وأوضح ياور أن "الدستور العراقي يمنع التدخل في شؤون دول الجوار، ويفرض حالة من الحياد لما يجري في أراضي الدول الأخرى، مثلما يرفض التدخل الخارجي في الحالة العراقية".
ولفت إلى أن "الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية (العراق، إيران، سوريا) الذي عقد في بغداد، الجمعة الماضية، جاء بعد تصريحات كثيرة للعراق وإيران، تحدثا عن عدم تركهم نظام بشار الأسد وحده، وأن بعض الفصائل العراقية توعد بالدخول للقتال إلى جانبه".
وأشار ياور إلى أن "الأطراف الثلاثة لم يتبلور موقفها بشكل قوي على الساحة الإقليمية والدولية، نتيجة عدم وجود الحليف الرابع المتمثل بروسيا، في اجتماع بغداد، لكنه تواجد في اجتماع الدوحة بعدما انتقلت الأمور على الأرض لصالح المعارضة السورية".
وتابع: "بعدها أصبح تغير في المواقف للعراقية الرسمية عبر تصريحات وزير الخارجية، فؤاد حسين، الذي تحدث أن العراق يعمل على ضمان حدوده، وبالتالي اختفت المواقف التصعيدية باتجاه التدخل في الحالة السورية".
وعن فشل الاجتماع الثلاثي، أكد ياور أن "غياب الإجماع الوطني العراقي كان وراء ذلك، فقد صدر عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، بيانات تطالب بعدم التدخل في الشأن السوري".
واردف: "بالتالي تبين أن الحكومة العراقية لم تستند في توجهاتها وقراراتها على المساحة الوطنية التي تعبر عنها الكتل البرلمانية، ولم يحصل اجتماع للجنة البرلمانية للأمن والدفاع، أو انعقاد البرلمان من أجل بلورة حالة وطنية في هذا الصدد".
وخلص ياور إلى أن ما أدى إلى فشل الاجتماع الثلاثي، هو "تصاعد الأحداث في سوريا، وسيطرة المعارضة السورية بشكل متسارع على المدن، بالتالي تراجعت الأطراف العراقية التي كانت قد اندفعت في رغبتها بالدفاع عن النظام السوري، ثم قبلت بأي حل دبلوماسي".
وأصدر المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، بيانا بعد سقوط نظام الأسد، الأحد، أكد فيه ضرورة احترام الإرادة الحرة لجميع السوريين، وعلى أهمية أمن سوريا ووحدة أراضيها، وصيانة استقلالها.
وأوضح العوادي، أن "العراق يجدد تأكيده أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، أو دعم جهة لصالح أخرى، فإنّه لن يدفع بالأوضاع في سوريا سوى إلى المزيد من الصراع والتفرقة، وسيكون المتضرر الأول هو الشعب السوري الذي دفع الكثير من الأثمان الباهظة".