شبكة انباء العراق:
2025-04-17@01:30:33 GMT

العراق وطن القلوب والحضارة

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما يتعلق الأمر بالعراق، هذا الوطن الذي ينبض في قلوبنا جميعًا، فإن الصمت يصبح خيانة. العراق ليس مجرد أرض، بل هو الدم الذي يجري في عروقنا، والهواء الذي نتنفسه، والتاريخ الذي نحمله على أكتافنا. لا يمكننا السماح لأي قوة أو فكرة أن تمزق هذا الوطن، الذي كتب تاريخه بالدماء والتضحيات.

العراق ليس مجرد اسم على خارطة العالم؛ العراق هو الحضارة التي علّمت العالم الكتابة، هو النخل الشامخ الذي يعانق السماء، هو دجلة والفرات اللذان يرويان قلوبنا قبل أرضنا. كيف نسمح لأنفسنا أن نفرّط في إرث أجدادنا أو أن نُسلم هذا الوطن العظيم لمخططات تمزيقه وإعادته إلى الوراء؟

“العراق هو بيتنا جميعًا”
في كل بيت عراقي، هناك قصص تجمع الطوائف. هناك أم تحتضن أبناءً من مذاهب مختلفة، وأبناء عم وأخوال من هذا المذهب وذاك. هذه العلاقات ليست مجرد تفاصيل عابرة، بل هي الروح الحقيقية للعراق. نحن شعب لا يفرّقنا مذهب ولا دين؛ نحن شعب يجمعنا حب الأرض ورائحة ترابها، وصوت الأذان الذي يختلط بأجراس الكنائس، وزغاريد الفرح التي لا تعرف طائفة.

علينا أن نتذكر دائمًا أن العراق بيتنا الكبير، والبيت لا يُهدم بأيدي أهله. من منا يقبل أن يرى جدران بيته تتصدع أو سقفه ينهار؟ العراق أمانة في أعناقنا، وأي محاولة للمساس بوحدته هي طعنة في قلب كل عراقي شريف.

“نحن أبناء هذه الأرض”
يا شباب العراق، يا من ولدتم من رحم هذه الأرض الطيبة، أنتم الأمل الذي يستند عليه الوطن. فيكم تمتزج النخوة العربية بروح الحضارة، وفي قلوبكم تسكن عزة أجدادكم الذين كتبوا تاريخ المجد. لا تسمحوا لأحد أن يعبث بعقولكم أو يزرع فيها بذور الطائفية. كونوا كما كان أجدادكم: أبناء العراق أولًا، عراقيون قبل أي انتماء آخر.

تذكروا أن العراق هو نخيل البصرة الذي يصمد أمام الرياح، وهو جبال كردستان التي تعانق السماء، وهو شوارع بغداد التي تضج بالحياة رغم كل المحن. العراق هو أنتم، وأنتم العراق.

المرجعية العليا: صوت الحكمة”
في أصعب الأوقات، كانت المرجعية العليا، ممثلة بالسيد علي السيستاني، هي الصوت الذي يحفظ العراق من الانزلاق. كلمات المرجعية كانت دائمًا تنبض بالحب للوطن، تدعو للسلام والوحدة، وتحث على بناء العراق كبيت يتسع للجميع. هذا الصوت الحكيم هو دليلنا، ومن واجبنا أن نلتف حوله، لأن في توجيهاته خلاصنا واستقرارنا.

لكن، لماذا نصرّ على نبش جراح الطائفية عبر رسائل “الواتس آب” ومنشورات “السوشيال ميديا”؟ تلك الصفحة المؤلمة طُويت بدمائنا ودموعنا، وكل بيت عراقي تألم وفقد عزيزًا. إعادة الحديث عنها لا تجلب سوى أوجاع الماضي الذي لا نريد له أن يعود. فلنتجاوز هذه الأحاديث ونركز على ما يجمعنا، لأن العراق يستحق أن نبنيه بوحدة قلوبنا لا أن نهدمه بخلافات تجاوزناها.

العراق أغلى ما نملك
العراق ليس وطنًا نعيش فيه فقط، بل هو وطن يعيش فينا. كل ذرة تراب منه تحمل قصصنا، كل نخلة منه هي شاهد على كرامتنا، وكل شمس تشرق عليه تذكّرنا بأننا أبناء هذا المجد.

فلنكن كما أرادنا العراق: شعبًا واحدًا، يدًا بيد، نبني ونزرع ونُعلّم. ولنتذكر دائمًا كلمات الإمام علي (ع): “الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.” العراق يجمعنا، وحب العراق هو هويتنا.

وكما قال أمير البلاغة، الإمام علي (ع): “كل متوقع آت، فتوقعوا الخير.” فلنزرع الخير في نفوسنا وأعمالنا، ولنتوقع للعراق كل خير وسلام وازدهار.

فلنرفع علم العراق عاليًا، ولنترك للتاريخ حكاية شعب رفض أن ينكسر، وأصر على أن يبقى واحدًا. ولتكن كلمتنا جميعًا: “لا للطائفية، نعم للوطن.”

د. سعد معن

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات العراق هو دائم ا

إقرأ أيضاً:

بعد طول انتظار| زفاف نادية ويوسف في الـ80 يخطف القلوب

في مشهد إنساني مؤثر، اجتاحت قصة حب استثنائية مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، محققة تفاعلاً واسعاً وإعجاباً كبيراً بين المستخدمين. لم تكن هذه القصة عن شباب في مقتبل العمر، بل عن نادية ويوسف، سيدة ورجل تجاوزا السبعين، ليؤكدا معاً أن العمر ليس عائقاً أمام الحب ولا مانعاً لتحقيق الأحلام.

نادية ويوسف... قلب ينبض بالحياة

نادية، سيدة مصرية تبلغ من العمر 79 عاماً، تعيش الحياة بإيمان راسخ بأن "العمر مجرد رقم". لم تسمح لتقادم السنوات أن يطفئ شعلة شبابها، بل تواصل تحدي الزمن بطاقتها وإيجابيتها. وهي لا تكتفي فقط بالتفكير الإيجابي، بل تنخرط فعلياً في الحياة: تشارك في بطولات السباحة، وتتابع دراستها الأكاديمية، وتؤمن أن الإنسان لا يجب أن يتوقف عن الحلم.

قررت نادية اتخاذ خطوة جديدة في مسار حياتها، فاختارت أن تتزوج من رفيق دربها وصديق عمرها يوسف، البالغ من العمر 81 عاماً. الزواج الذي وصفه الكثيرون بأنه "أجمل زفاف شهدته مواقع التواصل"، شكّل لحظة فرح وإنسانية لا تُنسى.

حفل زفاف استثنائي ومشاعر دافئة

قصة الزواج لم تكن لتأخذ هذا الصدى لولا الصورة التي نشرها كريم، زوج ابنة نادية، عبر حسابه على فيسبوك، مرفقاً إياها بسرد مؤثر للحب الذي جمع العروسين. قال كريم في منشوره: "كان الحفل من أكثر حفلات الزفاف دفئاً التي حضرتها في حياتي". وأوضح أن الزوجين قررا قضاء شهر العسل، ثم العودة لاستكمال دراسة الماجستير والمشاركة في بطولات رياضية ضمن فئة "الماسترز".

هذه الخطوة الجريئة من نادية لم تمر مرور الكرام، بل لاقت تفاعلاً واسعاً على الإنترنت، حيث امتلأت التعليقات بالتهاني والدعوات بالسعادة، مع رسائل من رواد مواقع التواصل يعبرون فيها عن إعجابهم وإلهامهم بهذه القصة.

إلهام بلا حدود

أصبحت نادية ويوسف رمزاً حقيقياً للأمل والشغف المتجدد بالحياة، ودليلاً حياً على أن الحب لا يعرف عمراً ولا يتقيد بزمان. قصتهما ألهمت آلاف الأشخاص الذين فقدوا الأمل أو ظنوا أن فرص السعادة والحب تذبل مع التقدم في السن.

الحياة تبدأ عندما نؤمن بها

قصة نادية ويوسف ليست فقط عن زواج في سن متقدمة، بل عن الإيمان بالحياة، والمضي قدماً دون الالتفات للعقبات العمرية أو الاجتماعية. لقد أثبتا أن القلب النابض قادر على كتابة فصول جديدة من الحب مهما تقادم الزمن. فالحياة، كما تقول نادية، لا تتوقف طالما ما زال في القلب نبض.

مقالات مشابهة

  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • عناق القلوب
  • تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
  • العصائب:الإتفاقيات التي أبرمها السوداني مع تركيا باطلة وضد سيادة العراق
  • رئيس الوزراء يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة المجيد: مصر ستظل وطنًا للمحبة والسلام
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • الكلمة رونق‎
  • استقبال أبناء الوطن العائدين من جنيف بعد تحقيقهم عدة ميداليات بمعرض الاختراعات.. فيديو
  • بعد طول انتظار| زفاف نادية ويوسف في الـ80 يخطف القلوب
  • أطفال الحدود يلتفون حول راية الوطن في عرس ثقافي يبهج القلوب بالوادي الجديد