دجلة الخير مجرى الأساطير و الاسرار
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
أغسطس 17, 2023آخر تحديث: أغسطس 17, 2023
سارة طالب السهيل
العراق بلد الحضارات السبع و بلد الماء و الوفرة و الخضرة أطلق عليها بلاد الرافدين دجلة و الفرات اللذان مرت عليهما احداث و اخبار و قصص و اساطير فهما للعراق كالسوار الجميل حول المعصم و هم رمز الحياة
حيث كان النهر يشكل جزءًا أساسيًا من حضارة ما بين النهرين العراقية القديمة.
فشاهدا العديد من الأحداث والقصص المهمة على مر العصور.
و مرت عليهما حضارات متعاقبة مثل حضارة سومر أقدم حضارة معروفة في العالم،والتي نشأت على ضفاف نهري دجلة والفرات. فتوفر المياه بخلق جوًا من الاستقرار والبناء و الزراعة ونمو المدن والتجارة والتعليم والفنون في هذه الحضارة القديمة.
كما كانت ايضا حضارة بابل أحد أهم الممالك في المنطقة. قامت عاصمتها بابل على ضفاف نهر دجلة، وبني فيها برج بابل الشهير من عجائب الدنيا السبعة فحضارة بابل معروفة بتقدمها في العلوم والرياضيات والفلسفة والتجارة.
كما مرت على النهرين ايضا حضارة الأكد التي قدمت العديد من الإسهامات في المجالات الهندسية والفنية والأدبيةللبشرية، وقد بنوا مدينة بابل ومعبدها الشهير ماردوخ.
و كما الاساطير و الحضارات دونت حول دجلة و تناقلتها الاجيال كانت قصيدة العملاق الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهر
يا دجلة الخبر يا ام البساتين
توجد العديد من الأساطير والقصص المتعلقة بنهر دجلة في الأدب القديم والأديان المتعددة. في الأساطير البابلية القديمة، كان دجلة مرتبطًا بالإلهة تيامات، إلهة المياه والخصوبة. وفي القصص اليهودية والمسيحية، يُشار إلى دجلة كأحد الأنهار الأربعة في الجنة التي تجري من حديقة جنات عدن.
احد الاساطير كانت حول ملك في العراق القديم يُدعى “جلجامش”. كان جلجامش ملكمدينة أوروك، وكان يعتبر نصف إله ونصف بشر. كان جلجامش شجاعًا وقويًا، لكنه كان يعاني من الوحدة والبحث عن الخلود.
في رحلته للبحث عن الخلود، قرر جلجامش السفر إلى نهر دجلة للعثور على نبات يمنحه الخلود. قاده النهر إلى أرض الإلهين الخردة والهواء، حيث ينمو هذا النبات السحري.
عندما وصل جلجامش إلى ارض الإلهين، نام تحت شجرة تحمل ثمار هذا النبات. ولكنأثناء نومه، سرقت ثعبانة الشجرة النبات وهربت به. استيقظ جلجامش وأدرك أنه فاتتهالفرصة للحصول على الخلود.
عاد جلجامش إلى مدينته أوروك وأدرك قيمة الحياة البشرية والبحث عن الإرث والأعمال العظيمة. أصبحت رحلته إلى نهر دجلة رمزًا للبحث عن المعنى الحقيقي للحياة والخلود.
هناك ايضا أسطورة الطوفان الهائل الذي يجتاح الأرض ويغمر كل شيء و يغرق المكانكله، وفي هذه الاسطورة كان دجلة والفرات هما النهران اللذان تسببا في الطوفان. يقال إن الإلهين إنكي وإنليل قد حذروا بطل الأسطورة من الطوفان وأمروه ببناء سفينة لإنقاذ نفسه وبعض الحيوانات
و قد دونت هذه الاسطورة على لوح الطوفان و هو اللوح الحادي عشر من ملحمة جلجامش.
.
اما أسطورة إينانا ودجلة تدور حول إينانا، إلهة الحب والحرب والجمال في الأساطير السومرية. ترتبط إينانا بنهر دجلة بصورة وثيقة، وتقوم برحلة إلى العالم السفلي لزيارة زوجها دموزي وتنقذه من الموت. خلال رحلتها، تعبر إينانا نهر دجلة وتعيش تجارب مختلفة يمكنكم البحث عنها .
اما الاسطورة المرتبطة بقصة خلق
نهري دجلة و الفرات كجزء من خلق العالم هي الملحمة البابلية الشهيرة بعنوان “إنوماإليش” (Enuma Elish). وهي واحدة من أقدم الملحمات المعروفة في التاريخ،
ملحمة “إنوما إليش” تروي قصة خلق العالم وصراع الآلهة القديمة في الأساطير البابلية. تتناول الملحمة صعود الآلهة وظهور المرتزقة الأولى وقيام مدينة بابل وعبادة إله المدينةمردوخ (Marduk). وتتضمن الملحمة أيضًا الإشارة إلى أنه تم خلق الفرات ودجلة كأحدالأنهار الرئيسية في العالم.
تعتبر ملحمة “إنوما إليش” من الأعمال الأدبية الهامة التي كانت تتأثر بها الثقافة البابلية القديمة والمناطق المجاورة، وتعد من الشواهد الهامة على التفكير الديني والفلسفي فيتلك الحقبة التاريخية.
و مازال دجلة يحمل في طياته الكثير من الاسرار التي ربما سيقرأها من هم بعدنا فهل انتهى فعلا عصر الاساطير ؟!
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: نهر دجلة
إقرأ أيضاً:
المصور العالمي فرانك جازولا: مشروع استكشاف جرينلاند غير مجرى حياتي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم يكن فرانك جازولا مجرد مصور مغامر، بل أنه رجل استجاب لنداء البحر منذ أكثر من عشر سنوات، وغاص في أعماقه، مسجّلًا بعدسته تحولاته الحيوية والبيولوجية، وصار واحدًا من أبرز المصورين البيئيين الذين وهبوا حياتهم لرصد الجمال الهش تحت الماء، والتحذير مما يهدده.
في حديثه خلال جلسة ملهمة على هامش مهرجان التصوير الدولي "إكسبوجر" 2025، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، استعاد جازولا لحظة التحوّل الأولى في مسيرته، قائلاً: “كان لقاءً عابراً مع مصور شهير، أعلنت أمامه عن رغبتي بأن أصبح ”مصورًا مهمًا"، فدعاه الأخير للانضمام إلى مشروع استكشاف في جرينلاند، إلا أنه لم يكن يعلم آنذاك أن تلك الدعوة ستغير مجرى حياته، وتأخذه إلى حيث لا نهاية للمغامرة.
اللون الازرق
يقول جازولا: "منذ ذلك الحين لم أنفصل عن اللون الأزرق، فهو يحيطني، ويسكنني، ويدفعني لمواصلة التوثيق، ليس فقط لحياة المحيطات، بل أيضًا للآثار التي يتركها الإنسان عليها بسبب السياسات البيئية غير الرشيدة". وهكذا امتزج شغفه بالمغامرات بمهمة أعمق؛ وهي الدفاع عن الكوكب، عبر عدسة تكشف للعالم ما يجري تحت سطح الماء.
حماية البيئة البحرية
لم يكن التصوير وحده سلاحه، فقد أصبح محاضرًا في مجال حماية البيئة البحرية، مسلطًا الضوء على تدهور الشعاب المرجانية، والتلوث الناجم عن البلاستيك، والتغير المناخي. لكن شغفه هذا لم يكن بلا ثمن.
تحدث جازولا عن أحد أكثر تجاربه تحديًا: "مكثت شهرًا في القطب الشمالي، أمارس الغطس في المياه المتجمدة. كان ذلك شاقًا للغاية، ولكنني لم أتمكن من التوقف، لأنني أحب ما أفعله". ولم تكن تلك المغامرة الوحيدة، فقد جاب ألاسكا أكثر من مرة، وواجه الدببة القطبية وجهًا لوجه. وأفاد "كان يمكنني أن أبتعد عن المخاطر، لكنني لم أفكر يومًا في التراجع. هذا الشغف يجذب محبيه حتى النهاية".
في مسيرته الممتدة، جاءت لحظة فارقة حين نشرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" أول صورة التقطها بعدسته، حيث يقول: "كانت نقطة تحول كبرى، أعطتني الأمل في تنفيذ مشروعات بيئية ضخمة، من بينها مشروع لدراسة الشعاب المرجانية أطلقت عليه اسم 'الأمل العميق'، ليجمع بين معنى الطموح واستكشاف الأعماق".
ضمن هذا المشروع، غاص مع فريقه حتى 80 مترًا تحت سطح الماء، وهناك واجهوا أكثر من مرة خطر هجوم الكائنات البحرية. لكنه يؤمن أن مواجهة المخاطر جزء لا يتجزأ من المهنة، ما دام الهدف هو حماية البيئة البحرية.
في ختام جلسته، عرض جازولا مادة فيلمية توثق أبرز ما التقطته عدسته، من المحيطات الشاسعة إلى المرتفعات الجليدية الوعرة، مؤكدًا أن "إكسبوجر" ليس مجرد منصة للصور، بل فضاء يعيد تعريف دور المصورين، ويمنحهم الفرصة لإيصال رسائلهم إلى العالم.