سائق اردني قضى 17 عاما في السجون السورية يروي التفاصيل
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
#سواليف
“دخلت وعمري 53 عاما وخرجت بعمر الـ 70 من سجون سوريا” بهذه الجملة بدأ #السجين رقم 31 في فرع “فلسطين” وهو أردني الجنسية.
#إبراهيم_فريحات الملقب بـ (أبو أيمن)، كان يعمل #سائق_أجرة على خط سفريات “الأردن، دمشق، لبنان” واعتقل لدى #سجون #نظام #بشار #الأسد 17 عاما.
“كنت أقف أمام مكتب سفريات في منطقة العبدلي في العاصمة عمّان بانتظار ركاب للتوجه إلى دمشق، إلى أن وصل أشخاص وبدأت بتجهيز نفسي للتحرك” وفقا للفريحات الذي تحدث لبرنامج “صوت المملكة”.
وقال الفريحات، إنّه استلم أمر حركة من المكتب الذي يعمل لديه لنقل الركاب إلى سوريا.
وأضاف أنّ شابا حضر للمركبة قبل المغادرة وبيده حقيبة صغيرة طلب مني نقلها إلى “الشام (العاصمة السورية دمشق) وتسليمها لشخص هنالك، وبعد التأكد من أن الحقيبة فارغة غادرت”.
وتابع أنه تواصل مع شخص زوده برقم هاتفه ومعلوماته من الشاب في عمّان، حيث بقي في انتظاره قرابة نصف ساعة إلى أن توقفت مركبة بداخلها شاب سألني عن الحقيبة وعند لحظة التسليم سمعت أصوات أسلحة نارية من الخلف!.
ولفت إلى أن “أشخاصا أخذوا مني الحقيبة ثم كبلوا يدي، ثم تم عُصبت عيني، وتم تحويلي إلى فرع فلسطين”.
وتحدث أنه “أجبر على خلع ملابسه، وتم سكب الماء على جسمه بعد وصوله السجن… ولكن أنظر إلى الحقيبة التي مزقها أحد الشرطة الموجودين بأداه حادة، وأخرج منها ورقة ليقرأها بصوت مرتفع لمعرفة سبب وجودي في السجن”.
“الرسالة بداخلها معلومات خطيرة (…) ولكني أنكرت معرفتي بالرسالة فورا”. ومن هنا بدأ التحقيق مع فريحات لمعرفة الأشخاص الذين زودوه بالحقيبة.
ومن بعد ذلك بدأ التعذيب في سجون الأسد بطرق مختلفة، وكانت بداية الفريحات من إيقافه في ممر بين “غرف زنازين” وتعليقي بسقف الممر مكبل اليدين بملابس داخلية فقط.
وتابع أن السجانين وضعوا الكهرباء على جسمي واستمر التعذيب الأولي مدة 24 ساعة، ثم تم إيقافي أسفل فتحة مكيف بارد لا يمكن الوقوف فيها حتى سقطت أرضا.
وبصوته الحزين، وتجاعيد الكبر على وجهه الواضحة لدى جميع المشاهدين لتقدمه بالعمر، والأثر النفسي السيئ من التعذيب، وتذكره لتلك الأيام الموجعة، تحدث عن تحويله إلى “زنزانة منفردا، برقم للمناداة بدلا من الاسم”.
وقال: ” لا يمكن الحديث عن جميع أنواع التعذيب”، ولكن أكّد أن التعذيب في سجون نظام الأسد مخيف، ويذهب العقل و”بقيت تحت التعذيب حتى الأحد الماضي”.
“31 رقم غرفتي بالمنفردة بفرع فلسطين، بقيت فيها 9 أشهر، ولن أنسى هذه الأيام من حياتي!” حيث إنّ الغرفة كانت وفقا للفريحات بطول مترين وعرض 140 سم، وبداخلها “بطانية للنوم، وأخرى لوضعها تحت الرأس للنوم”.
وخلال حديثه قال: “الطلعة على الحمامات مرة واحدة باليوم و(بكيفهم) أي باختيار السجانين داخل الفرع”.
واستكمل أنه كان في الغرفة “أنبوبتان فارغتان واحدة للتبول، والأخرى للشرب، وعلبتان أيضا فارغتان واحدة للأكل وأخرى للفضلات”.
وقبل تلك الأيام كان الفريحات موجودا في السجن الأخطر في العالم “صيدنايا” لمدة عامين.
“وصلت الفصائل المسلحة إلى السجون، وبدأوا بفتح الأبواب وإخراج المساجين” وفقا للفريحات الذي سار مشيا على الأقدام 30 كيلومترا للوصول إلى دمشق.
“مشيت تقريبا 30 كيلومترا من السجن ( سجن عذرا المدني) حتى وصلت إلى أشخاص من الفصائل المسلحة في دمشق، وبعد التعريف بنفسي طلبت إيصالي إلى حدود الأردن”.
وقال، إنه وصل للحدود واستقبل من الأجهزة الأمنية ثم خرج لذويه الذين كانوا بانتظاره أمام أبواب معبر جابر الحدودي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف السجين سائق أجرة سجون نظام بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
236 معتقلا أردنيا في السجون السورية ما مصيرهم؟
عمّان – يعيش أهالي المعتقلين الأردنيين في سوريا حالة من الترقب والأمل الممزوج بالخوف، فقد أعاد فتح أبواب السجون السورية -بما فيها سجن صيدنايا السيئ الصيت في ريف دمشق– وتحرير الآلاف من المعتقلين الحديث عن مئات المعتقلين الأردنيين والمفقودين في سوريا.
وناشدت عائلات 236 معتقلا أردنيا في سوريا الجهات المختصة للعمل على الإفراج عن أبنائهم، ومعرفة مصير المفقودين منهم، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وسيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.
وعلى مدار العقود الماضية، سجلت السلطات الأردنية عشرات الحالات لمواطنين فقدوا في سوريا، تمت استعادة بعضهم والإفراج عنهم، في حين بقي مصير كثير منهم مجهولا.
ووفقا للجهات الرسمية الأردنية، فإن كثيرا من عمليات الاعتقال والخطف وقعت داخل مناطق تخضع لسيطرة النظام السوري السابق، ومن قبل جهات مجهولة، بينما اعتقل آخرون من قبل السلطات السورية لأسباب غير معروفة، إضافة إلى حالات نادرة قامت بها فصائل سورية.
وأكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني -للجزيرة نت- أن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين "تتابع ملف المعتقلين الأردنيين في سوريا، ضمن الاتصالات التي تجريها الحكومة مع الجهات المعنية في دمشق".
إعلان
عودة بلا ذاكرة
وكان من بين الذين أفرج عنهم من سجن صيدنايا بعد سقوط نظام الأسد، الأردني أسامة البطاينة الذي وصل إلى الأردن فجر الثلاثاء، بعد اعتقال دام أكثر من 38 عاما، لكنه عاد فاقدا للوعي والذاكرة.
وسلطت قصة البطاينة الضوء على معاناة أسرته طوال السنوات الماضية، إذ يؤكد والده أن عائلته باعت جميع ممتلكاتها بحثا عن أي معلومة عن مصير أسامة، لكن دون جدوى، لافتا إلى أن السلطات السورية أنكرت بالكامل حتى مسألة وجوده داخل أراضيها.
وقبل أيام من سقوط نظام الأسد، تم الإفراج عن الصحفي الأردني عمير غرايبة، بعفو رئاسي خاص وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية الأردنية، بعد كان محتجزا في سوريا منذ السابع من فبراير/شباط 2019، حين كان برفقة صديقه في رحلة سياحية من عمّان إلى دمشق، ووثق خلال زيارته مشاهد للمدينة عبر عدسته.
وأكد غرايبة -في حديثه للجزيرة نت- أن الأجهزة الأمنية السورية أوقفته عند أحد حواجز التفتيش في قرية "منكت حطب" بريف دمشق، الخاضع لسيطرة المخابرات الجوية السورية. وبعد تفتيش كاميرته ومراجعة الصور المحفوظة، قامت الأجهزة الأمنية باعتقاله، ونقله إلى وجهة غير معلومة، ليتبين لاحقا أنه معتقل في فرع فلسطين بدمشق.
وأكد غرايبة أنه صدر عليه حكم بالسجن مدة 20 عاما، بتهم لا أساس لها من الصحة، في الوقت الذي أكدت فيه عائلته أن الخارجية السورية نفت علمها في بداية الأمر بأي تفاصيل عن اعتقاله، مما زاد الغموض حول قضيته.
الأردن أغلق حدوده مع الجانب السوري تخوفا من التطورات الأمنية (الجزيرة) ملف المعتقلينوكشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن أسماء 236 معتقلا أردنيا في السجون السورية، معظمهم في سجن صيدنايا، كانوا في السابق ضمن قائمة المفقودين.
وناقش البرلمان الأردني، أمس الاثنين، ملف المعتقلين الأردنيين في السجون السورية، وسط دعوات برلمانية متزايدة لضمان عودتهم إلى المملكة، ووجه نواب سؤالا إلى رئيس الوزراء جعفر حسان عن مصير المعتقلين الأردنيين في سوريا، مطالبين إياه بمتابعة أوضاعهم وتأمين عودتهم في أقرب وقت.
إعلانبدوره، أكد رئيس الوزراء أن "ملف الأردنيين في سوريا يحظى باهتمام بالغ، وأن الموضوع قيد المتابعة والتنسيق، لضمان أمنهم وتأمين عودتهم".
كما طالب النائب صالح العرموطي بالعمل على معرفة مصير المواطنة الأردنية وفاء عبيدات المعتقلة منذ 35 عاما في سجون النظام السابق بسوريا، لافتا إلى أنها تعد حفيدة أول شهيد أردني في فلسطين كايد مفلح عبيدات، وكانت ذهبت إلى سوريا للبحث عن شقيقها الذي اختفى هناك، بيد أنها اختطفت واعتقلت أيضا في سجون النظام السوري، ولا يعرف مصيرها منذ ذلك التاريخ إلى اليوم.
من جهته، طالب المفوض العام السابق للمركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور موسى بريزات الحكومة الأردنية بمتابعة قضية المعتقلين الأردنيين في سوريا، وتكثيف الجهود لمعالجة ملفهم الإنساني، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن "الحكومة مسؤولة عن حماية رعاياها في الخارج بموجب الدستور".
ولفت بريزات إلى أن "الأردن اعترف بحق الشعب السوري في نظامه السياسي الجديد، وليس هناك موقف معاد مع الحالة السياسية الجديدة في سوريا"، مضيفا أنه "لطالما كانت هناك علاقات طبيعية مع الجارة دمشق، ويجب أن يتبع ذلك وجود تنسيق مع الحكومة السورية الجديدة، لمعرفة مصير المعتقلين الأردنيين في سوريا على وجه السرعة".
وأكد المفوض الحقوقي الأردني أن "النظام السوري السابق كان نظاما خارجا عن القانون مع شعبه، ولا يحترم حقوق الإنسان"، وأشار إلى وجود خلافات سياسية وأمنية معقدة منذ سنوات طويلة بين نظام الأسد والسلطات الأردنية، "وكان كل أردني يدخل الأراضي السورية يوضع تحت المراقبة"، حسب قوله.