خلية الأزمة الحكومية تتابع ملف المعتقلين: الانطلاق من 622 اسما
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
قرر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تشكيل خلية أزمة في موضوع المفقودين والمخفيين قسرا. فما سيكون دور الخلية؟ ممن تتألف؟ ومع من تتواصل؟
وكتبت" النهار":في الشكل، ستتألف اللجنة من وزارات الشؤون الاجتماعية، والصحة، والعدل، والخارجية، والداخلية، والدفاع، على أن تضم أيضا النيابة العامة التمييزية و"لجنة معالجة قضية اللبنانيين المعتقلين في سوريا" (المعروفة باللجنة القضائية) و"الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا".
وجاء تشكيل الخلية بناء على طلب من الهيئة الوطنية، لكونها رسميا، تشكل الجهة المخولة جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالمفقودين وتوثيقها وإنشاء سجلات مركزية، توصلا إلى معرفة المصير وتحديد الهويات.
أما في المضمون، وفي خطوة أولى، فقد وجه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة كتبا إلى الوزارات، ذيّلت بعبارة حمراء "عاجل جدا وفوري"، تحت عنوان "متابعة قضية المعتقلين بشكل طارىء".
في المعلومات ستكون الخطوة الأولى تسمية كل جهة أو وزارة مندوبا عنها، ليصار إلى تحديد الاجتماع الأول.
فما هي مهماتها؟ ومن أين تبدأ؟
مهمات الخلية محددة بهدفين واضحين: "تقديم البيانات أو داتا الأسماء، وتنظيم الاتصالات والزيارات الميدانية للكشف عن مصير المعتقلين وتسهيل عودة المحرر منهم وتأمين الرعاية الطبية لهم".
انطلاقا من هذين الأمرين، تحددت آلية العمل، بحيث ستنظم الخلية التقارير لترفعها دوريا إلى رئاسة مجلس الوزراء، ليصار إلى تقويم النتائج أو المراحل.
بين يدي الخلية، سيكون هناك لائحة بالأسماء، عمدت الهيئة الوطنية إلى توثيقها على مر الأعوام، بناء على اتصالات الأهالي ومعلوماتهم، للتقصي عن كل اسم.
ولا يخفى أن سقوط النظام السوري بهذه السرعة، وضع الأهالي في تخبط وحالة ضياع، إذ لا شك أن الأعداد المطلوب التقصي عنها، ارتفعت بعدما ارتفع منسوب كل الشكوك.
تكشف رئيسة "لجنة أهالي المخطوفين" العضو في "الهيئة الوطنية" وداد حلواني أن "مهمة خلية الأزمة ستكون التقصي عن مصير المعتقلين في سوريا، لكون ملف المخفيين قسرا أوسع وأشمل، وله مسار آخر"، لافتة إلى أن غازي عاد كان أبلغها أن بين المفقودين والمخفيين، قلة موجودة في سوريا".
وفي مسار متواز، بادرت اللجنة القضائية، وعلى رأسها القاضي جورج رزق، إلى الاتصال برئيس "جمعية المعتقلين اللبنانيين" علي أبو الدهن بغية الوصول إلى أكبر مروحة من الأسماء المحتملة.
يقول أبو الدهن: "اليوم ننطلق من اللائحة الموثقة التي سُلّمت إلى سوريا عام 2004، وهي تضم 622 معتقلا، بعدما تبين أن ثلاثة منهم توفوا. هذه اللائحة يمكن الانطلاق منها، وهي توثقت بجهد غازي عاد ووائل خير ولقمان سليم وكمال البطل الذين عملوا على رصد الحالات"، كاشفا أنه خلال الأيام الأخيرة، بات عنده نحو 90 اسما إضافيا نتيجة اتصال الأهل به.
ولا يخفي أن "كل قنوات الاتصال بالجانب السوري مفتوحة، بدءا من معتقلين سابقين في سجن صيدنايا، وصولا إلى رفاق قدامى".
هي الفرصة السانحة اليوم لختم ملف المعتقلين "بالشمع الأحمر"، على أن يبدأ لاحقا مشوار المصالحة اللبنانية لإقفال ملف المخفيين قسرا. عندها، ستكون المهمة أصعب مع الأحزاب وفتح ملف المقابر الجماعية مجددا!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الهیئة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
«الذكاء الاصطناعي» يتفوّق في التنبؤ بنشاط «الجينات داخل الخلية»
تمكن باحثون في جامعة كولومبيا الأميركية من تطوير طريقة جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بنشاط الجينات داخل أي خلية بشرية بدقة.
وأفادت الدراسة التي نشرت في دورية “نيتشر” بأن الطريقة الجديدة ربما تساهم في تحويل طريقة عمل العلماء لفهم الأمراض من السرطان إلى الأمراض الوراثية.
وتسمح الطريقة الجديدة بالكشف عن العمليات البيولوجية بطريقة سريعة ودقيقة؛ ويمكن لهذه الأساليب إجراء تجارب حسابية واسعة النطاق بشكل فعال، وتعزيز وإرشاد الأساليب التجريبية التقليدية.
وتوقع الباحثون أن تؤدي إمكانية التنبؤ بأنشطة الخلايا بدقة، إلى تحول كبير في فهم العمليات البيولوجية الأساسية، ما يجعل البيولوجيا تتحول من علم يصف العمليات العشوائية، إلى علم قادر على التنبؤ بالأنظمة الكامنة وراء سلوك الخلايا.
وعمل الباحثون على تدريب نموذج تعلم آلي للتنبؤ بالجينات النشطة داخل خلايا بشرية محددة، والذي يوفر مجموعة من البيانات بشأن التعبير الجيني عن هوية الخلية وكيفية أداء وظائفها.
وسبق أن درب الباحثون النماذج السابقة على بيانات من خلايا معينة، مثل خطوط الخلايا السرطانية، وهي ليست ممثلة بشكل دقيق للخلايا الطبيعية.
وفي الدراسة الجديدة؛ اتبع الباحثون نهجاً مختلفاً، إذ دربوا نموذج التعلم الآلي باستخدام بيانات التعبير الجيني من ملايين الخلايا التي حصلوا عليها من الأنسجة البشرية الطبيعية. تضمنت المدخلات تسلسل الجينوم وبيانات تبين أي أجزاء من الجينوم يمكن الوصول إليها والتعبير عنها.
وتشبه هذه الطريقة تماماً الطريقة التي تعمل بها أنظمة مثل “تشات جي تي بيChatGPT” وجرى استخدام مجموعة من بيانات التدريب لاكتشاف القواعد الأساسية ومن ثم تطبيق القواعد على حالات جديدة.
وعند تدريب النظام على بيانات من أكثر من 1.3 مليون خلية بشرية، أصبح النموذج دقيقاً بما يكفي للتنبؤ بنشاط الجينات في أنواع الخلايا التي لم يسبق له أن رآها، محققاً نتائج تطابقت بشكل وثيق مع البيانات التجريبية.
واكتشف الباحثون قوة نظام الذكاء الاصطناعي عندما طلبوا منه الكشف عن جوانب بيولوجية خفية في الخلايا المريضة، مثل السرطان الوراثي لدى الأطفال.
وباستخدام الذكاء الاصطناعي، تمكن الباحثون من التنبؤ بأن الطفرات تعطل التفاعل بين عاملين نسخيين مختلفين يحددان مصير الخلايا اللوكيمية، وأكد التجريب المختبري صحة هذا التنبؤ.
ويسهم فهم تأثير هذه الطفرات في الكشف عن آليات محددة تقود هذا المرض. ويمكن للأساليب الحسابية الجديدة أن تساعد الباحثين في استكشاف دور “المادة المظلمة” في الجينوم، وهي عبارة عن الجزء الأكبر من الجينوم الذي لا يشفر الجينات المعروفة.
ويقول الباحثون إن الغالبية العظمى من الطفرات التي تحدث في مرضى السرطان تقع في ما يسمى بالمناطق المظلمة من الجينوم، وهي طفرات لا تؤثر على وظيفة البروتينات ولم تُستكشف كثيراً. ويعمل الباحثون حالياً على استكشاف أنواع مختلفة من السرطان، من الدماغي إلى السرطان الدموي، وفهم كيفية تغير الخلايا في عملية تطور السرطان.