حكم مناداة الإنسان لوالده باسمه مجردًا.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم مناداة الإنسان لوالده باسمه مجردًا؟ فهناك سيدة تقول: ابني في بعض الأحيان ينادي على والده باسمه مجردًا من دون أن يقصد بذلك الإساءة، وحينما أسمعه أقول له: إن من الأدب ألا تنادي على والدك باسمه مجردًا، فيقول: هذه عادات لا علاقة لها بالشرع، فأرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في هذا الأمر.
وقالت دار الإفتاء إن مناداة الإنسان أحد والديه باسمه مجردًا حرامٌ إذا كان الوالد يكره ذلك أو يتأذى منه، وهو من العقوق، ويكون مباحًا إن كان هذا سائغًا مقبولًا في العُرف ولا يُقصد منه إساءة ولا يكرهه الوالد، وإن كان الأولى والأكمل والأفضل والمناسب للأدب المطلوب مع الوالد في هذه الحالة أن يحفظ ولده له قدره ومكانته ولا يناديه باسمه مجردًا.
وأكدت دار الإفتاء أن الأدب من أهم قواعد التعامل التي قررتها الشريعة الإسلامية، ومن الأدب أن يتعامل الإنسان مع من يَكْبُرُه سِنًّا أو علمًا أو منزلةً أو غير ذلك بالتَّوْقِير والاحترام اللائقين بما يُناسب قَدْره ومنزلته، وقد علَّمَنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن التأدُّب مع الكبير من هَدْيِه الشريف، وتاركه لا شك مخالف لهذا الهدي.
واستشهدت بما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي في "سننه" واللفظ له، والإمام أحمد في "مسنده"، ومعنى التوقير المأمور به في هذا الحديث الشريف أن يُعطيَ الإنسان لِذَوِي الشرف والمنزلة حقَّهم؛ بما يتناسب مع أقدَارِهم، سواء كان هذا الشرف وتلك المكانة لنحو سِنٍّ أو عِلمٍ أو غير ذلك.
بر الوالدينإذا كان الإنسان مأمورًا بتوقير وإجلال من هو أكبر منه، فإن أولى الناس بهذا الإجلال والتوقير والداه، فقد جمعا بين الكبَر والتفضل على الابن، بالإضافة إلى أن الشريعة قد أمرت بإكرامهما وإجلالهما.
ولا خلاف أنَّ عقوق الوالدين أو أحدهما من كبائر الذنوب؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه، قال: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الكبائر، قال: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» متفقٌ عليه.
كما أن طاعتهما وبرهما والإحسان إليهما وحسن معاملتهما أمورٌ واجبة مؤكدة جاءت مقرونة بتوحيد الله عزَّ وجلَّ؛ قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23].
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء بر الوالدين العادات والتقاليد العرف المزيد المزيد دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز أن تتحدث المرأة أمام الرجال بصوت رقيق؟ العالمي للفتوى تجيب|شاهد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتداخل الأقوال والفتاوى حول صوت المرأة في الإسلام وهل إظاهره للرجال يعتبر حرام أو غير جائز، وعدم الرد على تلك الفتاوى تثير التساؤل، وللإجابة على تلك الفتوى أوضحت هبه إبراهيم عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، بأن صوت المرأة ليس عورة ما لم يخالف شرع الله.
وأشارت عضو المركز العالمي للفتوى خلال لقاء خاص لها في برنامج “حواء” المذاع على فضائية قناة الناس اليوم الاثنين، إلى أن صوت المرأة أمام الرجل ليس عوره مادامت المرأة لم تخضع بالقول أمامه، والمقصود بالخضوع بالقول، هو أن تستخم صوتها فيما يخالع شرع الله كأم تتحدث بشكل غير لائق أو أحداسث لاتجاوز مع من يحل لها في الزواج أو الحديث بشكل عام بشكل يتنافى مع الأدب والأخلاق والسياق الذي يخلف الشريعة.
وأكدت أنه لايحق لأحد أن يمنعها من الحديث أو الكلام أو تعليم الناس كأن تعمل معلمه، مستدلة بالسيدة عائشة رضى الله عنها المعروفه ب: “معلمة الأمة” والتلي كانت تعلم النساء والصحابة من الرجال أمور الحياة والدين بصوتها، ملتزمة بأدب الشريعة وأصول الأخلاق.
واختتمت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، المنهى عنه بالنسبة لصوت المرأة جاء في سورة الأحزاب الأية “32” في قولة تعالى “فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض”، في إشارة للمرأة بأنها لايجب أن ترقق صوتها أو تكون رقيقة بشكل عام أمام الرجال كي لاتجذبهم بصوتها مما يثير الفتنه.