الاحتياط الإسرائيلي لن يخوض هذه الحرب
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن ضباط قولهم في الكنيست، إن العديد من جنود الاحتياط لن يخوضوا حرباً "ناجمة عن تهوّر الحكومة" أو "استتفزازات" بعض أعضائها.
ووفقاً لـ"هآرتس"، حذر مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي خلال جلسة استماع في الكنيست من أنه إذا استمرت الأزمة المحيطة بالتعديلات القضائية، فقد تلحق ضرراً بكفاءات سلاح الجو وقسم المخابرات في غضون أسابيع إلى بضعة أشهر.
وكان رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد باسيوك، حضر إلى الكنيست لمناقشة جاهزية وبناء القوات برفقة عدد من الضباط الذين استدعوا لعرض الوضع في الجيش، من حيث الاستعداد للحرب والتماسك في مختلف الوحدات والأداء في جميع القطاعات.
وحذر ممثلو الجيش من التوترات في الضفة الغربية والجبهة الشمالية، وغياب جنود الاحتياط الذين توقفوا عن العمل والتطوع احتجاجاً على التعديلات القضائية، قائلين إن ذلك يعني أنه ابتداء من الشهر المقبل سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط للتعامل مع مهمات مختلفة.
בכירי צה"ל התריעו: כשירות חיל האוויר ואמ"ן עשויה להיפגע בתוך שבועות עד חודשים https://t.co/HUJD9jJMCm
— Haaretz הארץ (@Haaretz) August 16, 2023 استبدال الاحتياط بالقوات النظاميةوفي حال استخدام القوات النظامية في الجيش بدلاً من قوات الاحتياط، يتوقع تسجيل ثغرات كبيرة في التدريب المطلوب للجيش النظامي، من أجل الحفاظ على لياقته للحرب.
وقال الجنرال باسيوك في بداية الجلسة إن الجيش الإسرائيلي جاهز حالياً للحرب ويمكنه الوفاء بالمهام الحالية المطلوبة منه، ومع ذلك، حذر الضباط في المناقشة من أن ضرراً كبيراً قد لحق بتماسك المؤسسة العسكرية، لافتين إلى أن هناك خوفاً من أن الموظفين الدائمين سيجدون صعوبة في الخدمة في ظل الأجواء الحالية.
وأشارت مصادر مطلعة على تفاصيل المناقشة إلى أنه من الواضح أن ممثلي الجيش "محبطون".
استجابة جنود الاحتياطوبناءً على المحادثات التي أجروها مع جنود الاحتياط المحتجين على التعديلات القضائية، يقدر الضباط أنه إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من دولة معادية، فإن جميع جنود الاحتياط سينضمون إلى وحداتهم بمجرد أن يطلب منهم ذلك، إلا أن الضباط أكدوا أن هؤلاء الجنود المعارضين للتعديلات، يميزون بين التصعيد الذي قد ينتج عن قرار إيران أو تنظيم حزب الله اللبناني أو حركة "حماس" الفلسطينية لتحدي إسرائيل في حرب مفاجئة، وبين الموقف الذي يمكن أن تُجرّ فيه إسرائيل للقتال نتيجة أفعال غير مسؤولة من قبل الحكومة أو استفزازات من قبل أي من أعضائها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في السيناريو الأخير، يخشى الضباط أن يختار العديد من جنود الاحتياط عدم تلبية الأوامر، ولكنهم قالوا إنه في كلتا الحالتين، فإن الضرر الذي يلحق بتماسك الجيش سيؤثر على القتال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إسرائيل الجيش الإسرائيلي التعديلات القضائية الحكومة الإسرائيلية الجیش الإسرائیلی جنود الاحتیاط فی الجیش
إقرأ أيضاً:
من الذي انتصر في حرب غزة؟
التوصل الى اتفاق لإطلاق النار بين اسرائيل وحماس يعني أن نتنياهو فشل في تحقيق أي من أهداف الحرب التي أعلن عنها يوم الثامن من أكتوبر 2023، عندما قرر اجتياح قطاع غزة وخوض حربٍ برية وجوية وبحرية وإعلامية ونفسية ضد الفلسطينيين، محاولاً سحقهم بشكل تام.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى" إنه سيبدأ حرباً شاملة ضد قطاع غزة، وإنَّ لهذه الحرب أهدافٌ ثلاثة: استعادة الأسرى الاسرائيليين، القضاء التام على حركة حماس، وتأمين المستوطنات في محيط القطاع أو ما يُسمى "غلاف غزة".
وواقع الحال أنَّ اسرائيل خاضت أطول حربٍ في تاريخها على الإطلاق واستمرت 15 شهراً ضد القطاع لكنها فشلت في تحقيق أي من هذه الأهداف الثلاثة، واضطرت في نهاية المطاف الى البحث عن أسراها عبر "صفقة" وليس بالقوة، كما اعترفت ضمناً بأن القضاء على حركة حماس غير ممكن، وأن هزيمة شعبٍ يتمسك بأرضه هو ضربٌ من الخيال والمستحيل.
لمن يسألون من انتصر في هذه الحرب الدموية المدمرة فإننا نقول بأنَّ الحروب تُقاس بالمآلات وليس المسارات، أي إن الحروبَ تُقاس بنتائجها لا بتفاصيلها اليومية، وهذا ما انطبق وينطبق على كل الصراعات الكبرى في تاريخ البشر، ففي الحرب العالمية الأولى تكبدت قوات الحلفاء التي انتصرت خسائر أكبر بكثير من تلك التي تكبدتها دول المركز، وفقد المنتصرون ما مجموعه 22 مليون إنسان، بينما فقد الطرفُ الخاسر أقل بكثير: 16 مليوناً فقط.
في الحرب العالمية الثانية كان المشهدُ أكثر وضوحاً، فقد تكبد معسكر "الحلفاء" خسائر تزيد عن 61 مليون قتيل، بينما اقتصرت خسائر دول "المحور" على 12 مليون قتيل فقط، ورغم ذلك فان نتيجة الحرب كانت لصالح من تكبدوا خسائر أكبر.
المشهد ذاته كان في حرب فيتنام، وثورة الجزائر، وثورة جنوب أفريقيا، والأمثلة على ذلك كثيرة.. وهذا يعني بالضرورة أن الحروب تُقاس بنتائجها وليس بتفاصيلها اليومية، كما إنها ليست معادلة رياضيات نحسبُ فيها كل طرف ماذا خسر لنستنتج بأن صاحب الخسارة الأكبر هو المهزوم، إذ إن هذه الطريقة تصلح لمباريات كرة القدم وليس للحروب والصراعات الكبرى.
المهم أيضاً في هذا السياق أن وقف إطلاق النار يأتي وليس لدى اسرائيل أي سيناريو لليوم التالي، حيث لم ينجح الاسرائيليون في الاطاحة بحكم حركة حماس، ولم ينجحوا كذلك في خلق وضع جديد يخدم مصالحهم، وعلى مدار الشهور الـ15 للحرب فشلوا في إقناع أية دولة عربية بأن تتدخل عسكرياً في القطاع، كما فشلوا في إقناع السلطة الفلسطينية بأن تحل بديلاً لإدارة القطاع، وفشلوا أيضاً في خلق أي سيناريو بديل.
المؤكد اليوم أن هذه الحرب التي استمرت 15 شهراً، والتي هي أطول مواجهة عسكرية في تاريخ الطرفين، إنما هي انتهت الى تغيير المنطقة بأكملها، إذ إن اليوم التالي لهذه الحرب ليس كاليوم السابق لها، كما أنَّ الحسابات القادمة لأية مغامرة عسكرية اسرائيلية مستقبلية ستكون بكل تأكيد مختلفة تماماً عن الحسابات التي كانت لدى الاسرائليين سابقاً.