دعت الولايات المتحدة الفصائل السورية إلى تولي قيادة البلاد بالتبعية، مُؤكدة أهمية إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، جاء ذلك في أول اتصالات بين الطرفين، بحسب ما نقلته «القاهرة الإخبارية» عن وكالة «رويترز».

وشهدت سوريا تطورات متسارعة خلال الأيام الأخيرة عقب سيطرة الفصائل المسلّحة على دمشق، وسقوط نظام بشار الأسد في وقت سابق هذا الأسبوع.

الاتصالات الأولى 

وقال مسؤولان أمريكيان ومساعد بالكونجرس الأمريكي اطلعا على أول اتصالات أمريكية مع الفصائل السورية، إنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حثت الفصائل على عدم تولي القيادة التلقائية للبلاد بل إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية.

وتجري الاتصالات مع هيئة تحرير الشام، بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

وأوضح أحد المسؤولين، إن إدارة «بايدن» تتواصل أيضًا مع فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن المسألة نفسها.

جهد مستمر لواشنطن

وتشكل المناقشات، التي جرت على مدى الأيام القليلة الماضية منذ التطورات الأخيرة في سوريا، جزءًا من جهد أكبر تبذله واشنطن للتنسيق مع الجماعات المختلفة داخل سوريا في محاولتها للتعامل مع تداعيات سقوط نظام الأسد.

وقال مسؤول لم يُكشف هويته، إنّ الولايات المتحدة بعثت رسائل إلى الفصائل السورية المسلّحة، في توجيه الجهود المبكرة لإنشاء هيكل حكم رسمي للبلاد.

وأكد المسؤولون، أن واشنطن تعتقد أن الحكومة الانتقالية يجب أن تمثل رغبات الشعب السوري، ولن تدعم سيطرة هيئة تحرير الشام، دون عملية رسمية لاختيار قادة جدد.

ورفضت المصادر الإفصاح عما إذا كانت الرسائل تُرسل بشكل مباشر أو عبر وسيط، بحسب «رويترز».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا الفصائل السورية الأوضاع في سوريا جو بايدن

إقرأ أيضاً:

ضغوط أمريكية للدمج أو إعادة الهيكلة.. مستقبل الحشد الشعبي: إلى أين؟ - عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

يُعد الحشد الشعبي أحد أبرز التشكيلات العسكرية في العراق، حيث لعب دورًا حاسمًا في دحر تنظيم "داعش" منذ عام 2014. ومع ذلك، فإن وضعه القانوني، وارتباط بعض فصائله بإيران، والمواقف الأمريكية المتحفظة تجاهه، تجعله محور جدل داخلي وخارجي مستمر. 

في الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير إعلامية تتحدث عن طلب أمريكي لحل الحشد الشعبي أو تصنيفه كمنظمة إرهابية، لكن النائب عن الإطار التنسيقي، مختار محمود، نفى صحة هذه الأنباء، مؤكدًا أن العراق لم يتلقَّ أي طلب رسمي أو غير رسمي بهذا الشأن.


نفي لوجود ضغوط أمريكية

في تصريح لـ"بغداد اليوم"، أكد مختار محمود أن "الحديث عن وجود طلب أمريكي للعراق من أجل حل الحشد الشعبي، أو إدراجه على قائمة الإرهاب، غير صحيح"، مشيرًا إلى أن "العراق لم يتلقَّ أي طلب رسمي أو غير رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية".

وأضاف محمود أن "ربما يكون حل الحشد الشعبي حلمًا وأمنيةً لبعض الدول، ومنها الولايات المتحدة، لكن هذا الحلم لن يتحقق"، مؤكدًا أن الحشد الشعبي قوة عسكرية رسمية تعمل وفق قانون الدولة العراقية، تمامًا كما هو الحال مع باقي صنوف القوات المسلحة العراقية.


تأسيس الحشد الشعبي ودوره في العراق

تأسس الحشد الشعبي في يونيو 2014، عقب اجتياح تنظيم "داعش" لمساحات واسعة من العراق، ووصوله إلى مشارف بغداد. جاءت ولادة الحشد استجابةً لفتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، والتي دعت المواطنين إلى التطوع لحماية العراق من الخطر الإرهابي.

تكوّن الحشد من عشرات الفصائل المسلحة، التي كان بعضها ينشط سابقًا، بينما تشكّل بعضها الآخر حديثًا. وقد أثبت الحشد فاعليته خلال معارك تحرير المدن العراقية، خاصة في الموصل والفلوجة وتكريت، مما عزز موقعه كقوة رئيسية في المشهد الأمني العراقي.

في عام 2016، أصدر البرلمان العراقي قانونًا يقنن وضع الحشد الشعبي كجزء من القوات المسلحة العراقية، ما جعله مؤسسة عسكرية رسمية تخضع لإدارة القائد العام للقوات المسلحة. رغم ذلك، فإن بعض فصائله تتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران، مما أدى إلى توتر مستمر بينه وبين الولايات المتحدة.


العلاقة بين الحشد الشعبي والولايات المتحدة

منذ تأسيسه، شهدت العلاقة بين الحشد الشعبي والولايات المتحدة العديد من المحطات المتوترة. وبينما يعترف الجانب الأمريكي بالدور الكبير الذي لعبه الحشد في دحر تنظيم "داعش"، فإنه يعرب عن قلقه من تنامي نفوذ بعض الفصائل المدعومة من إيران، والتي تتهمها واشنطن بتنفيذ هجمات ضد مصالحها في العراق.

خلال السنوات الماضية، قامت الولايات المتحدة بعدة ضربات جوية استهدفت مواقع تابعة للحشد الشعبي، خاصة الفصائل القريبة من إيران مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، معتبرةً أنها تشكل تهديدًا لقواتها في العراق والمنطقة. في المقابل، يرى قادة الحشد أن هذه الضربات تأتي في إطار الضغوط الأمريكية الرامية إلى إضعاف فصائل المقاومة في العراق.


الموقف الأمريكي: بين الاعتراف والقلق

الولايات المتحدة تميز بين الحشد الشعبي ككيان عسكري رسمي وبين بعض الفصائل التابعة له. في 2019، فرضت واشنطن عقوبات على عدد من قادة الحشد، بمن فيهم فالح الفياض، رئيس الهيئة، بحجة "انتهاكات حقوق الإنسان". كما صنفت بعض الفصائل، مثل "كتائب حزب الله"، كجماعات إرهابية.

من جهة أخرى، تدرك الولايات المتحدة أن الحشد الشعبي أصبح جزءًا لا يتجزأ من المؤسسة الأمنية العراقية، مما يجعل مسألة حله شبه مستحيلة. لهذا، تسعى واشنطن إلى الحد من نفوذه عبر دعم الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية الرسمية، إضافة إلى استخدام الضغط السياسي والدبلوماسي.


الحشد الشعبي والحكومة العراقية

الحكومة العراقية تجد نفسها في موقف معقد؛ فمن جهة، تعتبر الحشد الشعبي قوة أساسية في تأمين البلاد ضد تهديدات الإرهاب، ومن جهة أخرى، تتعرض لضغوط خارجية لتقليل نفوذه، خاصة من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أكد مرارًا أن الحشد الشعبي جزء من القوات المسلحة العراقية، وأنه يخضع للقوانين والأنظمة العسكرية. لكنه في الوقت ذاته يواجه تحدي ضبط بعض الفصائل التي تعمل خارج إطار الدولة، والتي تثير قلقًا داخليًا ودوليًا.


مستقبل الحشد الشعبي: إلى أين؟

مع استمرار الجدل حول دور الحشد الشعبي، يظل مستقبله مرتبطًا بعدة عوامل، أبرزها:

1. التطورات السياسية داخل العراق: حيث يرتبط مستقبل الحشد بموقف الحكومة العراقية والبرلمان، وما إذا كانت هناك نية لإجراء إصلاحات داخل بنيته.

2. التأثيرات الخارجية: الضغوط الأمريكية والإقليمية قد تؤدي إلى محاولات لإعادة هيكلة الحشد، أو دمج بعض فصائله في القوات المسلحة العراقية بشكل أكبر.

3. الوضع الأمني: في حال عودة تهديد الإرهاب، فمن المرجح أن يحتفظ الحشد بدوره العسكري، أما في حالة الاستقرار، فقد تواجه بعض فصائله تحديات في الحفاظ على نفوذها.


رغم النفي الرسمي لوجود أي طلب أمريكي بحل الحشد الشعبي، تبقى هذه المسألة جزءًا من الجدل السياسي والأمني في العراق. وبينما تؤكد الحكومة العراقية أن الحشد قوة رسمية لا يمكن المساس بها، تبقى الضغوط الخارجية والتوترات الإقليمية عاملاً مؤثرًا في مستقبله. ومع استمرار العراق في محاولة تحقيق توازن بين علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران، يظل الحشد الشعبي أحد الملفات الأكثر حساسية في المشهد العراقي.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

مقالات مشابهة

  • الغويل: خصخصة الشركات العامة تحتاج إلى حكومة دائمة وليس انتقالية
  • ضغوط أمريكية للدمج أو إعادة الهيكلة.. مستقبل الحشد الشعبي: إلى أين؟ - عاجل
  • البرهان يعلن عزمه تشكيل حكومة انتقالية “حكومة حرب” خلال الفترة القادمة في السودان
  • البرهان يعتزم تشكيل حكومة انتقالية.. هل يقترب السودان من الاستقرار؟
  • جدارية لـقيصر بسوريا بعد كشف هويته على الجزيرة
  • البرهان يتحدث عن حكومة انتقالية.. دعا حزب البشير للعمل السياسي
  • انباء عن تشكيل حكومة جنوبية جديدة في عدن ومنصات تواصل تنشر الأسماء
  • لبنان يُعلن تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام
  • موقع إيطالي: ما الذي تخفيه المفاوضات حول مستقبل القواعد الروسية بسوريا؟
  • التحديات والآثار.. كيف سيناور العراق ويتفادى مواجهة لا يستطيع التحكم بها بين أمريكا وإيران؟ - عاجل