رد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم السجود مع وجود حائل بين جبهة المصلي وموضع السجود كالعمامة؟ فصديقي صلى الظهر وهو يرتدي عمامة على رأسه وكانت تَحُولُ بين جبهته وموضع سجوده في الصلاة، وقد سمعت أنَّ الصلاة بهذه الكيفية غير صحيحة. فما حكم هذه الصلاة؟ وهل هي صحيحة أو لا؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن الصلاة بالكيفية المذكورة -السجود على العمامة وما شابهها- صحيحة شرعًا ما دام قد أتى المصلي ببقية الأركان على وجه التمام، ولم يكن هناك ما يُبطل صلاته، ولا يلزمه إعادتها، والأولى له في قابل الأيام أن يسجد على جبهته وهي مكشوفة، خروجًا من خلاف الفقهاء.

وأوضحت دار الإفتاء أن الأكمل فيه للمصلي القادر عليه: أن يسجد على جبهته، وأنفه، وكفيه، وركبتيه، وأطراف قدميه؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ عَلَى الجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ- وَاليَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ» أخرجه الستة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

واختلف الفقهاء في حكم كشف جبهة المصلي في السجود، فذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى: أنَّ كشْف الجبهة في السجود للمصلي غير واجب؛ لأنَّه سبحانه وتعالى قال: ﴿ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ ومن سجد على عمامته أو غيرها تناوله الاسم كما يتناوله إذا كانت جبهته على الأرض فسجد عليها، ولما روي عن أبي هريرة رضى الله عنه أنَّه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَسْجُدُ عَلَى كَوْرِ عِمَامَتِهِ» أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"، ولأنَّ الجبهة عضوٌ أُمِرَ بالسجود عليه فجاز على حائل دونه كالركبة، فلو سجد المصلي على ما يحول بينه وموضع سجوده- صح السُّجود مع الكراهة التنزيهية إن كان لغير عذر.

وذهب الشافعية إلى وجوب كشف الجبهة في السجود للمصلي؛ لما روي عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلًا يصلي في المسجد فقال: «ارْجِعْ فَصَلِّ» قالها مرتين أو ثلاثًا، ثم قال: يا رسول الله علمني، فقال: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَتَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اللهُ، ثُمَّ قُمْ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ، وَإِلَّا فَسَبِّحِ اللهَ وَكَبِّرْهُ، ثُمَّ ارْكَعْ فَأَمْكِنْ كَفَّيْكَ مِنْ رُكْبَتَيْكَ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى يَعْتَدِلَ صُلْبُكَ، ثُمَّ اسْجُدْ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ اصْنَعْ ذَلِكَ فَإِذَا صَنَعْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ، وَمَا نَقَصْتَ مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ نَقَصْتَ مِنْ صَلَاتِكَ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، ولأنَّ السجود فرضٌ تعلق بالجبهة فوجب أن يلزمه المباشرة بها كالطهارة.

وتحصل المباشرة إذا لم يَحُلْ بين المصلي وبين موضع السجود حائل متصل به يرتفع بارتفاعه، فلو سجد على طرف عمامته، أو ذيله المتحرك بحركته، لم يصح السجود إن كان عالمًا بعدم الصحة وتعمد فعل ذلك، وإن كان ساهيًا لم تبطل صلاته ويجب إعادة السجود، هذا إذا لم يكن هناك عذر للمصلي، فإن كان عذر كجراحة عصبها بعصابة، وسجد على العصابة، فالسجود صحيح مجزئ؛ لأنَّه يجوز ترك أصل السجود للعذر فترك مباشرة الجبهة لعذر أولى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء السجود المصلين القبلة الجبهة المزيد المزيد دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

5 حلول ربانية لمحاربة الاكتئاب ..فيديو

أميرة خالد

أوضح الطبيب رامي إسماعيل 5 أسلحة يتسلح بها الشخص لمحاربة الاكتئاب .

وحذر الطبيب من الأخطار التي يتسبب بها الاكتئاب، مؤكداً أنه قد يسبب أمراض القلب مثل الجلطات وضيق التنفس وارتفاع الضغط أحياناً.

وقال إسماعيل: ” في البداية، ابدأ بالوضوء والصلاة، فربنا هو القادر على حل كل الأزمات ” .

وثانياً، ” أكثر من التسبيح، فقال سبحانه وتعالى: “فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ” .

وثالثاً، استغفر، فيقول ﷺ: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب”.

ورابعاً، أكثر من الصلاة على النبي. جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت. قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قال: يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك.

وخامساً، تصدق فهي مصدر لفرج الهموم وتطفئ غضب الرب.

وختم الطبيب كلامه قائلاً إن مشاكل الدنيا كلها منتهية، لأن الدنيا بطبعها منتهية، وفي النهاية لله ميراث السماوات والأرض.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/01/mRsJGBrnMefoyFjz.mp4

 

مقالات مشابهة

  • مراقبون: تماسك الجبهة الداخلية عمود الصمود ومحور الانتصار
  • هل يؤثر النعاس على الوضوء والصلاة؟ دار الإفتاء تجيب
  • الفجر الصادق والكاذب.. الإفتاء توضح 7 فروق بينهما
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: التوقيتات بين الأذان والإقامة ليست بدعة
  • «الإفتاء» توضح حقيقة حديث «من نشر موعد رمضان حرمت عليه النار»
  • 5 حلول ربانية لمحاربة الاكتئاب ..فيديو
  • سارة نقد الله: تأسيس الجبهة الوطنية المدنية السودانية واجب وطني لإيقاف الحرب
  • ما حكم منع خروج الريح أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء توضح التفاصيل
  • ينشر 4 الفجر // هل البسملة آية في سورة الفاتحة ؟.. الإفتاء توضح
  • ما حكم إخراج الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت؟.. "الإفتاء" توضح