«دليلة» تطلب الخلع بعد 5 سنوات من «الخداع».. صدمة عيد ميلادها كشفت المستور
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
كانت «دليلة» في غاية السعادة في يوم عيد ميلادها الـ26، بعدما احتفلت مع زوجها وأسرتها وأصدقائها في جو من الفرح، إلا أنّ الساعات التي تلت تلك الليلة كانت كفيلة بتدمير حياتها، فبعد خمس سنوات من الزواج، اكتشفت أن زوجها كان يخفي عنها حقيقة قاسية؛ فالحب الذي جمعهما قبل 7 سنوات انتهي في غمضة عين، لتعيش في صدمة أدت إلى انهيارها ثمّ استفاقت وهي في محكمة الأسرة، حيث اتخذت قرارًا بعقلها بعد أن وضعها قلبها على طريق خطر على حد تعبيرها، فما القصة؟
في العام 2017، ذهبت «دليلة» إلى إحدى المناسبات، ولم تكن تعرف أن تلك الليلة ستغير حياتها للأبد، وأنها ستقابل نصفها الثاني، فتعرفت على زوجها، حيث تبادلا الحديث لعدة ساعات، وسرعان ما اكتشفا نقاطًا مشتركة بينهما، على حد حديثها مع «الوطن»، إذ كان يظهر عليه الاهتمام ووعدها بحياة مليئة بالحب والرغبة في بناء عائلة صغيرة، ومع مرور الوقت تزوجا بعد علاقة قصيرة، واعتقدت خلالها أنه الرجل المثالي الذي ستبني معه مستقبلاً مشرقًا، وساعدته كثيرًا في تجهيزات الزواج حتى يظهر أمام عائلتها أنه في نفس المستوى الاجتماعي.
ولكن بعد فترة من الزواج، بدأ زوج «دليلة» يضغط عليها لعدم الحديث عن الإنجاب، حتى يحسن ظروفه المالية، قبل أن يناقشا أي مشاكل في حياتهم الشخصية، كما كان يطلب منها الانتظار بصبر حتى تنتهي بعض الصعوبات المالية التي كان يواجهها، بينما هي كانت تساعده بكل ما تقدر عليه، ولم تخبر أحدًا برغبته بل تبرر بأنها رغبته هو، على حد حديثها.
ومع مرور الوقت، بدأت «دليلة» تلاحظ عدم شفافيته في التعامل معها، وتقلباته المزاجية المفاجئة، واختفائه معظم الوقت دون أي مبرر، وكانت تشعر أن هناك شيئًا مخفيًا، ولكنها حاولت أن تتحمل الوضع لأجل قصة الحب التي جمعتهما، فتقول: «كان دايمًا بيحاول يبعدني عن أهله وعن أي مناسبة تخصهم على الرغم من أنهم كويسين معايا أو ده اللي بيظهرلي، ومع الوقت أهلي بدأوا يستغربوا درجة البعد اللي بينا بالذات أنه ابنهم الوحيد، وكنت ببرر ده بأنه مش عايز بينا أي خلافات، لكن مع الوقت الحقيقة بانت».
رفض الزوج الإنجاب من زوجتهمرّت السنوات بحلوها ومُرها وهي تحاول معه جاهدةً أن تنجب طفلًا يملأ حياتهما وتحقق حلمها في الأمومة، لكنه كان دائمًا ما يجد حجة، حتى جاء يوم عيد ميلادها وحضر لها حفلًا ضخمًا مثل كل عام، لكن هذه المرة كانت مختلفة عن الـ4 سنوات الماضية، لأنها كشفت لها حقيقة الرجل الذي يعيش بجواره، على حد تعبيرها.
وجاءت اللحظة المدمرة في حفلة عيد ميلادها، عندما كشف لها أحد أصدقائه خلال حديثه عن الأبراج أن ابنة زوجها ولدت في نفس تاريخ ميلادها وأنها من أغرب الصدف التي قابلها في حياته، في البداية اعتقدت أنه يتحدث عن ابنته لتكتشف خلال حديثه أنها ابنة زوجها، فصدمت وبعدها أخبرها أن عمرها 8 سنوات واعتقد أنها تعرف بوجودها واعتذر وترك عيد الميلاد، بحسب حديث «دليلة».
حقيقة زواجه السابق جعلتها تدخل في حالة صدمة أمام الجميع، وبعد أن أكد لها أنه له ابنة في نفس يوم عيد ميلادها، أدركت أنها كانت جزءًا من حياة مليئة بالخداع، وأنه كان يخفي عنها حقيقة قاسية، فقد كان متزوجًا من امرأة أخرى ولديه طفلة منها، لكنهما انفصلا قبل أن يقابلها بسنة ولم يرغب في إخبارها حتى لا ترفض الارتباط به.
تلك اللحظة كانت كفيلة بأن تجعل قلبها ينفجر من الألم، ولم تستطع «دليلة» تحمل هذه الصدمة، وبعد ساعات من معرفتها بالحقيقة، طلبت الطلاق لكنه رفض بشكل عنيف، وتوجهت إلى محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة لتطلب الخلع في دعوى حملت رقم 287، وشعرت أنها لا تستطع الاستمرار مع شخص خدعها طوال هذه السنوات، وقررت أن تنهي علاقتها به وتبدأ حياة جديدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محكمة الأسرة دعوى خلع خلع طلاق عید میلادها على حد
إقرأ أيضاً:
زمن الخداع والحرب السائلة
زمن الخداع والحرب السائلة
وجدي كامل
تتجمع كتائب الكيزان الآن في الخرطوم، وتهتف: “إسلامية بس”، ردًا على خطاب البرهان المثير للجدل، المدعوم إقليميًا للإيهام بتغيير الحاضنة السياسية، في تناقض يراد اعلانه على الملأ بين الأجندة والمصالح مع حزب المؤتمر الوطني.
لم يعد الأمر مجرد تكهّن بانتقال الحرب إلى مرحلة جديدة؛ فالأيام المقبلة ستكشف عن خفايا الصراع مع التنظيم الحزبي الذي غزل شباك الحرب وصنع ظروفها المواتية، وكان يعدّ العدّة للعودة إلى الحكم. فالخطاب في جوهره محاولة لإعادة ترتيب معادلة الحرب بطريقة لا تصب في مصلحة المؤتمر الوطني في الظاهر، وما تؤيده البيانات المتطايرة والتصريحات المنددة الصادرة عن الحزب وسط صراع أجنحته الضاري، الذي بات معلومًا للقاصي والداني.
لم يصعد عبد الفتاح البرهان إلى منصة المخاطبة أمام من سمّوا أنفسهم “كتلة التغيير الديمقراطي” من تلقاء نفسه أو بوحي نزل عليه من السماء. فالرجل، الذي قال ذات يوم إنه يحفر بالإبرة، قد حفر هذه المرة حتى أخرج ثعبانًا جديدًا وألقاه على ثوب حلفائه من المهووسين. إنه رجل يعتقد في تفوق قدراته على خداع الحلفاء والخصوم معًا، خدمةً لغرض لم يعد خافيًا.
البرهان، الذي يتوق إلى حكم أحادي مطلق لرغبة في نفسه وليس تحقيقا لحلم ابيه، لا يختلف عن سلفه المخلوع، إذ يرى في اعتلاء السلطة مهربًا مثاليًا من المساءلة، وغسلًا لجرائم يصعب حصرها، ارتكبها منذ بداية حياته العسكرية، وبلغت ذروتها بتورطه في الإعداد المشترك وإشعال هذه الحرب الكارثية.
منذ توليه رئاسة مجلس السيادة، لم يكن “الضابط العظيم” يفكر أو يخطط لنفسه، بل يترك ذلك للآخرين ليرسموا له المسار، ثم ينتظر التوجيهات ويلقيها لاحقًا أمام تجمع للجنود أو العسكريين، غالبًا عبر مناسبات تُصنع وتُنظم بعناية. هذه المرة، أعاد لعبة التحذير للمؤتمر الوطني من مغبة التلاعب بالحرب واتخاذها وسيلة للعودة إلى الحكم.
لكن فساد فكرة التحذير ذاته لن يمكنه من مدّ رجليه لفترة طويلة، إذ إن الدافع وراء إطلاقه إعلاميًا غالبًا ما يكون بإيعاز من حليف إقليمي، مدفوع بحسابات دولية استراتيجية تتصل بنوايا وتكتيكات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي يُتوقّع تصعيده ضد جماعات التطرف الديني، خاصة بعد أن وجّه قبل أيام ضربة موجعة لتجمعاتهم في الصومال. لقد لوّح “حاكم الامر الواقع” في خطابه بتحذيرات موجّهة إلى الجماعة، كما أطلق وعودًا يعتقد أن بعض القوى المدنية الديمقراطية “الحقيقية” ستتلقفها، في انتظار إعلان لـ”توبتها”. لكنه، في الواقع، لا يفعل شيئًا سوى تكرار نهج سلفه وأستاذه الحاكم السابق في التضليل، متوهّمًا أن بقاءه في السلطة أمر حتمي وأبدي، غير مدرك أن جرائمه المتقاسمة بينه وبين غريمه محمد حمدان دقلو في الفتك والتنكيل بالسودانيين لن تُنسى بمرور الزمن، ولن تُمحى من ذاكرة التاريخ أو وجدان الشعب.
أسئلة حتمية وصراع مفتوح : تفرض الأسئلة نفسها في هذا السياق:
– هل المؤتمر الوطني، كتنظيم سياسي، يمثل الخريطة الكاملة للضالعين في الحرب من الكتائب، والوحدات الخاصة، والاستخبارات، والجماعات المسلحة ذات الشعارات والعقيدة القتالية الإسلاموية؟
– هل يمكن اعتبار الجيش كيانًا موحدًا دون المؤتمر الوطني؟
– ما هي الإجراءات التي ينبغي على البرهان اتخاذها؟ هل سيجرؤ على التسريح من الخدمة لاعضاء التنظيم، والاعتقال، وإعادة محاكمة الرموز الهاربة من السجون، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم؟
الإجابة على كل ذلك تبدو واضحة وضوح الشمس، إذ امتلأت التجارب والتاريخ بالحكم التي تقول إحداها: **”اللصوص لا تحاكم اللصوص، بل تتواطأ معها.” أو “لا تنتظر العدل من قاضٍ يخشى أن يُحاكم غدًا.”
ما يُنتظر من البرهان أبعد من ذلك بكثير، وأهمه محاكمة من ارتكبوا المجازر وقتلوا خارج إطار القانون، وتطهير الجيش من مظاهر التوحش، الذي كان (رحمًا) للدعم السريع. لكن الخشية الحقيقية تتجلى في قول الفيلسوف الفرنسي والمفكر شارل لوي دي سكوندا بارون دي مونتسكيو: “عندما تتركز السلطة المطلقة في يد شخص فاسد، يصبح القانون مجرد أداة لخدمة مصالحه.” وما أدقها كذلك من مقولة لاريك ارثر بلير الكاتب البريطاني الذي اشتهر بجورج أورويل صاحب رواية ١٩٨٤ عندما قال: “في زمن الخداع، يكون قول الحقيقة عملًا ثوريًا.”
إن ما نشهده اليوم ليس مجرد صراع سياسي، بل هو معركة وجودية تحدد مصير السودان، حيث يشتد الخداع، وتتبدل الأقنعة، بينما تبقى الحقيقة ثابتة تؤكد ان لا يمكن لمن صنع الأزمة أن يكون جزءًا من حلها. وانه لا بد من عودة الحكم المدني الديمقراطي، ولو طال النزوح والتشريد والقتل الممنهج. الطغاة مثل البرهان دائما ما يخطئون في تعريف الحقيقة، محاولين تطويعها لخدمة سلطتهم. لكن وكما قال بابلو نيرودا: “الحقيقة أعلى من القمر”—بعيدة، سامية، ولا يمكن احتكارها، وكما قال بابلو نيرودا: “الحقيقة أعلى من القمر”—بعيدة، سامية، عصية على الاحتكار، ولا يمكن طمس إشعاعها المتوهج.
الوسومالتطرف الديني الخداع القوى المدنية مجلس السيادة وجدي كامل