قصة نجاح ملهمة.. مدربة كندية لرياضة اليوجا كونداليني في أرض المحروسة
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب القاهرة، تمكنت شاما كار من ترك بصمة استثنائية كأول مدربة كونداليني يوجا في مصر ومؤسسة أول مركز يوجا معترف به دوليًا في القاهرة، "شاما" الكندية ذات الأصول المصرية، ليست مجرد مدربة يوجا بل نموذج يحتذى به في السعي لتحقيق الذات وخدمة المجتمع، حيث جمعت بين شغفها بريادة الأعمال وممارسة اليوجا لإلهام آلاف الأشخاص في مصر وخارجها.
شاما كار، التي يعني اسمها “التي يضيء النور من داخل روحها”، ولدت بفهم عميق للتجربة الإنسانية، وهو ما انعكس في مسيرتها الشخصية والمهنية، وبدأت رحلتها الأكاديمية بدراسة التجارة واستراتيجية الأعمال في جامعة ماكجيل بمونتريال، ثم حصلت على درجة الماجستير من كلية كينجز في لندن، لكن الحياة وجهتها نحو مسار مختلف عندما واجهت والدتها مرضًا خطيرًا، وخلال تلك الفترة، تعرفت على الكونداليني يوجا، التي لم تصبح فقط وسيلة لدعم والدتها في التعافي، بل نقطة تحول في حياتها الشخصية والمهنية.
استمرت شاما في تطوير معرفتها بالكونداليني يوجا من خلال دراستها بمعهد الكونداليني للأبحاث، حيث ركزت على موضوعات تشمل التعامل مع الضغوط وتحقيق الحيوية، التأمل الواعي، والعلاقات الأصيلة، وفي سن الخامسة والعشرين، أسست أول مركز يوجا معترف به دوليًا في القاهرة، لتصبح بذلك واحدة من أبرز رواد هذا المجال في المنطقة، لم يكن طريق النجاح سهلًا، ولكن إصرارها على التميز قادها للحصول على منحتين هامتين؛ الأولى من البنك الأوروبي للإعمار والتنمية كجزء من برنامج “المرأة في الأعمال التجارية”، والثانية من مؤسسة شيري بلير لدعم النساء في ريادة الأعمال عام 2012.
شاما ليست مجرد مدربة يوجا، وهي مصدر إلهام لمجتمع كامل، وبفضل شغفها للتغيير، نظمت تدريبات جماعية وورش عمل تركز على تعزيز الحياة الواعية وتحقيق السعادة، كما بدأت بتوسيع نشاطها لتشمل دول الخليج مثل دبي، الكويت، والبحرين، مما جعلها سفيرة لرسالة الكونداليني يوجا في العالم العربي، ومن جانب آخر، لم تتوقف عند حدود التدريب، بل ساهمت في العمل الإنساني من خلال دعم اللاجئين السوريين في اليونان والمشاركة في برامج تدريبية لتمكين الشباب ليصبحوا قادة أكثر وعيًا في المستقبل.
في رسالة مؤثرة قالت شاما: “مصر ستظل دائمًا موطن قلبي، ونساءها هن من يلهمنني كل يوم لأخدم وأساهم في الارتقاء، وليس فقط بسبب مثابرتهن القوية في التعلم والنمو، بل أيضًا بسبب حسهن الفكاهي المعدي"، ومن خلال هذه الكلمات، تعبر شاما عن مدى تأثرها وإعجابها بالمرأة المصرية التي تعتبرها مصدر إلهام لقوتها وصمودها، مؤكدة أنها تسعى يوميًا لرد الجميل لهذا المجتمع الذي احتضنها.
تعبر اليوجا أكثر من مجرد رياضة، حيث تسعى شاما لنشر الكونداليني يوجا كوسيلة لخلق حياة متوازنة وواعية، وفلسفتها لا تقتصر على التدريب البدني، بل تمتد إلى تعزيز الصحة النفسية والجسدية من خلال التأمل، العلاقات الأصيلة، والنظام الغذائي المتوازن، فهي ليست فقط مدربة يوجا فقط، بل سفيرة للأمل، التغيير، والتطوير الذاتي، ونجاحها في مصر ودول أخرى يجعلها نموذجًا يُحتذى به لكل امرأة تسعى لتحويل شغفها إلى رسالة تغيير وإلهام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قصة نجاح أرض المحروسة من خلال
إقرأ أيضاً:
قصة كفاح ملهمة من ظلام البصر إلى نور الإبداع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في زوايا الحياة الصعبة، يضيء الأمل كالشعاع الذي يهدي الحائرين في ظلام التحديات، شيماء محمد، إحدى بطلات جمعية للمكفوفين، تحكي قصة إصرار وكفاح تجاوزت فيها كل العقبات، لتثبت أن الإعاقة ليست في الجسد، بل في التفكير، وُلدت شيماء محمد مبصرة، فتاة متفوقة ومليئة بالطموح، وكانت طالبة مميزة في المدرسة حتى الصف الثاني الثانوي، حين أصيبت بضعف مفاجئ في البصر.
بعد عرضها على الأطباء، تم تشخيص حالتها بوجود مياه بيضاء في العينين، ونصح الأطباء بإجراء عملية جراحية، لكن الأمل سرعان ما تحول إلى مأساة، إذ تسبب خطأ طبي في مضاعفات خطيرة أدت إلى ضمور في العصب البصري، مما أفقدها بصرها تمامًا، كانت الصدمة قاسية على شيماء وأهلها، فدخلت في حالة نفسية صعبة، حيث انغلقت على نفسها وامتنعت عن مغادرة المنزل، لكن الأصدقاء والمقربين لم يتركوها وحدها، نصحوها بأن تستكمل تعليمها في مدرسة النور للبنات، وهي مدرسة مخصصة للمكفوفين.
رغم التحديات الكبيرة، مثل تعلم القراءة بطريقة برايل من الصفر، أظهرت شيماء عزيمة لا تلين. تعلمت برايل بإصرار، وأكملت تعليمها حتى حصلت على ليسانس الآداب، متحدية كل الصعاب، وبعد تخرجها، قررت شيماء أن لا تكون أسيرة الظلام أو الوحدة,،التحقت بـجمعية دنيتنا للمكفوفين، التي ساعدتها في تعلم حرف يدوية وتكوين صداقات جديدة، هناك اكتشفت شيماء شغفها بفن المكرمية (الحياكة اليدوية بالعُقد).
في وقت قصير، أتقنت شيماء هذا الفن وأصبحت تنتج قطعًا فنية مميزة، مثل الحقائب والإكسسوارات والديكورات المنزلية. لكنها لم تتوقف عند هذا الحد. اليوم، تحلم شيماء بأن تصبح مدربة لفن المكرمية، لتشارك مهاراتها مع غيرها من المكفوفين، وتفتح لهم أبواب الأمل والإبداع، وتعتبر قصة شيماء هي دعوة لكل من يواجه تحديات ليؤمن بأن الإرادة يمكن أن تصنع المستحيل. جمعية “دنيتنا للمكفوفين” تمثل مظلة لكل المبدعات من ذوي الإعاقة البصرية، حيث يمكنكم دعمهن بزيارة الصفحة الرسمية للجمعية وشراء منتجاتهن.
كل قطعة تُشترى ليست مجرد منتج، بل هي فرصة عمل وإشادة بجهود هؤلاء البطلات. الجمعية توفر الشحن داخل وخارج محافظة الإسكندرية، ويمكنكم التواصل عبر المعلومات الموضحة في نهاية التقرير، وتقول شيماء: “الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في التفكير. بإيمانك بنفسك وثقتك في الله، يمكنك أن تحول الألم إلى طاقة، واليأس إلى نجاح، لا تستسلم أبدًا، فالحياة مليئة بفرص جديدة تنتظر من يقتنصها"، وتظل شيماء محمد مثالًا حيًا للإصرار والكفاح، وتؤكد أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل قد تكون البداية لحياة مليئة بالإبداع والتألق.