إيطاليا تواجه نزيفا في خريجيها الباحثين عن فرص أفضل في الخارج
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
بعد عودتها إلى إيطاليا من فرنسا حيث تلقت دراستها، قررت إيلينا بيكاردي بداية العمل في روما والاستقرار هناك، لكنها باتت ترغب اليوم على غرار عشرات آلاف من الخريجين الإيطاليين الشباب، في معاودة السفر إلى الخارج بسبب قلة فرص العمل في بلدها.
وتوضح الشابة المتخرجة في العلوم السياسية « كنت أود أن أساهم في مستقبل بلدي وأن أبقى قريبة من عائلتي، لكن لماذا أضحي بالفرص عندما أتمتع بمهارات متساوية للمهام نفسها فيما أحظى بتقدير أكبر لمؤهلاتي الشخصية (في الخارج)؟ » .
وقد انتقل أكثر من مليون من مواطنيها إلى الخارج خلال عشر سنوات، وتتراوح أعمار ثلثهم بين 25 و34 عاما، وفق المعهد الوطني للإحصاء (Istat).
ولتبرير اختيارهم، يشير هؤلاء الإيطاليون إلى الرواتب المنخفضة، وعدم التطابق بين العرض ومؤهلاتهم، ولكن أيضا إلى ضعف الخدمات العامة.
ومن بين هؤلاء الشباب، تستمر نسبة الخريجين في الارتفاع. وقال رئيس المجلس الوطني للاقتصاد والعمل ريناتو برونيتا خلال عرض تقرير حول هذا الموضوع أعدته منظمة الشمال الشرقي Nord Est « ليس من الطبيعي ألا يتساءل بلدنا عن سبب هذا النزيف ولا يحاول معالجته ».
ومن خلال عينة مكونة من عشر دول – معظمها أوربية – تشير التقديرات إلى أنه مقابل كل شاب أجنبي يأتي للاستقرار في إيطاليا، يغادر ما يقرب من تسعة شباب إيطاليين.
وفي مؤشر آخر إلى قلة الآفاق بالنسبة للشباب الإيطالي، كان متوسط عمر مغادرة المنزل الأسري 30 عاما في سنة 2022 وفق هيئة يوروستات، في نسبة مشابهة لتلك المسجلة في إسبانيا واليونان ومن بين أعلى المعدلات في الاتحاد الأوربي.
تعد إيطاليا إحدى الدول القليلة في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي التي انخفض فيها المستوى الحقيقي للأجور مقارنة بعام 2019. ويبلغ معدل البطالة بين الشباب أيضا 17,7%، وهو أعلى من المتوسط الأوربي (15,2%).
وحتى بعد الدراسة الجامعية، غالبا ما يصطدم الشباب الإيطالي بعروض عمل غير جذابة، إذ لا يوجد حد أدنى للأجور على المستوى الوطني، كما أن عدد سنوات الدراسة ليس له تأثير يذكر على الأجر.
وتقول إيلينا « لاحظت أنه في كثير من الأحيان، عندما يتعلق الأمر بالعروض الإيطالية، إما أن الراتب غير محدد، أو أنه أدنى بشكل عام ». ويمكن أن تصل الفوارق مع العروض الأخرى في أوربا إلى مئات اليورو شهريا للمنصب نفسه.
وبعيدا عن شروط الرواتب، يرى الخريجون الشباب المغتربون عن بلدهم أيضا أن البيئة المهنية في إيطاليا تتسم بطابع تقليدي أكثر واعتماد أقل لمبدأ الكفاءة، مع نقص في الفرص التي تتوافق مع مؤهلاتهم.
وبحسب تقديرات مؤسسة Nord Est، فإن « هجرة الأدمغة » الإيطالية بين عامي 2011 و2023 كلفت البلاد 134 مليار يورو.
إلى أفواج المغادرين إلى الخارج يضاف أولئك الذين يسلكون طريق النزوح من جنوب إيطاليا إلى وسط البلاد وشمالها، وهو أمر لا يزال شائعا جدا.
وارتفعت نسبة الخريجين بين الشباب الذين يحزمون حقائبهم إلى الشمال من 18% إلى 58% خلال عشرين عاما.
بيلي فوستو طالب في جامعة سابينزا غادر كالابريا في أقصى الجنوب الإيطالي مباشرة بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، مثل غالبية زملائه في الفصل.
ويوضح لوكالة فرانس برس « لقد أخبرنا والداي دائما أنه إذا أردنا ذلك، يمكننا الذهاب للدراسة في مكان آخر لمحاولة بناء مستقبل مختلف ».
بعد الانتهاء من دراساتها الأرشيفية، يخطط بيلي أيضا للانتقال إلى الخارج، رغم تعلقه بمنطقته وبلده.
ويقول « أنا لا أبحث عن الثروة (…) أو مسؤوليات كبيرة »، بل « أريد حياة هادئة، لا أريد أن أقلق بشأن معرفة ما إذا كان لدي 15 يورو للذهاب للتسوق، وحاليا في إيطاليا، حتى في مجالي، ليس الأمر مضمونا ».
كلمات دلالية إيطاليا شباب عمل هجرةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إيطاليا شباب عمل هجرة إلى الخارج
إقرأ أيضاً:
إطلاق أكاديمية شباب الباحثين ببنك المعرفة المصري لدعم الباحثين وتعزيز اقتصاد المعرفة
أطلق بنك المعرفة المصري أكاديمية شباب الباحثين، في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم الباحثين في بداية مسيرتهم الأكاديمية والبحثية، وتمكينهم من الإسهام الفعال في تطوير منظومة البحث العلمي والتعليم العالي محليًا ودوليًا، بما يعزز توجه الدولة نحو اقتصاد قائم على المعرفة.
ويُعد بنك المعرفة المصري أكبر مكتبة رقمية ومنصة بحثية وطنية، حيث يوفر موارد وأدوات أكاديمية عالمية للباحثين والمعلمين والطلاب. وتأتي الأكاديمية الجديدة امتدادًا لرسالته من خلال توفير فرص تدريبية منظمة لبناء قدرات الباحثين الناشئين داخل الجامعات والمعاهد البحثية المصرية.
وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الأكاديمية تمثل استثمارًا وطنيًا استراتيجيًا لإعداد جيل جديد من العلماء القادرين على الابتكار والمنافسة إقليميًا ودوليًا، مشددًا على أهمية تزويد الباحثين الشباب بالمعرفة الحديثة والمهارات العملية التي تسهم في تعزيز مكانة مصر العلمية والبحثية.
وتم تطوير الأكاديمية بالتعاون مع مؤسسة كلاريفيت، الشركة العالمية الرائدة في مجال معلومات وتحليلات البحوث، بما يضمن دمج أفضل الممارسات الدولية مع أولويات التنمية الوطنية. واستفاد تصميم البرنامج من خبرات كلاريفيت في قواعد بيانات الاستشهادات وتقييم البحوث والنشر الأكاديمي، مع التركيز على مهارات الكتابة العلمية، علم القياسات البيبليوغرافية، وتعزيز الظهور الدولي للباحثين المصريين.
وأوضحت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والمشرف العام على بنك المعرفة المصري، أن الأكاديمية تهدف إلى تنمية الكفاءات الأكاديمية الأساسية لدى الباحثين في بداية مشوارهم المهني، بما يدعم مساهمتهم الفعالة في البحث العلمي والتعليم العالي على المستويين المحلي والدولي، مشيرة إلى أن البرنامج التدريبي يجمع بين المحتوى النظري والتطبيق العملي بشكل يتماشى مع متطلبات منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر.
وتستهدف الأكاديمية تدريب ما يصل إلى 1500 باحث من مختلف الجامعات والمعاهد المصرية، من خلال برنامج دراسي شامل متعدد الوحدات يغطي مختلف جوانب البحث العلمي، بهدف تعزيز قدراتهم الأكاديمية وتمكينهم من تحقيق تأثير ملموس داخل مؤسساتهم.
ويتناول البرنامج التدريبي سبعة مجالات رئيسية تشمل كتابة المخطوطات البحثية، مع تقديم إرشادات حول الكتابة العلمية، اختيار الدوريات، وإدارة عملية النشر الأكاديمي. كما يشمل البرنامج مهارات إعداد طلبات التمويل وفق المعايير المحلية والدولية، وتدريبًا على تحكيم البحوث بما في ذلك أخلاقيات وتقنيات التقييم البحثي، إلى جانب تطوير مهارات التدريس الجامعي وفق استراتيجيات قائمة على الأدلة.
كما يتضمن البرنامج محورًا خاصًا بتنمية التعاون مع القطاع الصناعي من خلال بناء الشراكات وإدارة حقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التواصل البحثي مع مختلف الفئات، وبناء الملفات الرقمية للباحثين، ووضع استراتيجيات فعالة للتعاون الأكاديمي والبحثي الدولي.
ويشمل البرنامج كذلك ورش عمل متخصصة، وعمليات محاكاة تدريسية، وأنشطة عملية مثل تحكيم البحوث، العروض الأكاديمية، وتخطيط المشاريع التعاونية، بما يضمن توظيف المهارات المكتسبة في بيئة واقعية.
وتؤكد الأكاديمية أهمية التكامل مع الموارد الوطنية وفي مقدمتها بنك المعرفة المصري، وتسعى إلى تمكين الباحثين الشباب من امتلاك رؤية مهنية واضحة ومعرفة أكاديمية متعمقة تتيح لهم الإسهام الفعلي في تطوير النظام البيئي البحثي المصري، وتعزيز التأثير المؤسسي محليًا ودوليًا.
اقرأ أيضاً«مليون مبتكر مؤهل».. وزير التعليم العالي يطلق النسخة الثانية من مبادرة «كن مستعدا»
وزير التعليم العالي يؤكد على ضرورة استعداد الجامعات والمعاهد لامتحانات الفصل الدراسي الثاني