إبراهيم عيسى: طارق نور اعتمد منهج الإعلام الحر.. يؤمن بالدولة المدنية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، مقدم برنامج"حديث القاهرة"، أن طارق نور الذي تم اختياره ليكون رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للإعلام والتي تشرف على تنفيذ استراتيجية الدولة يكون من القطاع الخاص والإعلام الخاص وليس ابن لإعلام الدولة في أي يوم، اختيار لرجل اعتمد منهج الإعلام الحر، مشدداً على أنه رمز للاعلام الخاص ووضعه على المقعد الأهم في الاعلام بمصر وهو قرار أن يعود الإعلام بإدارة القطاع الخاص.
وأوضح "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع عبر شاشة القاهرة والناس، أن طارق نور صاحب إدارة تعتمد منهج القطاع الخاص والإعلام الحر بعيد عن إعلام الدولة، مشدداً على أن وضع عقلية تدير بطريقة حرة والإعلام المستقل والخاص وهو أمر يستدعي ملاحظة مهمة بعيد عن مزاحمة الدولة للقطاع الخاص بكافة القطاعات.
وتابع :"باختيار طارق نور لإدارة إعلام الشركة المتحدة أفرط في التفاؤل وأتمنى أن يكون تفاؤل صائب وهو ما يعني أن الدولة تنفتح على القطاع الخاص وتفتح اذرعها للاعلام الخاص ليدير الإعلام"، موضحا أنه صاحب عقلية تؤمن بالدولة المدنية وتجديد الخطاب الديني وزيادة الوعي وهو رجل تعلم مصر منهجه التنويري وإيمانه بتجديد الفكر الديني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق نور الإعلامي إبراهيم عيسى إبراهيم عيسى حديث القاهرة الشركة المتحدة للإعلام المتحدة للإعلام القطاع الخاص طارق نور
إقرأ أيضاً:
بين التنظير والواقع- قراءة نقدية لمواقف د. عبد الله علي إبراهيم من قوى الثورة والقوى المدنية
زهير عثمان
منذ اندلاع الثورة السودانية وتشكيل تجمع المهنيين السودانيين كأداة للتغيير وقيادة الحراك الجماهيري، برزت مواقف متباينة من النخب الفكرية تجاه هذا الكيان وحلفائه. في هذا السياق، ظل د. عبد الله علي إبراهيم، الأكاديمي والمفكر المعروف، يتبنى مواقف أثارت الجدل، تتراوح بين النقد الحاد والتوجيه النظري، معتمدًا على فهم عميق لخطاب الدولة الحديثة، لكنه في كثير من الأحيان يفتقر إلى الاتساق بين تنظيراته وسياق الواقع السياسي.
التنظير مقابل الواقع
يُعد عبد الله علي إبراهيم من أبرز الأصوات التي سعت لفصل الدولة عن الأيديولوجيا، مستعينًا بمفاهيم حديثة مثل تعريف ماكس فيبر للدولة كمحتكر وحيد للقوة في المجتمع. إلا أن مواقفه من قوى الثورة والقوى المدنية اتسمت بالتناقض. ففي حين دعا إلى بناء الدولة على أسس علمية وعقلانية بعيدًا عن الغايات الأخلاقية، اتجه أحيانًا لنقد قوى الثورة باستخدام معايير أخلاقية بحتة، واصفًا مواقفها بأنها "ردود فعل" أكثر من كونها مشاريع استراتيجية.
عندما واجهت الثورة تحديات حقيقية في التعامل مع القوى العسكرية، كانت مقاربته النقدية لقوى الحرية والتغيير تميل إلى التشكيك في قدرتها على إدارة المرحلة الانتقالية، مع تسليط الضوء على ما اعتبره قصورًا في رؤيتها تجاه مفهوم الدولة وأدواتها. ومع ذلك، فإن تجاهله للمحددات السياسية الضاغطة والواقع الدولي أضعف تأثير نقده.
بين النقد والتبرير
في الآونة الأخيرة، واجه عبد الله علي إبراهيم اتهامات بـ"موالاة الأمر الواقع"، خاصة في ظل تعامله مع حكومة بورتسودان الحالية التي يرى البعض أنها واجهة للتيار الإسلامي. من أبرز منتقديه في هذا السياق جاءت اتهامات موجهة إليه بعدم الحسم تجاه ممارسات هذه الحكومة، وافتقاده إلى موقف واضح ينسجم مع شعارات الثورة حول التغيير الديمقراطي.
"
تقدّم" ومأزق الموالاة
انتقد عبد الله علي إبراهيم في مقالات عدة مواقف قوى مثل "تقدّم"، مشيرًا إلى افتقارها لاستراتيجية واضحة للتعامل مع الحكومة الراهنة، ومعتبرًا أنها أسيرة لعادات المعارضة التقليدية التي تركز على الهدم أكثر من البناء. لكنه في ذات الوقت وقع في نفس الفخ، حيث انشغل بتحليل خطاب الدولة والنخب، مبتعدًا عن تناول المخرجات الفعلية للاجتماعات والمبادرات التي قد تحمل خطوات عملية نحو الحل.
أحد أبرز الانتقادات الموجهة إليه كان اعتماده على نهج براغماتي يخدم النظام القائم أكثر مما يخدم تطلعات الشعب. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل هذا الموقف نابع من قناعة فكرية أم أنه يعكس "براغماتية أمريكية" كما وصفها أحد النقاد؟
الدور المفقود
في خضم هذه الانتقادات، يبرز تساؤل حول ما إذا كان عبد الله علي إبراهيم قد فقد موقعه كمفكر مستقل يمكنه أن يكون جسرًا بين القوى المختلفة. بدلاً من العمل على توحيد الرؤية بين النخب المدنية والقوى الثورية، يبدو أنه اختار التمحور حول نقد محددات خطاب هذه القوى دون تقديم بدائل عملية.
وبالرغم مكانته كمثقف بارز، فإن عبد الله علي إبراهيم يجد نفسه في مواجهة اتهامات بتجاهل عمق الأزمة السودانية، وبتبنيه مواقف توحي بـ"موالاة الأمر الواقع" أكثر مما تعكس انحيازًا صادقًا لقيم الثورة والديمقراطية. يبقى التحدي الأكبر له هو استعادة دوره كمفكر قادر على تقديم قراءة نقدية بناءة، تسهم في معالجة الانقسامات الراهنة بدلاً من تعميقها.
وهل يستطيع د. عبد الله علي إبراهيم تجاوز هذه الانتقادات؟ أم أن مواقفه الأخيرة ستظل شاهدة على تحول مفكر إلى مجرد ناقدٍ للنظام الذي كان جزءًا من معارضته لموالاته؟
zuhair.osman@aol.com