سقط الأسد في سوريا.. فكيف سيتأثر العراق؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
بقلم الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..
مع سقوط نظام بشار الأسد تدخل سوريا مرحلة انتقالية معقدة محملة بتداعيات كبيرة على المستوى الإقليمي خاصة العراق.
ومن خلال تحليل الوضع الراهن يبدو أن هناك تحركات تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة مع دور بارز للولايات المتحدة في رسم المسارات المستقبلية
أمن الحدود الفراغ الأمني ومخاطر التوسع الطائفيمع انهيار نظام الأسد يُتوقع أن تعاني سوريا من فراغ أمني يمتد على طول حدودها مع العراق مما يزيد من احتمالية تصاعد التوتر الطائفي من خلال تفعيل نشاط الجماعات المتطرفة كتنظيم داعش واستغلالها للفراغ الأمني لإعادة التموضع.
و قد تستغل بعض الجماعات المسلحة هذا الوضع لتعزيز نفوذها خاصة على الحدود العراقية السورية مما يهدد بتأجيج الصراع الطائفي في العراق.
يُتوقع أن تدعم الولايات المتحدة استراتيجيات تهدف إلى إغلاق المنافذ الحدودية مما يعيق التواصل بين حزب الله وحلفائه الإقليميين.
تحليل العلاقات المستقبلية
بعد سقوط الأسد قد يتغير ميزان القوى بين بغداد ودمشق تحت تأثير متزايد للمصالح الأمريكية
و ستعمل تل أبيب على دفع الولايات المتحدة وحلفائها لإحكام السيطرة على المنافذ الحدودية السورية ومنع أي تسهيلات تسمح بتمرير الدعم إلى حزب الله أو غيره من الفصائل المعادية لاسرائيل
و على الرغم من وجود فرصة للتعاون الإيجابي بين الحكومتين العراقية والسورية الجديدة إلا أن العراق قد يواجه ضغوطاً لاتخاذ مواقف تتماشى مع المصالح الأمريكية
التجارة و طريق الحرير بين التعطيل الأمريكي والتحديات الإقليمية
التحليل الاستراتيجي لمستقبل النقل والتجارة
مع سقوط النظام السوري يبدو أن مشروع طريق الحرير الصيني الذي كان يُعوّل عليه كجسر تجاري بين الشرق والغرب سيواجه عراقيل كبيرة.
حيث سوف تعمل واشنطن على منع تنفيذ هذا المشروع في سوريا والعراق لما له من تأثير سلبي على المصالح الأمريكية في تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي.
سيناريو تعطيل الممرات
إغلاق المنافذ الحدودية السورية قد يؤدي إلى إجبار العراق على البحث عن بدائل أخرى للتجارة مع أوروبا ما يزيد من كلفة العمليات التجارية ويضعف مكانته كمركز إقليمي.
و يشير الوضع إلى أن غلق المنافذ الحدودية بين سوريا والعراق قد يكون جزءًا من خطة استراتيجية تدعمها الولايات لعزل حزب الله وقطع إمداداته
و هذا الإغلاق قد يُستخدم كورقة ضغط على العراق لإبعاده عن التحالفات الإقليمية التي تتعارض مع المصالح الأمريكية.
دور العراق الاستراتيجي
رغم التحديات، يمتلك العراق فرصة لتقديم نفسه كوسيط إقليمي يسعى لتحقيق الاستقرار مع التركيز على حماية مصالحه الوطنية وسط الصراع الجيوسياسي المتصاعد.
في النهاية، يعتمد مستقبل العراق على مدى قدرته على الموازنة بين الضغوط الدولية والإقليمية وتأمين مصالحه الاستراتيجية دون الانخراط في النزاعات الإقليمية الكبرى
( اليالي القادمة حبلا مثقلات يلدن كل عجيبة )
حيدر عبد الجبار البطاطالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المنافذ الحدودیة
إقرأ أيضاً:
إيطاليا تقترح تعليق العقوبات الأوروبية على سوريا
قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، إنه طالب بتعليق العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا لمدة 6 أشهر أو عام، لكنه أوضح أن أي قرار نهائي في هذا الشأن لا يمكن أن يصدر إلا عبر التكتل بأكمله.
وفي حديثه للصحافيين في بيروت، بعد اجتماعه مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في دمشق، قال تاياني إن عقوبات الاتحاد الأوروبي فُرضت في عهد بشار الأسد، الذي أطيح به من السلطة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) في هجوم خاطف لفصائل مسلحة.
وقال "أعتقد أنه يمكننا أن نبدأ في تغيير الأمور.. الخطوة التالية هي اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وسنتحدث في هذا الشأن. إيطاليا تؤيد ذلك (تعليق العقوبات)".
ومن المقرر أن يُعقد هذا الاجتماع في بروكسل في 27 يناير (كانون الثاني).
وقال تاياني "الحل يجب أن يكون تعليق لعقوبات لمدة 6 أشهر أو عام. لقد طرحت هذه الفكرة للنقاش"، لكنه أضاف أن "رفع العقوبات ليس قراراً وطنياً، بل هو قرار التكتل الأوروبي".
وذكر تاياني أن الشرع والشيباني تعهدا بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، وهما قضيتان وصفهما بأنهما حاسمتان بالنسبة لإيطاليا.
وعند سؤاله عن الخطوات التي يود أن تتخذها الإدارة السورية الجديدة قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي، قال تاياني إن "البداية إيجابية" وإن القادة الجدد في دمشق أدلوا "بخطابات جيدة للغاية... وليست عدوانية".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تعوق تسليم المساعدات الإنسانية وتعافي البلاد قد تُرفع سريعاً.
وأصدرت الولايات المتحدة يوم الاثنين إعفاء من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة 6 أشهر، بعد نهاية حكم الأسد، في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.