الجزيرة:
2025-01-11@03:18:44 GMT

هل يهدد مونديال 2030 كوكب الأرض؟

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

هل يهدد مونديال 2030 كوكب الأرض؟

نهائيات كأس العالم 2030 في 3 قارات وبمشاركة 48 منتخبا، هذا ما سيعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسميا الأربعاء، حيث تلعب 3 مباريات في أميركا الجنوبية، و101 مباراة أخرى في المغرب وإسبانيا والبرتغال، بمشاركة 48 منتخبا، لكن ماذا عن الكوكب؟

"خيار جغرافي مؤسف"، هذا ما قالته بنجا فيكس من المنظمة غير الحكومية "كاربون ماركيت ووتش" التي تدقق في وعود منظمي الأحداث الكبرى، لأن الحدث الذي يقام بمواقع تبعد آلاف الكيلومترات عن بعضها البعض يعني السفر على متن الطائرة بالنسبة للمنتخبات، ولكن قبل كل شيء مئات الآلاف من المشجعين.

يقول الباحث في جامعة لوزان بسويسرا ديفيد غوجيشفيلي إن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) يسعى من اختيار الدول المضيفة لكأس العالم إلى الترويج لكرة القدم في جميع أنحاء العالم.

ستقام 3 مباريات في الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي بمناسبة الذكرى المئوية لهذا الحدث الذي رأى النور في مونتيفيديو عام 1930.

ويضيف الأكاديمي "لكن في ما يتعلق بالأثر البيئي، فهي فكرة مجنونة".

ويفضل "فيفا" من جانبه التأكيد على أن المباريات الـ101 المتبقية ستقام "في مجموعة من الدول المجاورة المتقاربة جغرافيا، والتي تتمتع بخطوط نقل وبنية تحتية واسعة ومتطورة".

إعلان

عبّر غيوم غوز، من مركز قانون واقتصاد الرياضة التابع لجامعة ليموج، عن تذمره قائلا إنه نظرا إلى شكل المسابقة (48 منتخبا اعتبارا من نسخة 2026، مقارنة بـ32 منتخبا في 2022)، والمواقع المختارة، والشركاء، لا يبدو أن أحدا "يكترث إذا مات الكوكب".

انحراف بيئي

ويشير غوز إلى أن مسائل التخلص من الكربون التي تحظى بأهمية كبيرة في أوروبا "ليست بالضرورة مشتركة في كل مكان". ومع ذلك، فإن فيفا، باعتباره ممثلا لـ"لعبة الألعاب الرياضية"، نظرا لشعبيتها في العالم، لديه "مسؤولية أخلاقية لمعالجة هذه القضايا". لكنه يقترح إقامة كأس العالم على شكل "انحراف بيئي".

وقال أوريليان فرانسوا، الذي يدرس الإدارة الرياضية في جامعة روان، إن "الانتقال من 32 إلى 48 منتخبا هو أسوأ تقريبا من تنظيم كأس العالم في 3 قارات".

المزيد من المنتخبات يعني المزيد من المشجعين الراغبين في الذهاب إلى المواقع، والمزيد من القدرة على الاستقبال في قطاع الفنادق والمطاعم، والمزيد من النفايات، وما إلى ذلك.

الدول التي تم اختيارها لنسخة 2030 لديها ملاعب موجودة سابقا، وبالتالي ستكون أقل تلويثا على هذه الجهة. لكن أنطوان ميش، مدير جمعية "فوتبول إيكولوجي فرانس"، يذكِّر بمشاكل الجفاف ونقص المياه في فصول الصيف السابقة في هذه المناطق، والتي لا يمكن إلا أن تتفاقم مع تدفق ملايين الزوار.

كأس العالم أكثر البطولات جذبا للجماهير في عالم كرة القدم (رويترز) مزيد من المنتخبات.. مزيد من المشجعين

يقول رونان إيفين، من اتحاد مشجعي كرة القدم في أوروبا ومقره بهامبورغ، إن "التنظيم المشترك لا يمثل مشكلة بالضرورة"، مستشهدا بمثال كأس العالم 2002 التي شاركت في تنظيمها اليابان وكوريا الجنوبية.

وأضاف "لكن هنا، بالنسبة لعام 2030، هناك الكثير من الأسئلة". وماذا عن رحلات الذهاب والعودة بين المغرب وجنوب أوروبا بالطائرة أو الباخرة؟ ماذا عن التكاليف البيئية والمالية (للجماهير) إذا اختارت القرعة منتخباتهم لمباراة في أميركا الجنوبية؟ ناهيك عن انهيار العدالة الرياضية، على حد قوله، بالنسبة للاعبين في هذه المباريات الثلاث والذين يخاطرون بالمعاناة من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة وفرق درجات الحرارة.

إعلان

إذن، هل يجب علينا عبور المحيط الأطلسي؟ يقول أنطوان ميش "المشجعون الحقيقيون يقومون بهذه الرحلات بدافع الشغف، ويمكننا القيام بأشياء غير متسقة".

بالنسبة له، كما الحال بالنسبة لرونان إيفين، فإن مشجعي كرة القدم هم على صورة السكان، مع نسبة متزايدة تتمتع بضمير بيئي أكثر حزما مما كان عليه الوضع قبل بضع سنوات.

اتجاهات للمستقبل

ويمكن للفيفا أن يستلهم من اللجنة الأولمبية الدولية التي، على سبيل المثال، لم تعد تمنح الألعاب لمدينة يجب بناء كل شيء فيها، كما يشير غوجيشفيلي، من جامعة لوزان.

لأن اختيار موقع استضافة أقل "تبعثرا" على الصعيد الجغرافي من نسختي 2026 (المكسيك والولايات المتحدة وكندا) و2030 أمر ضروري لكنه غير كافٍ، حسب الباحثين. ويتذكرون أن كأس 2022 أقيمت في موقع "متقارب" بقطر، حيث تقاربت مسافات الملاعب بشكل غير مسبوق.

فكرة أخرى، للحد من النقل الجوي: إنشاء "حصص إقليمية"، وهي حجز جزء كبير من التذاكر في الملاعب للمشجعين ضمن محيط لبضع مئات من الكيلومترات وتشجيع السفر بالقطار.

ويوصي غوز، كغيره من الخبراء بمضاعفة مناطق المشجعين في المدن الكبرى حول عالم كرة القدم، بحيث يعيش المشجعون "تجربة جماعية"، أمام شاشة عملاقة وليس في الملعب، بل مع أجواء احتفالية.

ولا يزال يتعين على "فيفا" قبول التأثير على الربحية الاقتصادية لمسابقته الأبرز.

أما بالنسبة للجماهير، فإن "البعض، وليس الكل" لا يرضى سوى بالتواجد في الملعب، كما يشير أنطوان ميش.

هناك عنصر إيجابي وفقا لبنجا فيكس، وهو أن محاولات "الغسيل الأخضر" أو "الغسيل الرياضي" أصبحت أقل سهولة من ذي قبل. ويقوم العديد من الأكاديميين والمنظمات غير الحكومية بتقييم الجدوى البيئية لهذه الأحداث وتفكيك الحجج عندما تكون خاطئة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کأس العالم کرة القدم

إقرأ أيضاً:

«الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم

أبرز أمرين في تدشين الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عمان اليوم تمثلا في أن يدشن الهُوية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بنفسه؛ وفي ذلك تقدير كبير واهتمام من جلالته بالمشروع والدور المنوط به في رسم صورة ذهنية إيجابية عن سلطنة عمان. وهذا المشروع هو جزء من استراتيجية تم تطويرها لتقود المنظومة الترويجية المتكاملة لسلطنة عمان.

أما الأمر الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأمر الأول، فيتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان أو من صوتوا من خارجها حيث إنهم اختاروا الهُوية التي تشير إلى دلالة «الشراكة» وفي هذا تأكيد جديد على أن العمانيين يحتفون «بالشراكة» مع الآخر ويقدرون العلاقات الاستراتيجية القائمة على فكرة الشراكة المنبثقة من أصولهم الحضارية، ولكن الساعية نحو مستقبل أكثر حداثة ووضوحا. والمثير في الأمر أن يصوت غير العمانيين لهذا الشعار في إشارة إلى الصورة المتشكلة في أذهانهم عن عُمان أنها بلد «الشراكة» وبلد «التسامح» و«تقبل الآخر».. وهذا أمر مبشر بالخير للهُوية نفسها وقبول الآخر لها حيث إن نجاحها بدأ من لحظة التصويت عليها وعلى القائمين على الأمر والمعنيين بموضوع رسم الصورة الذهنية في وعي الآخر عن عُمان أن ينطلقوا من هذا النجاح.

والموضوع برمته متأصل في الثقافة العمانية، فالعمانيون شعب يملك قيم الترابط والاندماج مع شعوب العالم، بل هو شعب قادر على التأثير المقبول في الآخر لأسباب تتعلق بالشخصية والثقافة العمانيتين وأصولهما الحضارية.

وإذا كانت الهوية الجديدة معنية في المقام الأول بالترويج التجاري والاستثماري إلا أن هذا لا يتحقق عبر الخطاب الاقتصادي أو الاستثماري وحده ولكن يتحقق عبر كل الخطابات بما في ذلك الخطاب السياسي والدبلوماسي والثقافي، وهذه الخطابات الأخيرة يمكن أن تنضوي تحت مصطلح «القوة الناعمة» التي شكلها العمانيون عبر قرون طويلة وحان الوقت لتحويلها إلى قيمة مضافة للمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ومن الصعب النظر إلى مشروع الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عُمان في معزل عن جهود كبيرة وعميقة تبذل في سلطنة عمان ليس من أجل بناء صورة ذهنية عن عُمان فقط، ولكن -وهذا مهم جدا- من أجل بناء صورة عُمان الجديدة الدولة الحديثة ولكنها المتمسكة بأصولها الحضارية، الدولة المنفتحة على الآخر ولكن دون أن تنْبتَّ عن قيمها ومبادئها السياسية والثقافية، الدولة الذاهبة لبناء علاقات استراتيجية مع العالم ولكن القائمة في الوقت نفسه على مبدأ الشراكة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.

ومع تنامي هذا الجهد وبدء بروزه شامخا فوق السطح بفضل الفكر والجهود التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بنفسه سيستطيع العالم أن يعيد رسم الصورة الذهنية عن عُمان عبر تجميع الكثير من المقولات والصور والمبادئ والسرديات التاريخية والثقافية والسياسية التي ستشكل مجتمعة الصورة التي هي نحن، والقصة التي هي قصتنا، والسردية التي تمثل أمجاد قرون من العمل الإنساني الحضاري. وحين ذاك، وهو قريب لا شك، سيعرف العالم عُمان الجديدة القادمة من أصولنا الحضارية والذاهبة باطمئنان نحو المستقبل الذي نريده.

مقالات مشابهة

  • كوكب اليابان
  • لقجع يحث على "تعبئة الجهود" بهدف إنجاح بطولات كأس إفريقيا وكأس العالم في المغرب
  • الذكاء الاصطناعي يزيح 92% من البشر عن وظائفهم
  • لقجع: المغرب سيشد أنظار العالم ما بين 2025 و2030
  • هذه تفاصيل مشروع جديد على ضفاف أبي رقراق لخدمة ضيوف مونديال 2030
  • ضعف ولم يمت.. كورونا ما زال يهدد البشر بعد 5 سنوات من ظهوره
  • «الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
  • بالتواريخ.. ما أبرز «الظواهر الفلكية» التي سيشهدها العام الجديد 2025؟
  • صحف إسبانية تتهم المغربي أنس الغراري “عقل بيريز” بتفضيل المغرب على إسبانيا لاستضافة نهائي مونديال 2030
  • ياسر ريان: كولر يرغب في خوض مونديال الأندية مع الأهلي.. ومروان عطية يحتاج للتطوير