الثورة نت:
2025-03-14@15:11:32 GMT

الشيطان الأكبر وقرن الشيطان واليمن

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

استطاعت الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس أن تحافظ على مصالحها رغم الانكفاء الإجباري بسبب ثورات الاستقلال ضدها في معظم البلدان التي سيطرت عليها وحكمتها بأسلوب مباشر بالجبروت والطغيان، ويرجع ذلك إلى أنها لم تخرج إلا وقد سلمت مقاليد الحكم والسلطان لمن تثق بهم كما سلمت فلسطين لليهود ونجداً والحجاز لـ لآل سعود وبقية الأقطار لمن هم أهل ثقة ويقدمون مصالح الاستعمار على حساب بلدانهم، حتى في خروجها من الجنوب اليمني فعلت ذلك، فقد تركت منهم من كل الأصناف، لكن الجامع المشترك بينهم أن مصالح الاستعمار والإمبراطورية التي غابت عنها الشمس لا يمكن المساس بها .


وهكذا حافظت على مصالحها الاقتصادية والسياسية والثقافية، لغتها في توسع على حساب اللغات الأم للبلدان ومنتجاتها لها الصدارة على غيرها ونفوذها في تمدد وسياستها تطبق رغم المغادرة والرحيل، وبينما يهتف الأحرار “برع يا استعمار” فمن طُرد عاد تحت حماية رجال الاستقلال.
ولأن الغرب يجيد أسلوب الخداع والغدر وسياسة الكيل بمكيالين نجد انه –الاستعمار- يتخذ سياستين الأولى للدول غير العربية والإسلامية تتسم بالعدائية ومحاربة كل نهضة تنموية وغيرها، بينما يساعد الدول الأخرى على تحقيق نهضة والاستفادة من التطور والتقدم.
في الوطن العربي والإسلامي فرض سياسة التجزئة والإفقار والسيطرة والاستحواذ على الثروات بمساعدة فرقه المؤهلة والمدربة على أعلى مستوى، تنفيذا لمقررات “كامبل بنرمان” أصبح “وعد بلفور” حقيقة وتم الاستيطان.
فقبل قرار التقسيم خاطب الصحفي الصهيوني الأمريكي ستيفن واينز رئيس الوزراء البريطاني -آنذاك- ديفيد لويد جورج قائلا: – أود أن أقول لإنجلترا رغم أنني يهودي أمريكي لكنني معجب منذ زمن ببريطانيا العظمى سأقول لإنجلترا لو استطعت “إن وجود فلسطين عربية هو تهديد لبريطانيا والعالم ولكن وجود فلسطين يهودية هو مكسب لبريطانيا العظمة والعالم”.
وهكذا قامت بريطانيا بمساعدة الدول الغربية وصهاينة العرب بإسقاط الحكومات المناهضة لسياسة مؤتمر كامبل بنرمان وتنصيب الحكومات الموالية للغرب عموما وتم القضاء على الثورات والحركات الاستقلالية.
كانت السعودية أهم الحكومات التي تم تأسيسها بدعم مباشر من الحركة الاستعمارية وإسرائيل، فوجودهما وتوسعهما تم بفضل الأسلحة والمستشارين والخبراء والعصابات وتم ربط ذلك بالمصالح الاقتصادية والسيطرة على الثروات، فهناك مشروع اليمامة العسكري بين السعودية وبريطانيا بمليارات الدولارات لتزويدها بأحدث ما تنتجه المصانع البريطانية من الأسلحة خصوصا وقد تعهد المؤسس بتنفيذ وعد بلفور بإعطاء فلسطين للمساكين اليهود -حسب زعمه- وتعهد بعدم الخروج عن سياسة بريطانيا حتى تصيح الساعة، ولذلك فسياسة بريطانيا في المكر والخداع هي ذاتها سياسة مملكة آل سعود ولا تخرج عن سياسة الحلف الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي في جميع خطوطها الواضحة ومؤامراتها الخفية .
وكما أخذت بريطانيا تعهدات السعودية، أخذت تعهدات بقية إمارات الخليج، وبحسب ما أثبته الدكتور حامد سليمان في كتابه “القانون الدولي” أنها تعهدت أن لا تتدخل أبداً في قرار ما ولا محاورة مع أحد من الدول سوى الدولة البهية “الإنكليز”.
وبينما استطاعت الدول الأخرى التي كانت مستعمرات إنجليزية تحقيق نهضة صناعية وتنموية حقيقية، حققت الدول العربية والإسلامية تنمية في الاتجاهات السالبة باستنزاف الثروات وتكريس التخلف والتبعية والاعتماد على الاستيراد من الخارج على حساب المنتجات الوطنية التي تم تدميرها، بالإضافة إلى ذلك تأجيج الصراعات الأثنية والاختلافات الجهوية والقبلية وغيرها لتحطيم النسيج الاجتماعي والسلام الداخلي للمجتمعات العربية والإسلامية.
ولبيان بعض المقارنات اللازمة، نورد بعض الأمثلة، ففي حين تسعى ايران لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلاح والحصول على الطاقة الذرية وعدم الاعتماد على الخارج برغم الحظر الاقتصادي والتكنولوجي والاغتيالات لعلمائها ، كذلك تسعى تركيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، لكننا نجد السعودية برغم إمكانياتها الكبيرة وعلاقاتها الاستراتيجية باليهود والنصارى، مازالت تعد أكبر مستورد للسلاح ومثل ذلك الإمارات، كان المبرر في السابق الاستعداد لتحرير المسجد الأقصى وتطهيره من دنس اليهود واتضح الأمر انه سمح لليهود بالدخول إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي وأن كل تلك الأسلحة ما هي إلا للتوسع والاستيلاء والتمدد على أكبر مساحة من أراضي الجزيرة العربية، مع أنها لو أرادت بناء قدرات نووية، كان لها ما تريد، لكن التزاماتها وتعهداتها لا تسمح بذلك ومثل ذلك البرنامج النووي المصري الذي تم تجميده وتم اغتيال العلماء، ولا يختلف الأمر كثيرا في تدمير البرنامج النووي العراقي الذي تم تدميره بواسطة إسرائيل وبتعاون السعودية وأمريكا.
الإمام الخميني حينما قام بالثورة في إيران أنهى التبعية للغرب ووصف أمريكا بأنها الشيطان الأكبر، فتوجهت سياسات كل صهاينة العرب والغرب لمحاربة الثورة الإسلامية، لكنها بفضل توجهاتها الصادقة حققت نهضة صناعية واقتصادية متميزة رغم الكثافة السكانية الكبيرة، فيما سُخرت ثروات دول الخليج -كما تحدث عضو البرلمان الكويتي عبدالحميد دشتي- لدعم مشاريع التقسيم والتجزئة وإثارة الفتن، فتم الاستثمار في الحرب العراقية الإيرانية واجتياح الكويت وغزو العراق وتدميره وفي حرب الانفصال في اليمن واحتلال أفغانستان وتدمير السودان وسوريا والصومال وغيرها وكل ذلك من أجل القضاء على كل نهضة قد تتحقق وشراء الأسلحة، ويكفي اعتراف وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بحجم الأموال التي رصدتها دول الخليج لتدمير سوريا وإسقاط النظام بعد إسقاط النظام العراقي وأيضا تمويل المليشيات لإكمال بقيه مخططات التقسيم والتمزيق وفقا للمخطط الذي أعده منظر السياسة الأمريكية اليهودي برنار لويس المتمثل في تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم، وبذلك تستمر السيطرة للاستعمار أكبر فترة ممكنة.
اليمن أستُهدف بالمؤامرات المباشرة والمتعددة من قبل قرن الشيطان، لأنه ثار على الإمبراطورية التي كانت تريد البقاء والاستفادة من الموقع الاستراتيجي وكانت المشيخات والسلطنات أحد خيارات البقاء، بالإضافة إلى اللعب على الاختلافات المذهبية والقبلية وغيرها، لكن الوحدة قضت على ذلك وأكملت بقية ما سعت إليه الثورة، لكن وكلاء الإمبراطورية -الإمارات والسعودية – يريدون اليوم تحقيق ما عجزت عنه وذلك يحقق هدفين شراء الأسلحة من دول الغرب وسحب التمويلات إليها وإعاقة مسيرة البناء والنهضة والتنمية.
كان بإمكان السعودية والإمارات الإسهام في استثمار تمويلات الحرب فيما يخدم التنمية وتحقيق عائدات اقتصادية مضمونة في كل المجالات من باب التكامل وتعزيز قدرات دول الجزيرة، لكن ذلك هو المستحيل الذي لا يمكن تحقيقه بسبب الإملاءات الاستعمارية وإقصاء ما تم السماح به لليمن في أجندات دول الخليج المشاركة في لعب كرة القدم.
في حين يستثمرون أموالهم في شراء أندية الغرب وشراء أهم اللاعبين بدلاً من تأهيل شباب الوطن العربي والإسلامي.
ولم يقتصر الأمر على الرياضة فحسب، بل سرت هذه الأيام فكرة الاستثمار في الفن والفنانين المشهورين وتنظيم الحفلات الموسيقية المختلطة وتقنين عبادة الأوثان والأصنام بعد تحليلها لأصحاب المعالي والسمو.
السياسات الاستكبارية والاستعلائية القائمة على تدمير اليمن، هي الأساس، فالمغترب اليمني يظل تحت رحمة السياسات الاستعمارية الخليجية وتحت رحمة الكفيل وغير مسموح إلا لمن يتكيف مع توجهات الإمارات والسعودية وستتكفل المليشيات المحلية وشبكات الإجرام العالمية الممولة باغتيال كل من يشكل خطرا على توجهاتهم.
لكن إذا كانوا يراهنون على إمكانياتهم المادية وسطوتهم وجبروتهم فإن اليمن يراهن على شهادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ثناء الله عليهم في كتابه الكريم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نهضة بركان يقترب من حلم اللقب الأول في الدوري المغربي ‏

بات نادي نهضة بركان على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلم التتويج بلقب الدوري المغربي لكرة القدم لأول مرة في تاريخه حيث أصبح بحاجة إلى الفوز بالمباراة التي تجمعه مساء بعد غد السبت بضيفه اتحاد تواركة في الجولة الـ25 لحسم الصراع رسميا.

ورغم أن فارق 17 نقطة الذي يفصله عن مطارديه الجيش والوداد، حيث سيكون بحاجة إلى نقطتين فقط في المباريات الست المتبقية، يتطلع الفريق إلى إنهاء التشويق من أجل التركيز على منافستي كأس العرش وكأس الاتحاد الإفريقي.

ويقول مدرب النهضة البركانية معين الشعباني: "كنا نؤمن بهذا الهدف ونسعى إليه من بداية الموسم، وقد اقتربنا من تحقيق الحلم بفضل التزام اللاعبين وانضباطهم في الملعب".

من جهته، يتطلع اتحاد تواركة إلى العودة بنتيجة أفضل رغم المشاكل التي واجهها في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بالضعف الهجومي وضعف الربط بين الخطوط باعتراف مدربه.

وتفتتح منافسات الجولة مساء الجمعة بمواجهة قوية تجمع بين فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي اللذين يطمحان إلى مركز مؤهل للمشاركة الإفريقية لا سيما الفريق المضيف الذي يواجه منافسة محتدمة من الوداد والفتح ونهضة الزمامرة.

ويحل الأخير ضيفا على أولمبيك أسفي في مباراة ثانية الجمعة يسعى من خلالها إلى تجاوز عثرته الأخيرة بميدانه وتداعيات رحيل مدربه في توقيت غريب أثار جدلا في الساحة الرياضية المغربية.

ويعول أولمبيك أسفي على شجاعة لاعبيه الشباب من أجل تحقيق فوزه يعزز موقفه في جدول الترتيب بعدما ضمن الابتعاد على منطقة الخطر.

أما الفتح، الذي دخل سباق الوصافة بقوة بعدما قلص الفارق عن المركز الثاني إلى نقطتين، فيستضيف شباب السوالم الساعي للفوز هو الآخر.

ففي الوقت الذي يبحث فيه المضيف عن انتصاره الثاني عشر هذا الموسم يقاتل الضيف من أجل العودة بانتصار يبقي له بصيصا من الأمل في الخروج من منطقة الخطر.

ويوضح شيبا مدرب الفتح أسباب الخط التصاعدي الأخير لفريقه قائلا:"التطور الفني الحاصل داخل المجموعة يرجع الفضل فيه لاجتهاد اللاعبين والأريحية التي نشتغل فيها بفضل الاستقرار الإداري".

ويختبر الوداد قدرته على الصمود في المركز الثاني حينما يرحل لمواجهة اتحاد طنجة، الذي استعاد توازنه في الجولات الأخير بعد تعزيز صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة.

ويبدو أن حسن الطير، مدرب اتحاد طنجة، يشعر بالراحة لما حققه حتى الآن حيث يقول:"حققنا هدفنا الأول ببلوغ 30 نقطة، ونتطلع لتحسين موقعنا أكثر في جدول الترتيب. الفريق أصبحت له شخصية قوية داخل الملعب وخارجه ويتسلح بالجرأة لذلك يعتمد الضغط العالي ولا يميل لتضييع الوقت".

وفي المقابل، أثارت تصريحات مدرب الوداد موكوينا ردود أفعال قوية بعد التعادل الأخير لا سيما بعدما احتج على سلوك الجماهير تجاه اللاعبين.

ويوضح موكوينا موقفه قائلا:"لا يمكننا الفوز في كل مباراة. نحن بصدد فريق مختلف مكون من 26 لاعبا جديدا. واتساءل عن السبب الذي يجعل اللاعبين لا يحصلون على الدعم المطلوب. فأنا لم آت لكي أراهم يقذفون بالزجاجات. لا أحد يتطلع للعب دوري الأبطال أكثر مني حيث سبق لي أن خضت نصف النهائي سنتين متتاليتين".

وتجرى يوم الأحد ثلاث مباريات حيث يحل حسنية أغادير ضيفا على شباب المحمدية، ويتطلع الأول إلى تصحيح مساره والعودة بالانتصار الذي لم يذق طعمه منذ 7 جولات كاملة أملا في الإبقاء على آماله في الإفلات من منطقة الخطر، في حين يخوض المضيف المواجهة دون أفق بعدما اقترب رسميا من الهبوط إلى الدرجة الثانية.

وتجمع ثاني مباريات الأحد فريق الرجاء بضيفه المغرب التطواني في مواجهة بطموحات مختلفة، فالرجاء أحيا آماله في المنافسة على مركز مؤهل للمشاركة الإفريقية بعد ارتقائه للمركز السابع.

أما المغرب التطواني، فليس أمامه خيار غير الانتصار للإبقاء على أمل الإفلات من مصير الهبوط الذي يتربص به.

وأبدى مدرب الرجاء الأسعد الشابي تفاؤله قائلا:"نعول على الانضباط وروح اللاعبين وقدرتهم على التعامل مع كافة الوضعيات من أجل إنهاء الموسم في مركز مؤهل للمشاركة الإفريقية".

أما الدريدب، مدرب المغرب التطواني، فهو يدرك حجم التحدي الذي يواجهه بقوله:" الضغط سيظل موجودا حتى نهاية الموسم لكننا مطالبون بأعلى درجات التركيز واللعب بأريحية أكبر في الجولات المتبقية".

وتجمع آخر مباراة بين فريقي الدفاع الحسني الجديدي والنادي المكناسي اللذين يوحدهما هاجس الابتعاد عن المراكز المتأخرة والصعود لموقع آمن في جدول الترتيب.

مقالات مشابهة

  • دعاء يكرهه الشيطان ويتمنى أن لا يعرفه أحد.. ردد فى هذه الليلة المباركة
  • نهضة بركان على بُعد نقطة من أول لقب له في البطولة الاحترافية
  • سلام استقبل المستشار الأكبر لمنظمة فرسان مالطا على رأس وفد
  • بسبب الميراث.. إصابة مزارع على يد شقيقه الأكبر في الفيوم
  • نهضة بركان يقترب من حلم اللقب الأول في الدوري المغربي ‏
  • الأكبر من نوعه.. الإمارات تستثمر بـ ملياري دولار في العملات المشفرة
  • تحكم أمريكي غير مسبوق.. طائرات‎ F-35 ‎الأوروبية لا تطير بدون إذن من واشنطن
  • تمهيدا للاستحقاق الأكبر.. هذا ما يفعله رجال أعمال في لبنان
  • فاينانشال تايمز ترصد الاقتصادات الصاعدة التي ولدت خلال الأزمة المالية
  • نجل ترامب الأكبر يزور صربيا ويلتقي برئيسها