اللقاء المشترك يدين العدوان الصهيوني على سوريا ويدعو لموقف عربي موحد
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
يمانيون../
أدانت أحزاب اللقاء المشترك بأشد العبارات العدوان الصهيوني السافر على سوريا، الذي تمثل في توغل قوات الاحتلال في جنوب البلاد، واستهداف البنية التحتية والممتلكات العامة، في سياق سلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة ضد شعوب المنطقة.
وأكد البيان أن هذا العدوان يشكل تهديداً صارخاً للأمن والاستقرار في المنطقة، ويمثل تحدياً واضحاً للقوانين والأعراف الدولية، مشيراً إلى أن التصدي لهذه الجرائم يتطلب موقفاً عربياً وإسلامياً موحداً يعزز المقاومة الشعبية، ويدعم خيارات الأمة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
دعا اللقاء المشترك شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف عملية حازمة ضد الكيان الصهيوني، وبذل الجهود لوقف العدوان على سوريا وبقية شعوب المنطقة.
وفي السياق ذاته، باركت أحزاب اللقاء المشترك العملية العسكرية النوعية للقوات المسلحة اليمنية، التي استهدفت للمرة الثانية ثلاث سفن إمداد ومدمرتين أمريكيتين، وقصفت أهدافاً صهيونية في يافا وعسقلان، ضمن أوسع عملية دعم وإسناد منذ بدء العدوان على غزة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: اللقاء المشترک
إقرأ أيضاً:
موقف عربي يستحق الإكبار
مثلما أثبت اللقاء الذي جمع في البيت الأبيض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس دونالد ترامب، أن هناك تبايناً عربياً أمريكياً واسعاً بشأن التعامل مع القضية الفلسطينية، أثبت أيضاً أن خطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم في قطاع غزة والضفة الغربية، مرفوضة تماماً، ولا يمكن القبول بها عربياً وإسلامياً ودولياً، وأن طرحها بمثابة لعب بالنار يهدد بنسف كل المسلمات القائمة منذ عقود.
الإدارة الأمريكية الجديدة، لا تريد أن ترى وتسمع إلا ما تفكر فيه وتخطط له، وهذا النهج يمثل انقلاباً في الأعراف الدولية وخروجاً على تقاليد العلاقة مع الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط. ورغم أن الإدارات المتعاقبة، يربطها انحياز أعمى إلى إسرائيل وأمنها، إلا أنها تحافظ على قدر من الواقعية والعقلانية للمحافظة على مصالحها الذاتية ومصالح دول الإقليم، كما تبنت من حيث المبدأ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والعيش، ورعت لسنوات طويلة المسار التفاوضي الشاق منذ أوسلو قبل أكثر من ثلاثين عاماً إلى المفاوضات الأخيرة للتوصل إلى هدنة في غزة باعتبارها واحدة من الوسطاء الثلاثة إضافة إلى قطر ومصر. ورغم الانتقادات التي طالت إدارة جو بايدن السابقة، كانت هذه الإدارة ترفض إلى آخر لحظة تهجير الفلسطينيين من غزة وترفض توسيع الاستيطان في الضفة، وتعتبره غير شرعي.
في طريق عودته إلى البيت الأبيض، وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، تعهد ترامب غير مرة بأنه سينهي الحرب المروعة في غزة خلال 24 ساعة، وسيعمل على إحلال السلام في المنطقة، وربما استبشر البعض بتعهداته أو انخدعوا، لكن ما يطرحه اليوم بشأن تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع الفلسطيني وامتلاكه وبيعه أو جلب جنسيات عدة لاستيطانه، أمر صادم ومروع، ولن يستطيع عربي واحد أن يقبله، لأنه فعل يتجاوز كل نواميس الأخلاق والقوانين ويمثل بدعة ليست من هذا الزمان ولا تنتمي إلى الحضارة الإنسانية التي طوت منذ قرون هذه السلوكيات وجرمت السطو على أراضي الغير أو إبادة سكانها أو تهجيرهم قسراً.
وعلى أساس هذه القناعات والقواعد الثابتة، يتأسس الموقف العربي من كل ما يطرحه ترامب بشأن القضية الفلسطينية، وقد أفصح لقاؤه مع العاهل الأردني عن بعض هذا الموقف، الذي سيتبلور وسيتضح بشكل حاسم، لا يقبل اللبس، بعد القمة العربية الطارئة أواخر هذا الشهر، وهو موقف ستتولى مصر نقله إلى الإدارة الأمريكية بكل قوة، وتعرضه بلغة فصيحة لا تقبل التأويل، وجوهره أن تهجير الفلسطينيين لن يكون، وأن اللعب بخرائط المنطقة وبديمغرافيتها غير مسموح أبداً، وهذا موقف يستحق الاحترام والإكبار، وله ما بعده في مقبل الأيام.
لا شك أن هناك معركة سياسية قاسية تدور الآن في المنطقة، وأن هناك أزمة متفاعلة تمر بها العلاقات العربية الأمريكية، وهي الأخطر على الإطلاق، لأنها تمس صميم الأمن القومي العربي، وتهدد بافتعال مظلمة تاريخية جديدة بحق الشعب الفلسطيني وتزعزع استقرار المنطقة عقوداً. ومثلما قاوم السابقون لأكثر من مئة عام مشاريع السطو على فلسطين والأراضي العربية، لن تسمح الأجيال الحالية بتكرار أخطاء الماضي، فالتخلي عن الأرض تخلٍّ عن الهوية والوجود، وهذه الرسالة يجب أن تستوعبها إدارة ترامب، وأن تبحث عن مقاربات أخرى غير تهجير الفلسطينيين والسيطرة على غزة.