تركيا ترفع القدرة الاستيعابية لمعابرها الحدودية مع سوريا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أنقرة (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أمس، رفع القدرة الاستيعابية اليومية للمعابر الحدودية مع سوريا من 3 آلاف إلى ما بين 15 و20 ألف شخص، وذلك تزامناً مع حركة عودة السوريين إلى بلادهم بعد سقوط النظام.
وأضاف أن إجمالي عدد السوريين العائدين طوعاً من تركيا إلى سوريا منذ عام 2016 وحتى الآن بلغ 737 ألف شخص. وأكد وزير الداخلية التركي أن الوزارة تعمل على وضع خريطة طريق لتفاصيل «العودة الطوعية» للسوريين في إطار خطة شاملة تشارك فيها عدة وزارات ومؤسسات تركية. كما أشار إلى أنه سيعقد اجتماعاً اليوم مع منظمات مجتمع مدني سورية وأخرى تركية لمناقشة شؤون السوريين في البلاد. وفي سياق متصل، كشف الوزير عن أن عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا يبلغ حالياً مليونين و936 ألف شخص.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل، أمس، إن بلاده ستواصل التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من مواطنين سوريين كالمعتاد.
وأوقفت بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين، لكن ألباريس قال إنه لا توجد حاجة لتغيير النهج في الوقت الحالي لأن عدد الطلبات التي تلقتها إسبانيا أقل مما هو عليه في الدول الأخرى التي علقت الإجراءات. وقال في إفادة صحفية «في الوقت الحالي هذا التعليق ليس ضرورياً وليس مطروحاً للمناقشة».
وطلب 1393 سورياً اللجوء في إسبانيا منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية.
وقال ألباريس أيضاً إن إسبانيا تخطط لتعزيز طاقم سفارتها في دمشق في الأيام المقبلة وربما ترسل مبعوثاً خاصاً إلى سوريا من أجل بدء حوار مع السلطات الجديدة، وأضاف أن بلاده تأمل أن تشهد سوريا انتقالاً سلمياً للسلطة يحترم حقوق الإنسان.
في الأثناء، قال المستشار النمساوي كارل نيهامر أمس، إن بلاده ستدعم السوريين الراغبين الآن في العودة لوطنهم بعد سقوط النظام السوري. وكتب نيهامر على منصة «إكس»: «سقوط النظام السوري يغير الوضع برمته في سوريا، البلاد الآن بحاجة إلى مواطنيها»، مضيفاً «سندعم كل من يريد العودة إلى وطنه».
كما أعلنت إيطاليا تعليق إجراءات اللجوء للسوريين مؤقتاً، عقب سقوط النظام السوري، وذلك اتباعاً لنهج شركائها الأوروبيين، وفقاً لما ذكرته حكومة رئيسة الوزراء اليمينية جورجا ميلوني. وجاء ذلك بعد اجتماع عقدته ميلوني مع وزرائها في روما لتقييم تطورات الوضع في سوريا. وفي ألمانيا، أعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أيضاً تعليق جميع القرارات المتعلقة بطلبات اللجوء المقدمة من السوريين في الوقت الحالي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تركيا سوريا أنقرة ألمانيا فرنسا اللجوء سقوط النظام
إقرأ أيضاً:
هكذا سخّر نظام الأسد الحواجز الأمنية لإرهاب السوريين وابتزازهم
للمرة الأولى منذ سنوات طويلة أصبح السوريون قادرين على التنقل في الشوارع والمدن بحرية ودون خوف، بعد أن كانت الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة في كل مكان بمثابة مصيدة للاعتقال والتعذيب أو محطة للابتزاز من قبل أجهزة أمن النظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ويقول عمر -وهو سائق سيارة أجرة- إن الآلاف كانوا يُعتقلون عند الحواجز الأمنية في مدينة دمشق لمجرد الاشتباه بهم، فضلا عن تعرّض آخرين لصنوف من الإذلال والإهانة أو الابتزاز المالي، إذ أحالت الأجهزة الأمنية في عهد الأسد هذه الحواجز إلى مصدر تكسّب لها على حساب جيوب المواطنين وأمنهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد أسبوعين من توليه الحكم.. ترامب يزج بأميركا في أزمة قضائية غير مسبوقةlist 2 of 2الأسير المحرر ياسر الشرباتي: هذا ما سلبه السجن مني وهذا ما انتزعته منهend of listو"كانت الحواجز ونقاط التفتيش التابعة للنظام المخلوع تقطع أوصال مدينة دمشق وتفصلها عن بعضها، وتلاحق الناس في أرزاقهم ومصائرهم" كما أضاف عمر، شارحا لمراسل الجزيرة تامر الصمادي حجم المعاناة التي كان السوريون مجبرين على التعايش معها بسبب هذه الحواجز.
وفي دمشق وريفها فقط بلغ عدد الحواجز قرابة ألفي حاجز كانت موزعة في الأحياء الرئيسية وعلى الطرقات الحيوية.
أما الحواجز التي أقامها النظام المخلوع عند منطقة فرع فلسطين في دمشق فقد حفرت ذكريات مؤلمة في أذهان الكثير من السوريين، فلا تمر سيارة من الحاجز دون تفتيش، ومن كان حظه جيدا يخرج بعد ساعات من الاستجواب والتوقيف، أما الباقون فيكون الاعتقال مصيرهم وما يلحقه من شتى أصناف التعذيب والإذلال.
إعلانوأمام مبنى المخابرات الذي يعرف بفرع فلسطين تنتشر العديد من الغرف التي اتخذتها العناصر الأمنية بين مكاتب للتفتيش والتحقيق وأخرى لاستخداماتها الخاصة.
ويروي شهود عيان لمراسل الجزيرة كيف كانت العناصر الأمنية تنتشر بكثرة في هذه المنطقة وتمنع الناس العاديين من الوجود فيها.
وتنوعت الحواجز العسكرية واستخداماتها في عهد النظام المخلوع من أجل التضييق على السوريين، ويقول عمر "الناس كانوا يتعرضون للابتزاز على الحواجز وأخذ الرشى" تماما مثلما كان يحدث على حاجز "الكبّاس"، والذي يستهدف جميع من يمر عبر الحاجز، خاصة القادمين من العراق أو من دول الخليج أو غيرها.
أما قيمة الرشوة فتختلف حسب طبيعة السيارة، فهل هي خاصة أم عامة، وحسب طبيعة "حمولتها" كما يؤكد عمر.
وعند أحد الحواجز المؤقتة أو الطيارة كما يسميها السوريون سُرقت حرية محمد مرجان وزوجته وطفله الذي كان عمره 40 يوما وابنته التي لم تتجاوز سنة وشهرين، ويستذكر مرجان أهوال ذلك اليوم الثقيل، ويقول للجزيرة إنه تعرض للضرب أمام زوجته وأطفاله دون أن يعرف السبب.
ويروي مرجان أن عناصر النظام المخلوع ضربوه بقطعة من دولاب السيارة على رأسه أمام زوجته وطفليه الصغيرين، وظل 410 أيام رهن الاعتقال هو وعائلته، وسط معاناة يومية.
وتعبيرا عن ألمه وغضبه من ممارسات النظام السابق مزّق مرجان ملصقات خاصة بإدارة المخابرات العامة في أحد الشوارع، وهو يقول "إدارة المخابرات العامة هذه التي هدمتني، ونحن لا نقبل بالسماح"، في إشارة إلى رفضه التسامح مع من تسبب له ولعائلته بهذا الكابوس المرعب.
ورغم اختفاء الحواجز بعد سقوط نظام الأسد فإن ذاكرة السوريين ما زالت تحمل وجعها، وتأمل أن تتم معاقبة من تسبب في إرهابهم وإذلالهم طوال السنوات الماضية.
وكانت الجزيرة عرضت تقريرا عن "حاجز الرعب" على الطريق الواصل بين الحدود السورية والأردنية باتجاه دمشق، والذي تحول اليوم بعد سقوط نظام الأسد إلى حاجز مختلف يُعامل فيه السوريون معاملة طبيعية وإنسانية.
إعلانوانتقلت سوريا إلى مرحلة جديدة مع سقوط نظام بشار في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتعمل السلطات الجديدة على إزالة الحواجز العسكرية في عدد كبير من أحياء العاصمة دمشق وغيرها من المدن السورية بسبب عرقلتها تنقلات الناس.