تعرف على تفاصيل مشروع ترميم معبد إسنا بالأقصر
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
يعد مشروع الكشف عن تفاصيل جديدة بالمناظر التي تزين جدران وأعمدة معبد اسنا بجنوب الأقصر من أهم المشروعات الأثرية بالمحافظة حيث يتم تسجيل وتوثيق وترميم المناظر المرسومة على جدران وأعمدة المعبد وذلك عن طريق البعثة المصرية الألمانية المشتركة.
يقول أحمد حسن مدير منطقة آثار إسنا وأرمنت إن المشروع بدأ منذ ست سنوات بهدف إزالة عوامل الزمن عن جدران وأعمدة المعبد وتسجيل وتوثيق وترميم المناظر الموجودة عليها والتي تم استعادة ألوانها الأصلية بعد الانتهاء من أعمال تنظيفها من الاتساخات والسناج والأتربة التي كانت تغطي جزءاً كبيراً منها.
وخلال الأعمال تمكن فريق العمل من المرممين من الكشف عن تفاصيل تصميمات الملابس الخاصة بالملك والآلهة الخاصة بإسنا، وتيجانهم وعروشهم والتي ظهرت لأول مرة أثناء تنظيف بعض النقوش الموجودة على الجدار الداخلي الجنوبي وكذلك الجزء الجنوبي من الجدار الخلفي الغربي للمعبد.
وثمن السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار أعمال الترميم التي تمت للجدران والتي أسفرت عن الكشف عن عدد من النقوش لأول مرة في واحد من أهم المعابد المصرية القديمة، مؤكداً على استعداد الوزارة لتقديم كل سبل الدعم للانتهاء من أعمال المشروع والتي من شأنها تعمل على الحفاظ على التراث مصر الحضاري والتعرف على المزيد من أسرار التاريخ المصري القديم مما يساهم في تحسين التجربة السياحة للسائحين محبي منتج السياحة الثقافية.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن من أهم المناظر التي تم الكشف عنها أثناء أعمال المشروع هو المنظر الذي يصور كهنة معبد إسنا وهم يحملون المركب المقدس للإله خنوم، إله إسنا في ذلك الوقت، ويخرجون بها في موكب إلي خارج المعبد حتى يتمكن أهل المدينة من رؤية مقصورة الإله الذي يظل مختفيا داخل المعبد طوال العام.
ومن جانبه قال الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري، أن كل التفاصيل المرسومة على الجدران والتي تم الكشف عنها تشكل جزءاً لا يتجزأ من مشاهد القرابين التي تغطي الجدران الداخلية للمعبد، حيث إنه حتى الآن لم تكن النصوص الهيروغليفية والنقوش معروفة إلا أن زخارف كراسي العرش لها معناها الخاص.
ومن أمثلة التفاصيل بالمناظر أيضا هو منظر لتقديم القرابين يصور مئزر الملك به نبات البردي في الأعلى رمزاً لمصر السفلى ونبات الزنبق في الأسفل رمزاً لمصر العليا مما يشير إلى أن الملك هو حاكم شطري البلاد.
وأعرب الدكتور كريستيان لايتز رئيس البعثة من الجانب الألماني، عن سعادته بما وصلت إليه البعثة من تقدم ملموس في إظهار الألوان الأصلية للمعبد، موجها الشكر لوزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار على الدعم الكبير الذي توفره للبعثة، لافتا إلى أن ان البعثة سوف تستأنف أعمالها في الشهر القادم لتنظيف الجزء الخارجي من الأعمدة الستة الأمامية للمعبد.
الجدير بالذكر أن مشروع ترميم معبد إسنا بدأ في عام 2018، وقد نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية خلال سنوات العمل الماضية في استعاد نقوش وألوان السقف والتي تصور الأبراج السماوية والمعبودة نوت، وكذلك الأعمدة الداخلية والتي يبلغ عددها نحو 18 عمود من أصل ٢٤ عمود.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأقصر محافظة الأقصر معبد اسنا المزيد المزيد الکشف عن من أهم
إقرأ أيضاً:
مصر.. زاهي حواس يعلن اكتشافات أثرية في الأقصر
كشف عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، رئيس البعثة الأثرية المشتركة، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة، عن العديد من الاكتشافات الأثرية.
وقال حواس، اليوم الأربعاء، إنه أثناء عمليات البحث والحفائر العلمية، التي بدأت في سبتمبر (أيلول) 2022، تمكنت البعثة من تحقيق عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة، في المنطقة الواقعة عند بداية الطريق الصاعد لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري في الأقصر.وأعلنت البعثة عن مكتشفات عند معبد الوادي، الذي كان يقع عند مشارف الوادي، وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى "جسر جسرو"، والذي يعد من أجمل المعابد الفرعونية.
وأكد حواس أن البعثة توصلت إلى عدد كبير من نقوش معبد الوادي، والتي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتي لا يوجد مثيل لها في المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان، وتعد مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثًا هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي، الذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أن البعثة عثرت على أكثر من 100 لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي، مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت (اسم الميلاد واسم التتويج على العرش)، وتعد هذه اللوحات جزءًا من ودائع الأساسات التي تؤكد ملكية صاحبة المعبد.
ومن بين تلك اللوحات الحجرية، لوحة فريدة من الحجر الجيري تحمل نقشًا بارزًا لاسم ولقب المهندس المعماري للملكة حتشبسوت، المهندس سنموت، ولقبه "المشرف على القصر".
وتعتبر ودائع الأساسات الكاملة للملكة حتشبسوت من أهم مكتشفات البعثة، التي تأتي بعد مرور ما يقارب القرن، منذ أن كشف العالم الأمريكي هيربرت وينلوك عن آخر مجموعة كاملة من ودائع الأساسات للملكة حتشبسوت في موقع المعبد الجنائزي (1923-1931).
وأوضح حواس أن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد). وكشفت البعثة، في موقع معبد الوادي، عن التسلسل التاريخي للموقع، الذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى، واستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة، عندما أمر المهندس الملكي سنموت بوقف الدفن في المنطقة، واختارها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من امتداد الطريق الصاعد.
وذكر أن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الدولة الوسطى. وعُثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة، ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار، وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور. وتعد هذه الموائد من الآثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.
وأوضح حواس أنه تم الكشف عن عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (1580 – 1550 قبل الميلاد)، المنحوتة في الصخر. اكتشاف توابيت وأدوات جنائزية وأوضح حواس أنه تم العثور على عدد من التوابيت الخشبية المصنوعة بالهيئة الإنسانية، والتي تعرف بالتوابيت الريشية المميزة لعصر الأسرة السابعة عشرة. ومن بين تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال، لا تزال على هيئتها منذ دفنها قبل 3600 سنة.
وبجانب تلك التوابيت، تم العثور على حصير ملفوف لا يزال بحالته المكتشفة عليه. وتعمل البعثة حاليًا على إعداد برنامج خاص لترميمه ونقله للعرض بمتحف الحضارة. وقد قامت البعثة المصرية، في موسم الحفائر الماضي (2023–2024)، بنقل سرير مصنوع من الخشب والحصير المجدول إلى متحف الحضارة. ويعود السرير إلى تلك الفترة، وكان يخص أحد حراس الجبانة، حيث عُثر عليه في حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.
وأشار حواس إلى العثور على أقواس الرماية الحربية، وهي واحدة من المكتشفات المهمة للبعثة المصرية. وتشير هذه الأقواس إلى وظيفة أصحاب هذه القبور وخلفيتهم العسكرية، مما يدل على دورهم في كفاحهم لتحرير مصر من الهكسوس.
كما تم العثور على مقبرة المدعو "جحوتي مس"، المشرف على قصر الملكة تتي شيري، الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة. وتعد هذه المقبرة واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية التي تلقي الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر، التي لم يُعثر لها على كثير من الآثار.
تؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (1550–1525 قبل الميلاد)، كما أكد التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتي مس التي عُثر عليها بالمقبرة.
المقبرة ذات تخطيط بسيط، عبارة عن حجرة مربعة منحوتة في الصخر تتقدمها مقصورة من الطوب اللبن المكسو بطبقة من الملاط الأبيض، ولها سقف مقبي.
وداخل حجرة المقبرة، عُثر على بقايا رسوم ملونة باللون الأحمر على طبقة من الملاط الأبيض. وفي أرضية الحجرة، وُجد بئر مستطيل يؤدي إلى حجرتي دفن.
وفي البئر، عُثر على مائدة قرابين من الحجر الجيري، وكذلك اللوحة الجنائزية لصاحب المقبرة جحوتي مس.
وأكد حواس أنه تم الكشف عن جزء من جبانة بطلمية ممتدة شغلت موقع الطريق الصاعد ومعبد الوادي، وقد شُيدت مقابر هذه الجبانة من الطوب اللبن، وأُعيد استخدام أجزاء من حجارة معبد الملكة حتشبسوت.