«التالتة تابتة».. أسرة عايدة تفوز بمليون و150 ألفا في المسابقة العالمية للقرآن
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
لم تيأس الدكتورة «عايدة المخلص»، الأستاذة الجامعية بكلية دراسات إسلامية بجامعة المنصورة، من الاشتراك في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، وتصر على الالتحاق بها لمدة ثلاثة أعوام متتالية حتى فازت بالمركز الأول في فرع الأسرة القرآنية وحصلت على جائزة قدرها مليون و150 ألف هي ونجليها.
أسرة قرآنية من محافظة الغربيةأسرة قرآنية تفرح القلب، تؤمهم «عايدة»، المقيمة بمحافظة الغربية، وتشترك في المسابقة العالمية للقرآن الكريم فرع الأسر القرآن للعام الثالث على التوالي مع طفليها مصطفى محمد نصر وجهاد محمد نصر، تجدها تتوسطهما لتراجع معهما القرآن الكريم، في الصفوف الثانوية الأزهرية: «جمعني أنا وأولادي أننا حفظنا القرآن في نفس السن، فأنا ختمت حفظ القرآن في سن 8 سنوات، وحرصت عندما أصبحت أما أن يحفظ أبنائي القرآن ويختمونه وهم في سن الـ8 سنوات».
خطوة جديدة اتخذتها الأسرة لأول مرة منذ عامين، وهي الاشتراك في مسابقة للأسر القرآنية لأنها تعطي فرصة للأب والأم والأبناء في مراجعة حفظ القرآن الكريم، وفقا للأستاذة الجامعية في تصريحات لـ«الوطن»: «كنت أول مرة أشوفها في نظام مسابقات القرآن الكريم أن تكون هناك ربما يكون الأب أو الأم بعدوا شوية عن القرآن لذلك يجعلنا نستحضر القرآن ونداوم على المراجعة معا، فهو استرجاع للحفظ وثواب كبير، أتمنى أنها تكرر كل عام ويشترك بها أكبر عدد من الأسر، ويتنافسون في الحفظ أعتقد أنه مافيش أحلى من كدا منافسة».
حفظ الأسرة للقرآن الكريمجهد كبير بذلته الأم، في تحفيظ أبنائها القرآن الكريم، لتخرج طفلين قلبيهما عامرا بالقرآن الكريم: «كل واحد فينا بذل قصارى جهده، لكي تكون الأسرة كلها حافظة للقرآن ولا يؤثر أي فرد في الأسرة في اجتياز المسابقة، فالمسابقة في حد ذاتها خلقت جوانا نوع من المنافسة والترابط بين الأسرة الواحدة، وجعلت لنا حافز على المداومة والاستمرار على المراجعة، جمعتنا برغم تفرقنا في مراحل معينة.«
شكر كبير وجهته الأسرة، لوزارة الأوقاف، على إطلاق مسابقة الأسرة القرآنية: «أحب أشكر الوزارة على هذه المسابقة وإيجاد طرق جديدة وتنويع في طرق المسابقات وتشجيع جميع الشباب والفتيات والأسر على حفظ القرآن الكريم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المسابقة العالمية للقرآن مسابقات القرآن الكريم وزارة الأوقاف مسابقة الأسرة القرآنية القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
الصورة بمليون كلمة
محمد بن رامس الرواس
يقول المثل الصيني القديم: "الصورة عن ألف كلمة"، لكن اليوم في غزة، بات هذا الرقم ترفًا لغوياً لا يليق بالواقع، فالأرض تنزف يوميًا، وتقاوم بفطرتها وعزمها وصمودها وبسالة سكانها، أصبحت الصورة فيها عن مليون كلمة… بل ربما أكثر.
في غزة، لم يعد الحبر كافيًا، ولا البيان مجديًا، فحين تعجز اللغة عن احتواء وجع الأم التي تحتضن جثمان رضيعها، أو صراخ طفلة تخرج من تحت الركام، تصبح الصورة وحدها الوثيقة الأصدق، والراوي الأكثر بلاغة، والشاهد الذي لا يُمكن تزوير شهادته.
ما يجري في القطاع المحاصر ليس فقط حربًا عسكرية، بل إبادة جماعية ممنهجة، تُنفذ أمام عدسات الكاميرات، وعلى مرأى من العالم الذي يراقب ويصمت، وكأنَّ الألم الفلسطيني قدر لا يستحق حتى التضامن. لكن غزة، بإيمانها وبحجم الخسائر بها تفرض وجودها بالصورة، بالصوت في العلن، وبالدمع الذي يسيل بلا استئذان في الخفاء.
لقد فاقت الصور القادمة من غزة كل النصوص، تجاوزت اللغة والسياسة والتحليل، صورة البيت الذي كان فصار حفنة تراب، صورة المعلم الذي استُشهد وهو يحتضن تلاميذه، صورة الصحفي الذي استمر في بثّه المباشر حتى اللحظة الأخيرة… كل صورة من هذه الصور تحمل رواية كاملة، وأحيانًا تختصر مجلدات من الصمت الدولي والتخاذل الأممي.
هذه الصور التي تُنشر اليوم من غزة ليست توثيقًا عابرًا للحظة ألم؛ بل هي أرشيف حيّ للإنسانية المتخاذلة، ووثيقة إدانة لأخلاق العصر الحديث وشهادة بصرية على بقاء الروح رغم احتراق الجسد. بل إنها كما يصفها أحد المصورين من داخل القطاع، "الصرخة التي لا تحتاج إلى ترجمة".
لم تعد الصور بحاجة إلى تعليقات ولا شعارات ولا تحليلات سياسية، يكفي أن تُعرض كما هي كي تقول: هنا غزة… وهنا جريمة العصر وأنتم أيها العالم الشهود على كل جدارية من الدمار، على كل بقعة دم على كل وجه مفجوع وعلى كل عين لا تزال تبحث عن مفقود تحت الأنقاض، تحكي بوضوح ما عجزت عنه خطابات الأمم ونشرات الأخبار.
غزة تُعلّم المجتمع الدولي الصامت على الجرائم بحقها أنَّ العدالة لا تصنعها القوة فقط؛ بل إن الكاميرا يمكن أن تكون بندقية الحقيقة وأن صورة واحدة قد تُوقظ ضمائر الكثير من الناس في زمن الخذلان.
لهذا، فإنَّ الصورة في غزة ليست عن ألف كلمة كما يقول الصينيون، بل عن مليون كلمة تصرخ وتبكي وتُعاتب وتُطالب، في زمنٍ اعتادت فيه العيون أن ترى، ثم تُغمض كأنها لم ترَ شيئًا.
ختاماً.. تبقى الصورة في غزة أكثر من مجرد لقطة زمنية؛ إنها نبض شعب ومرآة للضمير الإنساني حين يتصدّع، وهي ليست عدسة عابرة؛ بل سلاح الحقيقة في وجه التزييف والظلم وذاكرة الأجيال التي لن تنسى.
في غزة، لا تموت القصص… بل تُروى بالدم، وتُخلَّد بالصورة. وفي زمن الخرس العالمي، تظل الكاميرا آخر من يقف على خطوط النار توثق، وتصرخ حتى تكاد تتكلم!!
رابط مختصر