«صون أشجار القرم» يستعرض ابتكارات وتقنيات حماية النظم البيئية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
سلط المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم، الذي انطلقت أعماله أمس في أبوظبي، الضوء على الابتكارات والتقنيات الحديثة المستخدمة في حماية أشجار القرم وتنميتها، لاسيما أن %50 من النظم البيئية للقرم في العالم مهددة بالانهيار بحلول عام 2050.
ويأتي إطلاق فعاليات الدورة الأولى من المؤتمر في إطار عام الاستدامة الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحت مظلة مبادرة القرم - أبوظبي واستراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي، وبتنظيم من هيئة البيئة – أبوظبي.
ويجمع المؤتمر، الذي تختتم فعالياته غداً في فندق باب القصر، أكثر من 500 مشارك من الخبراء وصناع القرار والأكاديميين والباحثين، لمناقشة التحديات العالمية الملحة التي تواجه غابات القرم، وأفضل الممارسات الدولية في مجال إعادة تأهيل أشجار القرم والمحافظة عليها.
وقالت رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، في كلمتها الافتتاحية: المؤتمر يجسد التزام القيادة الرشيدة بحماية البيئة.
وأضافت: «إن أشجار القرم، بقدرتها الفريدة على تخزين الكربون، وحماية السواحل، ودعم التنوع البيولوجي، تُعدّ عنصراً أساسياً في معالجة تحديين رئيسين هما، فقدان التنوع البيولوجي، وتغير المناخ. ومع ذلك، فإن هذه الأشجار تواجه تهديدات غير مسبوقة، حيث إن 50% من النظم البيئية للقرم في العالم مهددة بالانهيار بحلول عام 2050».
وأكدت، أن المؤتمر يوفر أرضية لتعزيز العمل الجماعي والتعاون، في إطار المبادرات العالمية، مثل مبادرة تنمية القرم، التي تحظى بدعم تحالف القرم من أجل المناخ والتحالف العالمي للقرم، بما يضمن مستقبلاً مستداماً لهذه الغابات.
من جانبها، أكدت الدكتورة شيخة الظاهري، أمين عام هيئة البيئة- أبوظبي أن «أشجار القرم تعتبر حصن الطبيعة - فهي تمتص الكربون، وتحمي السواحل، وتعد ملاذاً للتنوع البيولوجي. ويوفر المؤتمر منصة مثالية لمعالجة هذه التحديات من خلال تعزيز التعاون الدولي المشترك».
وسلطت الظاهري الضوء على الجهود الرائدة التي تبذلها أبوظبي.
وقالت: «هنا في أبوظبي، أدركنا منذ فترة طويلة أهمية حماية واستعادة التنوع البيولوجي لدينا. وكشفت دراساتنا الميدانية أن مساحة أشجار القرم في إمارة أبوظبي قد زادت من نحو 9.100 هكتار في عام 1987 إلى 17.600 هكتار بحلول عام 2020. وتؤكد هذه الجهود، جنباً إلى جنب مع مبادرة القرم- أبوظبي، التزامنا باستخدام النهج العلمي والمبتكر في عمليات إعادة التأهيل».
وأشادت الظاهري بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيرة إلى أن رؤيته الحكيمة وضعت الأساس لبرامج ومبادرات حماية البيئة في الدولة.
أكد أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، أن الهيئة تميزت باستخدامها التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في زراعة أشجار القرم.
وأشار في تصريح لـ «الاتحاد»، إلى أن هيئة البيئة – أبوظبي تعد أول مؤسسة تقوم بزراعة أشجار القرم على نطاق واسع باستخدام المبادئ البيئية التي تعززها تقنية الطائرات من دون طيار، حيث تعد هذه الطريقة لزراعة أشجار القرم مبتكرة، وجديدة نسبياً.
الحياة البرية
أكد الدكتور أندرو تيري، مدير الحفظ والسياسات في جمعية علم الحيوان في لندن، على أهمية أشجار القرم وقال: تعد أشجار القرم، وغيرها من الموائل الساحلية الرئيسة من أبطال الطبيعة، حيث تؤدي وظائف حيوية للإنسان والحياة البرية على حد سواء. وعلى مدى العقد الماضي، شهدنا زيادة هائلة في الاهتمام بدعم تعافي أشجار القرم، وخاصة من القطاع الخاص، ومن خلال العمليات الحكومية الدولية، ونحن بحاجة إلى التأكد من أن هذه الجهود تستند إلى الأدلة، ومنصفة محلياً.
جلسات
تستعرض جلسات المؤتمر الدروس المستفادة من مشاريع إعادة تأهيل أشجار القرم والتحديات التي تواجهها حول العالم.
ومن خلال المناقشات واللجان المتخصصة، يسعى المشاركون إلى تحديد مسارات لتحقيق برامج مستدامة ومؤثرة لإعادة تأهيل هذه الأشجار الفريدة.
وشهدت جلسات اليوم الأول تقديم محاضرة بعنوان «تحقيق استعادة متكاملة لأشجار القرم من أجل الطبيعة والمناخ والإنسان»، وتبع المحاضرة حلقة نقاشية تناولت قضايا مهمة مثل دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إعادة التأهيل، ودور الشركاء، وإمكانية استخدام أرصدة الكربون الناتجة عن أنشطة إعادة التأهيل، وأهمية إشراك المجتمع المحلي.
ويسلط المؤتمر الضوء على مبادرة القرم أبوظبي، التي أُطلقت في عام 2022 كمنصة شاملة للمشاريع المحلية والدولية لحماية أشجار القرم والكربون الأزرق.
وتدمج المبادرة تقنيات حديثة لإعادة التأهيل والمراقبة، ما عزز من مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للبحث والابتكار في استعادة أشجار القرم.
ومن المتوقع أن تضع المناقشات في المؤتمر أساساً للتقدم المستمر في مجال حماية أشجار القرم، مع استمرار التعاون بين مبادرة القرم - أبوظبي وشركائها العلميين الدوليين البالغ عددهم 11 شريكاً، وانضمت هيئة البيئة – أبوظبي رسمياً إلى تحالف القرم العالمي كأحد الأعضاء الرئيسيين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أشجار القرم القرم زراعة القرم الإمارات أبوظبي هيئة البيئة في أبوظبي هيئة البيئة بيئة أبوظبي شيخة الظاهري رزان المبارك التنوع البیولوجی إعادة التأهیل مبادرة القرم أشجار القرم هیئة البیئة
إقرأ أيضاً:
برنامج إيكمو في أبوظبي..نموذج عالمي في العناية المركزة وإنقاذ الأرواح
أشاد المشاركون في النسخة الـ11 للمؤتمر الإقليمي لجنوب وغرب آسيا وأفريقيا للعناية المركزة والإنقاذ المتخصص في الأكسجة خارج الجسم، بالجهود المهمة والمتواصلة التي بذلتها الجهات الصحية في أبوظبي لجعل برنامج إيكمو في أبوظبي في المقدمة عالمياً وداعماً لخدمات الرعاية الصحية المتميزة في دولة الإمارات.
وأكد المؤتمر في ختام فعالياته اليوم أهمية مواصلة الجهود الدؤوبة والجادة للارتقاء بخدمات برنامج إيكمو في أبوظبي ليسهم في إنقاذ المزيد من الحالات المتعسرة في مجال العناية المركزة وطب الطواريء حسب الأعراف العلمية المتبعة.وأوصى المشاركون بضرورة التوسع في إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في البرنامج وتبني تقنيات إيكمو التي تدعم انقاذ الارواح في الوقت المناسب للوصول إلى زراعة الأعضاء في بعض الحالات وأهمية تمكين أفراد المجتمع من الحق في التبرع بالأعضاء وإنقاذ حياة الآخرين تماشياً مع أحدث توصيات منظمة الصحة العالمية في 2024.
وتقنية إيكمو تتطلب الكثير من تراكم الخبرات لضمان جودة المخرجات لإنقاذ حياة المرضى .وقال مشاركون إن هذا ما أثبتته الدراسات خلال فترة كورونا مؤكدين أهمية تعاون دول المنطقة لتفعيل تقنيات الايكمو بشكل متميز وناجح والتعاون الاكاديمي المشترك في هذا المجال.
وأكد المؤتمر أهمية التعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة في مجال إيكمو مثل منظمة دعم الحياة خارج الجسم لدول جنوب غرب آسيا وإفريقيا، والمنظمة العالمية لدعم الحياة خارج الجسم، والمشاركة في البحوث العلمية، وتبادل الخبرات العملية في هذا المجال، والتعاون مع خبراء المنظمة في جنوب غرب آسيا وإفريقيا، تأسيس برنامج إعداد القادة في ايكمو للمرة الاولى ليكون منهجاً ومرجعاً في إدارة برامجه واستضافة البرامج التدريبية المتميزة في أبوظبي.
وكانت أبوظبي استضافت على مدى ثلاثة أيام النسخة الـ11 للمؤتمر الإقليمي لجنوب وغرب آسيا وإفريقيا للعناية المركزة والإنقاذ المتخصص في الأكسجة خارج الجسم .
وفي ختام أعماله شهد المؤتمر 3 جلسات رئيسية تحدث فيها متخصصون من دولة الإمارات، والسعودية، ومصر والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، ركزت على برنامج إيكمو وزراعة الأعضاء ودوره في حفظ الأعضاء وزراعة الكبد وعلاج قصور القلب، ومستقبل برنامج إكيمو والبحوث ذات الأولوية في السنوات القادمة حول تطوير تقنية الايكمو.