الإمارات تقود مسيرة تنظيم الأصول الرقمية عالمياً
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة وزارة الثقافة واللجنة الوطنية للثقافة والفنون الفلبينية توقعان مذكرة تفاهم تعاون بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية والمؤسسة الروسية لدعم الثقافةتقود الإمارات مسار تنظيم قطاع الأصول الرقمية، وفقاً لأفضل المعايير العالمية، بحسب عدد من الخبراء والمشاركين في فعاليات اليوم الثاني من أسبوع أبوظبي المالي.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن الإمارات تستهدف بناء مناخ استثماري آمن يعزز من جاذبيتها كمركز مالي عالمي رائد، مؤكدين، أن الهيئات والجهات التنظيمية المختلفة في الإمارات وضعت عدداً من الضوابط والمعايير لتنظيم القطاع وحماية المستثمرين، حيث تتضمن أسساً للتعامل بشفافية وكفاءة.
أطلقت سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM)، قبل أيام، الإطار التنظيمي لإصدار العملات الرقمية الثابتة المدعومة بالعملات الورقية (FRTs) في أبوظبي العالمي (ADGM) في خطوة هامة في تطور «أبوظبي العالمي» كمركز مالي دولي تقدمي، ولتوسع بذلك مجموعة الأصول الرقمية التي يمكن تقديمها في بيئة منظمة. ويقدم الإطار عدة مكونات رئيسية تضع معايير قوية لمُصدّري العملات الرقمية الثابتة المدعومة بالعمالات الورقية (FRTs) لضمان الاستقرار المالي وحماية المستثمرين. ويبرز سوق أبوظبي العالمي، كمركز رائد لإدارة الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث سجل زيادة كبيرة بواقع 215% في إجمالي حجم الأصول تحت الإدارة بحلول نهاية الربع الثالث من 2024 مقارنة بالربع الثالث من 2023.
ويعكس هذا النمو قدرات «أبوظبي العالمي» على استقطاب مديري الأصول رفيعي المستوى وصناديق الاستثمار وشركات الأسهم الخاصة، ما يرسخ مكانته وجهةً مفضلةً للاستثمار المؤسسي حول العالم، حيث انعكس ذلك أيضاً من خلال ارتفاع عدد مديري الأصول والصناديق في أبوظبي العالمي (ADGM) إلى 128 يديرون حالياً 156 صندوقاً، وذلك مع نهاية الربع الثالث 2024.
أمن المحفظة
وقال وائل حماد، المدير التجاري لإحدى منصات التداول، إن أهم ما يميز دولة الإمارات كوجهة لتنظيم الأصول الرقمية، هو الحرص على ضمان أمن المحفظة الرقمية، ولذا فرض «أبوظبي العالمي» تدابير أمنية قوية للمحفظة الرقمية للمؤسسات التي تدير الأصول الرقمية.
وأضاف، أن من أهم تلك التدابير عدداً من الإرشادات والتوصيات وأولها الإشراف من قبل طرف ثالث، حيث يعد إجراء العناية الواجبة على خدمات المحافظ من قبل طرف ثالث أمراً ضرورياً قبل المشاركة، ويجب على المؤسسات تحديد المسؤوليات بوضوح فيما يتعلق بإدارة الأصول الرقمية وضوابط المعاملات. وأشار إلى أن من الضوابط ما يتعلق بإدارة المحفظة الباردة، حيث يجب تخزين المحافظ الباردة على أجهزة آمنة، والنسخ الاحتياطي لها بانتظام، وإدراجها في مخزون أصول المؤسسة، كما يجب على المؤسسات المالية ضمان التوليد الآمن لمفاتيح المحفظة والوصول الآمن إليها واستخدامها واستعادتها، إذ أن ذلك يضمن الحفاظ على أمن الأصول الرقمية، لافتاً إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، يجب على المؤسسات تنفيذ ضمانات مثل المصادقة متعددة العوامل وحدود السرعة لمنع هجمات المحفظة الآلية، وضمان دفاعات قوية ضد التهديدات الناشئة.
قرارات تنظيمية
وقال الدكتور محمد شاكر، الخبير المالي، إن أهمية الأصول الرقمية في الإمارات تتزايد في ظل التحول الرقمي السريع والتطورات التكنولوجية المتلاحقة، وبعد أن فرضت نفسها كأحد المفاهيم الاقتصادية الجديدة في الأسواق المالية العالمية. وأضاف لـ «الاتحاد» أن هذه الأصول النوعية من الأصول تتميز بقدرتها على تقديم طرق مبتكرة للاستثمار والتداول، ولذا باتت تشهد إقبالاً ملحوظاً من قبل المستثمرين.
وأشار إلى أن قرار مجلس الوزراء رقم (111) لسنة 2022 بشأن تنظيم الأصول الافتراضية ومزودي خدماتها، يشكل إطاراً قانونياً قوياً ينظم التعامل بالأصول الافتراضية ويضمن حوكمته وشفافيته، إذ يحدد هذا القرار الأحكام العامة والمتطلبات اللازمة للترخيص، وضوابط ممارسة الأنشطة المرتبطة بالأصول الافتراضية، منوهاً أن قرار مجلس الوزراء رقم (99) لسنة 2024 ينص على لائحة جزاءات وعقوبات تطبق في حال حدوث أي مخالفة، حيث تتدرج العقوبات من غرامات مالية إلى إيقاف النشاط أو إلغاء الترخيص في حالات تكرار المخالفات.
وأوضح شاكر، أن تميز الإمارات كوجهة عالمية لإدارة الأصول الرقمية، يرجع إلى حرص الجهات التنظيمية على تطبيق مبادئ النزاهة والكفاءة لضمان سلامة التعاملات وحماية المستثمرين في تلك الأصول، مدللاً على ذلك بفرض هيئة الأوراق المالية والسلع إجراءات تحد من محاولات خداع واستغلال المستثمرين.
نهج تنظيمي
وقال كوري بوغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «بريدج تاور ميدل إيست»، إن الشركة تهدف إلى إطلاق وتشغيل منصة بنية تحتية للأصول الرقمية على مستوى المؤسسات، ما سيسهم في تعزيز نمو أعمال الأصول الرقمية في دولة الإمارات، وباقي دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة، مؤكداً أهمية النهج التنظيمي الرائد لدولة الإمارات في مجال الأصول الرقمية، ولذا تتطلع الشركة إلى استثمار الموارد وتوفير فرص جديدة في الإمارات من خلال تمويل الأصول الرقمية في «أبوظبي العالمي».
من جهته، يؤكد لينكس لاي، المدير التجاري لشركة «أو. كي. إكس» أن المستثمرين المؤسسيين ينظرون الآن إلى الأصول الرقمية باعتبارها فرصة مؤسسية حتمية، وفئة أصول واعدة من المقرر أن تنمو بشكل كبير.
وقال: هناك «إجماع متزايد» بين المستثمرين المؤسسيين على أن الأصول الرقمية، مثل العملات الرقمية ورموز NFT والصناديق الخاصة الرمزية، لها مكانة مهمة في تخصيصات أصول المحفظة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات أسبوع أبوظبي المالي الخدمات المالية العملات الرقمية الشرق الأوسط الأسهم الاستثمار التحول الرقمي الأصول الرقمیة أبوظبی العالمی
إقرأ أيضاً:
"مؤتمر تحلية المياه" يستعرض في أبوظبي أكبر التحديات الملحة عالمياً
انطلقت، اليوم الاثنين، أعمال المؤتمر العالمي لتحلية المياه 2024، الذي تستضيفه دائرة الطاقة في أبوظبي، ويستمر حتى 12 ديسمبر "كانون الأول" الجاري بمركز أدنيك أبوظبي، ويجمع نخبة من قادة القطاع والخبراء والمبتكرين من أنحاء العالم المختلفة لمناقشة أحد أكبر التحديات الملحة بالعالم، والمتمثلة في أزمة ندرة المياه.
وحضر الافتتاح.. سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، والدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون للشباب، والدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري في جمهورية مصر العربية، والمهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، والدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة، وكبار المسؤولين والخبراء في قطاع الطاقة والمياه والبيئة والاستدامة. فرصة تأمل وأكد المهندس عويضة مرشد المرر، أهمية المؤتمر الذي ينعقد في وقت يتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ53، مشيراً إلى أن هذا الحدث يمثل فرصة للتأمل في مسيرة الإمارات الاستثنائية نحو الريادة العالمية بمجال الابتكار والاستدامة.وقال إن المؤتمر يعالج تحدياً لا يقل أهمية عن الحياة نفسها، وهو تأمين المياه لمستقبل الأجيال الحاضرة والمقبلة، لافتاً إلى أن المياه ليست مجرد مورد طبيعي، بل هي نبض الحياة وأساس الحضارات، وأنه مع تزايد الطلب والضغوط البيئية، أصبح تأمينها قضية عالمية تتطلب العمل بروح واحدة، ونظرة بعيدة المدى.
وسلّط الضوء على عدد من الإنجازات التي تحققت في قطاع المياه في أبوظبي، ومن بينها الالتزام التام بإنتاج 98% من المياه في سنة 2035 باستخدام تقنيات مستدامة تقلل البصمة الكربونية عن طريق التناضح العكسي، والالتزام في العام نفسه بأن يكون 60% من إنتاج الكهرباء في أبوظبي من مصادر نظيفة مدعومة بمشاريع رائدة في مجالي الطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة. تقنيات مبتكرة وأشار المهندس المرر إلى أهمية تشغيل محطة الطويلة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، التي تعد واحدة من أكبر محطات العالم، بسعة إنتاجية تبلغ 200 مليون جالون يومياً، باستخدام تقنيات مبتكرة ساهمت في تقليل استهلاك الطاقة، مشيداً بمبادرة "محمد بن زايد للماء" التي ستسهم في دفع عجلة الابتكار وإيجاد حلول مستدامة للتحديات المائية على مستوى العالم، ومنوهاً إلى وجود استراتيجية متكاملة لجميع مصادر المياه لتحقيق الاستدامة المائية وتعظم العائد الاجتماعي والاقتصادي لكل قطرة ماء.
وأكد أن كل هذه المشاريع تمثل انعكاساً لرؤية أوسع تشمل الإدارة المتكاملة للموارد المائية في أبوظبي، وأن المؤتمر يشكل منصة لعقول نيّرة تعمل لتبني الشراكات، وتصنع الحلول، وتحول الطموحات إلى واقع ملموس، يستفيد منه الإنسان والمكان. ضرورة ملحة من جانبه، تحدث فادي جويز، رئيس الرابطة الدولية لتحلية المياه، عن الضرورة الملحة لمعالجة أزمة ندرة المياه، وأهمية دور المؤتمر في مشاركة الرؤى والخبرات واتخاذ القرارات، باعتباره فرصة استثنائية لمضاعفة وتكريس الجهود المشتركة من أجل التوصل لحلول مبتكرة لتحديات المياه.
ودعا جميع الأطراف المعنية إلى التعاون والابتكار واتخاذ خطوات هادفة تجاه تحقيق الأمن المائي في المستقبل"، مبيناً أن المؤتمر سيستعرض أحدث التقنيات المتعلقة بتحديات المياه الحالية والمستقبلية، ويضع سياسات فعالة تجاه تحقيق الأمن المائي للجميع في المستقبل. منصة عالمية يذكر أن المؤتمر العالمي لتحلية المياه 2024 يعد منصة عالمية تفاعلية تتيح للأطراف المعنية ضمن قطاع تحلية المياه استعراض التوجهات العالمية وأحدث التكنولوجيا المُبتكرة التي تلعب دوراً في مستقبل القطاع ويشارك فيه أكثر من 200 متحدث من أكثر من 40 دولة.
وسيناقش الخبراء ضمن أكثر من 100 جلسة حوارية، وحلقات نقاشية، وورش عمل، أحدث الابتكارات في مجالات تحلية المياه وإعادة استخدامها، والإدارة المستدامة للموارد المائية.
وتتضمن أبرز فعاليات المؤتمر قمة القادة التي ستعقد في العاشر من ديسمبر الجاري، وتناقش أهم الحلول المبتكرة لمعالجة ندرة المياه وتعزيز الاستدامة التي من شأنها تحقيق الأمن المائي، بالإضافة إلى حفل توزيع الجوائز على أصحاب الإنجازات في مجالات الاستدامة وتحلية المياه وإعادة استخدامها يوم 11 ديسمبر (كانون الأول).