حوارية علمية حول المصالحة الوطنية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
نظم المركز القومي للبحوث والدراسات العلمية، حوارية علمية موسومة بـ(المصالحة الوطنية رافد للأمن القومي الليبي)، بحضور مدير المركز ورئيس اللجنة العلمية د. طارق زنبو وأعضاء اللجنة العلمية بالمركز وأعضاء المركز ومهتمون ومتخصصون في الشؤون الاجتماعية والسياسية.
وافتتح مدير المركز الحوارية بكلمة ترحيب مؤكدا على دور المركز في تحليل وتقييم واستقراء الظواهر المختلفة المرتبطة بالأمن القومي الليبي وفي مقدمتها المصالحة والهوية الوطنية والعدالة الانتقالية، ونوه إلى أن المركز يسخر كل ما في استطاعته من إمكانيات مادية وبشرية لاحتضان المناشط والفعاليات التي من شأنها تقييم وتشخيص الحالة الليبية والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الراهنة وتحليل المشاكل والمعوقات والخروج بمؤشرات وبرامج عمل وتوصيات علمية وعملية من واقع الدراسة والبحث والتحليل والتحاور والنقاش مع مختلف الأطراف الليبية.
وأشار د. طارق زنبو إلى أن المركز ينتهج استراتيجية العمل على مسافة واحدة مع مختلف الأطراف والمكونات السياسية والفكرية والثقافية خدمة للمصالح الوطنية العليا ومن منطلق أن الجميع شركاء في بناء الدولة وصون سيادته وكرامة شعبه.
كما نوه مدير المركز إلى أن الجهود التي بذلت من عديد الأطراف لتحقيق المصالحة الوطنية هي جهود بذلت وتحترم وسيستفيد منها المركز في حواريته هذه لمحاولة الخروج بإطار ومشروع وطني شامل يأخذ في اعتباره مصالح الدولة العليا وثوابت الأمن القومي الليبي والموروث التاريخي والحضاري والأطر التشريعية والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية وذلك بما يسهم في بناء دولة القانون وحقوق والمؤسسات القادرة على أن تكون فاعلة محليا وإقليميا ودوليا.
وأكد د. طارق زنبو أن التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية لن تتحقق إلا باستثمار كل طاقات المجتمع دونما تمييز أو إقصاء أو تهميش على أسس مصلحة او قبلية أو جهوية أو مناطقية أو أيديولوجية أو ثقافية أو عرقية، وتوفير مناخ اجتماعي آمن يسوده الوفاق والتسامح والتعاون والعيش في حرية وسلام وتجاوز الخلافات والصراعات والانقسامات التي فيها الجميع خاسرون، والخاسر الأكبر الوطن ومؤسساته على حساب تماسك نسيجه الاجتماعي ووحدة ترابه ومؤسساته.
هذا وتم خلال الحوارية تقديم عديد الورقات البحثية ونوقشت عديد القضايا التي من شأنها تحقيق مصالحة وطنية شاملة وجبر الضرر وتجاوز الصراعات والخلافات، كما تليت توصيات ومقترحات الحوارية التي ستحال من قبل المركز إلى جهات الاختصاص للاستفادة والاسترشاد بها في صنع واتخاذ القرارات.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الأمن القومي الأمن القومي الليبي المصالحة الوطنية مصالحة وطنية
إقرأ أيضاً:
مفاجأة علمية.. النمل تفوق على البشر في العمل الجماعي
في دراسة جديدة نشرت في دورية "بي إن إيه إس"، أجرى فريق بحثي تجربة فريدة من نوعها لمقارنة الأداء الجماعي بين البشر والنمل في مهمة تتطلب التعاون لنقل حمولة كبيرة ذات حواف تمثل عوائق عبر متاهة ضيقة. النتائج المفاجئة التي توصلت إليها الدراسة تلقي الضوء على الفوارق بين الإدراك الفردي والجماعي، وتكشف عن مزايا وعيوب التعاون في اتخاذ القرارات الجماعية.
بدأت الدراسة بمحاكاة مشكلة كلاسيكية تُعرف باسم "تحريك البيانو"، وهي تحدٍّ شائع في مجالات التخطيط الحركي والروبوتات، حيث يتطلب الأمر تحريك جسم كبير وغريب الشكل عبر ممرات ضيقة ومعقدة.
وعلى سبيل المثال، إذا قمت بالانتقال إلى شقة جديدة وأردت نقل طاولة أو أريكة أو سرير، فإنك بصعوبة تتمكن من تحريك تلك القطع بين غرفة وأخرى، وقد تخطئ أكثر من مرة فتضطر للعودة إلى الخلف وتضع القطع بشكل مختلف.
وفي تجاربهم، قام الباحثون ببناء مشكلة شبيهة في نسختين، الأولى كبيرة تسمح للبشر بنقل قطعة ما، والثانية صغيرة ومتكافئة هندسيا معها، وتستخدم لاختبار النمل.
ولتحفيز النمل على المشاركة في التجربة، تم وضع الحمولة داخل كيس يحتوي على طعام، مما جعل النمل يعتقد أن الحمولة عبارة عن طعام يجب نقله إلى المستعمرة. أما بالنسبة للبشر، فقد طُلب منهم ببساطة تحريك الحمولة من نقطة البداية إلى النهاية عبر المتاهة.
لتحفيز النمل على المشاركة في التجربة، تم وضع الحمولة داخل كيس يحتوي على طعام (مواقع التواصل الاجتماعي) الإدراك الجماعي مقابل الإدراك الفرديسلطت الدراسة الضوء على مفهوم "الإدراك الجماعي"، وهو القدرة على اتخاذ القرارات الجماعية بطريقة تتفوق على الإدراك الفردي. ويشير الإدراك الجماعي إلى السمات المعرفية التي لا توجد في فرد واحد ولكنها تظهر عندما يتجمع عدد من الأفراد المتواصلين معا.
إعلانفي الدراسة، عندما يوحد النمل قواه لحمل الحمولة الكبيرة معا، يتأثر كل منهم بتصرفات الآخرين ويحاول الاصطفاف مع المجموعة. هذا يمنح المجموعة ذاكرة قصيرة الأمد تسمح لها بالاستمرار في اتجاه حركتها. وهذه الذاكرة قوية إلى الحد الذي لا يرتبك فيه النمل حتى عندما يصطدم بالجدار في المتاهة الضيقة، وفي هذا السياق كانت إحدى النتائج البارزة في الدراسة الأداء المتفوق لمجموعات النمل مقارنة بالبشر في المهمة ذاتها.
ولأنها بسيطة، فإن النمل الفردي لا يحاول فهم "هندسة المتاهة"، كل ما يفهمه هو أنه يتعين عليه حمل حمولة كبيرة معا. وهكذا فإن كل النمل متفق ومتعاون في حمل الحمولة معا، وعلى النقيض، فإن تعقيد البشر هو ما صعّب تعاونه. فعلى عكس النمل، يدخل كل شخص اللغز محاولا فهمه وحاملا أفكارا مختلفة حول تسلسل الحركات المطلوبة لتحريكه.
والمثير للانتباه أنه حينما قيدت الدراسة التواصل بين أفراد المجموعات البشرية (عبر منعهم من التواصل الشفهي) لمحاكاة التواصل المحدود الذي يتم بين النمل، بدا أن الناس يضعون الإجماع فوق كل اعتبار آخر.