أعلنت السلطات الحكومية السودانية، اليوم الثلاثاء، مقتل أكثر من 65 شخصاً، وإصابة المئات، في قصف مدفعي شنته «قوات الدعم السريع» على مدينة أم درمان، فيما لا تزال المستشفيات تستقبل مزيداً من القتلى والجرحى، وقال إعلام حكومة ولاية الخرطوم في بيان إن «الميليشيا الإرهابية ارتكبت أكبر مجزرة بشرية»، عبر القصف المدفعي وسط المواطنين بمحلية كرري، وراح ضحيتها أكثر من 65 قتيلاً ومئات الجرحى الذين اكتظت بهم المستشفيات.



وأضاف البيان أن قذيفة أصابت حافلة نقل بموقف للمواصلات العامة في «الحارة 17» فقتلت جميع ركابها البالغ عددهم 22 فرداً وحولتهم أشلاء.

حافلة الركاب تحولت إلى ركام بعد مقتل جميع ركابها (حكومة ولاية الخرطوم)
وتفقد حاكم الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، وأعضاء لجنة أمن ولاية الخرطوم، المواقع التي قُصفت، ووقفوا على الجثامين والجرحى بمستشفى «النو».

وأدان حمزة مقتل المدنيين العزل، مبرزاً أن «ميليشيا (الدعم السريع) تستهدف بالقصف المدفعي العشوائي ترويع وتخويف المواطنين، لدفعهم إلى الخروج من المناطق الآمنة، قصد مواصلة نهجها في القتل والسرقة والاغتصاب».

وطالب الحاكم «المجتمع الدولي والمنظمات بالقيام بمسؤولياتها في حماية المدنيين، الذين يجري استهدافهم بشكل مباشر داخل منازلهم والأسواق والمراكز الصحية».

وذكر البيان أن «قوات الدعم السريع» تستهدف بشكل متكرر مناطق متفرقة من مدينة أم درمان؛ ثانية كبرى مدن العاصمة الخرطوم، كما تستهدف الأسواق في أوقات الذروة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.

بدوره، قال المدير العام بوزارة الصحة، فتح الرحمن محمد الأمين، إن المستشفيات «لا تزال تستقبل حالات وفيات وجرحى، فيما تبذل الكوادر الطبية جهوداً مضنية لتقديم العناية الطبية لإنقاذ حياة المصابين».

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط» إن «قوات الدعم السريع» ظلت باستمرار تصوب القذائف المدفعية العشوائية باتجاه السوق، والأحياء السكنية الأخرى بالمدينة، مشيرين إلى أن الأجزاء التي استهدفها القصف المدفعي «لا توجد فيها مناطق عسكرية، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وتسجيل إصابات بالغة وسط المدنيين».

ويقدر عدد السكان في المناطق التي يسيطر عليها «الجيش السوداني» في كل محليات مدينة أم درمان بنحو 6 ملايين مواطن. وتشهد المدينة منذ أشهر اشتباكات متقطعة، وعمليات نوعية مستمرة من الطرفين في الأحياء السكنية، علماً بأن «قوات الدعم السريع» تسيطر على الجزء الأكبر من مدينتَي الخرطوم والخرطوم بحري، في حين يفرض الجيش سيطرته على مناطق واسعة من مدينة أم درمان.

وتحتضن محلية كرري في مدينة أم درمان القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش السوداني في منطقة وادي سيدنا، التي تنطلق منها الطائرات الحربية التي تقصف مواقع وتمركزات «الدعم السريع» في كل الولايات التي تفرض سيطرتها عليها.

وفي مارس (آذار) الماضي، استعاد الجيش السوداني مقر «الإذاعة والتلفزيون» وعدداً من أحياء أم درمان القديمة من قبضة «قوات الدعم السريع»، التي كانت تسيطر على مناطق واسعة من المدينة، تشمل الأحياء الجنوبية والغربية وأم درمان القديمة.

في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه، و«قوات الدعم السريع» في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال إقليم دارفور (غرب السودان)، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمدافع وسط الأحياء السكنية.

وقالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، في إفادة على منصة «فيسبوك» إن «قوات الدعم السريع» قصفت بالمدفعية الثقيلة معسكر «زمزم» للنازحين جنوب شرقي الفاشر، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.

وتشير إحصاءات الأمم المتحدة، وفقاً لـ«شركاء العمل الإنساني»، إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان) 2023، كما فر أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم، بينهم أكثر من 5 ملايين طفل، فيما عبر أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة أم درمان أکثر من

إقرأ أيضاً:

مقتل العشرات بقصف لـالدعم السريع.. والسيسي يدعو البرهان إلى القاهرة

أعلن الجيش السوداني، الخميس، مقتل 62 مدنيًا، بينهم 15 طفلًا و17 امرأة، وإصابة 75 آخرين بجروح متفاوتة، جراء قصف مدفعي "عشوائي" نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.

وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في بيان إن "ميليشيا الدعم السريع نفّذت، الأربعاء، قصفًا مدفعيًا عشوائيًا على أحياء سكنية في مدينة الفاشر، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح من المدنيين".

وأضاف البيان أن الجيش، مدعومًا بالقوات المساندة له، تصدى لهجوم "عنيف" شنّته قوات الدعم السريع من جهتي الجنوب الشرقي والشمال الشرقي للمدينة، وتمكّن من إلحاق خسائر "فادحة" في صفوف المهاجمين، حيث دمّر 15 مركبة قتالية وشاحنتي وقود، وقتل نحو 70 من عناصر الدعم السريع، وأصاب العشرات.

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مخيم زمزم القريب من الفاشر، إثر اشتباكات دامية أسفرت، وفق الأمم المتحدة، عن مقتل نحو 400 شخص ونزوح ما يقرب من 400 ألف آخرين.

ومنذ 10 أيار/مايو 2024، تشهد الفاشر اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، رغم التحذيرات الدولية من خطورة اندلاع معارك في المدينة التي تعد مركزًا رئيسيًا للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور.


دعوة مصرية وتنسيق إقليمي
على الصعيد السياسي٬ سلّم السفير المصري في السودان، هاني صلاح، رسالة خطية من رئيس النظام عبد الفتاح السيسي إلى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، يدعوه فيها لزيارة القاهرة.

وتتضمن الرسالة، وفق الوكالة "التأكيد على دعم ومساندة مصر للسودان في هذه الظروف الدقيقة التي يمر به".
 
خلافات عربية في مؤتمر لندن
أما في سياق الجهود الدولية لإنهاء الحرب، قالت الدبلوماسية الإماراتية لانا نسيبة، لوكالة "رويترز"، إن الإمارات "تشعر بخيبة أمل" إزاء فشل المشاركين في مؤتمر لندن الأخير بشأن السودان في التوصل إلى بيان مشترك، مرجعة ذلك إلى خلافات عربية داخلية.

وأوضحت أن الاختلاف في وجهات النظر بين الإمارات ومصر والسعودية تمحور حول مستقبل الحكم في السودان، مشيرة إلى أن الإمارات "تصرّ على ضرورة وجود حكومة مدنية مستقلة"، في حين ترفض أطراف أخرى صياغات قد تُفهم على أنها تمنح شرعية للجيش.


ووفق مصادر دبلوماسية حضرت الاجتماع، فإن الخلاف بين مصر والإمارات والسعودية حال دون صدور بيان مشترك، ما يعكس استمرار التباين العربي بشأن كيفية التعامل مع الأزمة السودانية.

ويُذكر أن السودان كان قد قدّم شكوى إلى محكمة العدل الدولية يتهم فيها الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما نفته أبوظبي بشدة.

بريطانيا ترفض الحكومة الموازية 
ومن جانب آخر، أعربت الحكومة البريطانية عن رفضها لإعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية في البلاد، مؤكدة أن "الإجراءات الأحادية" ليست حلاً لإنهاء الحرب.

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية، في بيان، إن "الإعلانات الأحادية الجانب بشأن تشكيل حكومات موازية لا تمثل حلاً للصراع. بل على العكس، ينبغي الحفاظ على وحدة وسيادة السودان".

وأضاف: "التوصل إلى اتفاق سلام شامل بقيادة مدنية هو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة السودان واستقراره".

وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد أعلن، الثلاثاء الماضي، عن تشكيل ما وصفه بـ"حكومة السلام والوحدة" التي قال إنها "تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان"، مشيرًا إلى خطوات اقتصادية تشمل إصدار عملة جديدة وإطلاق وثائق هوية جديدة.

وفي هذا السياق، دعت مجموعة الدول السبع، الثلاثاء، إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار"، مطالبة جميع الأطراف الخارجية بوقف أي دعم يزيد من تأجيج الصراع.


وتخوض القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 نزاعًا داميًا، أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وتشريد نحو 15 مليونًا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فيما أشارت دراسات أكاديمية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يقترب من 130 ألفًا.

ومؤخرًا، بدأت قوات الجيش السوداني بتحقيق تقدّم ميداني في مناطق عدة، لا سيما في العاصمة الخرطوم، حيث استعادت السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار وزارية وأمنية وعسكرية، بينما تقلّصت مساحة نفوذ الدعم السريع لتشمل أجزاءً من ولايتي شمال وغرب كردفان، وجيوبًا متفرقة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع ولايات من إقليم دارفور.

مقالات مشابهة

  • مقتل العشرات بقصف لـالدعم السريع.. والسيسي يدعو البرهان إلى القاهرة
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • عاجل - الجيش السوداني يعلن تطهير مناطق غرب أم درمان من الدعم السريع ومأساة نزوح جديدة تضرب الفاشر
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن حجم خسائر الدعم السريع في معارك غرب أم درمان
  • قوات الدعم السريع تعلن قيام حكومة موازية في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث  
  • مجزرة في مدينة الفاشر.. الدعم السريع يقتل 15 شخصا ويصيب 20 آخرين
  • والي الخرطوم يتحدث عن نسبة تواجد قوات الدعم السريع في العاصمة
  • الأمم المتحدة تحقق في مقتل 400 على يد قوات الدعم السريع بدارفور
  • هجمات الفاشر.. أكثر من 400 قتيل والدعم السريع تعلن هجوما بمسيرة على مطار الخرطوم
  • عاجل | مصدر عسكري سوداني للجزيرة: قوات الدعم السريع استهدفت مساء اليوم مطار الخرطوم بمسيرة