السودان يئن.. معارك مستمرة وحل سلمي غائب
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
ما زال الحل السلمي غائبا في أزمة السودان التي دخلت شهرها الخامس، وألقت بظلال قاتمة على الأوضاع الإنسانية والمعيشية.
وقال شهود عيان لـ”العين الإخبارية”، إن “أحياء جنوبي الخرطوم، شهدت اليوم الخميس، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وبمحيط المدينة الرياضية، مع تحليق مكثف للطيران الحربي”.
“شكرا إمارات الخير”.. إشادات بجهود الإمارات في إغاثة السودان
وأضاف الشهود أن المعارك العنيفة دارت في محيط “سلاح المدرعات”، وأدت إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان من المنطقة.
أزمة إنسانية متزايدة
وقال المواطن السوداني مصطفى عبدالله، إن أحياء “الشجرة” و”الرميلة”، و”السلمة”، و”جبرة”، جنوبي الخرطوم تعاني كارثة حقيقية جراء التهجير القسري للمواطنين، وانقطاع الكهرباء والمياه.
وأضاف عبدالله لـ”العين الإخبارية”، أن “المنطقة تحولت إلى ساحة حرب، وغير صالحة للحياة الآدمية”.
ولم يختلف الحال في مدينة بحري شمالي الخرطوم، التي تشهد اشتباكات بين القوتين المتصارعتين، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية.
وقال المواطن أحمد مدني، إن “الحياة في مدينة بحري أصبحت كارثية جراء انقطاع الكهرباء والمياه، وتردي شبكة الإنترنت”.
وأضاف مدني لـ”العين الإخبارية”، أن “المستشفيات تشهد نقصا مريعا في نقص الطواقم الطبية ونقص الأدوية وانقطاع المياه”.
ووفقا لشهود عيان فإن مدينة أم درمان غربي الخرطوم شهدت بدورها اشتباكات جديدة، مع سماع أصوات المدفعية الثقيلة.
وقالت المواطنة ابتهال علي، إن مدينة أم درمان تشهد نزوحا مستمرا للمواطنين إلى الأحياء الأكثر أمنا في أطراف المدينة.
وأضافت ابتهال لـ”العين الإخبارية”، أن الوضع الإنساني والصحي معقد جدا في أم درمان، ونتمنى وقف الاشتباكات لتعود خدمات الكهرباء والمياه والصحة وتعود الحياة إلى طبيعتها.
أما مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور (غرب) فقد شهدت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدمير منازل في الأحياء السكنية جراء القصف العشوائي.
وطبقا لشهود العيان، فإن “مستشفى المدينة يعاني نقص الكوادر الطبية والأدوية مع ازدياد أعداد الإصابات”.
كما شهدت مدينة “الفولة” بولاية غرب كردفان (جنوب) اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، فيما تعرضت مؤسسات حكومية ومحال تجارية للنهب والسرقة، بحسب شهود عيان.
العمل الإغاثي
ومع استمرار المعارك العنيفة، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن 19 عامل إغاثة قتلوا بالسودان منذ بدء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان الماضي.
وقال بيان للمكتب، إنه “منذ اندلاع الصراع في جميع أنحاء السودان منتصف أبريل/نيسان، أصبحت البلاد من أكثر الأماكن خطورةً وصعوبةً على العاملين في المجال الإنساني، إذ قُتل 19 من عمال الإغاثة في 17 هجومًا هذا العام وحده”.
وأضاف أنه “مع اقتراب اليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس/آب الجاري، نأسف لوفاة زملائنا، وندعو إلى محاسبة مرتكبي الهجمات على عمال الإغاثة والمساعدات”، دون الإشارة إلى الجهة المسؤولة عن قتلهم.
وأشار البيان إلى أن “المرافق الإنسانية تعرضت للهجوم، إذ تم نهب ما لا يقل عن 53 مستودعًا للمساعدات الإنسانية و87 مكتبًا، وسرقة 208 سيارات حتى 13 أغسطس/آب الجاري”.
وأكد البيان التزام العاملين بالمجال الإنساني في السودان ببذل كل ما بوسعهم لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للملايين المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية رغم التحديات.
ويتبادل الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
العين الاخبارية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع بین الجیش
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: مقتل 782 مدنيا في حصار مدينة الفاشر غربي السودان
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، مقتل 782 مدنيا على الأقل وإصابة أكثر من 1143 آخرين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، جراء حصار قوات الدعم السريع للمدينة منذ أشهر.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في بيان، إن "الحصار المستمر للفاشر والقتال المتواصل يدمران حياة الناس كل يوم على نطاق واسع".
وأضاف: "هذا الوضع المثير للقلق لا يمكن أن يستمر، ويجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار الرهيب".
ودعا المسؤول الأممي أطراف النزاع إلى "وقف الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية .. والامتثال لالتزاماتهم وتعهداتهم بموجب القانون الدولي".
وذكر تقرير للمفوضية الأممية أن "الحصار المستمر والأعمال العدائية في الفاشر، أديا إلى مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيا، وإصابة أكثر من 1143 آخرين"، وفق البيان.
وأوضح أن "آلاف المدنيين محاصرون دون ضمانات بالمرور الآمن خارج المدينة، وهم معرضون لخطر الموت أو الإصابة بسبب الهجمات العشوائية التي تشنها جميع أطراف النزاع".
وأشار التقرير الأممي إلى أنه "خلال الـ7 أشهر منذ بدء الحصار، تحولت الفاشر إلى ساحة معركة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معها".
وخلص إلى أن أطراف الصراع "استخدمت أسلحة متفجرة في المناطق المأهولة بالسكان بطريقة تثير مخاوف جدية فيما يتعلق باحترام مبدأ الحيطة وحظر الهجمات العشوائية".
وحذر المفوض الأممي من أن الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية "قد ترقى إلى جرائم حرب".
وتشهد الفاشر منذ 10 مايو/ أيار الماضي، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس (غرب).
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.