مطران الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية بدمشق ودوره في تنظيف شوارع سوريا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
المطران جورج اسادوريان هو أحد الشخصيات الدينية البارزة في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في دمشق. عُرف بتفانيه في خدمة المجتمع، وتقديم الدعم الروحي والإنساني للسوريين في ظل الأزمات المختلفة التي مرّت بها سوريا، خاصة خلال الحرب السورية المستمرة. واكتسب شهرة واسعة بعد أن أصبح رمزًا للتضامن مع الفقراء والمحتاجين من خلال مشاركته في الأنشطة الخدمية في شوارع سوريا، وكان له دور بارز في هذه الفترة الصعبة.
المطران جورج اسادوريان ودوره الروحي والإنساني:
تولى المطران جورج اسادوريان، الذي ينتمي إلى الطائفة الأرمنية الكاثوليكية، منصب مطران الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في دمشق منذ سنوات عدة. كان معروفًا بتوجهه الروحي العميق، وكان له دور كبير في دعم المجتمع الأرمني في سوريا. ولكنه كان أيضًا على اتصال مع جميع مكونات المجتمع السوري، حيث كان يدعو دائمًا إلى المحبة والتعايش بين مختلف الطوائف الدينية والعرقية في البلاد.
في ظل الصراع السوري الذي اندلع في عام 2011، تكبدت العديد من العائلات السورية من جميع الطوائف معاناة شديدة بسبب القتال الدائر والدمار الكبير الذي أصاب البلاد. في هذا السياق، لم يقتصر المطران اسادوريان على تقديم الدعم الروحي فقط، بل انخرط بشكل فعّال في الأنشطة الخدمية والإنسانية.
الأنشطة الإنسانية: تنظيف شوارع سوريا بعد عزل بشار الأسد مع مجموعة من شباب الكنيسة بدأوا بتنظيف الحي ابتداء من باب المطرانية إلى السوق ووصولا إلى الساحة حيث قسم شرطة باب توما الذب حُرق ونُهب بسبب الأحداث
في السنوات الأخيرة، بعد تدهور الوضع في سوريا وتدهور الوضع السياسي إثر الأزمة المستمرة، ظهر للمطران جورج اسادوريان دور إنساني مميز، حيث كان يشارك في حملات تنظيف الشوارع في دمشق وبعض المناطق الأخرى. وكان المطران اسادوريان يشارك شخصيًا في جمع النفايات وتنظيف الشوارع، مما يُظهر التزامه بمسؤولياته الإنسانية والاجتماعية تجاه وطنه.
كانت هذه الحملة تعبيرًا عن التضامن مع السكان المحليين في ظروف صعبة، ورغبة في إحياء الأمل في قلب العاصمة السورية بعد سنوات من المعاناة. على الرغم من الوضع السياسي المعقد، كان المطران اسادوريان يشدد دائمًا على أهمية العمل الجماعي والمشاركة بين مختلف الأطياف السورية لبناء الوطن وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
دور المطران اسادوريان في إرساء السلام والوحدة:
في سياق عمله، كان المطران اسادوريان يسعى دائمًا إلى نشر رسالة السلام والمصالحة بين مختلف فئات المجتمع السوري. وعرف بتوجيه رسائل للأمل، كان يعبر فيها عن أهمية التعاون والتعايش بين مختلف المكونات في سوريا، بغض النظر عن الانتماءات الطائفية أو السياسية.
إن مساهمته في تنظيف الشوارع ليست مجرد مبادرة بيئية، بل هي رسالة معنوية حول أهمية إعادة بناء الوطن بكل الطرق الممكنة، بداية من الأفعال البسيطة التي تجمع الناس معًا. كانت هذه الأنشطة تعبيرًا عن قوة الإيمان والروح الإنسانية التي لا تنكسر، بغض النظر عن الصعوبات التي يواجهها المجتمع السوري.
المطران اسادوريان والتحديات السياسية:
من المعروف أن المطران اسادوريان عاش في ظل تحديات سياسية كبيرة، خاصة في ضوء الصراع المستمر في سوريا. على الرغم من التوترات السياسية التي شهدتها البلاد، ظل المطران متمسكًا بموقفه المبدئي في الدعوة إلى التعايش السلمي والمصالحة بين جميع أطياف المجتمع السوري. وقد تجنب أن يكون طرفًا في النزاع السياسي، بل كان يسعى دائمًا إلى معالجة القضايا من منظور إنساني وديني.
من خلال هذا النهج، نجح المطران في بناء شبكة من الدعم والتضامن مع العديد من السوريين من مختلف الديانات والمناطق، مما جعله شخصية محورية في المجتمع السوري، يُحترم من الجميع لمواقفه الثابتة والمبدئية.
المطران جورج اسادوريان هو شخصية دينية وإنسانية مميزة، استطاع أن يثبت عبر أعماله أن خدمة الآخرين لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تمتد لتشمل العمل الاجتماعي والتضامني. من خلال مشاركته في تنظيف شوارع سوريا بعد الأزمة، قدّم مثالًا عمليًا على كيف يمكن أن تُساهم المبادرات البسيطة في بناء الأمل والكرامة الإنسانية في ظروف صعبة. بينما تسعى سوريا إلى التعافي من آثار الحرب، يظل المطران اسادوريان نموذجًا للتفاني في خدمة الإنسانية والسلام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط المجتمع السوری شوارع سوریا بین مختلف فی سوریا دائم ا
إقرأ أيضاً:
جامعة صحار تستعرض ابتكارات الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير المهارات الرقمية
نظمت جامعة صحار مؤتمرًا حول الذكاء الاصطناعي بعنوان "المهارات الرقمية والعمل اللائق"، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، المكتب الإقليمي في الدوحة واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك بالتزامن مع انطلاق المؤتمر البحثي الثامن. المؤتمر كان برعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبحضور عدد من المسؤولين من القطاعين العام والخاص.
ركز المؤتمر على تعزيز البحث والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي وتخصصات أكاديمية متنوعة، مع دعم بيئة الابتكار في التعليم العالي. كما استهدف تطوير المهارات الرقمية والمهنية وتعزيز جاهزية الكوادر الأكاديمية والمهنية لمواكبة التحولات الرقمية. كما تم التركيز على تعزيز التعاون الدولي بين جامعة صحار والمنظمات العالمية وتوفير منصة أكاديمية للطلاب والباحثين لعرض دراساتهم ومشاريعهم البحثية والمشاركة في النقاشات العلمية المتخصصة. في الوقت نفسه، تم التأكيد على أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
شارك في المؤتمر عدد من الخبراء والمتحدثين الرئيسيين من داخل سلطنة عمان، مثل جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، بالإضافة إلى مشاركة خبراء دوليين من أستراليا، فنلندا، الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، لبنان، وقطر.
وقال الدكتور حمدان الفزاري رئيس جامعة صحار: إن مثل هذه المؤتمرات تساهم في تبادل الأفكار والمعرفة المتخصصة بين المختصين، وتشكل مجالًا خصبًا للباحثين والطلاب للحصول على المعلومات العلمية الحديثة. وأضاف الفزاري أن الجامعة تسعى إلى توظيف برامج وتخصصات تخدم سوق العمل بما يتماشى مع التطور التكنولوجي للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
وتحدث في المؤتمر أيضًا الدكتور أنس بوهلال من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، وبدر بن سليمان الحارثي من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، مؤكدين أن التحول الرقمي أصبح ضرورة حتمية تفرضها متغيرات العصر الحديث، وأنه يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
شهد المؤتمر أيضًا مداخلات من سبعة متحدثين رئيسيين تناولوا مواضيع متعددة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، مثل الدكتور دراجان جاسيفيتش من جامعة موناش في أستراليا الذي ناقش أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وزيان كاو من اليونسكو في الصين الذي تحدث عن جاهزية معلمي التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي. كما قدم الدكتور مصعب الراوي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية محاضرة حول الذكاء الاصطناعي الأخلاقي ودوره في دعم التعلم مدى الحياة.
في ختام اليوم الأول، عقدت جلسة حوارية تفاعلية أدارتها البروفيسورة نور نها أبو منصور، عميدة كلية إدارة الأعمال بجامعة صحار، بمشاركة جميع المتحدثين الرئيسيين. كما تم تنظيم معرض علمي ومعرفي حول الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي على هامش المؤتمر.
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدار يومين بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء من مختلف المؤسسات المحلية والدولية.