يمانيون../
في الحادي والثلاثين من مايو عام 1974، وقّعت سوريا والكيان الصهيوني اتفاقية فك الاشتباك بين الجيش العربي السوري وجيش الاحتلال الصهيوني في جنيف، بحضور ممثلي هيئة الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. الاتفاق أُبرم استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 338، الصادر في أكتوبر 1973، بهدف وقف إطلاق النار عقب حرب تشرين.

تضمن الاتفاق إنشاء منطقة عازلة خالية من السلاح بين الطرفين بإشراف أممي، مع السماح بحضور مدني سوري فيها، وتخفيف العتاد والسلاح لمسافة تصل إلى 25 كم على جانبي المنطقة العازلة. وظل الاتفاق قائماً لعقود، رغم العداء المستمر بين الطرفين.

تحولات استراتيجية وأطماع الاحتلال الصهيوني
في السنوات الأخيرة، ومع تصاعد الأزمة السورية، شرع الكيان الصهيوني في انتهاك اتفاق فك الاشتباك. فقد احتل مناطق جديدة في جنوب غرب سوريا بعمق يصل إلى 17 كم، شملت مساحة إضافية قدرها 125 كم²، خارج المنطقة العازلة، ليضاف ذلك إلى 1200 كم² من الجولان المحتل منذ 1967، والذي أعلن الكيان ضمه رسمياً في 1981، واعترف به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كجزء من “إسرائيل”.

تتسم المناطق المحتلة حديثاً بأهمية استراتيجية كبيرة، أبرزها مرتفعات جبل حرمون وجبل الشيخ، التي تُعدّ نقاطاً استراتيجية مطلة على دمشق وغرب درعا، مما يعزز قدرات الاحتلال في مراقبة وتحجيم أي تهديد مستقبلي.

الكيان الصهيوني واستغلال الأزمة السورية
صرّح رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، بأن سوريا أصبحت نطاق اشتباك يومي، مما يعكس نوايا الكيان لتعزيز حضوره العسكري والسياسي في المنطقة. يأتي هذا بالتزامن مع توغل تركي في شمال سوريا وسيطرة القوات الكردية شرق الفرات، بما يشكل حصاراً جيوسياسياً لسوريا ويحد من قدرتها على التواصل مع العراق ولبنان، ويدعم أهداف الكيان في عزل المقاومة اللبنانية والإيرانية.

هجمات واسعة النطاق
شنّ الاحتلال الصهيوني أكثر من 310 غارات جوية على أهداف استراتيجية سورية، شملت مستودعات أسلحة ومطارات ومنشآت دفاعية مثل منظومة “إس-300″، إلى جانب استهداف مراكز أبحاث واغتيال العلماء السوريين. الهدف هو إضعاف الجيش العربي السوري وتحويل سوريا إلى دولة فاشلة، تمهيداً لدمجها في مشاريع تطبيعية تقودها أجندة “إبراهيم” التطبيعية.

الخطر المتزايد وأهمية الرد
ما يقوم به الكيان الصهيوني لا يقتصر على احتلال أراضٍ جديدة، بل يمثل خطوة نحو تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى” في ظل حكومة يمينية متطرفة. هذا الواقع يفرض على الشعب العربي السوري، والعرب عموماً، مواجهة هذا التهديد بخطط عملية عاجلة لإحباط التوسع الصهيوني والحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومكانتها الاستراتيجية.

قناة العالم – عصري فياض

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري الإيراني: إيران لا تزال قوية وستتصدى لأي تهديد

أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن قدرات بلاده الدفاعية والردعية لم تتأثر بالأحداث الأخيرة في المنطقة، مشددا على أن إيران ما زالت تمتلك القوة الكافية للتصدي لأي تهديد.

وجاءت تصريحاته -اليوم الجمعة- ردا على ما وصفها بمحاولات الأعداء "لترويج ضعف إيران وفقدانها لأذرعها الرادعة في المنطقة".

وأفاد سلامي أن إيران لا تزال قوية وقادرة على حماية مصالحها ودعم حلفائها في المنطقة، مشددا على أن "القدرات الدفاعية والردعية الإيرانية لم تضعف، وهي لا تعتمد على حلفائها في المقاومة بمناطق أخرى".

ووجه قائد الحرس الثوري انتقادات لاذعة لإسرائيل، حيث وصف إسرائيل بأنها "وصمة عار على جبين العالم"، مشيرا إلى أنها تعتمد بشكل كلي على الدعم الأميركي المباشر. وتساءل "هل إسرائيل باتت أقوى وأكثر أمنا مقارنة بالعام الماضي؟ هل ازدهر اقتصادها أكثر من الماضي؟".

وأضاف: "إسرائيل تمتلك الكثير من المنظومات الدفاعية، لكن الصواريخ اليمنية تصيب أهدافها بدقة". وأشار سلامي إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تتمكنا من مواجهة جماعة الحوثي في اليمن، إذ نجح الحوثيون في إغلاق البحر الأحمر أمام التهديدات الخارجية.

ولفت سلامي إلى أن إسرائيل باتت أضعف سياسيا واقتصاديا مقارنة بالعام الماضي، واصفا الإسرائيليين بأنهم ”قتلة وليسوا مقاتلين“. وشدد على أن إسرائيل لا يمكن أن تستمر في الوجود دون دعم الولايات المتحدة لها.

إعلان

كذلك أشار اللواء إلى أن إسرائيل دمرت البنى التحتية الدفاعية في سوريا بعد انسحاب إيران منها، قائلا "بعد خروجنا من سوريا، دمر الكيان الصهيوني بنيتها التحتية الدفاعية".

???? قائد الحرس الثوري الاسلامي اللواء حسين سلامي:

• إسرائيل عار على العالم و تعيش على الدعم الامريكي.

• الأعداء يحاولون ترويج أن إيران ضعفت بعد الأحداث الأخيرة وفقدت أذرعا رادعة بالمنطقة.

• القدرات الدفاعية والردعية الإيرانية لم تضعف أبدا وهي لا تعتمد على أي مناطق أخرى. pic.twitter.com/N9bL89O9Xn

— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) January 10, 2025

كشف مدن الصواريخ والمسيرات

وفي السياق ذاته، أعلن قائد الحرس الثوري عن نية إيران الكشف عن "مدن الصواريخ والمسيرات" لإظهار الجانب المخفي لقوة وعظمة البلاد. وأكد أن الشعب الإيراني يطالب بتنفيذ "عملية الوعد الصادق 3″، مشيرا إلى أن الحرس الثوري لن يسمح بتلاشي شغف الشعب بالسعي نحو القوة.

وانطلقت صباح اليوم مناورة "السائرون إلى القدس" في العاصمة طهران، بمشاركة 110 آلاف فرد من قوات البسيج. وتهدف المناورة إلى إظهار جاهزية القوات الشاملة لمواجهة أي تهديد محتمل، وتسليط الضوء على مستوى استعدادهم وتنظيمهم في مجالات الإنقاذ والدفاع عن الأحياء ومكافحة العمليات الإرهابية.

وقال قائد فيلق طهران الكبرى، العميد حسن حسن زاده، إن هذه المناورة تحمل عدة رسائل، أهمها إعلان الجاهزية الشاملة للبسيج للتصدي لأي تهديد، وإيصال رسالة إلى أعداء الثورة الإسلامية بأن الشعب الإيراني ما زال متواجدا في الساحة، وأن أبناءه مستعدون للتضحية بأرواحهم دفاعا عن الوطن.

واختتم سلامي تصريحاته بالتأكيد على أن إيران ستواصل دعمها للمقاومة في المنطقة، وأنها لن تسمح لأي قوة بتقويض أمنها أو أمن حلفائها.

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني: إيران لا تزال قوية وستتصدى لأي تهديد
  • العمل الإسلامي يدين نشر الكيان الصهيوني خرائط تضم أجزاء من الأردن وسوريا ولبنان
  • سوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟
  • مظاهرات حاشدة في قبرص تنديداً بزيارة رئيس الكيان الصهيوني
  • منها اقتحام عدة مدن فلسطينية.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على غزة مساء اليوم
  • خطة «الكيان».. ضم الضفة الغربية!!
  • نائب بريطاني يدعو إلى طرد سفيرة الكيان الصهيوني لدى لندن
  • خبير استراتيجي: حكومة نتنياهو الأكثر تطرفًا في العصر الحديث
  • إخلاء المتاجر والمباني في وسط لندن بسبب تهديد بوجود قنبلة
  • توغل جديد لـ الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة جنوب سوريا