الكيان الصهيوني يتوسع في سوريا: تهديد استراتيجي وتغيير في معادلات المنطقة
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
يمانيون../
في الحادي والثلاثين من مايو عام 1974، وقّعت سوريا والكيان الصهيوني اتفاقية فك الاشتباك بين الجيش العربي السوري وجيش الاحتلال الصهيوني في جنيف، بحضور ممثلي هيئة الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. الاتفاق أُبرم استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 338، الصادر في أكتوبر 1973، بهدف وقف إطلاق النار عقب حرب تشرين.
تضمن الاتفاق إنشاء منطقة عازلة خالية من السلاح بين الطرفين بإشراف أممي، مع السماح بحضور مدني سوري فيها، وتخفيف العتاد والسلاح لمسافة تصل إلى 25 كم على جانبي المنطقة العازلة. وظل الاتفاق قائماً لعقود، رغم العداء المستمر بين الطرفين.
تحولات استراتيجية وأطماع الاحتلال الصهيوني
في السنوات الأخيرة، ومع تصاعد الأزمة السورية، شرع الكيان الصهيوني في انتهاك اتفاق فك الاشتباك. فقد احتل مناطق جديدة في جنوب غرب سوريا بعمق يصل إلى 17 كم، شملت مساحة إضافية قدرها 125 كم²، خارج المنطقة العازلة، ليضاف ذلك إلى 1200 كم² من الجولان المحتل منذ 1967، والذي أعلن الكيان ضمه رسمياً في 1981، واعترف به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كجزء من “إسرائيل”.
تتسم المناطق المحتلة حديثاً بأهمية استراتيجية كبيرة، أبرزها مرتفعات جبل حرمون وجبل الشيخ، التي تُعدّ نقاطاً استراتيجية مطلة على دمشق وغرب درعا، مما يعزز قدرات الاحتلال في مراقبة وتحجيم أي تهديد مستقبلي.
الكيان الصهيوني واستغلال الأزمة السورية
صرّح رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، بأن سوريا أصبحت نطاق اشتباك يومي، مما يعكس نوايا الكيان لتعزيز حضوره العسكري والسياسي في المنطقة. يأتي هذا بالتزامن مع توغل تركي في شمال سوريا وسيطرة القوات الكردية شرق الفرات، بما يشكل حصاراً جيوسياسياً لسوريا ويحد من قدرتها على التواصل مع العراق ولبنان، ويدعم أهداف الكيان في عزل المقاومة اللبنانية والإيرانية.
هجمات واسعة النطاق
شنّ الاحتلال الصهيوني أكثر من 310 غارات جوية على أهداف استراتيجية سورية، شملت مستودعات أسلحة ومطارات ومنشآت دفاعية مثل منظومة “إس-300″، إلى جانب استهداف مراكز أبحاث واغتيال العلماء السوريين. الهدف هو إضعاف الجيش العربي السوري وتحويل سوريا إلى دولة فاشلة، تمهيداً لدمجها في مشاريع تطبيعية تقودها أجندة “إبراهيم” التطبيعية.
الخطر المتزايد وأهمية الرد
ما يقوم به الكيان الصهيوني لا يقتصر على احتلال أراضٍ جديدة، بل يمثل خطوة نحو تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى” في ظل حكومة يمينية متطرفة. هذا الواقع يفرض على الشعب العربي السوري، والعرب عموماً، مواجهة هذا التهديد بخطط عملية عاجلة لإحباط التوسع الصهيوني والحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومكانتها الاستراتيجية.
قناة العالم – عصري فياض
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
مدير المركز الفرنسي: خطة مصر لإعمار غزة "استراتيجية ".. وباريس تدعمها دولياً
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت الدكتورة عقيلة دبيشي مدير المركز الفرنسي للدراسات وتحليل السياسات، إن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تعد خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع دون تهجير سكانه.
وأضافت عقيلة دبيشي، خلال تصريحات علي قناة الحدث، أن الموقف الفرنسي واضح، حيث أبدى وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو، ترحيبه بالدور المحوري الذي تلعبه مصر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما تشيد فرنسا بالجهود المصرية في بلورة تصور شامل للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة.
وأشارت إلى تطلع باريس لدعم المجتمع الدولي، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي وفرنسا، لهذه المساعي المصرية، ويظهر هذا الموقف الفرنسي تقديرًا لأهمية الخطة المصرية في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، مما يعكس التزام المجتمع الدولي بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.
وأوضحت أن مراحل الخطة تتضمن ثلاث مراحل رئيسية، المرحلة الأولى (6 أشهر): رفع الركام من المناطق المتضررة ونشر مستشفيات ومدارس متنقلة لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان، والمرحلة الثانية (18 شهرًا): توفير مساكن آمنة ووحدات سكنية لإعادة توطين المتضررين داخل القطاع، والمرحلة الثالثة (حتى 5 سنوات): إعادة بناء وتأهيل البنية التحتية والمرافق الحيوية لتعزيز التنمية المستدامة في غزة.
وشددت على أنه تسعى مصر من خلال هذه الخطة إلى الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أرضهم، وتوفير بيئة مستقرة لتسهيل عملية السلام في المنطقة.