يمانيون:
2025-05-03@06:21:28 GMT

عدوان صهيوني واسع على سورية.. هل يؤسس لشرق أوسط جديد؟

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

عدوان صهيوني واسع على سورية.. هل يؤسس لشرق أوسط جديد؟

يمانيون../
بوتيرة متسارعة سبقت في مدة تنفيذها، المدة القصيرة التي استغرقتها عملية السيطرة على السلطة في سورية، ومباشرة بعد اكتمال خطوطها العامة، نفذ نتنياهو عدوانًا واسعًا وصاعقًا على سورية في اتجاهين: الأول، عبارة عن توغل بري وتوسعة احتلال أراضٍ، داخل الجنوب الغربي السوري، انطلاقًا من الجولان المحتل، والثاني عبارة عن تنفيذ تدمير واسع وشبه شامل لأغلب قدرات وأسلحة الجيش السوري النوعية الثقيلة والمتوسطة، البرية، والجوية، والبحرية.

صحيح، أنه لم ترتسم صورة واضحة حتى الآن حول أبعاد هذا العدوان “الإسرائيلي” المزدوج على سورية، لا في توقيت انتهائه، ولا في حدوده الجغرافية، لكن، يمكن القول، إن المنطقة دخلت معه، (مع هذا العدوان)، في مسار من التغيير الإستراتيجي والذي قد يكون مفصليًا، من الواضح أن نتنياهو استطاع أن يطلقه عنوة، وحيث يبدو أنه يعمل على فرضه كمنفّذ لمخطط دولي، أميركي بدرجة أولى، لا يبدو بتاتًا أن هناك أية امكانية إقليمية واضحة لمقاومته أو لمنعه، أو على الأقل لتأخيره وعرقلته.

هذا العدوان “الإسرائيلي”، والذي بدأ مباشرة بعد نجاح المجموعات السياسية والعسكرية للمعارضة السورية في بسط سيطرتها على الحكم في سورية، عقب عملية إزاحة نظام الرئيس بشار الأسد، والذي حصل مع عائلته على اللجوء السياسي في روسيا، يمكن الإضاءة عليه عبر نقطتين: عسكرية- ميدانية، وإستراتيجية، وذلك على الشكل الآتي:

ميدانيًا: نجحت وحدات العدو في التوغل السريع في شمال وشمال شرق الجولان المحتل، بحيث أصبحت تسيطر على شريط جغرافي يمتد شمالاً بطول ٢٥ كلم انطلاقًا من خط فض الاشتباك في الجولان المحتل بعد حرب ١٩٧٣، وصولاً إلى محيط بلدة قطنة السورية جنوب غرب دمشق بأقل من ٢٥ كلم، وبعرض بين ٣ و٥ كلم شرقًا، اعتبارًا من مدينة القنيطرة جنوبًا، مرورًا بخان أرنبة ومدينة البعث، فبلدة حضر وبلدة بيت جن وصولاً إلى قطنة شمالاً، وحيث يشكل هذا الشريط فاصلاً جغرافيًا حيويًا بين لبنان وسورية على كامل الحدود الجنوبية الغربية للأخيرة، نجحت أيضًا وحدات العدو في السيطرة على مرصد جبل الشيخ كأعلى نقطة جغرافية في منطقة الاشتباك التاريخي بين الكيان من جهة وسورية ولبنان من جهة أخرى.

عسكريًا: استطاعت القوتان الجوية والصاروخية للعدو، وبغياب أية صورة ولو متواضعة أو بسيطة، لأي نوع من أنواع التصدي والدفاع من الداخل السوري، وبفترة قياسية لم تتعد حتى الآن ٣٦ ساعة، تدمير النسبة الأكبر من قدرات وأسلحة الجيش السوري النوعية، الثقيلة والمتوسطة، وعلى كامل الجغرافيا السورية، من جنوب دمشق وصولاً إلى اللاذقية غربًا وإلى القامشلي والحسكة شرقًا، محققة بذلك إزاحة كاملة لقدرات الجيش السوري، والتي كانت في وقت سابق، تفرض ولو بنسبة جزئية، توازنًا معينًا بمواجهة القدرات الضاربة للعدو “الإسرائيلي”.

إستراتيجيًا: بعد أن كانت فرق العدو الضاربة الخمس قد عجزت عن تحقيق أي توغل بري ذي معنى ميداني في جنوب لبنان، وخلال أكثر من شهرين، وبعد أن انصاعت قيادة العدو لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان تنفيذًا للقرار ١٧٠١، وبالتزمن مع تحرك الجماعات المسلحة للسيطرة على الحكم، بعد أن أمنت لهم دعمًا جويًا استباقيًا، استهدفت بفعالية قدرات الجيش السوري وحلفائه، ونقلت “إسرائيل” تركيزها وقدراتها شرقًا، وضربت بعرض الحائط في سورية، كل قيود ومندرجات القانون الدولي ومؤسساته، ومع استغلالها ما آلت إليه الأوضاع هناك بعد عزل وإبعاد قرار وموقف الجيش العربي السوري.

وعلى مرأى ومسمع ومقربة من السلطة الجديدة في سورية، والتي كانت منهمكة على ما يبدو في تركيب خطوط سلطاتها الجديدة، ولم تنتبه لعدوان “إسرائيل”، يمكن القول إن الأخيرة مع هذا العدوان، فرضت واقعًا جديدًا لا يمكن تجاوزه، حتى الآن ما هو واضح منه: إنهاء قدرات وإمكانيات الدولة السورية كدولة أولى في مواجهتها تاريخيًا، والتحضير السياسي والميداني والعسكري لإمكانية فرض تقسيم معين لسورية، لا يبدو في الأفق، أن هناك إمكانية لمنعه والتصدي له.

العهد الاخباري – شارل أبي نادر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجیش السوری هذا العدوان فی سوریة

إقرأ أيضاً:

برعاية إدارة محافظة إدلب، الدفاع المدني السوري يُطلق مشروعًا لإزالة الأنقاض في مدينة معرة النعمان جنوبَ المحافظة

إدارة محافظة إدلب الدفاع المدني السوري 2025-05-01hadeilسابق مديرية نقل دمشق تستعيد مستوى خدماتها ونشاطها وتنجز نحو 500 معاملة ‏يومياً انظر ايضاً الدفاع المدني يعيد توزيع الكتل الإسمنتية على أوتستراد دمشق حمص لتسهيل حركة المرور

دمشق-سانا حفاظاً على السلامة العامة أعادت فرق الدفاع المدني السوري تنسيق الكتل الإسمنتية الموزعة بشكل

آخر الأخبار 2025-05-01مديرية نقل دمشق تستعيد مستوى خدماتها ونشاطها وتنجز نحو 500 معاملة ‏يومياً 2025-05-01شركة CMA CGM الفرنسية تستثمر في ميناء اللاذقية.. مركز بحري عالمي وعوائد تصاعدية للدولة 2025-05-01وزير العدل‏ يبحث مع فريق بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا إعادة ‏بناء ‏القضاء لتسهيل ‏أمور ‏المواطنين 2025-05-01مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء يتفقد محطة ‌‏”ميدان2″ بمناسبة عيد العمال 2025-05-01وزير الصحة يطمئن على صحة المصابين في أحداث جرمانا و أشرفية صحنايا 2025-05-01الرئيس الشرع يبحث مع وزير النقل خطط تطوير شبكات المواصلات وتحسين البنية التحتية للنقل العام 2025-05-01بمناسبة عيد العمال… مدير مؤسسة توليد الكهرباء يتفقد محطة توليد الزارة بحماة 2025-05-01نحو 50 سيدة يعرضن مشاريعهن الصغيرة في بازار معاً نصنع الأمل‏ 2025-05-01منتدى القادة البريديين الثاني في المنطقة العربية يختتم أعماله في قطر 2025-05-01محافظ السويداء وقائد الفرقة 40 في الجيش يتابعان انتشار قوات الجيش والأمن العام في بلدة الصورة الكبرى بريف السويداء

صور من سورية منوعات تطبيق موبايل يوصل صوت الصم للحصول على خدمات الإسعاف 2025-04-27 صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: حل الجيش السوري وتدمير قدراته جعل سوريا مستباحة للصهاينة
  • السعودية تدين العدوان الإسرائيلي على سورية
  • الجيش الإسرائيلي يستعد لاستدعاء واسع للاحتياط لتوسيع الإبادة بغزة
  • قطر: غارة إسرائيل على دمشق عدوان على السيادة وانتهاك للقانون
  • الجيش الإسرائيلي: طائراتنا أغارت على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي السوري
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارات بالقرب من القصر الرئاسي السوري
  • عدوان أمريكي يستهدف صعدة والجوف
  • عدوان أمريكي يستهدف محافظة صعدة
  • برعاية إدارة محافظة إدلب، الدفاع المدني السوري يُطلق مشروعًا لإزالة الأنقاض في مدينة معرة النعمان جنوبَ المحافظة
  • اشتباكات بين قوات من الجيش السوري ومسلحين في صحنايا بريف دمشق