سواليف:
2025-05-02@11:47:13 GMT

تسونامي يضع سورية والمنطقة على مفترق طرق

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

#تسونامي يضع #سورية والمنطقة على مفترق طرق _ د. #منذر_الحوارات

أضاع نظام الأسد فرصًا عظيمة خلال العقد الماضي للوصول إلى تسويات تحقن دماء السوريين، لكنه لم يفعل ذلك، إما إرضاءً لرغبة داخلية في الانتقام، أو رضوخًا لمصالح فاعلين إقليميين ودوليين مستفيدين من استمرار النزاع، ولو على حساب معاناة الشعب السوري.

وربما هذا ما جعل لحظة انطلاق هجوم الجولاني على ريف حلب والمدينة تتحول من مواجهة عسكرية تخضع لميزان القوى إلى تسونامي اجتاح كل هياكل نظام الأسد ليصنع لحظة تاريخية ستخلدها الأزمان.

ولا يمكن وصف انهيار المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، وصولًا إلى انهيار النظام وسقوط الأسد، إلا على أنه تطور يتجاوز مجرد انتصارات ميدانية لهيئة تحرير الشام نتيجة ضعف قوات النظام أو تخلي حلفائه الروس والإيرانيين عنه. بل إن ما حدث أشبه بتسونامي نتج عن خروج مارد مكبوت من قمقمه. كما لا يمكن تفسير تراجع قوات الجيش بأنه نتيجة للضغط العسكري فقط، فهذا تحليل يصعب قبوله منطقيًا. بل يمكن عزو ما حدث إلى استنكاف قيادات وأفراد الجيش عن حماية النظام.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: بعد سقوط النظام، هل تدخل سورية في مرحلة من الاستقرار النسبي مع صعود قوى جديدة؟ أم ستغرق في موجة من الفوضى والصراعات الأهلية الممتدة؟

مقالات ذات صلة تهديد الصورة النمطية للمهاجرين المراهقين.. 2024/12/10

أكثر ما يخشاه العالم هو أن تدخل سورية في مرحلة من الفراغ والفوضى. فسقوط النظام يخلق فراغًا سياسيًا وأمنيًا خطيرًا، ويفتح المجال أمام تنافس فصائل متباينة التوجهات، مدعومة من أطراف دولية وإقليمية. تجارب ما بعد ثورات الربيع العربي وسقوط بعض الأنظمة تشير إلى أن الفوضى قد تكون المصير الأقرب إذا لم يتمكن السوريون من الوصول إلى توافق وطني شامل.

في المقابل، قد تحمل هذه اللحظة فرصة لإعادة تشكيل النظام السياسي على أسس جديدة تتجاوز إرث العقود الماضية، وتضع سورية على مسار مختلف تمامًا.
ما يحدث في سورية لن يتوقف عند حدودها. فهو جزء من تطورات ذات أبعاد إقليمية ودولية. التغيير في سورية يلقي بظلال ثقيلة على دول عدة، وفي مقدمتها إيران التي كانت طرفًا رئيسيًا في الصراع السوري بسبب سياساتها الإقليمية، بدأت تدرك أن حاجتها للطريق الذي يصلها بحزب الله لم تعد بالأهمية ذاتها بعد أن قررت الولايات المتحدة إعادة الحزب إلى السياسة. لهذا، لم تُبدِ حماسًا كبيرًا لنجدة النظام كما فعلت في 2014. يبدو أن قرارها بالتراجع نابع من قراءة استراتيجية ترى ضرورة التفاوض مع القوى الكبرى، خصوصًا الإدارة الأميركية المقبلة، لتجنب نتائج وخيمة عليها.

أما روسيا، فهي تواجه خطر خسارة موطئ قدمها في البحر المتوسط، مما يشكل نكسة كبيرة لمشروعها الاستراتيجي في المنطقة. موسكو تدرك أن الصراع مع الولايات المتحدة له كلفة عالية لا يمكنها تحملها.

تركيا، من جانبها، قد تكون من أكبر المستفيدين مؤقتًا من انهيار النظام. إذ تسعى إلى توسيع نفوذها وضمان مصالحها الأمنية، لا سيما في الشمال السوري. لكن هذا التوسع سيصطدم عاجلًا أم آجلًا مع مصالح قوى أخرى لا تريد للدور التركي أن يتجاوز حدودًا معينة.

الدول العربية تراقب المشهد بقلق وترقب. الخوف ينبع من احتمال أن يشكل سقوط النظام فصلًا جديدًا من الربيع العربي، لكن في الوقت نفسه، هناك تفاؤل لدى البعض بإمكانية خروج سورية من تحت النفوذ الإيراني، ما يفتح المجال لإعادتها إلى الحاضنة العربية.

إسرائيل ترى انهيار النظام تهديدًا وفرصة. التهديد يكمن في احتمال أن يؤدي الفراغ الأمني إلى ظهور جماعات أكثر عدائية تهدد أمنها. أما الفرصة، فتتمثل في إنهاء الوجود الإيراني في سورية، وهو مكسب استراتيجي كبير.

الولايات المتحدة تبدو المستفيد الأكبر من المشهد. فهي تراقب من بعيد انهيار النفوذ الروسي والإيراني في سورية وتراجع الطموح الصيني، وهذه أهداف استراتيجية لطالما سعت لتحقيقها. ورغم أنها تبدو بعيدة عن الأحداث، إلا أنها الفاعل الأبرز في صياغة المشهد الحالي.

لا يبدو أن تسونامي الجولاني سيتوقف عند مكان حدوثه، وإن كان أول ضحاياه نظام الأسد. بل من الواضح أنه سيمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، لأنه ليس مجرد انعكاس لصراع داخلي، بل لحظة فاصلة قد تعيد تشكيل مستقبل سورية والمنطقة.

السؤال الأهم: هل يستطيع السوريون تجاوز هذا المنعطف التاريخي لبناء دولة جديدة؟ أم ستتحول بلادهم إلى ساحة لتصفية الحسابات الداخلية والإقليمية والدولية؟ الإجابة لن تفصح عن نفسها إلا بمرور الأيام والأسابيع المقبلة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تسونامي سورية فی سوریة

إقرأ أيضاً:

تكتل الأحزاب: استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب مفتاح أساسي لإستقرار اليمن والمنطقة

أكد المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، الثلاثاء، أن استعادة الدولة يعد المفتاح الأساسي لبناء يمن مدني يضمن كرامة الإنسان اليمني، ويعزز الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

 

جاء ذلك خلال لقاء تكتل الأحزاب اليمنية، مع السفيرة الفرنسية لدى اليمن كاترين قرم كمون، جرى لبحث مستجدات الأوضاع السياسية وسبل دعم جهود استعادة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب الحوثي.

 

وأوضح رئيس المجلس الأعلى للتكتل أحمد عبيد بن دغر، أن التكتل الوطني للأحزاب يعد مظلة سياسية وطنية تعمل على تنسيق جهود القوى والمكونات السياسية المؤمنة بالجمهورية، والساعية لاستعادة مؤسسات الدولة وبناء مسار سياسي شامل يضمن الشراكة الوطنية.

 

وشدد تكتل الأحزاب، على أهمية الدعم الفرنسي والأوروبي للحكومة الشرعية، وضرورة تكثيف الجهود المحلية والإقليمية والدولية لإنهاء الانقلاب.

 

ودعا رئيس المجلس الأعلى المجتمع ودوله دائمة العضوية ممارسة أقصى درجات الضغط السياسي على الحوثيين، وإعادتهم إلى جادة الصواب، وصولًا إلى سلام عادل ليحقن الدماء ويحفظ الأرواح.

 

بدورها، شددت السفيرة الفرنسية على موقف بلادها الداعم لليمن، وأكدت ضرورة إيجاد طرق واقعية لإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، مشيرة إلى أن عودة الحياة السياسية بشكل فعّال تمثل أولوية أساسية لتحقيق الاستقرار وخدمة تطلعات اليمنيين.


مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة وأوكرانيا تعلنان عن اتفاق اقتصادي
  • منظمة ‏Global Justice‏ ‏تكرم في دمشق سفير الولايات المتحدة الأمريكية ‏لشؤون جرائم الحرب ستيفن راب ‏
  • ترامب: أنا أدير الولايات المتحدة والعالم
  • ترامب: العالم يتهافت على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إبرام اتفاقات اقتصادية
  • الولايات المتحدة: لا تطبيع للعلاقات مع سوريا في هذه المرحلة
  • الولايات المتحدة تلوح بالانسحاب من الوساطة في الشأن الأوكراني
  • ترامب: في ولايتي الثانية أنا أقود الولايات المتحدة والعالم
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)
  • تكتل الأحزاب: استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب مفتاح أساسي لإستقرار اليمن والمنطقة
  • الخارجية الصينية: الولايات المتحدة هي من بدأت حرب التعريفات الجمركية