يمانيون../
يومًا تلو الآخر، تزداد انعكاسات الأزمات الاقتصادية الصهيونية، على الغاصبين في فلسطين المحتلّة، وعلى كيان العدوّ ككل.

ومع سلسلة السقطات المُستمرّة في جوانب القدرة المالية والاقتصادية والاستثمارات والإنتاج الصناعي والزراعي وفقدان السيطرة الأمنية والعسكرية العجز عن ردع المخاطر، فَــإنَّ هناك إفرازات متجددة تلقي بظلالها على سكان مدن فلسطين المحتلّة، الذين فقدوا الاستقرار وفقدوا الرعاية وفقدوا الأمن وكلّ ما كانوا ينعمون به سابقًا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طالتهم معاناة معيشية واقتصادية يدفعون على إثرها ثمن الإجرام والعربدة الصهيونية، حَيثُ يشكل هاجس الغلاء والأزمات التموينية وتلاشي معظم السلع من الأسواق، معاناة كبيرة للغاصبين، إضافة إلى معاناتهم في نقص الخدمات والخوف والرعب والهلع من النواحي الأمنية حيال الضربات التي يتلقاها العدوّ الصهيوني.

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام صهيونية بتوسع حالة انفلات في سوق الأغذية، وسط غياب رقابة “حكومية” حقيقية، على المواد الغذائية.

واستندت تلك الوسائل على تقارير صادرة مما تسمى “وزارة الاقتصاد” الصهيونية، أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت على الرغم من التضخم الحاصل، غير أن حكومة العدوّ الصهيوني حاولت إخفاء الأسباب الحقيقية بأسباب أُخرى قالت إنها تتمثل في سعي الشركات المنتجة والمستوردة والمسوقة للمواد الغذائية لزيادة أرباحها.

وأشَارَ تقرير “الاقتصاد” إلى أنه ورغم انخفاض أسعار المواد الخام عالميًّا، إلا أن أسعار المواد الغذائية في المدن الفلسطينية المحتلّة يرتفع بشكل مُستمرّ، وهنا تأكيد على أن الانهيارات الحاصلة في المنظومة الاقتصادية الصهيونية باتت بمنأى عن أي انخفاضات عالمية.

وقد لفتت وسائل الإعلام الصهيونية إلى أن شركات إنتاج واستيراد الأغذية، وشبكات التسوق الكبرى، رفعت الأسعار بنسب أعلى من ارتفاع كلفة الإنتاج والتوزيع، وفي فترة شهدت تراجعاً في أسعار المواد الخام للمواد الغذائية في الأسواق العالمية، في تأكيد على أن أي انخفاضات عالمية لن تنعكس على الوضع داخل فلسطين المحتلّة؛ بسَببِ تراكم الأزمات الاقتصادية وتعقيداتها على العدوّ.

وأكّـدت صحيفة “ذي ماركر” الصهيونية أن ما تسمى “وزارة الاقتصاد” أجرت فحصاً لـ 170 صنفاً من الأغذية، ووجدت أن 40 % من المنتجات كان ارتفاع الأسعار فيها بنسبة 5 %، وأن 25 % من هذه الأصناف الغذائية تراوح فيها ارتفاع الأسعار ما بين إلى 10 %، بينما 7 % من هذه الأصناف تبين أن الأسعار ارتفعت فيها بأكثر من 25 %، ما يشير إلى حجم الانفلات داخل السوق “الإسرائيلية” وعجز حكومة المجرم نتنياهو عن وضع ضوابط في ظل انشغالها بالإجرام والتدابير العسكرية.

وتوقعت الصحيفة بناءً على المعطيات الاقتصادية والميدانية، بأن العام القادم 2025، ستكون فيه مدن فلسطين المحتلّة أمام موجة غلاء جديدة، مصاحبة لزيادات ضريبية، وهو الأمر الذي سيفاقم الأثقال على الغاصبين، حَيثُ إن رفع الضرائب يعني ارتفاع كلفة الإنتاج والتوزيع والتسويق، وهذا بدوره أَيْـضًا سيضاعف الغلاء بنسبة كبيرة.

ومع الغلاء في المواد الغذائية، فَــإنَّ هذه الموجة “الغلاء” ستتمدد إلى القطاعات الخدمية، حَيثُ أعلنت ما تسمى “سلطة الكهرباء” الصهيونية، أن أسعار التيار الكهربائي سترتفع بنسبة 3,8 %، وتضاف لها نسبة 1 %، هي الزيادة المفترضة من زيادة ضريبة القيمة المضافة، ابتداءً من العام الجاري، في حين أن هذا الإعلان يأتي بعد وقت قصير من إعلان ما تسمى “سلطة المياه”، عن رفع أسعار المياه للمستهلك بنسبة 3,4 %، وهو ما يؤكّـد أن العام القادم –على الرغم من توقف الجبهة اللبنانية التي كانت تثير الاضطرابات– سيشهد معاناة معيشية إضافية في صفوف الغاصبين، وهذا بدوره سوف يرفع سقف معدلات الهجرة العسكرية التي تضيق ذرعًا بالوضع الحاصل في فلطسين المحتلّة؛ جراء سياسات حكومة المجرم نتنياهو.

وأكّـدت الصحيفة الصهيونية أن هناك ارتفاعاً في ضريبة المسقفات البلدية، التي يسميها العدوّ الإسرائيلي “الأرنونات”، أي أن زيادة كلفة المعيشة في مدن فلسطين المحتلّة تزحف باستمرار في جميع الجوانب الخدمية الضرورية والمعيشية بشكل عام.

وتأتي هذه الموجات من الغلاء بعد أن ارتفعت في وقت سابق رسوم التأمين الصحي والضمان الاجتماعي التي كلفت الغاصبين نحو 4 % من رواتبهم، أي أن هناك علاقة عكسية تمامًا بين دخل الغاصبين، وبين الالتزامات التي عليهم دفعها، فهناك تقلص في الأجور يواجهه غلاء الأسعار في كُـلّ المتطلبات المعيشية الضرورية وغير الضرورية.

وعلى صعيد متصل، تشير صحيفة “هآرتس” الصهيونية أَيْـضًا إلى أن هناك تضخماً في أرباح البنوك وشركات الأغذية والملابس وشركات التسويق؛ بفعل الغلاء الحاصل، وبفعل ارتفاع أسعار الفوائد، مشيرةً إلى أن التضخم في الأسواق لم يشفع لـ”المستوطنين” للحصول على أسعار مناسبة، في تأكيد على حجم الاضطرابات المحيطة بالسوق الإسرائيلية.

ورغم أن هذه التوقعات بموجات الغلاء في العام القادم وإجراءات رفع رسوم الخدمات، تستند إلى استمرار التهدئة على الجبهة اللبنانية وبقاء مستوى التصعيد المحيط بالعدوّ كما هو عليه، فَــإنَّ انفجار الجبهة الشمالية مجدّدًا وتصاعد العمليات المساندة سوف تفاقم الأزمات على العدوّ وتجعله غير قادر على ضبط أيًّا من خيوط الداخل الفلسطيني المحتلّ.

وأيضًا بهذه المعطيات والأرقام، تشير مآلات الأحداث القادمة إلى أن الحياة ومتطلباتها في مدن فلسطين المحتلّة سوف تزيد الخناق والمضايقة على الغاصبين، وهو ما يجعل العدوّ الصهيوني وحكومته الإجرامية على موعدٍ مع موجة هجرة عكسية واسعة تحاصر بقاء المجرم نتنياهو، وَأَيْـضًا تسهم في تقليص الوجود الغاصب داخل فلسطين، وهذا يشكل هاجساً مؤرقاً للعدو.

يشار إلى أن هذه الاختلالات في الحركة الاقتصادية الصهيونية كانت نتيجة طبيعية للضربات التي تلقاها العدوّ الصهيوني؛ فهو يتعرض لحصار بحري خانق من قبل القوات المسلحة اليمنية، وتعطلت معه الصادرات والواردات بنسبة كبيرة، وَأَيْـضًا فقد نصف استثماراته بفعل العمليات التي تطال عمق فلسطين المحتلّة، لا سيَّما المناطق الحيوية، كحيفا وأم الرشراش؛ وذلك بالصواريخ والمسيّرات التي تأتي من اليمن والعراق ولبنان.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المواد الغذائیة أسعار المواد ما تسمى إلى أن

إقرأ أيضاً:

مفاجأة سارة.. انخفاض كبير في أسعار الدواجن والبيض رغم غلاء الوقود

أوضح الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «كلمة أخيرة» على قناة «ON E»، أن أسعار كرتونة بيض المائدة انخفضت بنسبة تزيد عن 33% في يوم واحد فقط. 

ففي حين كانت تسجل 150 جنيهًا يوم الجمعة، تراجعت إلى 110 جنيهات في المزرعة يوم السبت، ويباع البيض للمستهلك حالياً بسعر يتراوح بين 125 و130 جنيهًا، مقارنة بـ 170 جنيهًا خلال الفترة الماضية.

الدواجن والكتاكيت في مسار هبوطي

ولم يقتصر التراجع على البيض فحسب، بل امتد ليشمل أسعار الدواجن أيضًا. فقد انخفض سعر الكيلو في المزرعة إلى 78 جنيهًا بعدما كان 95 جنيهًا خلال الأسبوعين الماضيين، أي بنسبة تراجع تفوق 17%. أما الكتكوت، فتراوح سعره بين 27 و37 جنيهًا، بتراجع يزيد عن 15%.

إنتاج وفير يفوق الطلب

ورغم أن زيادة أسعار المحروقات من المتوقع أن ترفع تكلفة الإنتاج، أكد الزيني أن الأسواق تخضع لقانون العرض والطلب، مشيرًا إلى أن التراجع الكبير في الطلب تزامن مع تدفقات إنتاجية ضخمة.

وأوضح أن تأثير ارتفاع الوقود سيزيد التكلفة الفعلية بنسبة بسيطة لا تتجاوز 4% على الكيلو، لكنها لم تنعكس حتى الآن على أسعار البيع للمستهلك.

تصدير إلى أمريكا| والأسواق تترقب

في خطوة قد تفتح آفاقًا جديدة للمنتج المحلي، كشف الزيني عن تقديم طلبات من وزارة الزراعة لتصدير بيض المائدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في إشارة إلى جودة الإنتاج المحلي وقدرته التنافسية عالميًا. وأكد أن السوق يشهد حالة من الوفرة غير المسبوقة، متوقعًا استمرار الانخفاض في الأسعار خلال الفترة المقبلة.

رغم أن السوق حاليًا يشهد مفارقة اقتصادية واضحة بين ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع الأسعار، إلا أن المؤشرات تؤكد أننا في مرحلة "انخفاضات"، وليس مجرد تذبذب مؤقت. فهل ينجح السوق المحلي في الحفاظ على هذا التوازن؟ وهل تؤدي وفرة الإنتاج إلى تعزيز فرص التصدير وتقليل العبء عن المستهلك المصري؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير.

مقالات مشابهة

  • المفوضية السامية لحقوق الإنسان في فلسطين: الأوضاع داخل قطاع غزة كارثية
  • لمحة عن سياسات ترامب الجمركية المطبقة وتلك التي قد تدخل حيز التنفيذ
  • اليمن سيفُ الحق المسلول الظافر
  • الهجرة الدولية تقدم مساعدات نقدية لتعزيز قدرة الآلاف على الصمود في اليمن
  • نائب: فساد كبير في ملف السلات الغذائية في وزارة الهجرة
  • ورشة عمل في التجارة الداخلية لرفع مستوى السلامة الغذائية للمواطنين
  • الهجرة الدولية: ثلثا سكان السودان في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية
  • السلات الغذائية تلاحق وزيرة الهجرة العراقية.. وثيقة
  • وسط المخاوف من موجة غلاء وارتفاع التضخم مصير دعم الوقود بالموازنة الجديدة
  • مفاجأة سارة.. انخفاض كبير في أسعار الدواجن والبيض رغم غلاء الوقود