الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة تطلق مؤتمرًا دوليًا حول العدالة البيئية لفلسطين
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلق مركز التعليم البيئي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بالتعاون مع اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) في فلسطين، المؤتمر الدولي (العدالة البيئية لفلسطين) في أريحا برعاية المطران الدكتور سني إبراهيم عازر، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة.
شارك في المؤتمر ممثلو مؤسسات رسمية وأهلية ودولية، بينهم محافظ أريحا والأغوار، الدكتور حسين حمايل، وممثل رئيسة سلطة جودة البيئة، نسرين التميمي، المستشار القانوني مراد المدني، والمدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي"، سيمون عوض، ونشطاء بيئيون عبر منصة ZOOM من عدة دول.
وقال المطران عازر، إن المؤتمر غير العادي يحمل هم الإنسانية في وقت عصيب، ويسعى إلى المساهمة في رعاية الخلق، ويطمح في أن ينعم شعبنا في هذه البلاد المقدسة بالسلام والحياة وأن تصمت أصوات المدافع، ويُنادي بالعدالة البيئية، و نلتقي اليوم في زمن المجيء زمن ميلاد يسوع المسيح رسول المحبة والسلام، ونأمل أن يكون بداية لنهاية الحرب في بلادنا المقدسة وانتهاء معاناة الناس.
وأضاف “عازر” خلال الكلمة التي القاها بالمؤتمر، أن الكنيسة تفخر بوجود مركز التعليم البيئي التابع لهافي أروقتها وعمره اليوم 38 عامًا، وهو مركز سبق قيام مؤسسات السلطة الوطنية، ومن أوائل مؤسسات البيئة العربية، وسعى لتعليم أطفالنا أن بيئتنا تستحق منا العمل والتوقف عن حرقها وتخريبها وتدميرها.
واستطرد : نجتمع هنا على أمل بأن يعود إلى غزة السلام وأن يشعر أهلها بالأمن، وأن تعود أرضها التي حرقتها القنابل لتزهر بالأمل، وأن تنهض من تحت ركامها، وأن يساعدها العالم على تضميد جراحها، ومحاصرة جوعها وأوبئتها. ولا ننسى الضفة الغربية وخاصة القدس.
وأطلق عازر مبادرة لحملة غرس أشجار بعدد وأسماء أطفال غزة الذين فقدناهم في هذه الحرب في حقولنا وشوارعنا وحدائقنا ومدارسنا، على أمل أن تنمو وتظل تذكرنا بواجبنا وهو أن نرعى الخليقة وأن نغرس الأمل في زمن الموت.
فيما أشار محافظ أريحا والأغوار، الدكتور حسين حمايل، إلى الظلم والقهر الحاصل في غزة، والذي يتزامن مع صمت دولي مٌطبق، وبالرغم من ذلك يصر الفلسطينيون على الحياة والعمل.
وبين أن دور الكنيسة مهم في رسالة السلامة والتسامح والعمل، وهو ما يتجسد في أريحا بأديرتها ومساجدها وتاريخها.
ودعا حمايل المؤتمر إلى الخروج بخطة عملية تعقبها تشكيل لجنة لتنفيذ الممكن من التوصيات، وأعرب عن استعداد المحافظة لأن تكون جزءًا منها.
وأعلن تنبي مبادرة المطران عازر، وإطلاق حملة في أريحا والأغوار بالشراكة مع المركز ومؤسسات المدينة لغرس أشجار بأسماء شهداء غزة الأطفال، في رسالة حرية وحياة.
واختتم حمايل بالإشارة إلى جهود المحافظة في تعزيز الأمن والمحافظة عليه، وقطع الطريق على مظاهر الفلتان والفوضى.
بينما قال ممثل رئيسة سلطة جودة البيئة، المستشار القانوني مراد المدني إن آلة الحرب الإسرائيلية ألقت منذ بداية العدوان ما يقارب 100 ألف طن من القذائف والمتفجرات، استهدفت كامل مكونات الحياة، في جريمة إبادة جماعية أدت إلى قتل أكثر من 44 ألف وجرج نحو 106 آلاف، وفقدان 11 ألفا.
وأوضح أن تقارير البنك الدولي خلفت ما يزيد عن 42 مليون طنًا من ركام الأبنية والأنقاض والتي تختلط بالنفايات الخطرة، التي تجد طريقها إلى مياه البحر والمياه الجوفية، وتدمير أنظمة الصرف الصحي وإدارة النفايات.
واستعرض المدني تقرير التقييم الأولي للاعتداءات العدوانية على قطاع غزة، الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة للبيئة الوضع الكارثي في قطاع غزة، والمتمثل في التدمير الخطير والجسيم لكافة العناصر البيئية الطبيعية.
وتطرق إلى عدوان الاحتلال على الضفة الغربية والقدس، عبر تجريف الأراضي وقطع الأشجار، والاستيلاء على المحميات الطبيعية، وينابيع المياه، ونقل آلاف الأطنان من النفايات الخطرة، وغيرها.
وأكد المدني أن الحرب العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية يعتبر أفصح مثالًا لجريمة الإبادة البيئية بكل أركانها وعناصرها، بما تتضمنه من اعتداء جسيم وخطير وواسع النطاق والأمد على البيئية الطبيعية.
وعدد جهود سلطة جودة البيئة بالرغم من العدوان، إضافة إلى إعدادها تقريرًا أوليًا حول آثار الحرب على البيئة، وتعاونها مع البنك الدولي في إعداد إستراتيجية التعافي لفلسطين،
وأثنى المدني على مبادرة المطران عازر في غرس أشجار بعدد اطفال غزة، الذين قضوا في العدوان المتواصل منذ أكثر من 13 شهرًا.
بدوره، أكد المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" ورئيس اللجنة الوطنية لـ (IUCN)، سيمون عوض أنه استثنائي لأنه ينعقد في وقت وفي مكان وتحت عنوان مختلف، في ظل محنة كبيرة تفرض أسلوب عمل ونهج مختلفين.
وذكر أن المركز كان في صيف العام الماضي يعد لعقد المؤتمر الفلسطيني الرابع عشر للتوعية والتعليم البيئي: البيئة في المؤسسات الدينية والتربوية والذكاء الاصطناعي والسياسات الخضراء، لكن الأحداث العصيبة التي عصفت بالمنطقة جعلتنا نعلق كل شيء.
وشدّد على أن المؤتمر يناقش في فضاء فلسطيني وعربي ودولي البيئة في زمن الحرب من منظور ديني وبيئي وإعلامي وحقوقي، وهاجسه توقف الحرب وأن يصل إلى محاولة جادة لرسم خارطة عمل تستشرف المستقبل وتساهم في غرس الأمل، وتجنيد الخبرات الوطنية والعربية والدولية التي مرت في ظروف عصيبة، وتوفر التمويل المرجو نحو مسح وطني شامل لآثار العدوان، وتركز على إعادة البناء والترميم والتعمير ومسح للأضرار البيئية.
وأوضح عوض أن المركز واللجنة الوطنية لفلسطين في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة يعكفان على تقديم رؤية استراتيجية لمؤتمر الاتحاد القادم خاصة بترميم الأوضاع البيئية في فلسطين.
وشهد اليوم الأول للمؤتمر الذي سيتواصل غدًا الأربعاء ، 4 جلسات، ناقشت الأولى دور الأديان في وقف الإبادة البيئية، وتحدث فيها القس د. منذر إسحق، من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وعميد كلية الشريعة في جامعة النجاح أ.د. جمال زيد الكيلاني.
وأكد إسحق ضرورة وضع خطة وطنية للخروج من الكارثة، إذ لا حياة في غزة إلا بخطة للتعافي البيئي.
بينما شدّد الكيلاني على دور الدين في حماية البيئة، وعدّد أسباب تدميرها كالجشع والطغيان والتحريف الديني.
فيما عرض في الجلسة الثانية تقييم أولي لآثار الحرب على غزة والضفة الغربية، قدمه مدير الرقابة والتفتيش في سلطة جودة البيئة، بهجت جبارين.
وتتبع مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة، د. ضياء حجيجة الأوبئة المتفشية في قطاع غزة: الآثار الكارثية وسبل المواجهة.
وقدمت مديرة المعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة، د. رند سلمان، التداخل والتقاطعات بين البيئة والصحة في زمن الحرب: غزة نموذجًا.
ولخصت مسؤول الضغط والمناصرة في شبكة المنظمات الأهلية البيئية/ أصدقاء الأرض- فلسطين نتائج الإبادة البيئية عبر المسح الميداني في غزة المشترك مع جامعة Newcastle البريطانية.
وشرحت منسقة الشبكة في فلسطين، عبير البطمة ملامح الدليل القانوني للانتهاكات والجرائم البيئية في فلسطين.
وتضمنت الجلسة الثالثة ورقة حول تجسير الثغرات في حفظ التنوع الحيوي في فلسطين: تقييم المناطق المحمية والنهوض بها من أجل تمثيل أفضل، قدمها مدير عام مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة (بيرك)، د. محمد سليم اشتية.
وقدمت مسؤولة قسم الحق في الأرض والسكن والبيئة في مركز أبحاث الأراضي، هبة الوحوش عرضًا حول الاستعمار الرعوي في الضفة الغربية وتداعياته البيئية.
وأجمل مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي، م. فؤاد ابو سيف تأثيرات الحروب على الزراعة: غزة نموذجًا.
فيما ركزت مديرة "أوراق ميديا" وخبيرة إعلام البيئة والمناخ، د. زينة حمدان، على الإعلام البيئي في زمن الحروب والصراعات: الأولويات والتحديات.
ويشهد غدًا عرض تقارير وتقديرات دولية ووطنية وعربية، تشمل التداعيات البيئية للحروب: التحديات والأولويات، سيقدمها د. نضال العوران، مدير برنامج البيئة وتحسين سبل العيش في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
إضافة إلى عرض حول الإبادة البيئية وأثرها على التنوع الحيوي: آليات التعويض وسبل الترميم، للمكتب الإقليمي لـ (IUCN ) في عمّان، قدمه عاطف الربيع.
بينما سيلخص طارق قنعير من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالأردن، حماية الطبيعة وعناصرها في زمن الحرب
وسيقدم مدير عام الحكم المحلي اريحا والأغوار، سليمان أبو مفرح، رؤية أولية لتأثيرات العدوان على قطاع الحكم المحلي والتصورات المستقبلية للتعامل مع تحدي الركام بفعل الدمار الكبير للمباني والبنية التحتية.
وسيعالج د. علي الحموري، جمعية محاضري القانون الدولي البيئي للشرق الاوسط وشمال إفريقيا قضايا البيئة خلال الحرب في القانون الدولي.
كما سيسبر عميد كلية الحقوق في جامعة القدس، عيسى مناصرة، غور العيادة القانونية للبيئة والمناخ.
وسيركز رئيس معهد السياسات العامة، د. محمد عودة، عبر رقة مفاهيمية آثار العدوان الإسرائيلي على الواقع البيئي في قطاع غزة، فيما ستعالج د. رزان زعيتر، رئيسة الجمعية العربية لحماية الطبيعة بالأردن، أهمية الحفاظ على التراث الطبيعي البيئي في زمن الحرب: دروس وخلاصات ورؤى.
وستنتهي أعمال المؤتمر بنقاش ملامح خارطة طريق للعمل البيئي في زمن الحروب، سيقودها مركز التعليم البيئي.
https://fb.watch/woiLe6Jhou/
469818702_1004012325090629_9018381067293254773_n 469840334_1003857698439425_5954254869303726665_n 469916160_1004004445091417_687313890164126912_n 469916462_1004041041754424_4489030004181803292_n 470013537_1004043071754221_2811597187922019841_nالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فلسطين أريحا سلطة جودة البیئة الإبادة البیئیة التعلیم البیئی فی زمن الحرب فی فلسطین البیئی فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
السيفيرة البريطانية تكشف عن مؤتمر دولي لحشد الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة اليمنية وتنفي روايات الحوثيين
كشفت سفيرة بريطانيا لدى اليمن عبدة شريف عن مؤتمر دولي مرتقب في نيويورك؛ لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً لليمن.
وقالت شريف في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" نعمل بكل طاقتنا لتعزيز الدعم الموجه لأبناء الشعب اليمني، وسنعقد مؤتمراً دولياً لدعم الحكومة اليمنية، في نيويورك، مطلع العام الحالي (2025).
وأضافت "ندرك تماماً التحديات القائمة، بما في ذلك الوضع الاقتصادي الصعب، وسيكون هدف المؤتمر تأمين الدعم السياسي والبرامجي للحكومة والمؤسسات؛ لدعم جهود توفير الخدمات الأساسية".
وقالت إن بريطانيا تأخذ مسؤوليتها بوصفها حاملاً رئيسياً لملف اليمن في مجلس الأمن الدولي بـ "جدية بالغة"، مبينة أن هناك تحضيرات لعقد "مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي؛ لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها".
وبشأن التطورات في اليمن والمنطقة قالت شريف إن "تهور الحوثيين" يهدد جهود السلام.
وقالت "لا يوجد أي عدوان من جانبنا. ضرباتنا الجوية كانت دقيقةً وموجهةً للدفاع عن الشحن البحري وتقليص قدرات (الحوثيين)، مع أخذ أقصى درجات الحذر لتقليل المخاطر على المدنيين، ولا نرى ما يبرر استمرار الهجمات ضد السفن المدنية والأطقم العاملة عليها، وإغراق السفن، والاستهداف المتعمد لناقلات النفط، مثل الناقلة (سونيون)، الذي كاد استهدافها ينتهي بكارثة بيئية".
شريف تحدَّثت أيضاً عن أن التنسيقَ مع المملكة العربية السعودية بشأن الملف اليمني متواصلٌ ومنتظمٌ، معبّرة عن تقدير بريطانيا العالي لجهود المملكة في دعم الشعب اليمني.
كما أبدت عبدة شريف تأييداً لقرار الأمم المتحدة بتعليق الدعم التنموي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، محذرة من أن احتجاز موظفي الأمم المتحدة والسفارات يقوِّض العمل الإنساني في هذه المناطق.
في ردِّها على سؤال بشأن آخر الجهود الدولية لتوحيد العملة اليمنية، أوضحت شريف أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن يقود جهوداً ويخوض مناقشات مهمة مع الأطراف اليمنية في هذا الشأن.
وأضافت: "وجود عملة مستقرة يعني بدوره أسعاراً مستقرة، ما يساعد اليمنيين على التخطيط للمستقبل. لقد دعمنا حكومة اليمن للوصول إلى الأموال اليمنية المحتجَزة في المملكة المتحدة، وقد ساعدت تلك الأموال الحكومة على تأمين العملة الأجنبية في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية متفاقمة".
وعن مستقبل اليمن، تقول السفيرة البريطانية: "دائماً ما تكون أحلك اللحظات هي تلك التي تسبق الفجر مباشرة، أؤمن بصمود الشعب اليمني، وسنواصل دعم الحكومة والمؤسسات لتحقيق آمال وتطلعات الشعب، وأتمنى وأدعو أن يجلب عام 2025 السلام المستدام لليمن".
وشدَّدت على أن سوريا تثبت أن الأمن والاستقرار المستدامَين لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال تسوية سياسية. آمل ألا تتكرر الأخطاء التي ارتكبها الأسد، في سوريا، داخل اليمن.
وفي حديثها أفادت السفيرة البريطانية لدى اليمن بأن هناك جهوداً لإنشاء شراكة للأمن البحري ودعم خفر السواحل باليمن؛ لمكافحة التهريب. وأضافت بقولها: «قدم جهاز خفر السواحل اليمني استراتيجيته لإعادة البناء، في نيويورك خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي استراتيجية طموحة لبناء خفر سواحل قادر على حماية السواحل اليمنية ومكافحة التهريب، ويتم الآن العمل على إنشاء شراكة للأمن البحري تجمع بين الشركاء والمنظمات المانحة لدعم خفر السواحل، ومن جانبها تدعم المملكة المتحدة هذه الجهود من خلال توفير قوارب التدريب والمعدات.
وتابعت "جهود الأمم المتحدة التي تستحق الثناء، والتقدم المحرز على هذا الصعيد تعرَّضت للتهديد جراء اعتداءات الحوثيين وتهورهم، وفشلهم في وضع مصلحة شعب اليمن في المقام الأول".
وأضافت: "في الأيام الأخيرة، رأينا كيف أن الهجمات الحوثية تهدد بتصعيد إقليمي، وتقوّض سلام واستقرار اليمن، وتخلق مزيداً من المعاناة الإنسانية والاقتصادية للشعب الذي عانى بالفعل من صراع دام عقداً من الزمن".
وأكدت أن "تنامي مخاطر حدوث تصعيد خطير، أمر مثير للقلق للغاية، ويبدو الوضع اليوم متقلباً، كما رأينا في الأيام الأخيرة في استمرار هجمات الحوثيين بالمسيَّرات والصواريخ ضد إسرائيل، والهجمات الجوية الإسرائيلية رداً على ذلك".
وأوضحت أن أبناء الشعب اليمني "لا يرغبون في مزيد من التصعيد والصراعات، وإنما يرغبون في الطعام والرعاية الصحية والتعليم لأبنائهم ووظائف ـ كما هي حال شعوب العالم كافة - أما الحوثيون، فيتجاهلون تماماً اليمن واحتياجات أبنائه الأساسية.
وعن العلاقات السعودية – البريطانية تقول السفيرة شريف إنها "أخوية وطويلة الأمد"، مبينة أن هناك تواصلاً منتظماً مع المملكة والشركاء الإقليميين الآخرين بشأن جميع جوانب الملف اليمني.
ووصفت سفيرة المملكة المتحدة احتجاز الحوثيين العشرات من موظفي الأمم المتحدة والسفارات الأجنبية في صنعاء بأنه غير قانوني وغير مبرر، ويُشكِّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان»، مشددة على وجوب أن «يتمكن عمال الإغاثة من العمل بسلامة ودون خوف.
وحذَّرت عبدة شريف من أنه "في سياق دولي يعاني من تحديات تمويل شديدة، من المحتمل أن تؤثر الاعتقالات المستمرة عفي تمويل المانحين والالتزامات تجاه اليمن، وعليه فإننا نواجه وضعاً شديد الخطورة، ليس فيما يخص المحتجزين وأسرهم فحسب، بل وكذلك لأبناء اليمن ممَّن هم في أمس الحاجة للمساعدات".
وأشارت الدبلوماسية البريطانية إلى التزام لندن بحماية الشحن الدولي، وإدانتها بشدة الهجمات البحرية العشوائية التي يشنها الحوثيون، مشددة على أهمية الدفاع عن المبدأ الأساسي لحرية الملاحة.
وقالت "لا يوجد أي عدوان من جانبنا. ضرباتنا الجوية كانت دقيقةً وموجهةً للدفاع عن الشحن البحري وتقليص قدرات (الحوثيين)، مع أخذ أقصى درجات الحذر لتقليل المخاطر على المدنيين، ولا نرى ما يبرر استمرار الهجمات ضد السفن المدنية والأطقم العاملة عليها، وإغراق السفن، والاستهداف المتعمد لناقلات النفط، مثل الناقلة (سونيون)، الذي كاد استهدافها ينتهي بكارثة بيئية".
وبشأن الجهود البريطانية لتحقيق السلام في اليمن، أكدت عبدة شريف أن لندن تأخذ مسؤوليتها بوصفها حاملاً رئيسياً لملف اليمن في مجلس الأمن الدولي بجدية بالغة.
وقالت: "ندعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة نحو إقرار تسوية سياسية شاملة، ونرى أن هذا هو السبيل الوحيد لإرساء سلام مستدام واستقرار على المدى الطويل داخل اليمن، وكذلك تناول الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المزرية".