آيس كريم الحرية.. السوريون يتذوقون طعما جديدا للحياة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
جاء أنس إدريس مسرعا من لبنان إلى سوريا ليحتفل بسقوط نظام بشار الأسد واتخذ كل الترتيبات اللازمة حتى تلحق به أسرته، وكان على قائمة أولوياته زيارة عزيزة على قلبه.
فقد ذهب إلى سوق الحميدية الكبير في البلدة القديمة بالعاصمة السورية دمشق، حتى وصل إلى متجر بكداش وهو من أشهر متاجر البوظة (الآيس كريم)، وطلب مغرفة كبيرة ممزوجة بعلقة المستكة.
ولم يذق إدريس طعم آيس كريم بكداش منذ أن أصبح لاجئا بسبب الحرب الأهلية السورية.
وقال إدريس "أنا إيلي 15 سنة مش دايق… مش آكل هاي البوظة، أنا جاي لآكل هاي البوظة… 15 سنة وبلبنان عايش، 15 سنة وعندي كبت بالدخول والخروج، 15 سنة ما آجي، 15 سنة ما شفت هاي البلد، ما شفت أهلي، هلأ ما روحت ع أهلي، جيت أشوف الشام، أشوف العالم كيف فرحانة بها النصر هذا".
ومضى يتحدث عن طعم البوظة "طعمتها طيبة قبل، بس هلأ (الآن) طعمتها غير (مختلف)، نحن مرتاحين من جوه (من داخلنا)… أما تكون مرتاح، شو ما تاكل (أي شيء تأكله) هتلاقي له طعم غير، صدقني شعور لا يوصف… شايف البلد، أنت شايف الشعب قدامك يعني الشعب مبسوط والله الحجارة عم تضحك، الأحجار بسوريا عم تضحك والطرقات عم تضحك، صدقني".
ومنذ أكثر من 100 عام، وعبر حروب كثيرة، ظل متجر بكداش يقدم الآيس كريم على الطريقة العربية ممزوجا بالسحلب، وهو مسحوق مصنوع من جذور نباتات الأوركيدا، ويتم دقه يدويا بمطارق طولها متر حتى يكتسب ملمسا ناعما ومرنا.
إعلانويبلغ سعر المغرفة الكبيرة المرصعة بالفستق من هذا الآيس كريم دولارا واحدا فقط.
ويحظى بكداش بشعبية كبيرة في جميع أنحاء سوريا، لكن سوريين كثيرين لم يتمكنوا من زيارة عاصمتهم منذ أن قمع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2011، مما أشعل حربا أهلية استمرت 13 عاما.
وفي أعقاب الإطاحة بالأسد بعد تقدم خاطف لقوات المعارضة، تدفق عشرات الآلاف من السوريين على دمشق من مختلف أنحاء البلاد ومن خارج الحدود.
وتجمع مئات في بكداش أمس الاثنين، وكان كثيرون منهم من المقاتلين الذين عادوا للتو من ساحة المعركة، وكانوا يحملون البنادق على ظهورهم وهم يلتهمون الآيس كريم.
وقال أحمد أصلان، وهو مقاتل يبلغ من العمر 22 عاما يرتدي زيا عسكريا مموها إنه لم ير دمشق منذ أكثر من عقد وإن الاستمتاع بالآيس كريم من مميزات الحرية الجديدة.
ومضى يقول "الحمد لله وصلنا إلى الهدف وخدنا حريتنا، هلأ فينا (بمقدرونا الآن) نروح (نتجول في) سوريا كلها بالسيارة الخاصة وأملنا ولادنا وأملنا أهلنا".
و"الوضع إللي صار أحسن من الأول بكتير. كنا الأول متجمعين بنقطة صغيرة هلأ صار عنا نقطة كبيرة".
وقال سمير بكداش، المشارك في ملكية المتجر إن إعادة افتتاح المتجر في اليوم التالي لسقوط الأسد كانت طريقته لإظهار سعادته بنهاية حكومة اضطهدت السوريين لعقود وأجبرته على دفع رشاوى لمجرد أن يبقي المتجر مفتوحا.
وأصر على أن الوصفة المميزة للآيس كريم لم تتغير منذ أن توصل إليها جده الأكبر في تسعينيات القرن التاسع عشر.
لكن حتى العملاء الدائمون قالوا إن هناك شيئا جديدا.
وقالت إيمان غزال، وهي طالبة إدارة أعمال في العشرينيات من عمرها وتأتي إلى بكداش منذ أن كانت طفلة "هي طعمة، طيبة وزادت طعامتها، مو بس البوظة، الحياة كلها… يعني الحيطان عم تضحك، الشمس طلعت، يعني الحمد لله الحمد لله".
إعلانوأضافت "هو صار لنا يومين، بس العالم مبسوطة، بالداخل رجعت الضحكة لسوريا… رجعت الضحكة، رجع الشعب ايد واحدة… مافي إني خايف أحكي، وخايف أعمل… لا لا… قبل كنت بتخاف تحكي أي كلمة… باحب أقول لكل السوريين بالذات: نرجع إيد واحدة ونعمر بلدنا مع بعضنا وما يصير ان كل واحد يحكي على التاني، أو طوائف، لا كلنا سوا وكلنا إيد واحدة والحمد لله على تحرير سوريا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الآیس کریم منذ أن
إقرأ أيضاً:
انتخاب معتمد الديب رئيسا جديدا لحزب مصر الفتاة
أسفرت انتخابات حزب مصر الفتاة التي أجريت مؤخرا عن فوز كل من المهندس معتمد الديب برئاسة الحزب و حسن محمد عمار نائب و اللواء ممدوح رشدى أمين تنظيم حزب مصر الفتاة الجديد والأمين العام المستشار سعيد الفقى .
وقال المهندس معتمد الديب في أول تصريحات له عقب فوزه برئاسة حزب مصر الفتاة إنه يعلن عن تدشين حزب مصر الفتاة الجديد لبدء مرحلة جديدة في الحياة السياسية المصرية يقف خلف الدولة ويدعم توجهاتها داعيا الجميع إلى التكاتف معا من أجل أن يستعيد حزب مصر الفتاة مكانته المرموقة لاثراء الحياة السياسية في مصر الجديدة التي ارسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف من حقنا أن نفخر ونعتز بحزب مصر الفتاة الذي يعد من أقدم وأعرق الأحزاب السياسية في مصر ويمتلك رصيدا كبيرا من التقدير والاحترام والجماهيرية فقد كان من أقدم الأحزاب المصرية حيث تم تأسيسه عام١٩٣٣ .
ونحن نفتخر أن ضم الحزب في عضويته في احدى مراحله الشابين جمال عبدالناصر وأنور السادات ففي عام ۱۹۳۳ تم انشاء جمعية مصر الفتاة التي تحولت إلى حزب سياسي وكان له العديد من المواقف المشرفة حيث خاض مواجهات شرسة ضد جماعة الاخوان المسلمين منذ بداية تأسيسه وكان الداعم الأول للنظام الاشتراكي وللاقتصاد المصري.
و أشار رئيس الحزب إلى أنه بعد أن توحد الصف والتأم الشمل وفي ظل مناخ سياسي منفتح على الحياة السياسية يشجع لظهور احزاب جديدة نعود الى الحياة السياسية بقوة التاريخ والجغرافيا وحماس الحاضر والتفاؤل بالمستقبل .
وأوضح أن عدد الأحزاب المشهرة في مصر وفق القانون والدستور ٨٧ حزبا وهناك ١٣ حزبا اخرى تحت التأسيس و يوجد ١٤ حزبا فقط من هذه الاحزاب هي الممثلة بالبرلمان لذلك فالفرصة مواتية والمناخ العام يشجع على الانطلاق لحجز مكانة متميزة بين هذه الاحزاب ..
و اكد ان هدف الحزب في الفترة الحالية أن يكون حزبا شبابيا مفعما بالنشاط والحيوية يكون داعما لمصرنا الحبيبة درعا للقيادة السياسية معبرا عن نبض الشارع المصري ممثلا أمينا وصادقا لاهلنا في المحافظات والمراكز والقرى والنجوع .
و حول خطة الحزب المستقبلية قال إنها تعتمد. على عدة محاور اهمها دمج الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية وصنع درع لمجابهة الاستقطاب الخارجي واصحاب الفكر المدمر لمجتمعاتنا وتقديم الدعم المجتمعي والسياسي لقري مصر لاستقطاب شبابها للحياة السياسية.