بعد استقباله نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الرياض، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران نقطة مفصلية للأمن بالمنطقة. كما شدد على تطلع المملكة لتعزيز العلاقات الثنائية مع طهران، مضيفاً أن الرغبة صادقة وجدية لتعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين.


إلى ذلك، أشار في مؤتمر صحفي مشترك بمقر الوزارة، مع نظيره الإيراني اليوم الخميس، إلى أن المملكة حريصة على تفعيل الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية مع إيران. وقال: «نسعى لتفعيل العلاقات مع طهران بناء على الاحترام المتبادل». كما أضاف أن المملكة تثمن دعم إيران لملف السعودية لاستضافة إكسبو 2030.
نثمن دور المملكة
من جهته، أكد عبد اللهيان بأنه أجرى مباحثات مثمرة في الرياض، مضيفاً: «نثمن دور المملكة في المنطقة». وقال: «بإمكاننا العمل مع السعودية لحل الموضوعات العالقة بالمنطقة بشكل فوري». وأشار إلى أن طهران تدعم تحقيق الأمن والسلام في المنطقة دون تجزئة.
كما لفت إلى أن العلاقات مع السعودية تسير في الاتجاه الصحيح وتشهد تقدماً. وشدد على أن بلاده عازمة على تطوير وتعزيز العلاقات مع السعودية. إلى ذلك، أشار إلى أن هناك اتفاقا في وجهات النظر بين الجانبين على تفعيل الاتفاقيات الأساسية، مضيفاً أن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي سيزور المملكة قريباً.
كذلك، توجه بالشكر إلى السعودية على تعاونها في تسهيل الحج والعمرة للإيرانيين. وكان وزير الخارجية الإيراني وصل في وقت سابق اليوم إلى الرياض في زيارة رسمية هي الأولى منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل سنوات.
يشار إلى أن البلدين كانا اتفقا في العاشر من مارس الماضي، في بكين على استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016 وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية، فضلا عن تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بينهما عام 2001. ولاحقا عينت طهران مساعد وزير الخارجية، علي رضا عنايتي، سفيرا جديدا لها لدى المملكة، وذلك بعد نحو شهرين على إعلان استئناف العلاقات بين الطرفين.
وفي يونيو الماضي، توجه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران في زيارة رسمية التقى خلالها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مؤكداً أن طهران قدمت تسهيلات لعودة عمل البعثات الدبلوماسية. كما شدد حينها على أن «العلاقات بين الجانبين تقوم على ضرورة الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا استئناف العلاقات وزیر الخارجیة العلاقات مع إلى أن

إقرأ أيضاً:

انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة وتداعياته

منذ اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، توالت إشارات الاستفهام والتساؤلات حول مدى جديّة المواقف الإيرانية، سواء بالرد على انتهاك سيادتها، أو بمواصلة دعمها لأذرعها في لبنان وسوريا والعراق. كما ضَعُفت وتيرة الحديث عن الوضع في قطاع غزة الذي ما زال يشهد أبشع مجازر إبادة جماعية عرفتها البشرية منذ عقود طويلة. وقد برز ذلك التراجع في تصريحات المسؤولين الإيرانيين في مناسبات عديدة.

بالمقابل تزايد الحديث عن البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية التوصل إلى اتفاق جديد مع الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

واليوم ما شهدته الساحة السورية من تطورات دراماتيكية، لاحظنا هذا التراجع الكبير لإيران عن مواقفها السابقة في دعمها للرئيس المخلوع الأسد، وفي تراجعها أيضاً عن وصف القيادة السورية الجديدة من عصابات إرهابية مسلحة، إلى إمكانية التعامل معها مستقبلاً، وكان خطابها أشبه بمواقف الدول الغربية؛ بتأكيد حرصها على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، والاستعداد لإعادة فتح سفارتها بدمشق، ولم يكن تصريح وزير خارجيتها عراقجي، إلا محط تنازل كبير ومثير للدهشة عندما قال مؤخراً، في خضم هذه الأحداث «لا يمكن التنبؤ بمصير الرئيس السوري بشار الأسد»، وكأن هذا يحمل في طياته عبارة صريحة ورسالة إلى الولايات المتحدة تحمل في مضامينها تخلي إيران التام عن مؤازرتها، بل تبنيها لرمز النظام المخلوع.

وما سحب المستشارين الإيرانيين وكبار قادة الحرس الثوري والعسكريين مع عائلاتهم من سوريا – قبل بدء هذه الأحداث وفي تلك الظروف التي يعاني منها النظام في مواجهة معضلة انهياره الوشيك – إلا دليل أقوى على مدى هذا التراجع الإيراني في دعم الحليف السوري.

ولعل هذا يقود إلى العودة بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، في معرض مراجعة المواقف الإيرانية من حزب الله والمقاومة في غزة، التي كانت عرضة – كما بدا واتضح لاحقاً – للمساومة عليها مقابل ضمان مصالح إيران مع الولايات المتحدة؛ حينما صرح رئيسها الجديد آنذاك من على منصة الأمم المتحدة بأنهم والأميركيين إخوة ولا خلاف بينهم، وبأن كل شيء قابل للنقاش.

ومن ناحية أخرى، لم يكن الرد الإيراني على الرد الإسرائيلي في تلك الآونة، إلا ردا خجولا لا يرتقي إلى سلة المواقف السابقة النارية، التي اعتبرت آنذاك تهديدا باتساع الحرب، لتشمل دول المنطقة برمتها.

إن هذا التراجع الايراني الذي شهدته الأيام السابقة في عدم دعم ومؤازرة الأسد الحليف الأول لهم؛ كان أحد عوامل السقوط المدوي لنظامه، وبسط قوات المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على البلاد في غضون أحد عشر يوماً. وقبل ذلك، تَركْ حزب الله فريسةً لقوات الاحتلال الإسرائيلي الغازية، تحت مسمى الإبقاء على قواعد الاشتباك التقليدية – مع تعديلات طفيفة – من دون اللجوء لاستخدام ترسانة الأسلحة، خاصة الصواريخ الدقيقة التي طالما تحدث عنها حزب الله؛ ما مكّن دولة الكيان من تصفية قياداته، وإخضاعه لاتفاق أقل ما يُقال عنه أنه لم يكن في صالح لبنان، أو حزب الله أو ما كان يسمى «محور المقاومة».

هذا التراجع لا تفسير له ، سوى إعادة تموضع للسياسة الإيرانية في مواجهة استحقاقات جديدة مع قدوم الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، واستِعار الحملة الغربية لإنهاء النفوذ الإيراني وأذرعه من المنطقة، أكثر من كونه مجرد «تقليم أظافر إيران».

وهذا بدوره يمثل انحسارا، بل هزيمة لسياسة إيران في المنطقة، وانكفاء مشروعها بكل مقدراتها العسكرية التي كانت تمتلكها، وإسقاطاً لهيمنتها على المنطقة، وإدخال «محور الممانعة» في غياهب المجهول، مع تعاظم الدور الإسرائيلي في لبنان، واحتلال آخر لأراضٍ سورية جديدة، وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري بعد هروب أزلام وقيادات النظام، وتفكيك وحدة الساحات، وتزايد مجازر الإبادة في قطاع غزة، وظهور بوادر استيطان حقيقية إسرائيلية في الضفة الغربية وشمال غزة، تمهيداً لمشروع الضم المنتظر، وتعاظم اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين ومصادرة أملاكهم هناك، واستمرار نتنياهو بفرض شروط جديدة على المقاومة بشأن صفقة تبادل الأسرى، والعمل على تعطيلها بهدف مواصلة حربه الإجرامية على قطاع غزة.
التردد في دعم المقاومة بكل أطيافها، دعما حقيقيا قد أفضى إلى إضعاف المقاومة،
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ما حدث هو تراجع إيراني حقا؟ أم أن هناك قراءة لا موضوعية، بل خاطئة لموقف إيران وسياستها؟

إن تذبذب المواقف الإيرانية منذ السابع من أكتوبر 2023 وبدء معركة طوفان الأقصى، التي شكلت انعطافة استراتيجية أظهر إمكانية هزيمة المشروع الصهيوني بكل أشكاله وصوره، هذا التذبذب، بل التردد في دعم المقاومة بكل أطيافها، دعما حقيقيا قد أفضى إلى إضعاف المقاومة، وأدى إلى هذه النتائج التي كانت ستشكل تفاصيل المشهد الجيوسياسي الجديد للشرق الأوسط لصالح المقاومة، وليس لصالح مشروع نتنياهو- ترامب القادم من خلال خريطة «الازدهار» التي سبق أن عرضها نتنياهو. والسؤال أيضا، هل هُزمتْ إيران أخيراً في هذا الصراع في المنطقة؟

أم أن هناك خلطا للأوراق والمطلوب إعادة ترتيبها من جديد؟ وهل كانت القراءة الإيرانية للأحداث قراءةً خاطئة؟ وهل كان تقديرها للأطراف كافة، سواءً في «محور المقاومة»، أو من جهة فصائل المعارضة السورية المسلحة ضعيفاً وغير دقيق؟ إن الإجابة على هذا السؤال ستأتي ربما من دمشق أو من غزة، ولربما الأيام المقبلة سيكشف عن حقائق مهولة حيال المواقف الإيرانية الأخيرة، والتي أدت إلى هذه النهايات الصادمة وغير المتوقعة.

ختاما، إذا كان نتنياهو وقادة الكيان قد حققوا إنجازات، أو ما سموها انتصارات في ساحة لبنان وسوريا، من خلال انحسار النفوذ الإيراني وإضعاف أذرعه في المنطقة، فإن هزيمتهم ما زالت معلّقة على أنقاض غزة، وفي رمالها وأمام شعبها الشهيد الحي الصامد.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوري يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير الدولة الليبي
  • “وزير الاقتصاد” يناقش مع سفير الصين لدى المملكة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية
  • وزير الخارجية السوري يحذر إيران من بث الفوضى في بلاده
  • إيران …بدء محادثات لإعادة السفارة في سوريا
  • المركزي الإيراني: النمو الاقتصادي في إيران انخفض إلى النصف تقريبا
  • انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة وتداعياته
  • الأمير فيصل بن بندر يستقبل سفير أوزبكستان لدى المملكة
  • 45 عامًا من القمع ضد الشعب الإيراني.. مركز عبد الرحمن برومند يكشف عن ممارسات بشعة يمارسها النظام في طهران
  • إيران: ندعم سيادة سوريا وليس لنا اتصال مباشر مع حكامها الجدد
  • ‏وفد روسي يصل إلى طهران للقاء الرئيس الإيراني