حكومة سوريا الجديدة تدعم التحول إلى اقتصاد السوق الحرة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
قال رئيس أكبر جماعة ضغط تجارية سورية اليوم الثلاثاء، إن الحكومة السورية الجديدة أبلغت رجال الأعمال بأنها ستتبنى نموذج السوق الحرة، وتدمج البلاد في الاقتصاد العالمي في تحول كبير عن سيطرة الدولة على الاقتصاد لعقود.
وأضاف رئيس غرفة تجارة دمشق باسل الحموي، في مقابلة مع رويترز: "اللي هيكون اليوم هو نظام تجاري حر مبني على التنافسية".
وجاءت التصريحات بعد ثلاثة أيام من إطاحة قوات المعارضة بالرئيس بشار الأسد؛ منهية بذلك 54 عاماً من حكم عائلته الاستبدادي.
ورحب رجال أعمال سوريون كبار بالإشارات التي تدل على أن الاقتصاد سيكون مفتوحاً للاستثمارات اللازمة لإعادة بناء البلاد بعد دمار واسع جلبته الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً.
وعلى غرار معظم السكان السوريين، يحاول رجال الأعمال معرفة كيف ستدير حكومة الإنقاذ الجديدة، البلاد.
ويقول رجال الأعمال إنهم ما زالوا يريدون معرفة ما إذا كانت هيئة تحرير الشام، التي قطعت علاقتها بتنظيم القاعدة وقادت هجوم المعارضة، ستحقق هذا الهدف. بعد رحيل الأسد.. أبرز قرارات جماعة المعارضة في سوريا - موقع 24منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، اتخذت المعارضة التي سيطرت على الحكم في البلاد، عدة قرارات كان على رأسها تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية حتى آذار (مارس) المقبل.
ولم يتسن الحصول على تعليق من عبد العزيز أو أي من المتحدثين باسم الحكومة، بعد الإعلان عن تشكيلها اليوم الثلاثاء.
وتفرض سوريا منذ فترة طويلة ضوابط صارمة على الواردات والصادرات وتستخدم نظاماً يطلب من التجار الحصول على تصاريح للاستيراد، ثم إيداع الليرة السورية في المصرف المركزي مقابل الحصول على دولارات.
وكثيراً ما كانت الأموال تصل بعد أيام أو أسابيع، مما يتسبب في تأخيرات ويؤدي إلى نقص السلع الأساسية.
وكان من الممكن أن يؤدي تداول العملات الأجنبية بصورة مستقلة إلى سجن من يفعل ذلك، لكنه أصبح ممارسة شائعة في المعاملات اليومية منذ الإطاحة بالأسد.
قال الحموي إن الوزير عبد العزيز أبلغه بأن النظام المعمول به في الجمارك سيتوقف، وهو ما يلبي مطلباً رئيسياً للتجار ورجال الصناعة.
وأضاف "كل إنسان مسجل في الغرفة يمكن يستورد السلعة اللي بيريدها طبعا ويطرحها بالأسواق ضمن نظام محدد طبعاً".
وقال أربعة من كبار رجال الأعمال السوريين لرويترز إن الرسالة التي بعثت بها السلطات الجديدة مشجعة على ما يبدو وبعيدة كل البعد عن النظام الذي كانت تهيمن عليه مجموعة من رجال الأعمال المقربين من الأسد.
وتضرر الاقتصاد في سوريا بسبب العقوبات الغربية وتدمير المدن التجارية والصناعية الرئيسية في حلب وحمص خلال الحرب الأهلية وخسارة عوائد النقد الأجنبي من صادرات النفط.
وتقدر الأضرار بعشرات المليارات من الدولارات.
وقبل اندلاع احتجاجات الشوارع المناهضة لحكم الأسد في مارس (آذار) 2011، كان سعر الليرة السورية يبلغ نحو 50 للدولار.
وتجاوز سعر الدولار حالياً 15 ألفاً، وهو ما أدى إلى ارتفاع التضخم.
ويرى خبراء اقتصاديون أن استقرار الاقتصاد وفتحه أمام المستثمرين أمر بالغ الأهمية لتشجيع الاستثمارات الجديدة في ظل العودة المحتملة لملايين السوريين الذين فروا من الحرب.
وقال مسؤول كبير يعمل بالقطاع المالي في المنطقة، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه "سوريا لديها جالية ضخمة ومتعلمة وثرية نسبياً في الخارج، والتي سوف ترغب في إعادة بناء البلاد. قد تزيد هذه الجالية بأرقام مزدوجة لسنوات".
وقال الحموي إنه يتلقى مكالمات مستمرة من رجال الأعمال السوريين في الخارج الذين يريدون معرفة كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع التجارة.
وطالب الحموي رجال الأعمال السوريين في الخارج بالعودة إلى بلدهم، مشيراً إلى احتياجات استثمارية هائلة لإعادة الإعمار وتعزيز الصناعة والخدمات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد السوريين سقوط الأسد الحرب في سوريا رجال الأعمال
إقرأ أيضاً:
ثقافة مستثمر البورصة.. «اخطف وإجرى»
14 ورقة مالية ضمن الأفضل بسوق الأسهم
ربما يكون مشوارا ممتلئ بالتعرجات والمنعطفات التى وضعت لتنهض بواحد وتطفئ أخر، تصقل، وتميز، تكسر ليكون القوى الواثق، أو الضعيف المستسلم...تجارب تصنع صفحات يتأمل سطورها، دون مسحها، يحفظ الدرس ويجيد فهمه... مسيرة تواجه بها مطبات، تستخرج أعظم ما لديك.. رحلتك ليس مجرد ورقة وقلم تسطر ما تشاء، لكن مقياس لقدرتك على التحمل والصبر، اختبار يمثل فرصة جديدة لأثبات نفسك والتفوق على ما كنت عليه... وكذلك محدثى إيمانه أن كل تحد يقود إلى اكتشاف قدراته وتحقيق أهدافه.
بإصرارك لن يكون شيء بعيد المنال، بل ستصبح قادرًا على تحقيق ما ترجوه مهما كان صعبًا، إذا أردت بناء مشوار ملىء بالنجاح، عليك أن تخوض كل تجربة تصادفك... وعلى هذا الحال كانت مسيرة الرجل.
أحمد عبدالنبى رئيس قطاع البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية.. يرى الأمور بمنظور جديد، يفتش عن الدروس والعبر المستفادة، لا يرضى بالقليل من الطموح، متوازن، يخطط لكل قرار، يحمل الشكر والعرفان لكل من صنع شخصيته وأولهم والديه.
فى الحى الأكثر نشاطًا، وبالطابق السادس، المشهد يبدو أكثر سكونًا، الكل يركز فيما يعمل، خلية نحل متكاملة، لا تسمع سوى حركة الإقدام، بنهاية الممر مكتب بسيط للغاية، لا يحتوى سوى على مكتب وجهاز كمبيوتر، ومقعدين واحد للزائر، وآخر لصاحبه.
شاشة كمبيوتر عبارة عن ارقام، وميزانيات للشركات، يفتش، ويبحث عن المتغيرات، التى تؤدى إلى نتيجة، أفكار إيجابية، تجعل كل قراراته صحيحة، يتعلم باستمرار، يستفيد من الدروس والتجارب، لكل مجهود له قيمة، لذا تجده أكثر اجتهادا.
ثقة وشجاعة، موضوعية فى التحليل، يدرس، ويلاحظ، تضعه المعرفة فى صفوف المتميزين، والعمل ضمن الناجحين، رؤية دقيقة للأحداث، يبدى ملاحظات إذا تطلب الأمر ذلك... يقول إن «عام 2024 سيطر خلاله المشهد الاقتصادى على اهتمام السواد الأعظم من المراقبين، والخبراء، وسيواصل أيضًا فى 2025 للعديد من العوامل، ومنها الديون الخارجية للاقتصاد الوطنى، والذى تراجع بصورة نسبية مطلع 2025، كما أن الاقتصاد المحلى مر بالعديد من المتغيرات الخارجية، والداخلية التى كان لها الأثر، ومن ضمنها سعر الصرف، وأثره على معدلات التضخم، والخروج من هذه الحلقة يتطلب الاعتماد على التصنيع والإنتاج والتصدير لقدرتهم على قلب ميزان المدفوعات لمصلحة الاقتصاد الوطنى».
واضح فى تحليلاته بحكم عمله بالمجال البحثى يتحدث عن رؤيته للمشهد الاقتصادى فى عام 2025، تحمل تفاؤل، ولكن بحذر وذلك بسبب المتغيرات المتوقع أن يشهدها الاقتصاد العالمى، بعد التغييرات المرتقبة فى تعامل الإدارة الامريكية الجديدة مع الاقتصاد.
- بثقة وهدوء يجيبنى قائلًا إن «الديون الخارجية، مع التضخم، وأسعار الفائدة ووصولها لأعلى مستوى فى عام 2024، ما أعاق استقطاب الاستثمارات الأجنبية سواء المباشرة، أو غير المباشرة، ومع توقعات خفضها قد يتغير المشهد، ويسهم فى عودة التدفقات النقدية، لكن فى حال عدم استقرار المنطقة سيكون له الأثر السلبى على هذه التدفقات، ومنها إيرادات قناة السويس، والسياحة، لكن قد يكون المشهد أفضل حالًا فى ظل السياسة التوسعية للحكومة والتى ستعمل على خفض أسعار الفائدة وتراجع التضخم».
واضح وصريح فى تفسيراته لمشهد السياسة النقدية، خاصة فيما يتعلق بالارتفاعات الكبيرة لأسعار الفائدة فى الفترة الماضية، يعتبر أن ارتفاع أسعار الفائدة مرتبطة بمعدلات التضخم التى تتسبب فيها زيادة تكلفة التصنيع، نتيجة التعويم، وبالتالى زيادة أسعار السلع، وأيضًا الحفاظ على التدفقات النقدية عبر الأموال الساخنة، وكل ذلك دفع الحكومة إلى رفع أسعار الفائدة.
لا يزال الاقتراض الخارجى يمثل جدلًا بين المراقبين والخبراء بسبب تكلفته العالية، إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد تبنى على أن التوسع فى الاستثمار ودور القطاع الخاص فى هذا الاتجاه أفضل وسيلة للتخفيف من الاعتماد على الاقتراض الخارجى، حيث إن الشراكات مع القطاع الخاص، قادرة على أن تحقق أهدافها، خاصة فى الأصول غير المستغلة.
شغل ملف السياسة المالية اهتمامات الخبراء والمراقبين فى ظل الاتجاه لإعادة صياغة هذا الملف مؤخرًا، خاصة فيما يتعلق بمنظومة الضرائب، لذلك تجد الرجل أكثر تركيزًا فى ذلك، يعتبر أن الحصيلة الضريبية تعد من أهم إيرادات الموازنة العامة، لذا مطلوب العمل على دعم الاستثمارات الجديدة، والشركات الناشئة، بما يعود بالنفع على الاقتصاد، مع العمل أيضًا على علاج التشوهات الضريبية، وكذلك العمل على ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى المنظومة الرسمية، التى تسهم فى زيادة الإيرادات.
- لحظات صمت ترتسم على ملامحه قبل أن يقطعه بقوله إن «الاستثمارات سواء الأجنبية أو المحلية تتطلب رؤية واضحة خلال السنوات القادمة، وذلك فيما يتعلق بالإعفاءات الضريبية، وحزمة المحفزات، والاستقرار التشريعى، وهى اجراءات تسمح للمستثمر بإعداد دراسة جدوى شاملة لمشروعاته الاستثمارية، والوقوف على مدى جدوى هذه المشروعات، بالإضافة أيضًا إلى ضرورة اهتمام الدولة بتحسين بيئة الاستثمار، ووثيقة ملكية الدولة، والعمل على تنفيذها، وكذلك الميزة التنافسية الذى يحظى بها السوق المصرى، ويمنحه أفضلية بين الأسواق والاقتصاديات المجاورة».
التعلم المستمر، والبحث عن الجديد من السمات التى تمنحه ثقة بالنفس، تجده فى حديثه عن القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد الوطنى أكثر اهتمامًا، يعتبر أن القطاعات الاستهلاكية، التعليم، الصحة، الاتصالات، والسياحة، وكلها قطاعات لها أهمية خاصة، نتيجة الحجم الكبير الذى يحظى به السوق المحلى فى عدد السكان، وهو ما يتيح فرصًا استثمارية أكثر نموا فى مثل هذه القطاعات.
حصيلة طويلة من العمل والتجارب أسهمت فى صقل خبراته، وهو ما يتبين فى تحليله لملف برنامج الطروحات، يعتبر أن ملف الطروحات فى السوق المحلى لا يزال بعيدًا مقارنة بالشركات التى طرحت فى الأسواق المحيطة... يقول إنه «فى الفترة من عام 2014 إلى منتصف 2024 تم طرح 28 شركة بالسوق المحلى مقابل نحو 100 شركة فى السوق السعودى، و32 شركة بالسوق الإماراتى، وبأحجام كبيرة، وذات قيمة مرتفعة بالعملة الصعبة، عكس الاكتتابات ذات الأحجام الضعيفة بالسوق المحلى، والتى أثرت بالسلب على نسب وترتيب الشركات فى مؤشرات أسواق المال العالمية».
فى جعبة الرجل العديد من الحكايات حول هذا الملف، والدور المطلوب للعمل على استقطاب، وطرح شركات ذات أحجام كبيرة، يقول إن التركيز على تقديم المزيد من الحزم التحفيزية للسوق، خاصة تميز السوق بتأهيله بشكل كبير فى استقبال أى أعداد من الطروحات.
محطات عديدة فى مشوار الرجل، أهمها التى تسببت فى تغيير مساره نحو العمل فى مجال الاستثمار والبورصة، وهو الذى كان يريده، لذا تجده أكثر اهتمامًا وحبًا لعمله، يحدد الأسهم الأفضل بالبورصة بنحو 14 ورقة مالية فى عام 2025، وتتمثل فى القطاعات الدفاعية، منخفضة المخاطر فى الأغذية والتعليم، والصحة، بالإضافة أيضًا إلى 7 أسهم بالقطاعات المتقلبة وينصح الاستثمار فيها بحذر، ومنها الأسمدة، البتروكيماويات، الأسمنت، حيث إنها قطاعات مرتبطة بالتغيرات العالمية.
بساطة فى العرض، هو ما يجعل كلماته بسيطة وواضحة، يعتبر أن البورصة فى حاجة إلى مزيد من التحسين فى الافصاحات، والتوقيتات اللازمة للإعلان عنها، بالإضافة إلى توصياته للمستثمر المتعامل فى البورصة، والتعامل مع الاستثمار والتداولات باحترافية، وثقافة استثمارية تراكمية طويلة الأجل، بعيدا عن ثقافة «اخطف وأجرى».
- علامات ارتياح ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا إن «استراتيجية القطاع تبنى على تقديم بيانات مالية دقيقة للعملاء تعتمد على أسس تحليلية، كذلك تقديم خدمات متطورة من خلال المنتجات التكنولوجية الحديثة فى التوعية وتقديم النصائح للمستثمرين، بالإضافة إلى تغطية 50 إلى 60 ورقة مالية، وكذلك العمل على تحقيق 3 مستهدفات منها تغطية المزيد من الأوراق المالية، وتقديم الخدمات المتميزة، مع العمل على التوسع فى الأسواق الخارجية، وهى مستهدفات قادرة على تعزيز ريادة ومكانة القطاع».
يستمد قوته من المعرفة، ومن النجاحات المتتالية يجعلها دافعًا للتطور، وهو سر تميزه، ينصح أولاده بالاجتهاد والسعى وخدمة الآخرين، والتعامل بالتسامح.. لكن يظل الشغل الشاغل الحفاظ على ريادة قطاع البحوث فى السوق... فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟