أسئلة مشروعة لوزير الاتصالات
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
مساء الخميس الخامس من ديسمبر كانت موافقة الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات على زيادة أسعار خدمات الإنترنت الثابت والمحمول وصباح الجمعة 6 ديسمبر، بدأت شركات المحمول الأربع تطبيق الزيادة على أسعار كروت الشحن «الفكة» والباقات الشهرية للإنترنت الثابت، وهو ما أثار ردود فعل واسعة بين المستخدمين، وجدل وغضب ووصل الأمر بالطبع إلى البرلمان، حيث توالت طلبات الإحاطة من أعضاء مجلس النواب ومطالب باستدعاء الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فورًا لتوضيح الأمر والرد على أسئلة كثيرة بشأن أسباب الزيادة ورغم تفهم الناس أن الموافقة على طلب شركات الاتصالات بزيادة الأسعار قد تأجلت سنوات، وأن الشركات تلح فى طلب الزيادة لمواجهة الالتزامات المترتبة على تجويد الخدمات إلا أن الزيادة كانت مربكة ورآها الناس مبالغ فيها وتضع أعباءً إضافية على المواطنين.
شملت الزيادة الجديدة ارتفاعًا كبيرًا فى أسعار كروت الشحن «الفكة» مع إلغاء كارت الشحن فئة 10 جنيهات، هذه الزيادات تأتى فى إطار إعادة هيكلة التسعير لتعكس التكاليف التشغيلية للشركات، إلا أنها تضيف عبئًا ماليًا على المستخدمين، ولم تقتصر الزيادة على كروت الفكة فقط، بل طالت أيضًا باقات الإنترنت الشهرية، حيث تم تعديل أسعار باقات «سوبر»، «ميجا»، «ألترا»، و«ماكس»، والأسئلة المشروعة التى أصبحت أكثر إلحاحا بين الناس وفى مجلس النواب هى لماذا وهل تستحق الخدمة هذه الزيادة، وهل هناك مقارنة بين أسعار الإنترنت فى مصر والدول المجاورة، خصوصًا أن الإنترنت أصبح من ضروريات الحياة، وليس رفاهية والإجابة المتوقعة هى أن الزيادة تهدف إلى تمويل مشروعات لتحسين البنية التحتية وتعزيز التغطية وتقوية الشبكة وفق تصريحات المسئولين عن هذه الشركات الأربع، حيث أنفقت استثمارات ضخمة جدًا ومعظمها بالعملة الصعبة.
ولتحقيق التوازن وفك الاشتباك بين الشركات والناس وفى خطوة موازية، شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، توقيع آليات جديدة لجزاءات الجودة بين شركات المحمول الأربع وبين جهاز الاتصالات تهدف هذه الآليات إلى ربط تحسين جودة الخدمات بمصالح المواطنين.
تشمل الآليات الجديدة، مضاعفة قيمة الجزاءات عند مخالفة معايير الجودة، وتُستخدم الأموال التى يتم تحصيلها من الجزاءات فى تحسين البنية التحتية بدلًا من دفع الغرامات، بالإضافة توجيه الاستثمارات فى تحسين تغطية الشبكات فى المناطق النائية ورفع ترتيب مصر فى المؤشرات الدولية، كما يتابع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات تنفيذ المشاريع لضمان تحقيق الأهداف.
الدكتور عمرو طلعت أكد أن هذه الإجراءات تعزز الشراكة بين القطاعين الحكومى والخاص لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، والمهندس محمد شمروخ، الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات قال إن هذه الخطوات تسعى لتحقيق توازن بين حقوق المواطنين وتحفيز الشركات على تحسين الأداء.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيشعر المواطنون بتحسن فعلى فى جودة الخدمات يبرر التكاليف الإضافية؟
تمثل هذه التغييرات اختبارًا حقيقيًا للشركات والحكومة لضمان تحقيق التوازن بين تقديم خدمات ذات جودة عالية وتلبية احتياجات المستخدمين بأسعار مقبولة.
والمعروف أن خدمات المحمول فى العديد من الدول تشهد زيادة ملحوظة فى الأسعار، ما يؤثر بشكل مباشر على المستخدمين ويثير تساؤلات حول الأسباب والآثار المحتملة لهذه الزيادة، خصوصًا مع زيادة تكاليف التشغيل وتحديث البنية التحتية واستثمار الشركات فى تقنيات جديدة وفى النهاية يجب إيجاد توازن بين تحقيق الأرباح وتلبية احتياجات المستخدمين، لضمان استدامة القطاع وتحقيق الفوائد للجميع، من المهم أن تبقى الشركات فى تواصل مستمر مع العملاء لمعرفة احتياجاتهم والتحديات التى يواجهونها بسبب ارتفاع الأسعار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار ع الطاير أسعار كروت الشحن الفكة خدمات الإنترنت
إقرأ أيضاً:
تغييرات في سياسة فيسبوك وإنستجرام وواتساب تقلق المستخدمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تحول جذري لسياسات واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، أعلنت شركة ميتا بلاتفورمز، المالكة لفيسبوك وإنستجرام وثريدز وواتساب، عن سلسلة من التغييرات الاستراتيجية التي تهدف إلى إعادة تشكيل طريقة إدارة المحتوى على منصاتها. جاءت هذه التغييرات على لسان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي للشركة، حيث أعلن عن إلغاء خدمة تدقيق الحقائق وتخفيف الرقابة على المحتوى لتعزيز حرية التعبير.
إلى جانب هذه التغييرات، كشفت ميتا عن خطط طموحة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي على منصاتها من خلال أدوات مبتكرة تتيح للمستخدمين إنشاء شخصيات ذكاء اصطناعي تفاعلية، وبينما أثارت هذه التحركات ترحيب البعض باعتبارها خطوة نحو الانفتاح والإبداع، أعرب آخرون عن مخاوفهم من تداعياتها على جودة المعلومات وأمان المستخدمين.
وتسعى ميتا إلى إعادة هيكلة منصاتها بقرارات جريئة تشمل تخفيف الرقابة على المحتوى وتعزيز الذكاء الاصطناعي، بينما تعكس هذه الخطوات محاولة لاستعادة ثقة المستخدمين وتوسيع قاعدة الشباب، تواجه الشركة انتقادات حادة تتعلق بخطر تضخم المعلومات المضللة وتأثيرها على جودة المحتوى، في ظل هذه التحديات، ستحدد الأشهر القادمة مدى نجاح ميتا في تحقيق توازن بين حرية التعبير وضمان أمان المحتوى.
يستعرض هذا التقرير تفاصيل هذه القرارات، تأثيرها على المستخدمين، والانتقادات التي واجهتها الشركة، مع تحليل لتوجهها المستقبلي في عالم التواصل الاجتماعي.
أولاً: إلغاء خدمة تدقيق الحقائق وتخفيف قيود المحتوى
في خطوة غير مسبوقة، أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن تغييرات جذرية تشمل إنهاء خدمة تدقيق الحقائق (Fact Checking) وتخفيف القواعد المفروضة على حرية التعبير عبر منصات الشركة، بما فيها فيسبوك، إنستجرام، وثريدز. تأتي هذه الخطوة كجزء من توجه جديد تسعى ميتا من خلاله إلى تعزيز حرية التعبير وجذب المستخدمين.
أهم ملامح هذه التغييرات:
1. إنهاء عمل مدققي الحقائق:
• صرح زوكربيرج بأن الشركة ستتخلص من فريق تدقيق الحقائق، وتستبدله بـ”ملاحظات المجتمع”، وهي آلية مشابهة لنظام المستخدمين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا).
• سيبدأ هذا النظام الجديد تدريجيًا في الولايات المتحدة قبل التوسع عالميًا.
2. تقليل الرقابة وتعزيز المحتوى السياسي:
• أعلن زوكربيرج أن ميتا ستقلل من قيود الرقابة على المحتوى وتوصي بالمزيد من المحتوى السياسي على منصاتها.
• وعلل ذلك بأن القيود السابقة والتدقيق المفرط أضرا بثقة المستخدمين في الشركة.
3. نقل فرق مراقبة المحتوى:
• فرق مراقبة المحتوى في ميتا ستنتقل من كاليفورنيا إلى تكساس، حيث أشار زوكربيرج إلى أن المناخ السياسي هناك أقل تأثيرًا على حياد الفرق.
4. ردود الفعل على القرار:
• جيسي ستيلر، مدير موقع “Check Your Fact”، وصف القرار بالصادم، مشيرًا إلى أنه سيؤثر سلبًا على العاملين في هذا المجال.
• روس بورلي، مؤسس مركز Information Resilience، انتقد القرار ووصفه بأنه “خطوة إلى الوراء” في مكافحة المعلومات المضللة، معتبرًا أنه يهدف لتهدئة الأجواء السياسية أكثر من كونه سياسة ذكية.
ثانياً: تعزيز الذكاء الاصطناعي على منصات ميتا
بالتوازي مع تغييرات سياسة المحتوى، أعلنت شركة ميتا عن خطط لتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في منصاتها، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على قاعدة المستخدمين وجذب الأجيال الشابة.
أبرز ملامح هذه المبادرات:
1. شخصيات ذكاء اصطناعي مبتكرة:
• ستوفر ميتا أدوات جديدة لمساعدة المستخدمين على إنشاء شخصيات ذكاء اصطناعي مخصصة لكل من فيسبوك وإنستجرام.
• هذه الشخصيات ستكون أشبه بملفات تعريف المستخدمين، وستشمل سير ذاتية وصورًا شخصية، وستكون قادرة على إنشاء محتوى ومشاركته.
2. أدوات AI Studio:
• أداة جديدة تتيح للمستخدمين الذين لا يجيدون التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي إنشاء شخصيات AI بناءً على اهتماماتهم.
• يمكن للمستخدمين أيضًا إنشاء امتداد ذكاء اصطناعي لأنفسهم يعكس شخصياتهم وهواياتهم.
3. الإبلاغ عن المحتوى الكاذب:
• ستُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحذير المستخدمين من الأخبار الكاذبة المنتشرة على المنصات.
• ومع ذلك، أثيرت مخاوف بشأن احتمالية استخدام هذه الأدوات لإنتاج محتوى مزيف ونشره.
4. التوسع التدريجي:
• حاليًا، تقتصر أدوات AI Studio على المستخدمين في الولايات المتحدة، مع خطط لتوسيع النطاق عالميًا في وقت لاحق من العام.
تحليل التوجه الجديد لشركة ميتا:
1. إيجابيات التغييرات:
• التركيز على حرية التعبير قد يعيد ثقة المستخدمين الذين شعروا بأنهم مقيّدون سابقًا.
• أدوات الذكاء الاصطناعي توفر تجربة جديدة تعزز التفاعل الإبداعي على المنصات.
2. السلبيات والمخاوف:
• الانتقادات بأن تقليل الرقابة قد يؤدي إلى زيادة انتشار المعلومات المضللة والمحتوى الضار.
• قد تواجه أدوات الذكاء الاصطناعي تحديات في التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف.