بوابة الوفد:
2024-12-12@01:45:16 GMT

نظرة حالمة لسوريا

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

فى تصورى الإنسانى لا بقاء فى التاريخ إلا للوطن والشعب، الزعماء، القادة، بكل تصنيفاتهم ومسمياتهم يأتون ويرحلون مهما طال بهم الزمن فهم إلى انتهاء، سواء برحيل ديمقراطى محترم بتداول السلطة، أوموت طبيعى أو اغتيال أو ثورة تقتلعهم من مقاعدهم خاصة لهؤلاء الذين يعشقون الكرسى مهما كان وجودهم منبوذا ومرفوضا من الشعب، هؤلاء وهؤلاء يسجل التاريخ أسماءهم بصورة سوداء أو بيضاء حسب إنجازاتهم والبقاء للأوطان وللشعوب بمقدراتهم.


ما سمى بثورات الربيع العربى والتى جرى بها اقتلاع بعض رؤساء دول عربية من مقاعدهم لم يكن درسا واعيا لبشار الأسد والذى طال مقامة لمدة تصل إلى ١٤ عاما بعد تلك الثورات العربية أيا كان منتجها ومحركها، فبقى على كرسيه وقد اختار حوله جيشا بموصفات طائفية لتحميه وعائلته وشيعته، وأطلق يد الجيش لتصفى كل من رأوا فيه المعارضة السياسية أو الاختلاف الطائفى اللا علوى، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل تلك الجرائم الدموية التى ارتكبتها عناصر الجيش ضد أبناء الشعب، ولا مبرر أبدا لجيش لأن يوجه دوره الأساسى لحماية الجبهة الخارجية من أعداء الوطن، أن يوجه دوره إلى تصفية أبناء الشعب ممن يعتبرهم أعداء النظام والرئيس، ويعتبرها حربا ضروسا ليترك فى كل عائلة وأسرة سورية سنية الجرح والثأر ورغبة الانتقام ويتسبب فى الشتات لأهل سوريا فى مراكز اللجوء الغربية وغير الغربية، ويسمح لقوى خارجية بالتدخل واللعب على المكشوف أو المستور لأجل مصالحها فى بلاده، لا مبرر أبدأ لأى جيش نظامى مفترض أنه وطنيا ليفعل ذلك، وحين أقارن بينه وبين جيشنا المصرى العظيم، أجد فارق السماء والأرض، فقد انحاز الجيش للشعب وحقن الدماء وتصدى لمخططات التخريب والتقسيم الطائفى ولم يسمح بأى تدخلات خارجية، حفظ الله جيش مصر لأنه قوة وطنية تحمى الوطن والشعب.
وأعود إلى سوريا الأن، وتتنازعنى نظرة خوف تختلط بنظرة حالمة حيال المشهد المرتبك سياسيا وعسكريا، أخاف أن يتشبث محمد البجلاوى بالسلطة ويفرض نفسه رئيسا على البلاد وهو المنتمى السابق للقاعدة والمطلوب فى أمريكا مقابل ١٠ مليون دولار، أخشى أن تطل رؤوس أخرى تتصارع للقيادة بقوة السلاح داخل فصائل المعارضة نفسها متقنعين بوصفهم صناع الثورة وقادتها، لأن زهوة السلطة تسلب عقول الرجال، وأخشى أن يكون الشعب السورى قد استجار من نار الأسد برمضاء متطرفين أو متأسلمين، وأتصور أنه لا مفر من التفكير الموضوعى من منطلق وطنى، الميليشات المسلحة المنتصرة الأن لا يمكن أن تصبح جيشا يحمى وطن، ومنذ إعلان الأسد تنحيه الذى جاء متأخرا كثيرا تصورت أن الحل فى سوريا هو إعلان الجيش النظامى على الفور وكل قادته الإنحياز للشعب، والبقاء فى ثكناته العسكرية لحماية جبهة سوريا الخارجية، وإعلان وقف المواجهات المسلحة مع المعارضة، وعدم الإنصياع لأى مواجهات واقتتال فى الداخل حتى تتضح ترسيمات الخارطة السياسية، وأن تحترم المعارضة قرار الجيش من أجل الجبهة الخارجية وتوقف تلك التصفيات الدموية الإنتقامية لعناصر الجيش، أما تسليم الجيش مواقعة وأسلحته للمعارضة المسلحة نتيجته فوضى داخلية دموية العواقب مع وصول الأسلحة لأيدى لا تجيد التعامل كجيش نظامى للدولة ولا تجيد القيادة الدفاعية، وسيعنى هذا انتهاء أمن سوريا تماما على جبهتها الخارجية وفى مواجهة إسرائيل، والتى ستجدها فرصة ذهبية للتغلغل فى مزيد من الأراضى السورية لتضمها إلى الجولان المسلوب.
أرى وجوب ذلك، هذا إن فكر المتصارعون فى مستقبل سوريا وطن وشعب، وألا يتوقف تفكيرهم على حجم قطعة التورتة التى سيفوزون بها من خلال هذا الوضع الشائك، فاللأسف الخارطة الداخلية متوزعة وبها تقسيمات للموالى هنا وهناك، وبدت صورة عناصر المعارضة المسلحة فى الإعلام كالدواعش، وهو ما يجب أن ينفيه هؤلاء بالفعل لا القول، بإعلان الوفاق الوطنى، إعلان المرحلة الحالية مرحلة انتقالية مؤرجة ومجدولة بالاستحقاقات الدستورية للشعب، فتح الباب أمام إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة، إجراء إنتخابات برلمانية تتشارك فيها كل طوائف الشعب.
حقيقة، راغبة أنا فى التفاؤل لأجل شعب سوريا الذى ذاق الويلات على يد الأسد وجيشه العلوى، وغرق فى بحور الدماء قرابة عقد ونصف، وذاق ذل الشتات فى ملاجيء الدول الغربية وغير الغربية، أتمنى أن يكون بينهم رجل رشيد وطنى حقيقى يدعو إلى الوفاق الوطنى والمصالحة العامة الفعلية، وقف التصفيات الإنتقامية ضد الجيش من أجل مصلحة وطن مقدراته تتراهن وتتنافس عليها خمس دول خارجية هى أمريكا، روسيا، تركيا، إيران وإسرائيل، كل واحدة أخطر من الأخرى، أما تفكيك الجيش والقضاء عليه لإحلاله بعناصر ميليشيات مسلحة لهى أول كارثة ومستنقع موحل للعهد الجديد، وأحلم أن تقوم الجامعة العربية من غفوتها وتلعب دورا ملموسا فى مساعدة وتوجيه خارطة الطريق الديمقراطية فى سوريا، ليس لمصلحة سوريا فقط بل لمصلحة كل الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط التى تحاول أجندات الغرب تفتيتها فى شرق أوسط جديد تسود فيه إسرائيل. اللهم احفظ سوريا أرضا وشعبا من التمزق والقتل والشتات واهدهم إلى خارطة الإستقرار والسلام والأمن.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد

إقرأ أيضاً:

إقليم علوي وسني وكردي.. سوريا الفيدرالية بإرادة الشعب ام بالقوة والتدخلات الخارجية؟

بغداد اليوم  كردستان

علق السياسي الكردي السوري هوزان عفريني، اليوم الثلاثاء (10 كانون الأول 2024)، على تطورات الأحداث في سوريا ومستقبلها بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال عفريني في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "هناك أكثر من توقعات لمستقبل سوريا، ولكن المستقبل بتوقعاتي يتجه نحو أزمات خانقة، ومشاكل واحتمالية حصول اشتباكات بين الفصائل المسلحة، وهجوم من بعض الفصائل على المواقع الكردية".

وأضاف أن "هيئة تحرير الشام مدعومة دوليا وهذا يكون نقطة انطلاق نحو الأفضل على اعتبار هناك جهة تسيطر على أفعالها، والهيئة هي أقوى في فصائل المعارضة، لأنها كانت سابقا تعرف بجبهة النصرة، وسيطرت على ادلب، ودربت قواتها بشكل نظامي، وجهزت نفسها بهدف أن تصل لتغيير السلطة، وهذا ما حصل".

وأشار إلى أن "النتيجة تحققت بسقوط نظام بشار الأسد الذي حكم مع عائلته بالحديد والنار منذ 54 عاما، وارتكب الجرائم بحق الشعب السوري بكل مكوناته، ولكن المستقبل حتى الآن لا يبدو مبشرا بخير، لآن هنالك احتمال أن تشن الفصائل المدعومة من تركيا من غير هيئة تحرير الشام هجوما على المناطق الكردية".

وبين أنه "وحسب التوقعات فإن سوريا تتجه نحو 3 أقاليم، إقليم سني، وإقليم علوي، وإقليم كردي، وتكون دولة فيدرالية".

وكان مقاتلو المعارضة السورية أعلنوا صباح أمس الأحد من العاصمة دمشق الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي حكم البلاد بقبضة من حديد ونار وبعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن الأسد وعائلته يتواجدون في موسكو، وأن السلطات منحتهم اللجوء الإنساني.

مقالات مشابهة

  • المعارضة السورية المسلحة تعلن أن الشعب الحر أسقط الأسد.. لماذا سقط بشار الأسد؟
  • الخارجية الروسية تعلن الحفاظ على اتصالاتها مع جميع القوى السياسية بـ سوريا
  • وزير الخارجية هاكان فيدان يدلي بتصريحات هامة حول سوريا: هل تفتح تركيا سفارتها في دمشق؟
  • إقليم علوي وسني وكردي.. سوريا الفيدرالية بإرادة الشعب ام بالقوة والتدخلات الخارجية؟
  • المعارضة المسلحة تمنح مجندي الجيش السوري عفوًا عامًا
  • مدير الاستخبارات الخارجية الروسية : مصير الشعب السوري يعتمد على اتفاق قوى المعارضة داخليا
  • إيران تدعو مجلس الأمن لاتخاذ إجراء ضد احتلال الجيش الإسرائيلي لسوريا
  • عاجل - حزب البعث يدعم "المرحلة الانتقالية" في سوريا بعد سقوط الأسد
  • سوليفان يرحب بتصريحات المعارضة المسلحة في سوريا