(صالات الجيم.. والرقابة الغائبة)
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
بروتينات بناء العضلات الأخطر والأكثر شيوعًا وتسبب الفشل الكلوى واضطرابات بالقلب
أصبح التوجه نحو ممارسة الرياضة فى الصالات الرياضية (الجيم) من الظواهر الشائعة فى السنوات الأخيرة فى مصر. لكن وراء هذا التوجه الصحى والرياضى قد تختبئ العديد من المخاطر التى لا يدركها البعض من الشباب، سواء كانوا يترددون على هذه الصالات بهدف تحسين لياقتهم البدنية أو بناء عضلاتهم.
تشير الدراسات والتقارير إلى أن الكثير من الصالات الرياضية فى مصر تعمل بدون تراخيص رسمية، وهذا يزيد من المخاطر المرتبطة بهذه المرافق. كما أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بتناول المكملات الغذائية وخاصة البروتينات، التى يتناولها العديد من الشباب دون إشراف طبى أو علمي، مما يؤدى إلى أضرار صحية جسيمة.
تعد مشكلة غياب التراخيص فى الصالات الرياضية فى مصر من أبرز التحديات التى تواجه هذه الصناعة. العديد من الصالات الرياضية تعمل دون تراخيص رسمية من وزارة الشباب والرياضة، ما يعرض مرتاديها لمخاطر كبيرة سواء على مستوى السلامة أو الصحة العامة. فى ظل هذا الوضع، تزداد المخاوف من أن تكون الصالات الرياضية تفتقر إلى المعايير الصحية والرياضية المطلوبة.
بحسب خبراء فى مجال الرياضة، فإن معظم الصالات الرياضية فى مصر لا تلتزم بالقواعد التنظيمية التى تحددها وزارة الشباب والرياضة. «من المفترض أن يتم فرض رقابة شديدة على هذه الصالات لضمان سلامة المواطنين، إلا أن الواقع يُظهر عكس ذلك تمامًا»، كما قال أحد الخبراء الرياضيين الذى فضل عدم الكشف عن هويته.
وأضافت مصادر داخل الوزارة أن هناك الكثير من الصالات التى لا تلتزم بشروط السلامة، مثل وجود أدوات رياضية قديمة أو غير صالحة للاستخدام، فضلاً عن غياب التأمين الطبى والتراخيص اللازمة. هذه العوامل تجعل من الصعب ضمان أمان المتدربين فى هذه الصالات.
وتعتبر المكملات الغذائية، وعلى رأسها بروتينات بناء العضلات، من أكثر المواد شيوعًا بين مرتادى الصالات الرياضية فى مصر. لكن الكثير من الشباب يجهلون الآثار السلبية لهذه المكملات عند استخدامها بشكل غير مدروس أو مفرط. تشير الدراسات الطبية إلى أن تناول المكملات الغذائية بشكل مفرط دون استشارة طبية يمكن أن يؤدى إلى مشاكل صحية خطيرة مثل الفشل الكلوي، اضطرابات القلب، زيادة ضغط الدم، وبعض مشاكل الهضم.
«الكثير من الشباب يظنون أن تناول البروتينات سيساعدهم على بناء العضلات بشكل أسرع، ولكنهم يجهلون أن تناول البروتينات بكميات كبيرة يمكن أن يؤثر على الكلى والجهاز الهضمي»، يقول الدكتور أحمد سعيد، أخصائى تغذية رياضية.
أحد الأمثلة المؤلمة التى شهدها المجتمع المصرى كان وفاة شاب فى منتصف العشرينيات من عمره بعد تناول جرعات زائدة من البروتينات فى إحدى الصالات الرياضية الشهيرة. وتعتبر هذه الحادثة مثالًا على المخاطر التى قد يتعرض لها الشباب بسبب نقص الوعى بالإرشادات الصحية المتعلقة بتناول المكملات الغذائية.
فى السنوات الأخيرة، تزايدت حالات السكتات القلبية المفاجئة التى تحدث أثناء ممارسة الرياضة فى الصالات الرياضية المصرية. على الرغم من أن الرياضة بشكل عام لها فوائد صحية جمة، فإن ممارسة الرياضة بشكل مفرط أو بطريقة غير مدروسة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية غير مكتشفة.
فى أحد الحوادث المؤلمة التى شهدها المجتمع المصري، توفى شاب فى منتصف العشرينات أثناء ممارسته تمارين رفع الأثقال فى أحد الجيمات. تبين فيما بعد أنه كان يعانى من مشكلات قلبية لم يتم تشخيصها قبل الحادث.
ويؤكد الأطباء أن السكتات القلبية المفاجئة التى تحدث فى الجيمات غالبًا ما تحدث نتيجة للتمارين القاسية أو تناول المنشطات والأدوية دون إشراف طبي. «النشاط الرياضى العنيف يتطلب فحصًا دقيقًا للحالة الصحية قبل البدء فيه، خاصة إذا كانت هناك عوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل فى القلب»، يقول الدكتور وليد عبدالله، أستاذ طب القلب.
«الوفد» استطلعت آراء العديد من الخبراء فى مجال الرياضة والصحة لتسليط الضوء على هذه القضايا:
الدكتور محمد علي، أستاذ فى كلية التربية الرياضية، قال: «من المهم أن نعمل على توعية الشباب بضرورة استشارة الأطباء قبل الإقدام على تناول المكملات الغذائية أو ممارسة التمارين الشاقة فى الجيم، لأن الكثير منهم لا يدركون المخاطر الصحية المترتبة على هذه الممارسات».
الدكتور يوسف أحمد، أستاذ فى الطب الرياضي، أضاف: «الرقابة على الصالات الرياضية فى مصر ضعيفة جدًا، وغياب التراخيص يؤدى إلى تدهور مستوى الأمان فى هذه الصالات، ما يجعلها بيئة غير آمنة للمتدربين».
كابتن معتز محمد، مدير أحد الجيمات الكبيرة فى القاهرة. قائلًا: «نحن كأصحاب صالات رياضية نواجه صعوبات كبيرة فى الحصول على التراخيص اللازمة من وزارة الشباب والرياضة. ولكننا نحرص على تطبيق معايير السلامة فى صالتنا، بما فى ذلك استخدام معدات رياضية حديثة وتوفير فرق طبية فى حالات الطوارئ».
وأضاف: «أعتقد أن المشكلة تكمن فى غياب الوعى من بعض الشباب حول أهمية الإشراف الطبى أثناء ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية دون استشارة مختصين».
وتابع: «من الضرورى أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بتفعيل رقابتها على الصالات الرياضية وتنظيم حملات توعية للشباب حول مخاطر تناول المكملات الغذائية، وكذلك أهمية إجراء الفحوصات الطبية قبل ممارسة التمارين الشاقة».
أ. الرقابة منعدمة
على وزارة الشباب والرياضة فرض رقابة أكثر صرامة على الصالات الرياضية، من خلال التأكد من وجود تراخيص مناسبة للمرافق، وتطبيق معايير السلامة والأمن داخل الصالات.
أين التوعية الصحية؟
من الضرورى توفير حملات توعية للشباب حول المخاطر الصحية الناتجة عن تناول المكملات الغذائية بشكل غير مدروس، وتوجيههم إلى أهمية استشارة الأطباء قبل البدء فى أى نوع من أنواع التدريب.
أين الفحوصات الطبية؟
يجب على مرتادى الصالات الرياضية إجراء فحوصات طبية دورية لضمان سلامتهم وتجنب المشكلات الصحية الخطيرة أثناء ممارسة الرياضة.
كما أن ممارسة الرياضة فى الصالات الرياضية تعتبر أمرًا مهمًا للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر ووعى كامل بالمخاطر المحتملة. غياب الرقابة الحكومية على هذه الصالات، وعدم الوعى الكافى بين الشباب حول المكملات الغذائية والتدريب الشاق، كلها عوامل تؤدى إلى حدوث مشاكل صحية قد تكون خطيرة. من الضرورى أن تعمل الدولة على وضع آليات رقابية صارمة، بالإضافة إلى نشر ثقافة التوعية الرياضية والصحية بين المواطنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صالات الجيم بالقلب بناء العضلات ا الفشل الكلوي ممارسة الرياضة تناول المکملات الغذائیة وزارة الشباب والریاضة ممارسة الریاضة هذه الصالات الکثیر من من الشباب العدید من على هذه
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة يهنئ نظيريه في المغرب والسعودية باستضافة كأس العالم 2030 و2034
تقدم وزير الشباب والرياضة ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، الدكتور أشرف صبحي، بالتهنئة القلبية إلي لنظيريه في كل من المغرب والسعودية بمناسبة حصول المغرب على شرف استضافة كأس العالم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال، وكذلك للسعودية لاستضافتها كأس العالم 2034.
وأعرب الوزير عن اعتزازه بهذه الإنجازات العربية التي تُبرز دور المنطقة في دعم وتطوير الرياضة عالميًا، وتعزز من مكانة العالم العربي على الخريطة الرياضية الدولية.